بعد مرور زمن على الزواج، كثيرا ما تحدث حالة من التكرار والملل بسبب الحياة الرتيبة، وغياب عنصر الإثارة عن أحداث المعيشة اليومية، عندها لابد من شيء يجدد النشاط، ويعيد للحياة السعادة ولكن: كيف يحدث ذلك؟.. يقترح البعض تغيير أثاث المنزل، أو شراء قطعة ثياب جديدة، أو الذهاب إلى رحلة بعيدة عن الحياة الزوجية التقليدية. ويرى آخرون أن الحل في إنجاب طفل جديد ينعش الحياة الزوجية، ويضفي عليها مزيداً من الحيوية.
إعادة الدفء
تقول خلود خالد المتزوجة منذ 18 عاما: «إن افتراق الزوجين مدة قصيرة، يمكن أن يساعد في إعادة الدفء إلى حياتهما، لكن ذلك سيكون مشكلة إذا رفض أحد الزوجين الاقتراح، واعتبره تهيئة نفسية لانفصال طويل».
وتضيف: «كثيرا ما أطلب من زوجي مدة من الهدوء بعيدا عن الأسرة، خاصة عندما نتعرض لإحدى نوبات الخلافات الساخنة، لذلك أنا سعيدة في حياتي الزوجية لأنني بعد كل مرحلة انفصال، أعود إلى زوجي لأبدأ حياة سعيدة معه من جديد متناسية كل المشكلات والخلافات.
أما ريهام سعيد التي لم يمضِ على زواجها ست سنوات تقول: «اضطررت إلى اتخاذ قرار الإجازة؛ بعد مشاجرة عنيفة نشبت بيني وبين زوجي بسبب أخطائه المتكررة وإهماله لي، ولكن: عندما طلبت منه أن أقضي زمناً في بيت آخر لمراجعة الحسابات على أن يتركني لأعود وحدي فوجئت به يتصل بي على هاتفي الجوال ليؤكد لي أنه يحبني كثيرا ولا يستطيع الاستغناء عني، ويرغب في عودتي إليه شعرت وقتها بسعادة غامرة يصعب وصفها وكأنني سأتزوج للمرة الأولى.
لمياء رضا ترفض تماما اقتراح الانفصال المؤقت، وتقول: «التعود لا يلغي الحب، وإن كان يترك شيئا من الفتور في علاقتهما، إلا أنه لا داعي إلى الانفصال المؤقت لأنه يجعل كلا الزوجين يعتاد الاستغناء عن الآخر».
تفكير هادئ
أما سليم محمد يرى أنه لو نجح كل زوج وزوجة في منح أنفسهما فرصة للتفكير الهادئ بعيدا عن الضغوط فستكون حياتهما الزوجية أفضل لأن هذا هو الأسلوب الأمثل لاستمرار الزواج، ولا سبيل إلى الخروج من الملل، وتجاوز الأزمات والخلافات إلا بالإجازات الزوجية لأنها تجدد حياة الزوجين. ويختلف معه في الرأي سامي حسين حيث يجد ان الإجازة بهذا المعنى هي ضد العشرة، موضحا انه لا يجد في نفسه جرأة كافية ليقترح على زوجته هذا وأن يقول لها إنه بدأ يشعر بالملل منها، وإنه يحتاج إلى تغيير.
أما علي سليمان فيقول :»ليس هناك رجل في العالم لا يتمنى أخذ إجازة من زوجته وأطفاله، ومن يقول كلاما مغايرا لهذا هو غير صادق مع نفسه». كمال شريف يقول: «الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بالاتفاق وإذا توافر ذلك، فسيكون كل شيء على ما يرام، ولكنه يتساءل عن حاجة الزوجين إلى إجازة يحددانها هما .
يؤكد أن: «الإجازة الزوجية، تعيد اكتشاف شخصية كل منهما على حدة، وتفجر في داخليهما طاقات لم يكتشفاها من قبل».
