ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: ست نباتات غيرت مجرى التاريخ الإنساني! الخميس 25 سبتمبر 2014, 8:59 pm | |
| [size=30][rtl]ست نباتات غيرت مجرى التاريخ الإنساني![/rtl][/size] أورينت نت
[rtl]كتاب (نباتات غيرت مجرى التاريخ) لمؤلفه (هنرى هوبهاوس) والصادر في باريس 2012، في (369) صفحة من القطع المتوسط، كتاب هام وفريد من نوعه... لأنه يؤكد لنا أن صياغة تاريخ البشرية لم يشارك فيه البشر فحسب، بل النباتات أيضاً!
ست نباتات هي: السكّر والشاي والقطن والبطاطس والكوكا والكينا، ساهمت في تغيير مسار التاريخ الإنساني كله، وكان لها تأثيرها الكبير على مصير الملايين من البشر. هذه هي الأطروحة الأساسية التي يقدمها الصحافي الاقتصادي والمؤرخ هنري هوبهاوس في كتابه الذي يحمل عنوان "نباتات غيّرت التاريخ".
هذا الكتاب مكرّس للحديث عن النباتات المعنية في ستة فصول يتألف منها. ولكنه لا يتحدث عن النباتات من حيث استخداماتها ولكن أيضا عن مسارها التاريخي والدور الذي لعبته في مسارات البشر "إيجابيا" ولكن أيضا، وربما خاصة "سلبيا". هكذا مثلا ارتبط السكّر بـ"العبودية" التي مارسها أصحاب المزارع الأميركيين حيال الأفارقة الذي جرى استقدامهم من القارة الإفريقية. وارتبطت الشاي إلى حد كبير بـ"الأفيون".
إن البشرية، كما يشير المؤلف، لم تعرف السكر في الأزمنة القديمة. وحتى القرن الثالث عشر كان "العسل" هو المادة الأساسية لإعطاء المذاق "الحلو" للمأكولات. ذلك كان هو الوضع في أوروبا على الأقل، بينما كانت مناطق في الشرق الأقصى، وخاصة الهند قد عرفت السكر حيث كان يتم استخراجه، على الأغلب، من قصب السكر الذي كانت تنتجه الطبيعة قبل زراعته من قبل البشر.
والإشارة أن الفضل في استخدام "الشمندر السكري" في أوروبا يعد تحديدا إلى نابليون بونابرت. ذلك أنه بسبب انتصاراته جرى فرض حصار على أوروبا فلجأ سكان القارة إلى استخدام الشوندر وإلا فربما كانوا "يستهلكون حتى اليوم سكر قصب السكر" الغالي الثمن. بالنسبة للشاي يشير المؤلف أن "وطنها" هو الصين، حيث يعود استخدامها إلى حوالي 5000 سنة. وهكذا غدت تمثّل جزءا من حياة الصينيين ومن "ثقافتهم". وقد وجدت مكانها في كتاباتهم وقصائد شعرائهم. وبعد أن كانت حصرا على الشرائح العليا من المجتمع الصيني انتشر استخدامها لتصبح "منقوعا" شعبيا صينيا بامتياز. وكان الغزاة المنغوليون قد استحسنوا مذاقها ودخلت في مطبخهم وغدا بالتالي الحصول عليها أحد عوامل اهتمامهم بالسيطرة على أماكن زراعتها.
وقد دخل الشاي إلى أوروبا على يد الهولنديين في مطلع القرن السابع عشر ليشيع استعماله بعد ذلك في عموم بلدان القارة تحت تسمية "الشاي الأسود". بالتوازي أصبح الشاي خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر رهانا اقتصاديا كبيرا، وبالتالي موضوعا لصراع شديد بين الانكليز والهولنديين. واحتكرت الشركة التي أسستها ملكة انكلترا اليزابيث عام 1599 تجارة الشاي حتى عام 1834. ثم اخترع البريطانيون في مطالع القرن التاسع عشر النظام المعروف باسم "التجارة المثلثة" الذي كمن في مقايضة "الأفيون" المستخرج من نبات الخشخاش في مستعمراتهم مقابل الشاي من الصين وبيعه في الأسواق الأوروبية.
