الأحلاف والتكتلات .. الإقليمية والقارية والدولية .. والحرب العالمية الثالثة
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)}( القرآن المجيد – هود ) .
استهلال
يسكن الكرة الأرضية بجهاتها الأربع ، في عام 2013 اكثر من 7 مليارات نسمة من شتى الأعراق والأجناس البشرية ، بألوانها البيضاء والسمراء والحمراء والصفراء إلا أنها تعتبر أمة إنسانية واحدة في تصنيف الأمم العالمية من بني آدم إضافة إلى الأمم الأخرى مثل : الطيور والحيوانات والنباتات والحشرات وغيرها . وينتمي هؤلاء السكان من البشر إلى أعراق وأجناس بشرية متباينة ، وديانات متعددة ولغات شتى ، وثقافات وحضارات وتوجهات اقتصادية قريبة أو متباعدة . وتنتشر الدول في قارات العالم الست ، وتتجمع الكثير من هذه الدول في تجمعات أو إتحادات أو أحلاف أو تكتلات سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو دينية لتحقيق العديد من الأهداف والغايات الوطنية والقومية والإنسانية ، وكل دولة تهدف لتنفيذ مآربها ومصالحها من خلال هذه التجمع المتخصص أو الشامل في مجال من مجالات الحياة الإنسانية المتشعبة والمعقدة . وتتعدد أشكال وأنواع التجمعات بين الشعوب والأمم في العالم ، لتكون الاندماج الكلي أو الجزئي ، العميق أو السطحي ، وذلك حسب الحاجة ، والتلاقي الإيديولوجي والقرب الجغرافي والمصلحة الاقتصادية في تجمعات إقليمية أو قارية أو عالمية .
أنواع التجمعات والتكتلات في العالم
تنقسم التجمعات والتكتلات في العالم إلى عدة أشكال وأنواع من أبرزها :
أولا : التكتلات العسكرية : عبر عقد معاهدة ثنائية أو ثلاثية أو جماعية تضم أكثر من ثلاث دول . وأقرب مثال على هذه التكتلات في الوقت الراهن حلف شمال الأطلسي ( ناتو ) الذي يجمع العديد من الدول في قارات أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا . وتهدف للتحرك العسكري الجماعي الدفاعي أو الهجومي ، بمعنى صد الهجمات المضادة أو المشاركة في الهيمنة على دول أو جماعات بشرية أخرى .
ثانيا : التكتلات الاقتصادية : تهدف إلى تحقيق الغايات الاقتصادية التكاملية الانتاجية والاستهلاكية وتسهيل عملية إنسياب البضائع والسلع عبر التكتل الاقتصادي المعين ، وتقليل الضرائب والجمارك وما إلى ذلك . مثل الدول الثماني الكبار أو مجموعة العشرين الاقتصادية ، والاتحاد الأوروبي .
ثالثا : التكتلات السياسية : وهي التجمعات التي تهتم بالحياة السياسية ، والوحدة السياسية بين وحدات التكتل المحدد . مثل منظمة الدول الأمريكية ، جامعة الدول العربية ، أو الآسيان وغيرها .
رابعا : التكتلات الدينية : وهي تلك التي تجمع دول معينة للإنضواء تحت لواء منظمة عالمية واحدة . مثل الاتحادات العالمية الإسلامية أو النصرانية أو اليهودية أو البوذية أو الهندوسية أو سواها . مثل منظمة المؤتمر الإسلامي ، المؤتمر اليهودي العالمي وغيرها .
خامسا : التكتلات اللغوية : وهي التجمعات التي تجمعها لغة معينة أو ثقافة محددة ، مثل الدول التي تربطها اللغة الانجليزية ( الكومنولث البريطاني ) أو اللغة الفرنسية ( الفرانكوفونية ) أو التي تجمعها اللغة العربية أو اللغة الفارسية أو اللغة الصينية وهكذا .
سادسا : التكتلات الشاملة : وتهدف إلى الإندماج الكلي أو الجزئي التدريجي أو السريع حسب الخطط والبرامج الإستراتيجية المتفق عليها بين الدول الأعضاء .
