الماء الأبيض لليوم الأسود

الماء الأبيض لليوم الأسود
م. باهر يعيش
علّمونا صغارا أن ندّخر قرشنا الأبيض ليومنا الأسود ,لم يعد القرش الأبيض أو الأسود مهمّا أزاء شربة من ماء تطفئ عطشنا,وحفنة من ماء تدرّ حليبا في ثدي شاة أو بقرة لترضع صغارها وصغارنا ,ولا رشقة من ماء على تراب الوطن لتنعش جذورا حنّت الى أن تمرّغ وجهها بطينه ومائه لتزهر أطفالا من ورود وزهرات من ياسمين ,يزهر ويزدهر بها الوطن.
حديث وزيرمائنا( الّذي نحترم ونجلّ) في الرأي وعلى(الريق) بتاريخ 16ـ11ـ2014 يسيب الرّكب ويدفع بالهلع الى قمّة الرّاس ,تحت عنوان(أستنفاد كلّ المصادر).....هو( التّحدّي الأكبر).هي ليست المرّة ألأولى, حيث أنّ ما ورد بها تكرر بين الحين والآخر, ولكنّه لم يكن بمثل هذا الصوت المرتفع مما يدلّ على أنّ المخفي أعظم, مما دفع بهذا الرّجل المسؤول عن مياهنا الى قرع جرس بحجم ووزن الوطن و (بقّ البحصة) وعلى الطريقة الّلبنانية.
هل هو قرع الجرس بعد أن أشرف(الماء) الميؤوس من حالته على الرّحيل ,أم هو رفع العتب وتسجيل لمواقف متكرّرة بعد يأس من قرع أجراسها ,أم هو أستنجاد (بمن؟) ,أم فقدان وضياع الحيلة و(الفتيلة) ، أم هو قول ردّا على أقوال: (اللي في البئر بتطوله المغرفة). أم هي صرخة في واد جافّ؟. وألأهم :الخطاب لمن , والتّحذير لمن, والمسؤوليّة على من, والتطنيش إلام وعلام ؟. أصبحنا نبحث في دفاترنا العتيقة ومدّخرات الأم والأطفال بعد (بعزقة) كلّ شيء ,نحن نبحث قي اعمق الأعماق عن الماء بينما الماء (يزخّ ويسحّ) من السماء ليغور في الأرض أو ترتوي به الشمس التي تعبت من لومها والقاء العتب والسبب وجرم اللصوصيّة على أشعتها التي تبعث الحياة والخير والحماية لكل من به حياة. ماؤنا القليل ملّ منّا ,لا ندع له مجالا ليرتاح ويسكن ,نتفنّن في بعزقته. معظم مواسيرنا ترتدي لباسا من صدأ يمتلئ ثقوبا , هي تنزف وكلّ ما تحت الأرض يرتع في مائنا المفقود المهدور المسروق ونشكو.
نحن كمن يبحث عن (نظّارته) اسفل بلاط منزله بينما هي تنتصب فوق جبهته. أصلاح المهترئ والأقتصاد والرّقابة , ثمّ :السّدود يا ساده هي من أفضل الحلول ولكن( ليست بأنجعها),جميع الأمم فقيرها وغنيّها تدّخر مائها في سدودها من فائض لنهر جارف فاض عن أمطار دافقة ، ومن سيول تفيض خيرا وبركة فاضت (أيضا) عن أمطار دافقة ,هو المطر يا أهل الخير ,هو وبإذن من الله عزّ وجل الّذي يهيّج الرّياح ويحرّض الشّمس لتحمى وتحمل بخاره قطرات من بحر مائج أو محيط هائج أو بحيرة أو نهر أو حتى جدول ,كلّها تأتمر بأمره لتتصعّد الى السّماء ,من أرض الأغنياء بها الى حيث الفقراء ,هي نعمة وغوث من المولى ,فلماذا..نهدره ؟ لماذا نلجأ الى الصّعب دائما ولو كان يبدو سهلا في المنال والأقرب الى اليد ,نلغّ من ماء.. ينضب و يحتاج لتنفيذ مشاريعه الوقت والجهد والمال , والسدود يا ساده تحتاج الى مثل ذلك ولكنّ... ماؤها يتجدد ولا ينضب , وأن فعل فسيعود بإذن اللّه.
في مشاريع رداء جديد وبدون ثقوب لشبكتنا الصابرة, وفي سدود جديدة تلمّ ماءنا كان لدينا أيّها السادة وقت فائض وجهد يتكدّس على رفوفنا ومال أشقائنا المنتظر( الى حين).
نأمل أن نتحرّك قبل فوات الأوان (الذي يبدو ) أنّه فعلها. وقبل أن تقع الفأس بالرّأس والتي بدت قاب قوسين أو أدنى من شجّها ,لنسرق من الزّمن والوقت ما يمكّننا من فعل شيء ينقذ كائناتنا الحيّة ونحن منها , فالوقت نشط لا ينتظر أحدا يمرّ بنا ويتركنا ونحن لا زلنا ننتظر وقوفه لنصعد ,هو لن يقف لنا ,لن يقف لنا. ويبقى الأهم ولحين أن نطمئن وحتى بعدها أن (ندير بالنا مسؤولين) وسائلين على (الشويّة)التي لدينا لحين ربنا (يفرجها).سيّدي الوزير: نرجو أن تكون رسالتك وصلت على العنوان الصّحيح. أعانك اللّه و...أعاننا.