ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: ودمع لا يكفكف يا دمشق! الثلاثاء 30 سبتمبر 2014, 12:54 am | |
| ودمع لا يكفكف يا دمشق!
من منا لا يتنهد بألم وحسرة عند مشاهدة المسلسلات السورية التي خرجت للنور قبل ان يعبث بأجوائها الدمار....حيث النوافير الرقراقة.. وأصص الفخار.. ومنقّل الكبّة.. وكلمة «يامو» التي تتردد بأرجاء الدار ! كنا في الماضي القريب..بل القريب جدا.. نتقلب بنعم كثيرة لم نقدّرها حينذاك. كالتنقل بالسيارة من الأردن باتجاه البلاد العربية الشقيقة المجاورة.. حتى ان البعض كان يجتهد بالوصول إلى اوروبا عبر تركيا..فكلما تلفتنا ذات اليمين وذات اليسار.. او الشمال والجنوب.. كنا نواجَه بأبواب تُفتَح ونوافذ تًشرّع..وطرق تُمهّد.. كنا نسير متى نريد وفي اي وقت نريد.. بين الصلاة في المسجد االاموي والتنزه والتسوّق الممتع المعقول الثمن.. وإن رغب بعض الزوار بالابتعاد قليلا اتجهوا الى لبنان.. أذكر في آخر زيارة لنا لدمشق..قبل ما يُسمى الربيع العربي.. سنحت لي الفرصة للتجول بمفردي في أسواق الشام القديمة.. فحظيت بمتعة الاستغراق تماما بالأجواء المحيطة ، والتوحّد مع عبق المكان والزمان والإنسان الضاربة جذورها بين سطور التاريخ وصفحات أعماقه ! وهكذا عبر الأجواء المشبعة بأريج البهارات المختَرَقَة بنسمات الهال وذبذبات فناجين القهوة وطقطقات إيقاعها الراقص ، يهلّ عليك كرم الدكاكين بالحارات القديمة.. يقدمون المكسّرات مجانا,,و»الملبّس على قضامة»....وبذور البطيخ المحمصة.. والفستق الحلبي.. كمْشة من هنا وكمشة من هناك..في حين تتلألأ العيون بالبشرى.. وترتسم الابتسامة الدائمة على الوجوه الشاميّة.. فتعلوا ضحكاتهم وترحيباتهم.. الصادقة.. وهي توجهني نحو الدرب الموصل لفندق قديم مشهور قصدته في عمق البلدة القديمة بدمشق لا نصله الا سيرا على الاقدام.. او في احسن حال بواسطة عربة صغيرة كتلك المخصصة للفنادق..كنت اسير وارتشف من هذا البازار الطبيعي الممتدة أسواقه بلا نهاية.. في تلك الزيارة وفي ذلك المشوار بالذات بالرغم من معطياته الساحرة.. انتابني شعور مبهَم..فكأنني القي النظرة الأخيرة عليه.. وحالما وضعت الرحال في الفندق الأثري المطلوب.. قرب المسبح القديم.. طلبت طلبيْن من النادل شاي بالنعنع الأخضر.. وفنجان قهوة معا.. ضحك النادل وقتها ناصحا بأن اتناول الشاي أولا.. ثم القهوة ثانيا.. فقلت له: بل الإثنين معا.. لا وقت لدي.. وفعلا نفذ الزمن الجميل بوقته الذي تسرّب من بين ايدينا خلسة ونحن في أوهامنا مستغرقون.. عصرْناه عصْرا... قطرة قطرة.. حتى تخلى عنا قسرا. لم نثّمّن ما كان بين ايدينا ! وها هي دمشق تنوح ونحن معها ننوح.. واختفت الضحكة عن الوجوه النضرة.. لتعلوها القترة.. في الأجواء الغبرة..حتى باتت النفوس معتمة مكدرة.. لطالما تجاهلنا حقيقة إمكانية تكامل البلاد العربية التي وهبتنا إياها الطبيعة.. لتحقيق الوحدة المعنوية والمادية.. وحدة تبدأ مثلا بمشروع سكة حديد مشتركة.. شبكة كهرباء.. وغيرها.. كلها ستقود إلى وحدة جمركية تسهّل التجارة البيْنية.. على درب الوحدة الاقتصادية.. ولكننا اجتهدنا بصورة عكسية.. فخططت العقول القريبة والبعيدة للمؤامرات.. وأبدعت الأيدي بتشييد المطبّات... فالتكامل مغضوب عليه.. والوحدة مرفوضة في قاموس التعامل العربي العربي.. وهكذا على نفسها جنت براقش.. ونتيجة لهذه الفلسفة المعكوسة..