والأمثلة كثيرة في هذا المضمار ، من أهمها ما يلي :
أولا : الإتحادات الإقليمية الجغرافية الصغيرة المتقاربة ، وتمتد على قارة أو أكثر ، بشكل جزئي أو كلي . وهي تجمعات متعددة الأغراض والأهداف ، وتنتشر في الكثير من قارات العالم . مثل جامعة الدول العربية التي تمتد على قارتي آسيا وإفريقيا . .
ثانيا : الاتحادات القارية : وهي تلك التي تختص بتجميع دول قارة معينة مثل الإتحاد الأوروبي ، والإتحاد الإفريقي ، ومنظمة الدول الأمريكية .
ثالثا : التجمعات الأممية عابرة للقارات جميعها . واقرب مثال عليها هيئة الأمم المتحدة التي ينضوي تحت لوائها حوالي 200 دولة من دول العالم .
أهداف وغايات التجمعات الكبرى
تهدف التجمعات أو التكتلات على اختلاف أنواعها وأشكالها وأسمائها ومسمياتها ، لتحقيق العديد من الغايات المرحلية والإستراتيجية ، حسب الخطط المرسومة ، الفردية أو الثنائية أو الثلاثية أو الجماعية المتعددة ، ومن أهم هذه الغايات الآتي :
أولا : التعاون الاجتماعي المشترك وبناء العلاقات الطيبة بين شعوب وأمم معينة .
ثانيا : الامتداد الجغرافي الذي يوفر العمق الاستراتيجي العسكري ، والبحث عن سبل الحماية الجماعية من الأخطار الخارجية المحدقة .
ثالثا : التكامل والتبادل الاقتصادي وتسهيل عمليات الاستيراد والتصدير بأسعار مخفضة .
رابعا : الاستقطاب السياسي والدبلوماسي والاصطفاف في تكتل سياسي له الصلاحيات الضاغطة إقليميا وعالميا . خامسا : الاستقطاب الإيديولوجي والفكري الديني بين الدول الأعضاء .
سادسا : الإلتقاء الحضاري الإنساني .
سابعا : ترسيخ وتعزيز القوميات والإثنيات الموحدة .
ثامنا : الدفاع والهجوم وتبادل الأدوار المشتركة ، عسكريا وسياسيا واقتصاديا وفكريا وإيديولوجيا . وتعتبر الصين الشيوعية الملحدة ، أكبر دولة من ناحية عدد السكان حيث يبلغ عدد سكانها ( 1.3 مليار نسمة ) تليها الهند ، بديانتها الهندوسية ( 1.2 مليار نسمة ) في قارة آسيا ، بينما تعتبر روسيا أكبر دول العالم مساحة ، حيث تبلغ مساحتها سبع مساحة العالم . وتعتبر الأمة الإسلامية البالغ عدد أفرادها ( 1.65 مليار نسمة ) المنتشرة في جميع أرجاء العالم ، ثاني أمة تعدادا سكانيا بعد الأمة النصرانية ( المسيحية ) بطوائفها المتعددة المتباينة .
وغني عن القول ، إن التجمعات والتكتلات البشرية بغض النظر عن أهدافها وغاياتها المرحلية أو الإستراتيجية طويلة الأمد ، تساهم في توحيد الناس حول آراء ومواقف محددة بتوحيد الخطاب الإعلامي والسياسي والاقتصادي لمصلحة الشعوب أو الأمم المنخرطة تحت لواء التجميع البشري المعين . ولكن هذه التكتلات لا تخلو من اصطفافات داخلية ، فتبرز الصراعات ، وعملية الشد والجذب بهذا الاتجاه أو ذاك . وكلما كان هناك تفضيل وأولوية للمصلحة العليا للتكتل الجماعي على المصالح الفردية والأنانية القطرية ، كلما كانت عجلات الوحدة تسير بانتظام دون عرقلة أو إخفاق ، مما يعود بالمنافع والفوائد العميمة على المتحدين فيما بينهم بصورة جماعية ، وإن كانت لا تلبي جميع الطموحات والأماني المبتغاة من الوحدة والتجميع البشري الرسمي والشعبي . وكلما كان التكتل البشري يقوم على أسس الحق والعدل والعدالة الاجتماعية والتكاملية والتبادلية الاقتصادية والحماية العسكرية ، والتقارب الديني والإيديولوجي ، كلما خطى واستمر التكتل المعين خطوات واسعة نحو النهضة الشاملة ، والتطور والرقي الحضاري ، في فترة زمنية قصيرة .