بعيد عن الالتزامات اليومية
أما غادة عبد تجد ان هذا الأمر جيد بين الزوجين ولكن يفضل ألا تطول مدتها على أسبوع حتى لا تزيد مشاعر الحرية لدى الزوجين، وهى مشاعر يستحسنها الإنسان بعيدا عن الالتزامات اليومية، والواجبات التي لا تنتهي تجاه الآخر فتضخم مشاعر الحرية المفاجئة، ويصعب معها تقلص هذه المشاعر، والعودة منها إلى الحياة الزوجية مرة أخرى.
مبينه ان الإجازة الزوجية تخرج الإنسان من الأحاديث اليومية المعروفة داخل الأسرة الواحدة، وتنقله إلى أحاديث مختلفة، تجدد حيويته الذهنية التي هو في أشد الحاجة إليها، وهذا لا يكون إلا بإجازة زوجية قصيرة يقضيها كل منهما مع الأهل والأصدقاء.
وتضيف: «إن الإجازة تحد من مظاهر السلوك السلبي لاجتماع الزوجين دائما في مكان واحد أوقاتا طويلة هذا الأمر يولد مشاعر الملل والرغبة في الهروب منه ومن الشريك».
يؤكد عيسى نصري أن هذه الفكرة تعد فرصة للتخفيف من حدة المشاعر السلبية مما يسمح للمشاعر الإيجابية تجاه الطرف الآخر بالظهور، مبينا أنها تعد فرصة جيدة لاستعادة المشاعر الأولى المتوهجة، كما أنها بمثابة تجربة انفصال مؤقت تعاد أثناؤها الحسابات بين الزوجين، ويعيدان النظر في أمور علاقتهما بشكل أفضل من وجهة نظره.
تفهم الشريك لذلك
من جانبه يؤكد اختصاصي علم الاجتماع الدكتور مجد الدين خمش في الجامعه الاردنية أهمية هذه الإجازة، لكن شريطة أن يتفهم الشريك أهمية هذه الإجازة وضرورتها، وأن يتفهم الزوج أن من حق الزوجة أخذ إجازة من المنزل والمسؤوليات كي تريح أعصابها، منوها إلى أنه يمكن أن تقضيها في بيت أهلها للتخلص من ضغوطات الحياة اليومية وتعود للبيت بنفسية أفضل.
ومن المهم في رأي خمش أن يتفهم الطرف الآخر ضرورة هذه الإجازة، مشيرا إلى أن ذلك يهيئ أسباب نجاح هذه الإجازة، والسبل التي تمكن كل منهما من القيام بها كأن يذهب الزوج في رحلة مع أصدقائه أخوانه، فيغير جو العمل وضغوطات المنزل والأسرة، التي تخلق بعض المشاحنات التي تنعكس بصورة كبيرة على العلاقة الزوجية.
ويوضح أن الهدف من هذه الإجازات هو التجديد والتغيير والابتعاد عن التوتر والمشاحنات، كما أنها تعد فرصة لاستعادة المشاعر وليس لإطفائها، مضيف أنه من الممكن أن يكون في بعض التفاصيل ما يزعج الطرف الآخر، وبالتالي فإنه قد ينتج عن ذلك الإدلاء بملاحظات قد تفسد الإجازة وتفسد الغرض منها، لافتا إلى أن الزوجة في هذه الحالة مطالبة بالإدلاء بأدق التفاصيل، على عكس الزوج الذي من حقه أن يختصر ما يريد اختصاره.
أما على الصعيد النفسي يوضح الدكتور مجد الدين إلى أن العلاقة الزوجية بحاجة إلى تجديد، مبينا أن أكثر المشاكل التي تحدث بين الأزوج هي بسب الضغوط النفسية والقالب الروتيني المستمر الذي تقع فيه العلاقة الزوجية، فيجعل الأزواج بحالة من ملل الزواج.
الرئيسية 
البوابة 
