الرمان منجم من الفوائد الغذائية والعلاجية

[rtl]‫الرمان.. لصحة جسمك ونشاط ذهنك[/rtl]

جُلنار


رمزي الغزوي

قديماً قالوا: الزهرة أو النوارة، لا ترى ثمرتها أبداً. لكنهم لم يشعروا، إن هذه الزهرة، ذات العمر القصير، ستترك جل جمالها، وكثيراً من عبقها، وسحرها في هذه الثمرة. فهل جاء في بالكم، أن تشتبكوا ذات نيسان مع نوارة رمان خجلى، اشتباك تأمل، ودهشة، وحب؟!.
ولمن فاته نيسان وأول ايار ونواره، عليه بحبة رمان أثقلت غصن أمها فتدلت، ليرى كيف تركت تلك النوارة الناعسة، ذات ربيع مضى، كيف تركت كامل فتنتها، في هذا الثمر الريان. فبعد أن ينتصف أيلول المجدول بالنسمات وقبلات البرد الخفيف. وبعد أن تصبح الغيوم أكثر حنواً، عندها يبوح ثمر الرمان، ببعض فتنته زهره.
وكانوا إذا أرادوا مدح طول امرأة ونضارتها قالوا: مطرق رمان!!، والمطرق هو غصن الرمان المتزن، المستقيم، اللبلاب الرجراج، وبهذه المطارق، كانت أمهاتنا يطرقن و(ينفشن) الصوف المفرغ من الوسائد والفرشات؛ ليعدنه إلى سابق عهده ليناً طرياً مهيئاً لكثير من أحلامنا السرية اليانعة الطرية. وهي ذات المطارق التي تستخدم كأقوى أسلحة فتاكة، بيد معلم أو أب، والويل لمن يجرب لذعاتها!.      
على طريق أربد عمان يتكاثر باعة الرمان، الذين يعرضون بضاعتهم باسلوب جاذب. فأن ترى رماناً منضوداً، بهيئة أهرامات مهذبة، سيجبرك الأمر أن توقف سياراتك، وتترجل للشراء. وكل تاجر يقول عن رمانه: هذا رمان الريان، أي رمان وادي الريان، أو رمان راجب/ عجلون، أو رمان سحم الكفارات، أو وادي زقلاب، أو رمان عرجان، بعد أن شبع من نبع (عين بيضا). ومع هذا سيعجبني في كل عام، أن أشتبك منفرداً مع شجرة الرمان: يداً بيد، وحضناً لحضن، كي أجني ثمرها الداني. متذكرا كل الجلنارات التي رصدت عليها دمع الندى ذات ربيع. يااااه، كل تخبئ الاشياء فتنتها في ثمارها؟!.  
ولمن فاته أن يتمتع بحبات الندى، العالقة بخجل على زهرة رمان، والتي تسمى الجلنار، وهي كلمة فارسية، تعني (زهرة النار)!، لمن فاته الندى الشفيف، كدموع شهدت فراق ليلة، سرقها منا الدهر، ونحن لا نشعر بذاك، ولا ندري!!، إن فاتك هذا، فلربما حين (تفرط) حبة رمان، بكل هيبة وتأن، وتخرج أبراجها، وشحمها، وتتأمل ياقوتها وبهاءه. عندها ستغني لحبيب علق في البال: فرط الرمان خدوده!.