وعلى النقيض من ذلك ، كلما زادت سياسة تفضيل المصالح القطرية ، على المصالح الجماعية القارية أو العالمية العليا ، كلما أخفق التكتل المعني ، في متابعة مسيرته الأمامية ، وتراجع خطوات كثيرة إلى الخلف ، مما يؤدي في نهاية المطاف لفشله وإنهياره وانسحاب العديد من الأعضاء المؤسسين أو الملتحقين به .
الاستمرارية الجماعية
هناك أحلاف وتكتلات ضيقة أو واسعة ، مؤقتة أو شبه دائمة ، علنية أو سرية ، دفاعية أو هجومية ، في أيام السلم وأيام الحرب ، كل على حدة أو مجتمعتين معا .
ومن أهم السبل لاستمرارية ونجاح هذا التكتل الإقليمي أو القاري أو الدولي ، وجود ما يلي :
أولا : القرب الجغرافي بين الأعضاء .
ثانيا : التفاهم والتسامح الديني بين الأعضاء .
ثالثا : التشابه اللغوي والثقافي بين الأعضاء .
رابعا : تقديم المصالح العليا على المصالح الآنية الذاتية القطرية .
خامسا : التوافق والتلاقي الحضاري بين جميع الأعضاء .
سادسا : تماثل الحياة الاقتصادية وتكاملها بين الدول الأعضاء الفقيرة والغنية .
سابعا : الاتفاق على قوانين جامعة مانعة حول العضوية والانسحاب .
ثامنا : وجود الدستور أو القوانين الناظمة لمسيرة الوحدة .
تاسعا : العدل والعدالة الاجتماعية والاقتصادية .
عاشرا : الإيديولوجية المشتركة القومية .
مزايا الأحلاف والتكتلات الدولية
كثرت وتكثر الأحلاف والتكتلات العامة والخاصة في مطلع القرن الحادي والعشرين ، الموافق للقرن الخامس عشر الهجري القمري الإسلامي ، حيث تتمتع الكثير من الأحلاف والتكتلات الإقليمية والقارية والعالمية ، بمزايا تفاهم وتقارب وتكامل وتكافل متعددة ، في مقدمتها :
أولا : التوازن العسكري والردع الجماعي وتقليل الحروب لفترة طويلة .
ثانيا : الاستقرار والأمان السياسي والتكامل الاقتصادي والتوافق الاجتماعي على الأمد البعيد .
ثالثا : تقليل المطامح والمطامع الاستعمارية الشاملة في حالة تعادل القطبية العالمية .
رابعا : الطمأنينة والإطمئنان الإيديولوجي ، والتوقف عن المد والتمدد الإيديولوجي المباشر .
خامسا : ذوبان الجزء بالكل ، فلا ظهور للأقليات الدينية واللغوية الإثنية .
سلبيات الأحلاف والتكتلات الدولية
في الوقت التي تبرز فيه الإيجابيات للتكتلات والأحلاف الدولية ، وسياسة العولمة الإيجابية ، فإنه ينجم في الآن ذاته ، عنها العديد من السلبيات التي تلقي بظلالها القاتمة على الساحات الإقليمية والقارية والعالمية ، من أهمها :
أولا : التطاحن القوي في حالة وقوع الحروب ، وقتل ملايين البشر .
ثانيا : الاحتكار الاقتصادي وما ينجم عنه من الغلاء الفاحش والأزمات الاقتصادية القوية المتلاحقة .
ثالثا : الاستقطاب الجماعي العنيف ، في الحالات السياسية والعسكرية والاقتصادية بسبب الصراعات القطبية .
رابعا : تحكم التكتلات القوية بالدول الضعيفة في شتى الشؤون الحياتية ، وجعل هذه الدول الصغيرة أو الضعيفة تدور في فلك التكتلات والأحلاف الدولية .