لقد حاولت السلطات الصينية الرسمية مكافحة دخول "الأفيون" إلى البلاد ومنعت استيراده وصادرت كميات كبيرة منه وأتلفتها. هكذا قامت حربا الأفيون، الأولى والثانية، مما آل إلى قبول الصين مرغمة بتجارته وتحديد الرسوم الجمركية المفروضة عليها. وفي ذلك السياق حصل البريطانيون "على هونغ كونغ" كمستعمرة لهم. هكذا كان الشاي أحد عوامل صياغة التاريخ، كما يشرح مؤلف الكتاب.
والقطن له تاريخه "العريق" منذ ما يزيد عن 7000 سنة، حيث جرى رصد آثار أول موقع لزراعته في المكسيك وعدد آخر من بلدان أميركا الجنوبية ثم في الهند والقارة الآسيوية وإفريقيا. وكانت أوروبا قد عرفت بدايات استخدام القطن في صناعة الأنسجة القطنية بمطلع القرن التاسع عشر. ولا يزال القطن حتى الآن هو المكوّن الأول في تصنيع الأنسجة في العالم، رغم اختراع الأنسجة "التوليفية" المنتجة من مواد غيره.
ويحدد المؤلف القول إن القطن لعب دورا مركزيا في تاريخ الصناعة بالهند، حيث يساعد المناخ على زراعته ولا يزال هو المنتج الزراعي الأساسي في مناطق وسط البلاد. هذا وكان انتشاره الكبير قد جرى بفضل ما عُرف بـ"الثورة الخضراء في الهند". كذلك لعبت البطاطس والكوكا والكينا دورا هاما في صياغة تاريخ العالم. وهذا ما يبرهن عليه المؤلف من خلال "رحلة" في الزمان والمكان وعبر "عبيد مزارع قصب السكر" و"حروب الأفيون" و"تجارة الشاي" و"احتكار صناعات المنسوجات القطنية" و"دور البطاطا في إنقاذ السكان وقت المجاعات" و"صراعات مجموعات تصنيع الكوكايين من نبات الكوكا" و"مساهمة مستخرجات نبات الكينا في إنقاذ حياة ملايين المرضى من البشر".[/rtl][size=30][rtl]ست نباتات غيرت مجرى التاريخ الإنساني![/rtl]أورينت نت [rtl]كتاب (نباتات غيرت مجرى التاريخ) لمؤلفه (هنرى هوبهاوس) والصادر في باريس 2012، في (369) صفحة من القطع المتوسط، كتاب هام وفريد من نوعه... لأنه يؤكد لنا أن صياغة تاريخ البشرية لم يشارك فيه البشر فحسب، بل النباتات أيضاً!
ست نباتات هي: السكّر والشاي والقطن والبطاطس والكوكا والكينا، ساهمت في تغيير مسار التاريخ الإنساني كله، وكان لها تأثيرها الكبير على مصير الملايين من البشر. هذه هي الأطروحة الأساسية التي يقدمها الصحافي الاقتصادي والمؤرخ هنري هوبهاوس في كتابه الذي يحمل عنوان "نباتات غيّرت التاريخ".
هذا الكتاب مكرّس للحديث عن النباتات المعنية في ستة فصول يتألف منها. ولكنه لا يتحدث عن النباتات من حيث استخداماتها ولكن أيضا عن مسارها التاريخي والدور الذي لعبته في مسارات البشر "إيجابيا" ولكن أيضا، وربما خاصة "سلبيا". هكذا مثلا ارتبط السكّر بـ"العبودية" التي مارسها أصحاب المزارع الأميركيين حيال الأفارقة الذي جرى استقدامهم من القارة الإفريقية. وارتبطت الشاي إلى حد كبير بـ"الأفيون".
إن البشرية، كما يشير المؤلف، لم تعرف السكر في الأزمنة القديمة. وحتى القرن الثالث عشر كان "العسل" هو المادة الأساسية لإعطاء المذاق "الحلو" للمأكولات. ذلك كان هو الوضع في أوروبا على الأقل، بينما كانت مناطق في الشرق الأقصى، وخاصة الهند قد عرفت السكر حيث كان يتم استخراجه، على الأغلب، من قصب السكر الذي كانت تنتجه الطبيعة قبل زراعته من قبل البشر.
