ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75847 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الثوابت لا تسقط وإن إهتزت الإثنين 03 نوفمبر 2014, 12:04 am | |
| الثوابت لا تسقط وإن إهتزت
إن من عرف طريقه
في أي عهد من العهود وعرف الهدف الذي يتوجه إليه،
وكان واثقاً من القوة التي يستند إليها
استطاع بفضل هذا الشعور
وبفضل هذه الديناميكية التي يشعر بها في أعماقه أن يرقى إلى هذه الذرى ويتجاوزها
فيصل إلى الشاهقة مرات ومرات،
وتصغر الأرض تحت أقدامهم،
وتَفتح السماواتُ صدرها لعرفانهم،
وتقف لهم المسافاتُ تحيةً وإكباراً وتقف لعزمهم وجهودهم احتراماً،
وتتحول العوائق والموانع إلى جسور تنقلهم إلى أهدافهم.
أجل
إن الظلام يندحر دائماً أمام هؤلاء الشجعان،
وتنقلب المصائب إلى شآبيب رحمة
وتتحول المشقات إلى طرق نجاة،
والضوائق إلى حوافز انطلاق.
لو أبادوا حاضر مثل هذا الشخص نراه ييمم وجهه نحو المستقبل
ويستمر في طريقه المتوجه إلى الغد.
ولو هدموا مستقبله أيضاً لما تردد في نخس جواده نحو مستقبل أبعد
أي لا يملكون حيلة حيال أمثاله،
ولم يستطيعوا هذا حتى الآن،
لأنه حتى لو عاش هزائم، أو سقط على الأرض،
فإنه بفضل عزمه وإيمانه وأمله يستمر في وضع خطط جديدة للفوز وللنجاح ويجد فيها السلوى والعزاء.
كما أنه عندما يجابه بموجات من الحقد والعداء، وعندما تدلهم أمامه الخطوب،
وتتكاثف الظلمات بعضها فوق بعض لا يسقط في وديان اليأس والقنوط،
ولا يضطرب أو تهتز منه شعرة،
لأنه لا يمثل الأمسَ فقط ولا اليومَ ولا الغدَ،
بل هو في موقع يَسرِي كلامه إلى الأزمنة جميعا فهو "صاحب الوقت" و"ابن الزمان".
يعرف إضافة إلى لغة عصره روح الدين وأسرار القرآن..
كل من يراه ويتلمس شخصيته يتذكر عصر النبوة والخلفاء الراشدين،
وهو بمشاعره وأفكاره وبعفته ونزاهته وبوفائه وبصدقه وخلقه المتين
يبدو كأنه صرح من الجلمود أو الكرانيت،
إن تهدم كل من حوله وانهار،
فلا يتفتت ولا يسقط منه مقدار قلامة ظفر واحدة.
نحن نأمل
بفضل هذه الأخلاق العالية والقوية والراسخة
أن تجد الصدور التي تشتكي الغربة والهجران الشفاء والسلوان إن لم يكن اليوم فغداً،
وأن تستقيم أصلاب أولئك الذين عاشوا منحني الظهور منذ عصورٍ ظهورَهم،
ويهتفوا مؤكدين وجودهم،
وأن تحيا الأرواح التي غشيها الظلام وتقوم بتبديد الظلمات التي تحيط بهم وتحاصرهم،
وأن يصرف الجميع جهوداً استثنائية
ويقوموا - تحت إرشاد المعاني المركوزة في جذورهم -
وأعماق نفوسهم بتجاوز جميع العقبات
فيتّحدون مع ذواتهم وماهيتهم
ويصلون إلى ذروة الحظ والسعادة.
|
|