حصدنا مَرّ حصاد الجحيم العربي نتيجة قصر النظر وتخبّط الرؤية..لوجود رغبة خفية للدمار الذاتي عندنا فقبعنا بين نمطين من «التدمير الذاتي» التفكيري والسلوكي..كخشية بعضنا من النجاح والتميز فنلجأ للمماطلة والتسويف.. ناهيك عن رفضنا العمل الا في أجواء كاملة متكاملة..والكمال لله وحده.. فتتضخم البطالة بأرقامها ومشاكلها..وهكذا تتقلب الغالبية في البلاد العربية بمعطيات ونتائج «التدمير الذاتي» ,,وحتى من ينفد من هذا «التدمير الذاتي» ويتابع بلوغه لأهدافه بغض النظر عن المعيقات.. تجد من يدخل على خط نجاحه ويدمر إنجازاته.. تحقيقا لمقولة الغيرة: مفيش حد أحسن من حد ! وهكذا تكتمل حلقة التدمير.. والان كلما تلفتنا ذات اليمين وذات اليسار نسمع أنينا..وزفرات.. وتخوفات البلاد العربية المكلومة بدمار جراحها الذي ارجعنا الى خمسين عاما للوراء.. وحتى لو بدانا من جديد..فلن يعود كل شيء الى سابق عهده فسحْر المكان وشغَف الإنسان قد نال منهما الزمان.. كلا..بل إنه الإنسان.. الذي يعبث بكل شيء حتى لم ولم يعد للعبق مكان.. وصدقت رؤية احمد شوقي مخاطبا دمشق : وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي» جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ ترى..َهل حسدنا الاخرون على هذا العبق الخفي الذي تعبق به دمشقنا وقدسنا وبيروتنا وبغدادنا وقاهرتنا وصنعاؤنا.. عبق لا ينبثق الا عن محصلة عناصر استثنائية تتواجد فقط في البلاد العربية فتآمروا ضدنا ؟ أم نحن الذين تآمرنا ضد انفسنا ؟ |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ودمع لا يكفكف يا دمشق! الأحد 16 سبتمبر 2018, 6:06 am | |
| سوق التكية السليمانية: عراقة الحِرَف الدمشقية
زينة شهلافي موقع مميز وسط العاصمة السورية دمشق قريباً من ساحة المرجة «الشهداء»، وبين أشجار وارفة تلقي بظلالها على جانبي الطريق، تصطف عشرات المحال الأثرية إلى جانب بعضها البعض، ويعرض أصحابها مئات القطع الفنية الخشبية والقماشية والجلدية والمعدنية والزجاجية: إنه سوق المهن اليدوية في التكية السليمانية. منذ افتتاحه في سبعينيات القرن الماضي، ازدهر هذا السوق وتحوّل إلى مقصد للسياح وللسكان المحليين على حد سواء، حيث كان يضم عدداً من أمهر حرفيي دمشق، واعتاد كثر منهم على الجلوس أمام محالهم أو داخلها وهم ينجزون قطعهم الفنية أمام الزوار مستعرضين مهاراتهم وذوقهم الرفيع. لكن مرور السنوات أبى إلا وأن يترك أثره على حجارة هذا المبنى العثماني العريق والذي تحتاج أجزاء منه لعناية وترميم عاجلين، لتأتي الحرب مرخية بظلالها على السوق الذي يبدو اليوم شبه خالٍ من زوّاره، وعلى حرفييه الذين يُعتبر بعضهم من أواخر ممارسي المهن اليدوية المختلفة والتي يتقنونها أباً عن جد.بناء عثماني قديميعود تاريخ التكية السليمانية إلى أواسط القرن السادس عشر، حيث أمر السلطان العثماني سليمان القانوني ببنائها لتكون بمثابة مكان يخدم الحجاج في طريقهم من تركيا وأوروبا إلى الحجاز، وأيضاً عابري السبيل والفقراء حيث يمكنهم الإقامة فيه بشكل مؤقت. صمم المعماري التركي الشهير آنذاك معمار سنان مبنى متكاملاً يمتد على مساحة تتجاوز عشرة آلاف متر مربع، وانتهى بناؤه بإشراف مهندسين مختصين عام 1559. تتألف التكية من منطقتين غربية وشرقية، وهما تضمان مسجداً بمئذنتين، ومدرسة وحرماً للصلاة وصحناً سماوياً تحيط به أروقة، وغرفاً مسقوفة بقباب، وبحرة كبيرة مستطيلة الشكل. المنطقة بأكملها مبنية بطراز عثماني استانبولي مميز، كالمئذنتين النحيلتين الطويلتين المتناظرتين في الشكل والحجم وهو تصميم لم يكن معروفاً في دمشق قبل ذلك، وكذلك الزخارف التي تزين جدرانها والتي تعتبر مزيجاً من الفن العثماني والدمشقي. وفي العهد العثماني، كان للتكية ـ التي تعني المأوى أو مكان الاتكاء والراحة ـ وظائف تتمثل في إقامة الشعائر الدينية خاصة للمتصوفين المتفرغين للعبادة بعيداً عن عالمهم الخارجي، وأيضاً التصدق وإيواء المحتاجين. وبذلك تحوّلت التكية السليمانية في دمشق إلى ملاذ للحجاج والمتصوفين وأيضاً الفقراء والمحتاجين وفي بعض الأحيان العاطلين عن العمل، حيث كانت وزارة الأوقاف في ذلك العهد تتكفل بمصاريف هذا المكان وسكانه، وهو ما يدفع للتساؤل أيضاً عن احتمال تسمية المكان بالتكية نتيجة اعتماد ـ أو اتكاء ـ زواره وسكانه على الدولة بشكل تام للحصول على احتياجاتهم. بعد نهاية الحكم العثماني، وخلال سنوات الاحتلال الفرنسي لسوريا، كانت للتكية السليمانية استخدامات متعددة، كالتدريس وطباعة بعض المجلات، وأيضاً كمقر عسكري. وبعد استقلال سوريا تحولت لمدرسة إسلامية، ولملجأ للعديد من الفلسطينيين الذين هُجروا من بلدهم، ثم أنشئ في الجزء الغربي منها المتحف الحربي أواسط القرن الماضي، وتحوّل الجزء الآخر لسوق للمهن اليدوية، حيث بدأ عشرات الحرفيين بالعمل بمختلف مجالات الأعمال اليدوية التقليدية السورية والتي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من هوية وتاريخ البلاد.مرور السنوات والحربالسنوات الطويلة المتعاقبة تركت أثراً واضحاً على مباني وأحجار التكية السليمانية، حيث تصدعت وتشققت بعض الجدران والأسقف والأعمدة، وظهرت تعرجات في باحة المسجد بسبب خسوفات وتجويفات في الأرضية وخروج بعض الأحجار من مكانها. ودفع ذلك إلى عقد اتفاقيات مع جهات تركية مختصة منذ أكثر من عشر سنوات، للبدء بإعداد دراسات تهدف إلى ترميم وإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل ان تتعذر إعادة الحياة لأحجار هذا المبنى العثماني العريق ويصل حالها إلى وضع كارثي. لكن الحرب وتبعاتها السياسية والميدانية أوقفت أعمال الترميم تلك إلى أجل غير مسمى حيث انقطعت كل خيوط التواصل بين البلدين، ولم تتكفل أي جهة محلية بعد بمتابعة العمل وإنجازه بالشكل المطلوب، وبقيت الأحجار متهالكة في انتظار من يكترث لحالها. إهمال تبعته سنوات حرب طويلة خسرت فيها سوريا الملايين من أبنائها بين قتيل ومهجّر، وتراجعت مؤشرات الاقتصاد إلى مستويات متدنية غير مسبوقة، مما أرخى بظلاله على حرفيي التكية السليمانية كما معظم حرفيي البلاد، حيث كانت أعمالهم تعتمد بمعظمها على السياح الخارجيين القادمين إلى سوريا.آخر الحرفيين والفنانينعند مدخل سوق المهن اليدوية من الجهة الغربية، يجلس بعض أصحاب المحال متحلقين أمام اثنين يلعبان طـاولة الزهر. لا يكترثون كثيراً بالزوار القلائل الذين يتجولون بين الواجهات، ومعظمهم من أبناء المدينة على الأغلب، إذ تبدو متابعة اللعبة شيقة أكثر. قد يقطعها دخول أحد الزبائن لتفحص غرض ما أو السؤال عن سعره، وسرعان ما يعود الكل لمكانه. تضم هذه السوق ما يربو عن عشرين حرفة، على رأسها الفضيات والحلي اليدوية، والحفر على الخشب والموزاييك والتطعيم بالصدف، والسجاد والمطرزات الشرقية وأهمها البروكار، والزجاج المعشق، والفخار، والجلديات، وصناعة الأعواد الدمشقية. لا يصعب على الزائر أن يرى كيف طالت نيران الحرب معظم ممارسي هذه الحرف في السوق اليوم، فاليد العاملة تقلّصت حتى حدودها الدنيا بسبب سفر الآلاف من فئة الشباب أو توجههم نحو أعمال ذات مردود مادي أعلى. وفي الوقت نفسه، ومع ارتفاع أسعار القطع المنتجة يدوياً، ينصرف السوريون عن شرائها فهي اليوم من الكماليات، ويغيب السياح والزبائن القادمون من خارج البلاد. بعض المحال على الجانبين مغلق. صاحب أحدها ترك محله واختفى دون أثر منذ سنوات ولا أحد يعلم مصيره تماماً. محل آخر كُتب على لافتته «مرسم ناجي عبيد ورغدة قاسم». عبيد هو فنان ورسام تشكيلي سوري تجاوز اليوم عامه التسعين، واشتهر بارتدائه النظارة السوداء، وتكديسه عشرات اللوحات في مرسمه، حيث أصر على بيعها بسعر رخيص بعيداً عن صالات المعارض. من أشهر لوحاته وأكثرها جذباً للزوار فيما مضى «عنترة وعبلة» و«الزير سالم» وغيرها من الشخصيات العربية الأسطورية، والتي اعتاد رسمها بذات الطريقة على الدوام، كما يتفاخر بامتلاكه لوحات لشخصيات تاريخية مثل الملك فيصل ويوسف العظمة والشريف حسين والملك حسين، وبأن حجم نتاجه الفـنــي تـجـــاوز الأربعة آلاف لوحة. المحل اليوم أيضاً مغلق ولا سـيـاح أو زوار يقفون لتأمل تلك الشخـصــيات التاريخــية على واجـــهــته أو داخـــله، حيث تمـــكـن المرض من عبــيــد وتعمل زوجته بين الفيــنة والأخرى على الاهتمام بحركة البيع، إن وجدت. على جوانب الباحة الداخلية أمام المسجد، تتلاصق محال أخرى يبيع أصحابها السجاد اليدوي والخزف والبروكار واللوحات. في الزاوية اليمنى يجلس محمد رنكوس داخل محل صغير وأمامه نول خشبي قديم متوقف عن العمل. رنكوس هو من آخر الحرفيين الذين يتقنون أسرار صناعة البروكار الدمشقي، وهو قماش اشتهر بجماله وغلاء سعره حيث يصنع من الحرير والقصب ويستخدم للتزيين والملابس والمفروشات. إضافة لذلك، فالرجل الثلاثيني هو من أصغر صنّاع هذا القماش الدمشقي الشهير اليوم، ما يعني بأن لا أحد من شباب الجيل الجديد يكترث بتعلّم هذه الحرفة التقليدية العريقة، فهي صعبة وتحتاج الكثير من الصبر والتأني والإتقان. ومع وجود ما لا يزيد عن عشرة أشخاص فقط يتقنون حياكة البروكار، يعتبر رنكوس بأن هذه الحرفة الدمشقية الأصيلة «تدق ناقوس الخطر». وفي الزاوية المقابلة، بالكاد يمكن سماع صوت نول السجاد الخشبي الذي يعمل عليه غسان وردة، وهو أيضاً من آخر صنّاع السجاد اليدوي في دمشق. النول لا يدور سوى ساعات قليلة في اليوم، بما يكفي لصناعة ما يمكن بيعه من البسط اليدوية، خوفاً من تكديس البضاعة دون وجود من يشتريها. يحتفي وردة بالزبائن القلائل الذين يقصدون محله، ويتحسر على زمان كانت فيه كل محافظة سورية تضم ما يدعى «سوق النوالة» أي مكان تجمع الأنوال اليدوية التي تنتج مختلف أنوع الأقمشة، في حين أن هذه المهنة اليوم «ما بتطعمي خبز». لعلّ صناع وبائعي الحلي الفضية المشغولة يدوياً هم الأوفر حظاً اليوم، فلا تزال منتجاتهم مرغوبة إلى حد ما من الزبائن المحليين، على اعتبار أنها ذات أحجام صغيرة وتكاليف قليلة، وبالتالي سعر معقول إلى حد ما. يتباهى هؤلاء الصنّاع بما يعرضونه على واجهات محالهم وداخلها من تصميمات شرقية بديعة، ورغم ذلك لا تخلو أحاديث معظمهم من الشكوى من ركود حركة البيع، وانتظار ما قد يحركها ويدفع بها نحو الأمام. حال الحرفيين في التكية السليمانية اليوم يشبه حال أحجار هذا المكان. يشعر الزائر عند مدخل التكية وكأن مرور الأيام والسنوات قد توقف، ويبدو الجميع وكأنهم في انتظار عجلة الزمن كي تعاود الدوران بهم من جديد.اقتباسات الزخارف التي تزين جدران التكية تعتبر مزيجاً من الفن العثماني والدمشقي تضم هذه السوق ما يربو عن عشرين حرفة، على رأسها الفضيات والحلي اليدوية رنكوسي هو من آخر الحرفيين الذين يتقنون أسرار صناعة البروكار الدمشقي حال الحرفيين في التكية السليمانية اليوم يشبه حال أحجار المكان |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ودمع لا يكفكف يا دمشق! الأحد 28 أكتوبر 2018, 9:28 am | |
| [rtl]يقول ياقوت الحموي عن مدينة دمشق : “ما وصفت الجنة بشيء, إلا وفي دمشق مثله” ويقولُ ابن حوقل “هيَ أجمل مدينة من مدن الشام تقع في أرض مستوية” ويقولُ عنها أحمد شوقي: “سلامٌ من صبا بردى أرقّ …. ودمعٌ لا يكفكف يا دمشقُ” ويقولُ البديع: “يا نسيماً هبّ مِسكا عَبِقا…. هذه أنفاسُ ريّا جلّـقا” ويقولُ معروف الرصافي: ” أعلمتِ أني في دمشق أجرُّ أذيال السرور.. بين الغطارفة الذين تخافه غير الدهور” ويقول نزار قباني ابنها الدمشقيّ: “كتب الله أن تكوني دمشقا… بكِ يبدا وينتهي التكوينُ علّمينا فقه العروبة يا شا…. مِ فأنتِ البيان والتبيين إن نهر التاريخ ينبع في الشام… أيلغي التاريخ طرحٌ عجين؟”
فما قصة هذه المدينة التي ينبع منها نهر التاريخ؟ 1- دمشق هي أقدم عاصمة مأهولة في العالم, أصبحت عاصمة منطقة سوريا منذ عام 635 ق.م , وهي أحد أقدم مدن العالم حيث حلّ فيها تاريخ غير منقطع منذ أحد عشر ألف عام تقريبا.[/rtl][rtl]
2 -دمشق مدينة داخلية, تقع في منطقة جغرافية مكونة من سهل خصيب, يرويه نهر بردى وفروعه العديدة, مشكلاً بذلك غوطة دمشق, مع امتداد جبل قاسيون فيها.. وتقع على هضبة 690م عن سطح البحر
3- دمشق عبر التاريخ: تاريخها يعود إلى ما بين الألف السادس والخامس قبل الميلاد, وسُكنت أو تمّ حكمها من قبل الآموريين والكنعانيين والآشوريين والآراميين والبابليين والفرس والسلوقيين والبطالمة والأنباط, حتى وصلت للإمبراطورية الرومانية وأثرت هذه الفترة على شكلها الحالي كثيرا, ومن ثم عاد وتداول عليها الأنباط والبيزنطيين حتى مجيء المسلمين سنة 634م لتصبح لاحقا عاصمة الخلافة الأموية, ومن ثم العباسيين والصليبيين والفاطميين والمماليك والأيوبيين والمغول والعثمانيين ومن ثم فترة الاحتلال الفرنسي الأخير حيث حصلت على استقلالها عام 1946م .
4- مكثت دمشق محصورة بالمدينة القديمة التي فيها حتى القرون الوسطى, وبعدها أخذت بالتوسع.. حالياً تتألف من خمسة عشر منطقة سكنية متصلة بمحيطها من الضواحي لتشكيل ما يعرف باسم دمشق الكبرى, حيث تعتبر المدينة هي المركز الإداري لمحافظة دمشق, وتبلغ مساحة المدينة 105 كم2.
5- يبلغ عدد سكان دمشق المدينة 1,9 مليون نسمة, وهي بذلك ثاني المدن السورية بعد حلب, بينما يبلغ عدد سكان دمشق الكبرى (دمشق وضواحيها وريفها) 4,4 مليون نسمة, لتكون بذلك أكبر تجمع سكاني في سوريا, ويتركز فيه حوالي 19,5% من الشعب, وتعتبر المدينة بذلك هي الرابعة بين المدن في الوطن العربي.
6- منذ العصور القديمة اشتهرت دمشق بكونها مدينة تجارية, حيث وقعت على طريق الحرير, وطريق البحر, وموكب الحج الشامي, والقوافل المتجهة إلى فارس أو آسيا الصغرى أو مصر أو الجزيرة العربية.. وحالياً ما يزال اقتصاد دمشق يقوم على التجارة, الصناعة في الضواحي, والسياحة.
7- يتألف التركيب العرقي لسكان دمشق بشكل أساسي من العرب السوريين على صعيد العرق, ويمثلون حوالي 95% من إجمالي السكان, ويأتي بعدها الأكراد والأقليات المتعددة الأخرى, ومن 93% مسلمين مع حوالي الـ7% من المسيحيين, وتعتبر دمشق من المدن الفتية بشكل كبير, وتنخفض فيها نسبة الأمية إلى 5,2% من السكان فقط.
8- حصل تراجع كبير في اقتصاد مدينة دمشق, والسياحة بالطبع منذ اندلاع الأحداث السورية عام 2011, ولا تزال المدينة حتى الآن تحت سيطرة النظام باستثناء أجزاء من الأحياء الشرقية والجنوبية, ويتخوّف من وصول المعارك إلى قلب المدينة القديمة ومعالمها الأثرية فيصيبها ما أصاب معالم حلب وحمص من انتهاكٍ وتدمير.
9- تحتوي دمشق على نمط تقليدي مميز من الأسواق المسقوفة, أبرزها: سوق الحميدية, مدحت باشا, والبزورية والحريقة. ويمكن إحصاء 50 سوق تقليدي عام ومتخصص فيها يُعتبروا بمثابة شرايين المدينة الاقتصادية والسياحية حتى الآن. ومن معالمها الأثرية أيضا: المسجد الأموي رابع أشهر مسجد في الإسلام, خان أسعد باشا, والكنيسة المريمية, وكنيسة الزيتون, ويُذكر أن مدينة دمشق تحوي على 200 مسجد, و36 كنيسة, بالإضافة إلى 10 كنس يهودية لم يعد يعمل منها إلا اثنان.
10- تم اعتبار دمشق عام 2010 واحدة من أفضل المقاصد السياحية في العالم, حيث كانت مركزاً بارزاً اقتصاديا وثقافيا وسياسيا عبر التاريخ, وأهم فتراته حين كانت مركزا للدولة الأموية/أكبر دولة إسلامية من حيث المساحة في التاريخ. وفيها تم دفن شخصيات شهيرة مثل صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس.
[/rtl] |
|