الأقليات – تعبير آن الاوان لرفضه من مفهومنا و حضارتنا
كلمة "اقلية" ((Minority- موجوده عبر التاريخ و الارث و الثقافة حتى السياسة ضمن مفهومنا.اراهن اننا لا نفهم معناها ،نتاولها خاصة في مجال الاحصاءات خاصة اذا وضعنا بجانبها كلمة "اكثرية" أو "الغالبية". انها كلمة تفرق و تقسم الشعوب الذين جاءوا اصلا من منابع و روافد مختلفة وتشوه تالف و تناغم المجتمعات . وهنا نرجع لمعناها في القاموس: هل تعني الاثنية ) (Ethnicity ام العرقية (Racial ) ام تعني العنصرية (Racialism) و هل هي طائفية ((Confessionalism ام لها مدلولات الفروق القبلية و العشائرية ((Tribalism و اخيرا المفهوم الديني(Religious) .
و أتساءل هنا: ماذا نسمي المهاجرين من دول و اصول مختلفة التي تهاجر الى بلدان اخرى، هل مثلا الالمان و الايطاليين و المكسيكين الذين هاجروا لامريكا هم اقليات-بالطبع لا، فهم في الدستور يعتبرون مواطنين و هل الهنود الحمر ليسوا امريكيين لكنهم "اقليات" كل هؤلاء وحتى ملايين العرب المهاجرين و المهجرين للامريكيتين و الدول الاوروبية يعتبرهم القانون و دستور تلك البلدان مواطنين حيث لا وجود لكلمة "اقليات”. اذن لماذا نصنف نحن ما نسميهم "خطأ" بالاقليات حسب فمهمنا المحدود- حسب لون بشرتهم و لغتهم و لهجاتهم و عاداتهم وحتى شكل ملابسهم ، لقد اصبح لدينا القناعة و حتى بشكل رسمي، ان هناك "اقليات و نتعامل معهم على هذا الاساس الخاطئ حتى اننا نطبق عليهم قوانين ما نسميها –بالكوتا((Quota ان تعاملنا مع مصطلح اقليات بغيض للغاية و لايخدم بناء مؤسساتنا الحضارية، ان اسوأ ما تعنيه هذه التسميه هو طريقة التعامل و الذي مع الاسف يصبح (التعامل مع الاخر). لكن من حدد و اكد ووثق هذا المعنى الاخر. السنا كنا و للان امة واحده لها حضارة امتدت عبر تاريخنا بكل مقوماتها و اهمها الانسان. انها حضارة واحده لها هوية واحدة و قواسم مشتركة عظمية تجمعنا لاتقرقنا، و لو اختلفنا لكننا بالتالي نتفق على اننا مختلفين في اراءنا. لقد استطاعت حضارتنا العربية عبر التاريخ ان تجمع المفكرين و الادباء و العلماء بكل فئاتهم و من كل جنس ودين ولون و تمكنت من احتصانهم و شجعتهم فأتاحت لهم المناخ الملائم و الدعم الكامل و المجال الاوسع و الامكانات الهائلة التي مكنتهم ان ينتجوا و يبدعوا في مجالات الاداب و الفنون و كل فروع العلوم و كانت رسالة امتنا العربية رسالة انسانية بينت من خلالها حضارة عظيمة انطلقت من بلادنا لتنتشر في العالم و اشركت فيها شعوبا كثيرة فاعطت لتلك الحضارة رقيا لم تكن تحلم به في ظل عقيدة تجاوزت في مداها الحدود العرقية و الاثنية و الدينية.
و لم يعرف تاريخ حضارنتا اكثر من الف عام تعبير قاس و غير مقبول و مرفوض و هو تعبير (اقليات) فلنعد لمفهوم حضارة امتنا بكل مقوماتها و انسانيتها و لحمتها و امور اخرى كثيرة جعلت من امتنا خير امة أخرجت للناس.