خامسا : تبادل الاستقطاع السياسي والإعلامي والفكري والإمداد العسكري للمعارضة في كلا الاتجاهين . وبالتالي تشجيع بروز الأقليات اللغوية والدينية والقومية وغيرها وظهور القمع لهذه الأقليات خوفا منها باعتبارها طابورا خامسا ( للتجسس من الداخل ) تناصر التكتلات والأحلاف المنافسة أو المعادية الأخرى . وتتعدد في هذه الحالة ، الحروب الباردة والساخنة ، العلنية والخفية على السواء .
صراع الإيديولوجيات في العالم .. وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً
يقول الله السميع البصير جل ثناؤه : { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93) }( القرآن المجيد – النحل ) .
من خلال الإطلاع على منابت وأصول وتاريخ وتطلعات التكتلات والأحلاف الإقليمية والقارية والعالمية ، نرى أنها ساهمت في الإصطفاف العسكري والسياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي ، وما نجم عنها من إندلاع الحربين العالميتين الأولى ما بين ( 1914 – 1918 ) حيث قتل فيها حوالي 10 ملايين إنسان . والحرب العالمية الثانية ما بين ( 1939 – 1945 ) التي قتل فيها نحو 50 مليون شخص .
وقد نجم عن هذه الحروب الإقليمية والكبرى ، التي ظهر فيها تكتلات غالبة وتكتلات مغلوبة ، منظمات وأحلاف قارية وعالمية إيديولوجية ، تصارعت فيها الإيديولوجية الرأسمالية العالمية التي تلقي بالديانة النصرانية جانبا ، مع الإيديولوجية الإلحادية الشيوعية التي قتلت الدين وأخضعت الإنسان الضعيف للإنسان القوي في كلا الإيديولوجيتين . وبرزت بينهما الإيديولوجية الإسلامية الوسطية الوسطى ما بين تلك الإيديولوجيتين الاستعماريتين لبني البشر ما إستطاعت إلى ذلك سبيلا تحت مبادئ وأسس متناقضة متعاكسة مع بعضها البعض ، علما بأن تلك الإيديولوجيتين تحالفتا لبرهة من الوقت ثم احتدم الصراع بينهما .
يقول الله الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ، جل جلاله : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)}( القرآن المجيد – البقرة ) . و
قد بدا هذا جليا ، في ملاحقة الحلفاء الرأسماليين ، المتمثل بحلف شمال الأطلسي ( ناتو ) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، لبقايا حلفاء الاتحاد السوفياتي المنهار ، سواء بحلف وارسو أو غيره ، وتضررت الدول العربية والإسلامية ، تضررا كثيرا ، بسبب سياسة عدم الإنحياز ، وعدم التوافق مع التكتلات العسكرية الأمريكية – الأوروبية الاستغلالية الاستعمارية وهي محقة كل الحق ، في إبتعادها كل البعد ، عن هذيان الإمبراطوريات الاستعمارية ومنفذيها ، فلم تفدها أو تحميها مجموعة دول عدم الإنحياز من الاحتلال الأجنبي في الوقت المعاصر ، كما حدث في فلسطين أفغانستان والعراق وباكستان إلى حد ما وغيرها .
وما سياسة التحالف الاستعماري الدولي بزعامة إمبراطورية الشر الأمريكية وحليفتها بريطانيا الخبيثة ، خلال حربي الخليج الأولى والثانية وما يعد لتقسيم السودان ومحاولة احتلال اليمن ، إلا أقرب مثال حي على التدمير العسكري للثروات العربية والإسلامية وبسط النفوذ المباشر على البلدان العربية . وفي حالة تواصل الصراعات العلنية والخفية العالمية ، فإن حربا عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر ، تنذر بقتل مئات ملايين البشر إثر تواصل الصراع النووي والتجييش العسكري الجديد الأمم والشعوب في جميع قارات العالم .
الحرب العالمية الثالثة الماحقة .. مليار قتيل في العالم
يقول الله المؤمن المهيمن العزيز الجبار جل جلاله : { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94) وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) }( القرآن المجيد – الأنبياء ) .