والإشارة أن الفضل في استخدام "الشمندر السكري" في أوروبا يعد تحديدا إلى نابليون بونابرت. ذلك أنه بسبب انتصاراته جرى فرض حصار على أوروبا فلجأ سكان القارة إلى استخدام الشوندر وإلا فربما كانوا "يستهلكون حتى اليوم سكر قصب السكر" الغالي الثمن. بالنسبة للشاي يشير المؤلف أن "وطنها" هو الصين، حيث يعود استخدامها إلى حوالي 5000 سنة. وهكذا غدت تمثّل جزءا من حياة الصينيين ومن "ثقافتهم". وقد وجدت مكانها في كتاباتهم وقصائد شعرائهم. وبعد أن كانت حصرا على الشرائح العليا من المجتمع الصيني انتشر استخدامها لتصبح "منقوعا" شعبيا صينيا بامتياز. وكان الغزاة المنغوليون قد استحسنوا مذاقها ودخلت في مطبخهم وغدا بالتالي الحصول عليها أحد عوامل اهتمامهم بالسيطرة على أماكن زراعتها.
وقد دخل الشاي إلى أوروبا على يد الهولنديين في مطلع القرن السابع عشر ليشيع استعماله بعد ذلك في عموم بلدان القارة تحت تسمية "الشاي الأسود". بالتوازي أصبح الشاي خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر رهانا اقتصاديا كبيرا، وبالتالي موضوعا لصراع شديد بين الانكليز والهولنديين. واحتكرت الشركة التي أسستها ملكة انكلترا اليزابيث عام 1599 تجارة الشاي حتى عام 1834. ثم اخترع البريطانيون في مطالع القرن التاسع عشر النظام المعروف باسم "التجارة المثلثة" الذي كمن في مقايضة "الأفيون" المستخرج من نبات الخشخاش في مستعمراتهم مقابل الشاي من الصين وبيعه في الأسواق الأوروبية.
لقد حاولت السلطات الصينية الرسمية مكافحة دخول "الأفيون" إلى البلاد ومنعت استيراده وصادرت كميات كبيرة منه وأتلفتها. هكذا قامت حربا الأفيون، الأولى والثانية، مما آل إلى قبول الصين مرغمة بتجارته وتحديد الرسوم الجمركية المفروضة عليها. وفي ذلك السياق حصل البريطانيون "على هونغ كونغ" كمستعمرة لهم. هكذا كان الشاي أحد عوامل صياغة التاريخ، كما يشرح مؤلف الكتاب.
والقطن له تاريخه "العريق" منذ ما يزيد عن 7000 سنة، حيث جرى رصد آثار أول موقع لزراعته في المكسيك وعدد آخر من بلدان أميركا الجنوبية ثم في الهند والقارة الآسيوية وإفريقيا. وكانت أوروبا قد عرفت بدايات استخدام القطن في صناعة الأنسجة القطنية بمطلع القرن التاسع عشر. ولا يزال القطن حتى الآن هو المكوّن الأول في تصنيع الأنسجة في العالم، رغم اختراع الأنسجة "التوليفية" المنتجة من مواد غيره.
ويحدد المؤلف القول إن القطن لعب دورا مركزيا في تاريخ الصناعة بالهند، حيث يساعد المناخ على زراعته ولا يزال هو المنتج الزراعي الأساسي في مناطق وسط البلاد. هذا وكان انتشاره الكبير قد جرى بفضل ما عُرف بـ"الثورة الخضراء في الهند". كذلك لعبت البطاطس والكوكا والكينا دورا هاما في صياغة تاريخ العالم. وهذا ما يبرهن عليه المؤلف من خلال "رحلة" في الزمان والمكان وعبر "عبيد مزارع قصب السكر" و"حروب الأفيون" و"تجارة الشاي" و"احتكار صناعات المنسوجات القطنية" و"دور البطاطا في إنقاذ السكان وقت المجاعات" و"صراعات مجموعات تصنيع الكوكايين من نبات الكوكا" و"مساهمة مستخرجات نبات الكينا في إنقاذ حياة ملايين المرضى من البشر".[/rtl][/size] |
|