ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الخادمات لسن أمهات.. والأسر مطالبة برعاية أطفالها الخميس 23 أكتوبر 2014, 6:57 am | |
| [rtl]دور الزوج في المرض والشفاء[/rtl] [rtl] [/rtl][rtl]
دكتور كميل موسى فرام استشاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية أستاذ مشارك/ كلية الطب- الجامعة الأردنية
تلقيت عبر فترات الزمن تساؤلات عديدة من الأصدقاء والمحبين، إضافة لعدد كبير من الرسائل الالكترونية التي تتساءل عن مساحة الرجل ضمن مقالاتي الطيبة، بل ربما ذهب البعض بضرورة تخصيص مناسبة أو أكثر للحيث عن دور الرجل في المشاكل النسائية مسبباً أو معالجاً، فالعلاقات الزوجية هي علاقات تكاملية بدرجة التوأمة والاتحاد، وليست تبادلية تتغير وتتبدل مع زوابع الأيام، أو فرع مساومة في بورصة الأحلام، فأساسها الايمان المطلق بربط المصير بين الجنسين استكمالا لمتطلبات البقاء والاستمرار. مركب الزواج يبحر بنهر الأيام ويتغذى من أغاديره، يتعرص لعواصف وأعاصير، تتطلب من الربان الحكمة بالتصرف وعدم التسرع، فركوب بحر الزوجية خطوة جريئة إلزامية بمساق الحياة بتوقيت عمري تختلف بيناته وتتعدد، تتغذى بالحكمة والصبر والعمل للوصول لشاطىء الأمان حيث الاستمتاع بمناظر الطبيعة الخلابة ونتائجها الفطرية بأفراد العائلة الذين يشعون ضياء للوالدين كعامل استقرار، والكتابة على صفحات المياة أمانة بضمير الزمن ليخلد قصص نجاح زوجية أساسها التساوي، بدأت بالتواضع، تغذت بالحب، ارتدت ثوب الاخلاص، عنوانها ابتسامة دائمة، فكانت مشروع شجرة حياتية مثمرة يقطف ثمارها أبناؤها الصالحون كنتيجة طبيعية لرابطة الزوجية، صُنعت بجهد وارتوت بعرق الزوجين لحمايتها من غدر الزمان الذي لا يرحم. التكامل والتكافل بمفهومه الرياضي لا يختلف أبداً عن التفسير العائلي أو هكذا يجب أن يكون، فاتحاد الزوجين بالفكر والمصير والهدف هو تكامل واقعي، يكفل لهما تقاسم مواقف السعادة بالتساوي، كما يلزمهما بتقاسم هموم المرض والحرمان بنفس الدرجة، بل وتقاسم أسهم الخسارة إن وجدت، في الأولى قد لا نلحظ فرقا لطبيعة الشعور وانتشار رياح الانبساط، ولكن الثانية تتطلب التمعن والتدقيق والتحليل، فهناك فرق وفرق كبير حيث يسطر العتب ويخلد إثما على المقصر، كسوس ينخر بالعلاقة الزوجية ليضعفها وقد يؤذيها إن دخلت بفلك العناد والاهمال، مسابقة تضمن الخسارة لطرفي اللعبة كما تضمن الربح أيضا، فليس هناك داء أسوأ من شرخ زجاح العلاقة الزوجية، فالترميم عاجز عن العلاج مهما مورست فنون الترقيع، إضافة أن التضحية بجزء من الوقت والمال قد لا يسعف الزوج لخطأ التوقيت بعد أن كانت كلمة الاعتذار كافية لحسم الداء كدواء. استحقاقات العمر تمثل فصلا مهما بالمسيرة للرجال، فصل التحدي الأكبر فيصعب على البعض قبول الاعتراف به أو هكذا يتظاهر البعض بارتداء ثوب الشباب الدائم، وشهادتي للتاريخ أن فصول العطاء الزوجي لدى الرجال تحكمها معايير تتميز بالثبات والاخلاص بقدر محدود مستنزف، تمنع الانحراف الأدبي عن