على أي حال ، ستندلع الحرب العالمية الثالثة ، إن عاجلا أو آجلا ، وهذه الحرب ليست كسابقتيها ، الأولى والثانية ، بل هي أشد وطأة وحمية وضراوة ، وستتركز على الحرب الدينية المقدسة ، في صراع خماسي الأطراف بين اليهودية والمسيحية والبوذية والهندوسية والإسلام . وسينتج عنها إنقسام العالم إلى تكتلين أو حلفاء قوميين شبه متقاربين ، يمتلكان الأسلحة النووية والأسلحة ألإلكترونية الفتاكة التي ستضرب في جميع قارات العالم بتوجيه علوي من الأقمار الصناعية ، ويذهب ضحيتها مئات ملايين البشر ، ربما يقارب رقم المليار نسمة من القتلى كحد أدنى من أصل 7 مليارات نسمة هم عدد سكان العالم الآن في مطلع عام 2011 . والحرب العالمية الثالثة ، ستقع في الربع الأول أو الثلث الأول من هذا القرن الحادي والعشرين ، على أبعد تقدير ، والله أعلم .
وهي حرب دينية بإمتياز ، ويمكن أن تكون قريبة ، وإن تأخرت قليلا ، فلتجميع التكتلات والأحلاف العسكرية والسياسية والاقتصادية .
الحرب العالمية الثالثة آتية لا ريب فيها
هناك إقرار من أتباع الديانات السماوية الثلاث : اليهودية والنصرانية والإسلام بحتمية الحرب النهائية الكبرى ، والرسالة الإسلامية هي خاتمة الرسالات التوحيدية كافة ، وفيها ما لم يعد يرد بالرسالات التي سبقتها من سيناريو نهاية العالم الفعلي على أرض الواقع لا النظري أو الهزلي .
وتجمع الرسالات السماوية الثلاث بوجود معركة حامية الوطيس في نهاية الدنيا ، بين الحق والباطل ، ويطلق عليها الإنجيل ( يوم الله القدير ) وتطلق عليها التوراة اليهودية ( ملحمة هار مجدون – معركة جبل مجدو ) قرب حيفا على ساحل البحر الأبيض المتوسط بالشمال الغربي من فلسطين . وفي الإسلام ، حسبما جاء بالقرآن العظيم ، سيتم تجميع اليهود من الأرض قاطبة ، لفيفا ( جماعات جماعات ) ليلقوا حتفهم ، وينتصر الإسلام ويظهر على الدين كله ولو كره الكافرون والمشركون .
يقول الله العلي العظيم جل جلاله : { وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) }( القرآن المجيد – الإسراء ) .
وحسب الأحاديث النبوية الشريفة ، أطلق على المعركة الدينية المقدسة الفاصلة بين المسلمين من جهة واليهود وحلفائهم الكفرة الفجرة من جهة ثانية ، مقبرة الغزاة اليهود ، ومناداة الشجر والحجر على المسلم ليقتل الظالم من اليهود ، حيث جاء في صحيح مسلم - (ج 14 / ص 138) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " تَقْتَتِلُونَ أَنْتُمْ وَيَهُودُ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي تَعَالَ فَاقْتُلْهُ " . وفي رواية ثانية ، ورد بصحيح مسلم - (ج 14 / ص 140) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " .
وفي رواية غيرها ، مسند أحمد - (ج 41 / ص 148) حَدَّثَنَا ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ شَهِدْتُ يَوْمًا خُطْبَةً لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بَيْنَا أَنَا وَغُلَامٌ مِنْ الْأَنْصَارِ نَرْمِي فِي غَرَضَيْنِ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ فِي عَيْنِ النَّاظِرِ اسْوَدَّتْ حَتَّى آضَتْ كَأَنَّهَا تَنُّومَةٌ قَالَ فَقَالَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَوَاللَّهِ لَيُحْدِثَنَّ شَأْنُ هَذِهِ الشَّمْسِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُمَّتِهِ حَدَثًا قَالَ فَدَفَعْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا هُوَ بَارِزٌ قَالَ وَوَافَقْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَاسْتَقْدَمَ فَقَامَ بِنَا كَأَطْوَلِ مَا قَامَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا ثُمَّ رَكَعَ كَأَطْوَلِ مَا رَكَعَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ فَوَافَقَ تَجَلِّيَ الشَّمْسِ جُلُوسُهُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ قَالَ زُهَيْرٌ حَسِبْتُهُ قَالَ فَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَشَهِدَ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ثُمَّ قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي قَصَّرْتُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ تَبْلِيغِ رِسَالَاتِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لَمَا أَخْبَرْتُمُونِي ذَاكَ فَبَلَّغْتُ رِسَالَاتِ رَبِّي كَمَا يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُبَلَّغَ وَإِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي بَلَّغْتُ رِسَالَاتِ رَبِّي لَمَا أَخْبَرْتُمُونِي ذَاكَ قَالَ فَقَامَ رِجَالٌ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالَاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ وَقَضَيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ ثُمَّ سَكَتُوا ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ رِجَالًا يَزْعُمُونَ أَنَّ كُسُوفَ هَذِهِ الشَّمْسِ وَكُسُوفَ هَذَا الْقَمَرِ وَزَوَالَ هَذِهِ النُّجُومِ عَنْ مَطَالِعِهَا لِمَوْتِ رِجَالٍ عُظَمَاءَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ وَإِنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا وَلَكِنَّهَا آيَاتٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَعْتَبِرُ بِهَا عِبَادُهُ فَيَنْظُرُ مَنْ يُحْدِثُ لَهُ مِنْهُمْ تَوْبَةً وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ قُمْتُ أُصَلِّي مَا أَنْتُمْ لَاقُونَ فِي أَمْرِ دُنْيَاكُمْ وَآخِرَتِكُمْ وَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا آخِرُهُمْ الْأَعْوَرُ الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا عَيْنُ أَبِي يَحْيَى لِشَيْخٍ حِينَئِذٍ مِنْ الْأَنْصَارِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا وَإِنَّهَا مَتَى يَخْرُجُ أَوْ قَالَ مَتَى مَا يَخْرُجُ فَإِنَّهُ سَوْفَ يَزْعُمُ أَنَّهُ اللَّهُ فَمَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ لَمْ يَنْفَعْهُ صَالِحٌ مِنْ عَمَلِهِ سَلَفَ وَمَنْ كَفَرَ بِهِ وَكَذَّبَهُ لَمْ يُعَاقَبْ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ وَقَالَ حَسَنٌ الْأَشْيَبُ بِسَيِّئٍ مِنْ عَمَلِهِ سَلَفَ وَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ أَوْ قَالَ سَوْفَ يَظْهَرُ عَلَى الْأَرْضِ كُلِّهَا إِلَّا الْحَرَمَ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ وَإِنَّهُ يَحْصُرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَيُزَلْزَلُونَ زِلْزَالًا شَدِيدًا ثُمَّ يُهْلِكُهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَجُنُودَهُ حَتَّى إِنَّ جِذْمَ الْحَائِطِ أَوْ قَالَ أَصْلَ الْحَائِطِ وَقَالَ حَسَنٌ الْأَشْيَبُ وَأَصْلَ الشَّجَرَةِ لَيُنَادِي أَوْ قَالَ يَقُولُ يَا مُؤْمِنُ أَوْ قَالَ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ أَوْ قَالَ هَذَا كَافِرٌ تَعَالَ فَاقْتُلْهُ قَالَ وَلَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كَذَلِكَ حَتَّى تَرَوْا أُمُورًا يَتَفَاقَمُ شَأْنُهَا فِي أَنْفُسِكُمْ وَتَسَاءَلُونَ بَيْنَكُمْ هَلْ كَانَ نَبِيُّكُمْ ذَكَرَ لَكُمْ مِنْهَا ذِكْرًا وَحَتَّى تَزُولَ جِبَالٌ عَلَى مَرَاتِبِهَا ثُمَّ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ الْقَبْضُ " .
