حينما تصل الفتاةُ إلى سنِّ الزواج تبدأ تتعلم الكثيرَ من الأمور المتعلقة بالزواج،
وتبحث عن كل ما يتعلق بحياة أسريَّة سليمة، وتستعد أكثر كلما اقتربت من تحقيق الحُلم،
لكن في الغالب تنسى الفتاة،
أو لا تهتم بتعلُّم أهم الفنون الخاصة بالحياة الأسرية، ألا وهو فن الإدارة.
إن الزواج لا يعني مجرد القيام بالواجبات والحقوق المتبادلة، إنه بيت يُقام، وأسرة تبدأ مسيرة حياة؛
لذا يجب أن تتعلَّم الفتاة كيف تُدير بيتًا، كيف يكون لذلك البيتِ قوانينُ غير مكتوبة،
كيف تكون العَلاقة بين أفراد ذلك البيت، كيف يظلُّ البيت هادئًا سعيدًا مع ظهور متغيرات جديدة؛
كقدوم عضو جديد في الأسرة، أوسفر الزوج، أو مرض أحد الأفراد في البيت،
ومِن حُسْن إدارتها لبيتِها أن تعرِف كيف تطوِّر أداءَ الأسرة، وتُدخِل التجديدَ على أركان حياتها دون أن يُسبِّب ذلك صعوبةً أو مشكلة، إلى غير ذلك مما يجب تعلُّمه لإدارة بيت سعيد، ومتكيف مع ما يعتريه من تقلُّبات الحياة.
إن من المؤسف أن نرى بيوتًا لا تلبث أن تُقام حتى تتهدَّم بارغم ما يكون بين الزوجين من حب، وذلك لأسباب كثيرة، منها: سوء إدارة البيت، وعدم القدرة على التكيف والانحناء قليلاً أمام العاصفة حتى تهدأ.
يجب أن يكون لدى فتياتِنا إيمانٌ عميق بأهمية البيت الذي سينشأ، وتلك الأسرةِ الجديدة التي ستقام؛
فتحرص على إدارة جيدة، تتيح لها ولأسرتها العيش باتزان وراحة بال.
إننا في حاجة إلى بيوت تُدار بالحكمة والفهم، وحسن سياسة الأمور، بيوت تعرف كيف تتجاوز الأزمات،
وكيف تصنع الأفراح، بيوت هي واحات يَلجأ إلى ظلِّها، ويَنعَم بسحر عبيرها قلوبُ المُرهَقين المتعَبين،
فتكون عودتهم إلى العمل والإنجاز بقلوب نشطة مقبلة؛ لأنها ستعود في آخر اليوم للواحة الأثيرة.
نحتاج إلى بيوت هي مصنع للنفوس المستقيمة المتزنة، التي لا تَضلُّ أو تنحرف عن المسار في أول منعطف
في الطريق.
إنها همسة لكل فتاة أن تكون قادرةً على التحدي، وتقول بصوت مسموع:
سيكون بيتي كذلك.
اسال الله العلي القدير ان يرزق كل فتاة الزوج الصالح التقي النقي الهين اللين وان يكون لها عون على دينها
وأن يرزق كلّ شاب مسلم زوجة صالحة عاجلاً غير آجل وأن يُديم المحبّة والمودة بين المتزوجين وأن يصلحنا أجمعيناللهم امين