قضبان قطار الزوجية بعموميات ندركها بحكم الطبيعة الربانية، ولكن الانقلاب السلوكي بالجانب الأنثوي نتيجة عدم انضباط المعادلة الهرمونية والعصبية قد يدفع الرجل لسلوك وقتي تحت تأثير الصدمة، فيمثل فصل ندم وتأنيب بعد انقضاء العاصفة واتضاح الرؤية عندما يهبط المنطاد بواحد من مدرجات العمر في مطار الضمير لأخذ قسط من الراحة، ومراجعة سيناريو أحداث الجزء العمري الماضي لاقتناص درس للغد. مرافقة الزوج لزوجته بظروف صحية عابرة برحلة الشفاء قد يكون البلسم أو سر الشفاء لاجتياز امتحان الشكوك الذي يغلف أحيانا تصرفات عفوية فتشكل قالب حكمة نسائية لاختبار الاخلاص الزوجي، وأي كان السبب بظاهره أو واقعة، فوجود الزوج مع الزوجة في عيادة الاختصاص أثناء مراحل الشكوى والكشف إضافة لعمل الفحوصات الشفائية سيشعر الزوجة بحرص على أرض الواقع تقوي درجة الحب ورابطة الاخلاص بداخلها عندما يدغدغ مستقبلات هرمون الاستروجين السحري، جرعة من المحبة قد تكون كفيلة بإزالة اللثام عن سر المرض، بل يتعدى أثرها لشطب حروف الشك المتبادل أحيانا، فعاطفة المرأة يمكن إعادة توزيع ألوياتها بسهولة لتوظيفها بالجانب الايجابي ببحر الذكورة العاصف، ومن واقع الاختصاص والخبرة أجزم أن قبلة بريئة برتبة الاخلاص تمثل جرعة الشفاء لأمراض القلب والشك والأعصاب، قبلة ينتهي مفعولها بلحظة الأداء ولا يترتب على أدائها استحقاق بظرف صعب. هناك زيارات طبية مشبوهة لكلا الزوجين، تبدأ بسرد قصة مرضية لصديق بتفصيل كامل عن سيرته المرضية بدافع الحرص لكونه يتمتع بقدر من الخجل وقد انتابت جدران بناءه شروخ وتصدعات تحتاج للترميم، قصة تحاكي بأحداثها واقع الراوي الذي يبحث عن الدعم بألوانه الأزرق أو الأصفر أو الأبيض لأداء المهمة الزوجية، في الوقت الذي تجد فيه السيدة وقد استخدمت عبارات الأحاجي فتترك للطبيب حرية التفسير بدون تحمل لسؤ الظن لكبرياء وعدم الاعتراف بتغيرات العمر، زيارة لتبادل التهم بين الربان الزوجي بظاهر الحرص أمام الطبيب المختص لقول كلمته، فالرجل يستمد طاقته من حلم يدغدغ العواطف، لاؤكد هنا أن استحقاقات العمر واقع لا يمكن تجاهله، فمن يبحث عن الفوز والمتعة لا يترك ذلك للوقت الضائع إلآ لسوء تقدير أو تخطيط. التواجد المتبادل للزوجين أثناء الزيارات الطبية يمثل صورة من صور الوحدة النموذجية، قد تعطي دلالات وأبعاد أكثر من مجرد التواجد الجسدي شريطة الابتعاد عن محطات السرية أو التمثيل، لأنه يمثل قمة الاتحاد العاطفي بحرص على إشراقه شمس الغد إعلانا لولادة يوم جديد في مفكرة الأيام، تنقش بسطورها أن أنين الزوجة قد تسبب بالّم رفيق الدرب فأضاء شمعة لعبور نفق صعب ضمن أفق الصحة بثوب يتمناه المحروم والغني، خصوصا أن العديد من الفصول الحياتية لا يمكن شراؤها أو توفيرها بالمال، بل وذكريات عمرية تخلّد بالإخلاص والمحبة عندما يعصف المرض بفلول رياح خريف ممطر، تتساقط أوراقه وتتعرى أغصانه استعدادا لارتداء حلة جديدة في قادم الأيام، تحاك بخيوط ثوب الصحة الذي يصنع بحرص الذات ويحافظ عليه بدون بخل. لا يمكن إنكار الواقع المرضي حيث لا توجد مناعة قد يكتسبها الفرد ضد الإصابة بالمرض فهو قاهر لكل الفئات، يغافل بترحال دون استئذان، قد يعطي إشارة تحذيرية يستوعبها من يدرك قيمة الصحة قبل الغرق ببحيرة الشكوى فلا منقذ ولا فائدة من التكرم للصرف بسخاء، كما أنه يمنع تفسير أركان الشكوى الصحية بحسن نية والتعامل معها بشكل عارض اعتمادا على خبرات ناس قد رحلوا قبل الإثبات، يخلدون بسلبية تفكيرهم التي أورثوها للبعض تحت فصل البخل والخوف، والرجل بطبيعته يعتبر الفترة المرضية فترة ضعف فينكر حاجته للمساعدة والعطف، ولكنني أجزم أن الشفاء يتمثل بالدرجة الأولى بحنين زوجة تمسح الألم فتزرع شجرة الأمل بقلب يحتاج لنظرة عين وابتسامة، كفيلة بتعبيد طريق الوصول للسر المرضي قبل أن تجف مياه بحيرة العمر فيصعب التجديف في وحل الأيام. لا يمكننا اعتبار العواصف المرضية رياح تهديد للاستقرار العاطفي واعتبار أداء الوظيفة الزوجية كمقياس لمقاصةالحياة وكنوزها، ففي مرابعها حدائق للمتعة والراحة والاستجمام، وتغني بصورة مؤقتة عن فصل الحياة اليومي في ساعات الليل الأولى تحت أنوار شموع حمراء تبعث دفئا وطاقة للعواطف لإزالة هموم أحداث اليوم على أنغام فيروزية، فالمرض واقع لا يمكن الابتعاد عنه، ومن الظلم أن نعتقد أن الحرمان من متعة الليل عقوبة مرضية، فذلك لا يمثل الصفحة الأخيرة كدستور نعيش تحت مظلته، فليس الشفاء بالعلاج وسيلة أجدى من تقبل المرض ومضاعفاته، واختيار شريكة العمر طواعية لتقاسم هموم الزمن. لا يمكن القبول بحصر المهمة الزوجية بزاوية حادة مظلمة القياس والأجواء، تتغير درجة انحرافها بتغير القدرة الأدائية لأحد الطرفين بفرجار الرضا الحسابي واللذين ارتضيا لظرف قاهر للانتقال بلعب دور كومبارس بالحياة أداءً ونتيجة ضمن روتين يفتقر للغة التفاهم والعواطف، ليعتمد الأداء على الفطرة المميزة لفرع الثديات ضمن المملكة الحياتية، فكم من نظرة صنعت ثورة وجيل، وخلدت رموزا فرضوا عبرتهم على أدائنا حتى الساعة نحاول الامتثال بهم بقدر الاجتهاد والعطاء، فالزوج الناجح يعتمد على امداد طاقة التميز من الزوجة الحريصة، ورحمة لوالدي الذي أسس مدرسة الصبر والتفكير بقدرات وامكانات جسدت الحكمة بأن السعادة التي ننشدها يمكننا صناعتها لنجعلها منارة وهداية وعبرة ودرسا للغير. كلنا معرضون لسحابات المرض، ساعات صعبة من الأنين والشكوى والحرمان، تمتزج فيها الأماني مع الأحلام، فنجود بما نملك لاستعادة فصل صحي كان بمتناول أيدينا، نضحي بما اختزنا لأمل الشفاء، فواقع المرض يُفرض غالبا على أجندة الحياة بدون توقيت أو مقدمة، لكن الحكمة بالتعامل معه تلزم بخلط ثالوث التوفير بكرم، فحكمة احترام الحياة التي ننشدها تمنع علينا الاحتفاظ بشيء ما لمناسبة خاصة، لأن المناسبة الأجمل هي اليوم الذي نعيشه وليس الذي ننتظره أو انقضت أحداثه برغم أنين المرض بثوب رث يجعل الرحمة تنطق بتحفظ فالصحة تمثل الأمنية الوحيدة التي لا يمكن شراؤها بالمال ويتمناها الأغنياء وللحديث بقية.[/rtl] |
|