ويبلغ عدد اليهود في العالم حوالي 16 مليون شخص ، منهم حوالي 6 ملايين مستوطن بالمستوطنات اليهودية القديمة والجديدة في الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ، مقابل 6 مليون فلسطيني في الأرض المقدسة نفسها ( فلسطين الكبرى ) . وبهذا يتبين لنا أن اليهود بفلسطين المحتلة وخارجها ، سيكونون رأس حربة الحرب العالمية الثالثة . فسبحان الله العظيم ، هذه بشرى نبوية إسلامية صرفة صادقة حيث لم يكن يهود بفلسطين الأرض المقدسة عندما قال المصطفى الحبيب رسول الله محمد صل الله عليه وسلم هذا الحديث النبوي الشريف فهو كما وصفه ربه سبحانه وتعالى : { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}( القرآن المجيد – النجم ) .
ومن ضمن ما تطرق له الدين الإسلامي ، دين الله في الأرض لكافة أبناء البشرية ، حتى يوم القيامة ، خروج يأجوج ومأجوج ، وشربهم مياه بحيرة طبرية شمال فلسطين ( الأرض المقدسة ) ، وإنتصار المسلمين بقيادة رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام ، على الكافرين بقيادة المسيخ الدجال بباب اللد بفلسطين . يقول الله عالم الغيب والشهادة تبارك وتعالى : { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)}( القرآن المجيد – النساء ) .
وفي هذا الشأن أيضا ، جاء بصحيح مسلم - (ج 14 / ص 167) عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ فَقَالَ غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ قَالَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ قَالَ لَا اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ قَالَ كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمْ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمْ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنْ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنْ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنْ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنْ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنْ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنْ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنْ النَّاسِ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ ابْنُ حُجْرٍ دَخَلَ حَدِيثُ أَحَدِهِمَا فِي حَدِيثِ الْآخَرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَ مَا ذَكَرْنَا وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى جَبَلِ الْخَمَرِ وَهُوَ جَبَلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَيَقُولُونَ لَقَدْ قَتَلْنَا مَنْ فِي الْأَرْضِ هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَنْ فِي السَّمَاءِ فَيَرْمُونَ بِنُشَّابِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرُدُّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ حُجْرٍ فَإِنِّي قَدْ أَنْزَلْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَيْ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ " .
وورد في مسند أحمد - (ج 55 / ص 328) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ مُسْرِعًا فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَنُودِيَ فِي النَّاسِ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمْ لِرَغْبَةٍ نَزَلَتْ وَلَا لِرَهْبَةٍ وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَخْبَرَنِي أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا الْبَحْرَ فَقَذَفَتْهُمْ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ أَشْعَرَ لَا يُدْرَى أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى مِنْ كَثْرَةِ شَعْرِهِ فَقَالُوا مَنْ أَنْتَ فَقَالَتْ أَنَا الْجَسَّاسَةُ قَالُوا فَأَخْبِرِينَا قَالَتْ مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ وَلَا بِمُسْتَخْبِرَتِكُمْ وَلَكِنْ فِي هَذَا الدَّيْرِ رَجُلٌ فَقِيرٌ إِلَى أَنْ يُخْبِرَكُمْ وَيَسْتَخْبِرَكُمْ فَدَخَلُوا الدَّيْرَ فَإِذَا رَجُلٌ ضَرِيرٌ وَمُصَفَّدٌ فِي الْحَدِيدِ فَقَالَ مَنْ أَنْتُمْ قُلْنَا نَحْنُ الْعَرَبُ قَالَ هَلْ بُعِثَ فِيكُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ فَهَلْ اتَّبَعَهُ الْعَرَبُ قَالُوا نَعَمْ قَالَ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ قَالَ مَا فَعَلَتْ فَارِسُ هَلْ ظَهَرَ عَلَيْهَا قَالُوا لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا بَعْدُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ قَالُوا هِيَ تَدْفُقُ مَلْأَى قَالَ فَمَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ طَبَرِيَّةَ قَالُوا هِيَ تَدْفُقُ مَلْأَى قَالَ فَمَا فَعَلَتْ نَخْلُ بَيْسَانَ هَلْ أَطْعَمَ بَعْدُ قَالُوا قَدْ أَطْعَمَ أَوَائِلُهُ قَالَ فَوَثَبَ وَثْبَةً ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيَفْلِتُ فَقُلْنَا مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا الدَّجَّالُ أَمَا إِنِّي سَأَطَأُ الْأَرْضَ كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ هَذِهِ طَيْبَةُ لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ .