ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: ليس دفاعاً عن ضعف المرأة.. ولكن السبت 27 سبتمبر 2014, 6:20 am | |
| [rtl]ليس دفاعاً عن ضعف المرأة.. ولكن[/rtl] [rtl] في الوقت الذي نالت المرأة فيه مساحة كبيرة من الحرية والوعي والثقافة. ووصلت الى منزلة عالية من التعليم الجامعي، وتبوأت أعلى المناصب القيادية والإدارية والتعليمية في الدولة، وقطاعات الحياة المختلفة، فإن بعضنا ما زال مولعاً بالتمييز والمفاضلة، وبالخلاف والمماثلة، يبن «الذكورة» و»الانوثة» وكأنها ثنائية جديدة يضيفها الى قائمة ثنائياته المعهودة!؟ وهناك ما هو أسوأ من التمييز والمفاضلة بين الرجل والمرأة، وهو ما يحدث هذه الأيام من تحقير للمرأة وجحد لحقوقها، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى حمق الرجل الذي نصب نفسه خصماً وحكماً في آن واحد، بل الأسوأ من هذا، أن المرأة في مجتمعنا ما زالت تعاني من النظرة الدونية في العمل ومجالات أخرى، وتعاني من التحرش الجنسي والاغتصاب ومن العنف الأسري... الخ. وليس هذا كله فحسب، بل ارتبطت في أذهان بعض الرجال في مجتمعنا - كلمة المرأة «بكلمة الحريم» وغيرها من الأسماء غير اللائقة انسانياً وحضارياً، متناسين دورها الإيجابي والفاعل في رعاية الأسرة، وبناء الحياة مع الرجل على حد السواء... أهذا هو الرجل؟ أهذه مقدسات عواطفه التي تربطه بأمه وأبيه؟ أهذا مكنونه الحقيقي وراء مظهره النظيف وحرصه على النقاء والسمو؟ وإزاء ذلك، فالرجل ما زال ينظر الى المرأة بأنها أدنى قوة، وأقل صلابة منه، مما يجعلها في نظره دونه في القيام بالأعمال الشاقة، خاصة في مجالات الصناعة والزراعة، موهماً نفسه أيضاً، بأن حياة المرأة الفردية، اقل خصباً وأدنى ثراءً من حياة الرجل. مثل هذه النظرة غير الواقعية، تؤكد بأن هناك سوء تفاهم مزمن بين الرجل والمرأة، فالواحد منهم إذا تحدث عن المرأة كثيراً ما يصفها بالضعف واللين وعدم الارادة وغيرها، من الصفات التي يتخذها القوي للتغلب على الضعيف. أما الدوافع والاسباب النفسية الكامنة وراء ذلك: فنحن معشر الذكور ما زلنا نرفع من قيمة الولد ونقلل من قيمة البنت. فكثيراً ما نهلل عندما نرزق بالذكر، وتسود بعض الوجوه حين ترزق بالبنت!؟ وقد يظن بعض الآباء منا بزوال هذه الانطباعات في نفس المرأة مع مرور الزمن!. غير أن الشواهد الدقيقة لبعض السلوك في المراهقة ولدى المرأة البالغة، تدل بصفة قاطعة على بقاء هذه الانطباعات المؤلمة في اللاشعور، وعودتها من جديد أثناء حياتها الزوجية... ثم أن بعض الاساليب غير التربوية التي يستخدمها بعض الآباء، تخلق في نفوس الابناء سوء تفاهم بين الجنسين، ويجعل كل جنس يقف من الآخر، موقف العداء أو الاستكبار أوالعلو!؟ وقد ينسى هؤلاء الآباء، بأن الرجل والمرأة مخلوق واحد، غير أن جسم كل منهما يسلك في نموه منذ مرحلة جنينية مبكرة، إما طريق الذكورة أو الأنوثة، وذلك استعداداً للقيام بوظائف مختلفة، وإن كانت في نهاية المطاف متممة بعضها بعضاً. من الثابت ان قدرة المرأة على احتمال الألم، هي أعظم من قدرة الرجل، لا سيما في التلذذ مع إيلام الذات، أو ما يعرف بعلم النفس «بالمازوشتية، التي تعني ان الحياة النفسية للمرأة، تقوم على ضرب من الانسجام أو التوازن بين «حب النفس» و «إيذاء النفس» لأن حياة المرأة البيولوجية تفرض عليها، الكثير من المتاعب والآلام والتضحيات بحكم وظيفتها التناسلية، كآلام الحمل والوضع والأمومة...الخ. فالمرأة تمتاز عن الرجل، بقبولها الكثير من التضحيات خاصة إبان الحروب، وقيامها بأعمال التمريض والرعاية الصحية، التي تقوم بها عن طيب خاطر، والتي لا تقتصر على أبنائها فحسب، بل على أناس ربما لا تربطها معهم رابطة الدم، ولهذا نجد المرأة في أعمال التمريض أكثر صلابة وصبراً وتحملاً من الرجل في كل الحالات. ولا جدال؛ في أن كثيراً من مظاهر «الضعف» المزعوم عند المرأة، يقترن بمظاهر «قوة» تعوضها الى حد كبير، فمن المعروف مثلاً – أنه إذا تعرضت المرأة لظروف عدوى، فإن احتمال اصابتها بالمرض يكون أقل من احتمال اصابة الرجل به في نفس الملابسات. وهذا هو السبب في أن نسبة الوفيات بين النساء، أقل منها بين الرجال، فضلاً أن متوسط العمر عند النساء أعلى منه عند الرجال. وقد نظن أن هذه الحقائق إنما ترجع الى بعض ظروف خارجية محضة، ولكننا إذا رجعنا الى الاحصائيات الطبية المختلفة، تبين لنا أن نسبة وفيات الاطفال أكبر من الأولاد منها وبين البنات، وأن نسبة المواليد من الأولاد أكثر من نسبة المواليد من البنات، وإن عدد البنات اللاتي يبقين على قيد الحياة بعد إنقضاء السنة الأولى، أكثر بكثير من عدد الأولاد، وهذه الحقيقة إن دلت على شيء، فإنما تدل على أن الجنس المؤنث يملك حيوية كبرى، بحيث قد يصح لنا أن نعد جنس المرأة هو «الجنس القوي». خاصة إذا أدخلنا في اعتبارنا قدرة النساء عموماً على مقاومة المؤثرات الضارة، واحتمالها اكثر للأمراض السارية والمعدية والأوبئة الأخرى. وإذا دأب الناس قديماً وما زالوا يتحدثون عن ضعف المرأة أو ضعف النساء جسمانياً، وهو ضعف له أسسه البيولوجية في تركيب المرأة عضوياً وتشريحياً – إلا أن المرأة في العصور كافة، كانت تقوم بالكثير من الأعمال العضلية العنيفة، والتي أثبتت الأيام بأن المرأة لا تمثل الجنس الضعيف، فالمرأة في ميادين القوة، أثبتت أنها لا تقل عن الرجل مقدرة، ففي بطولات العالم لألعاب القوى مثلاً – نجد المرأة تفوز بسباق الركض والمشي ودفع الجلة ورمي الرمح والقرص والوثب العالي تنافس الرجل في الرياضة التي تتطلب أيضاً مجهوداً بدنياً عنيفاً، كالسباحة وكرة القدم وتسلق الجبال والتزلج على الجليد وغير ذلك. ومن جهة أخرى، قد يدعي بعض الأفراد بأن المرأة تعاني من قصور عقلي وفكري مقارنة مع الرجل. أو أن المرأة في قرارة نفسها تؤمن بأنها دون الرجل، بدليل أن النساء قلما يقبلن عن طيب خاطر على استشارة طبيبة أو توكيل محامية... وإن انتاج المرأة أقل من انتاج الرجل خاصة في الأبحاث العلمية والمخترعات الحديثة، لانعدام ثقتها بنفسها. إلا أن الوقائع تثبت العكس. فالمرأة نتيجة ثقتها بنفسها، قد أسهمت في الكثير من المؤلفات العلمية والأدبية والسياسية والفلسفية والاقتصادية، فأصبحنا نسمع عن نساء حصلن على جوائز في تلك المجالات بما فيها جائرة نوبل الرفيعة، ولعل المرأة اليمنية (توكل كرمان) خير شاهد على العصر. كثيرة هي المجالات الحياتية، التي تتفوق البنات فيها على البنين - للمثال وليس للحصر - نذكر أن البنت بوجه عام تفوق الشاب في قدرتها على تعلم اللغة واستخدامها، وتعلم الحاسوب ومشتقاته وتسخير تقنياته... وأن الكثير من الرجال الذين حصلوا على مراتب علمية متقدمة، يدينون لنسائهم بالكثير من آرائهم وأفكارهم، فتأثير المرأة على الجانب العقلي من حياة الرجل، أثاره واضحة، ولكن؛ غرور الرجال قد هضم حق المرأة وجعله سراً مطوياً، ليبقى دورها في اختمار تلك الأفكار نسياً منسياً!! أما في عالم الموسيقى والفنون، فالمرأة تنافس الرجل فيه، وكثيرا ما تفوقت عليه، ويساعدها في ذلك تمتعها بالحالة الوجدانية وطبيعتها العاطفية، التي يفتقر لها معظم الرجال. فالمرأة بحكم وظيفة الأمومة التي خصها الله بها، هي أكثر حساسية من الرجل وأسرع استجابة للمؤثرات الوجدانية منه. وأما في مجال القضاء والقانون، فالقاضي حريص في الغالب على تطبيق المبدأ العام. فإذا طلب اليه أن يصدر حكماً – لا يفكر إلا في مخالفة القانون، باعتبارها واقعة تستلزم الإدانة – بينما المرأة – إن وضعت موضع القضاء – فإنها لن تفكر إلا في مصير فرد معين، وعليه؛ فإن منطق النساء لا ينكر الواقع – كما يحلو للبعض أن يقول - وإنما هو منطق يهتم بالأشخاص أكثر مما يهتم بالواقع. مما يزيد الطين بلة–حين لا ينظر الزوج إلى زوجته نظرة واقعية، بعيدة عن الخيال وأحلام الرومانسية، أو الاستكبار والاستقواء، فإن العلاقة معها، تأخذ صوراً جيدة من عدم التفاهم، وقد تقود إلى العنف والتوتر، لأسباب عديدة منها: إختلاف الثقافة بينهما، أو بخل الزوج ونزقه، وأحياناً للشذوذ والضعف الجنسي لديه، أو الخيانة الزوجية من طرفه، ناهيك؛ عن عوامل الغيرة والجفاف العاطفي، والمشاعر العدوانية التي يلجأ إليها الزوج، جميعاً؛ تقود إلى الصراع وتصدع حياته الزوجية أو انهيارها، التي تأخذ في البداية القطيعة والجهران، ثم الطلاق وتشريد الأطفال في نهاية المطاف!؟ وبالتحليل النفسي، وجد أن من يقوم بهذه الأساليب، قد يكون إنساناً أنانياً، إنساناً مسحوق العقل والوجدان، والقيم. مفلس خواء «أجوف» يفتقر إلى الثقة بنفسه، وأحياناً أنه يميل إلى حب التملك والسيطرة، لتعويض ما يعانيه من نقص في جوانب شخصيته غير السوية، وأحياناً تصل هذه الاتجاهات النفسية لديه، إلى السلوك الخاطئ، إلى حد المرض النفسي الخفي... وأخيراً؛ إننا لسنا هنا بدفاع متهافت عن المرأة فللبيت رب يحميه... ولكننا نرى من الخطأ أن نخلط بين «القوة» و»الذكورة» وبين «الضعف» و»الأنوية» عند المقارنة بين الرجل والمرأة. ويبقى السؤال: إلى متى سيظل الرجل في مجتمعناً يظن في نفسه أنه «المعيار» والمقياس لجميع الأشياء؟! أو إلى متى ستظل كلمة «الرجل» - عند بعضالأفراد - كلمة مرادفة لكلمة «الإنسان» وكأن المرأة كتب عليها أن تظل هي «الموجود الآخر» أو «الجنس الضعيف»!؟ [/rtl] |
|