[rtl]حكومة ضيقة الصدر[/rtl] [rtl]11/23/2014 10:32:00 PM[/rtl] علي سعادهحكومة صدرها ضيق حرج كأنما يصعد في السماء، نفسها قصير، أعصابها هشة وتالفة، لا تحتمل الرأي الآخر صغير أم كبير، تخاف من النقد، وتخشى أن يقال فيها كلام غير المديح والتمجيد بإنجازاتها وأفعالها التي ترتقي، من وجهة نظرها، إلى دخول التاريخ من أوسع أبوابه.
إذا اعترض صاحب بسطة على قطع مصدر رزقه فتهمة زعزعة الأمن والاستقرار جاهزة، وإذا تحدث نقابي حول القدس والأسرى يساق إلى القضاء بتهمة التحريض والتعاون مع جهات خارجية، وإذا اعتصم عمال لأسباب تتعلق بمطالب عمالية بحتة يتم إنهاء إضرابهم من قبل الدرك، وإذا احتج طلبة الجامعات على الرسوم الجامعية تطلق الحكومة عليهم بلطجيتها وزعرانها.
وإذا احتج المعلمون على نظام الخدمة المدنية والإجازات المرضية والعلاوات فإن الإعلام جاهز لشيطنتهم وتحويلهم إلى أعداء للوطن ومخربين وبأنهم ينفذون أجندات خارجية.
وهكذا في سلسلة من الضربات المتتالية لأي صوت معارض مهما كان سبب المعارضة، وإذ كنا نتفهم أن تتوتر الحكومة وتفقد عقلها عندما يخوض النشطاء والأحزاب والنقابيون بالسياسة وبآليات الحكم، فإننا لا نستوعب كيف يتحول نقابي يعمل في ملف الأسرى والقدس إلى متخابر مع جهات خارجية، خصوصا وأن ملف القدس هو ملف عربي وإسلامي يتحدث ويخوض فيه العرب مع منظمات وهيئات وجمعيات إسلامية ومختصة بموضوع القدس والمقدسات في فلسطين.
ونفهم قلق الدولة من أجواء التوتر غير الواضحة وغير المؤكدة في المنطقة العربية سواء في الحرب على «تنظيم الدولة» أو تصفية الحسابات مع «الإخوان المسلمين» أو النتائج المترتبة على التصعيد الإسرائيلي في القدس والمحاولات المتكررة لتدنيس الأقصى، وهي مخاوف مشروعة، لكن أن تكون سياسة الدولة أسيرة للملفات الإقليمية ولطبيعة التحالفات مع هذه الدولة أو تلك فإن الأمر يستدعي قراءة متأنية في الإجراءات الأخيرة التي طالت عددا من الحراكيين والنقابيين والنشطاء.
وإذا كان المعيار هو تعكير صفو العلاقات مع دولة عربية شقيقة أو دولة تربطها بالأردن مصالح إستراتيجية فإن الأعلام الرسمي وكتاب هذا الإعلام والنشطاء المقربين من الحكومة لم يوفروا دولا عربية شقيقة مثل قطر أو صديقة مثل تركيا وإيران من النقد والشتم الذي يقع ضمن قانون العقوبات والمطبوعات وما إلى ذلك من قوانين مقيدة للحريات.
قد تكون مشكلتنا الحالية هي أن الدولة تفتقد للسياسيين،إذ لم يعد ثمة صبغة سياسية في الدولة الأردنية التي كانت تقاد من قبل رجال دولة وسياسيين من أمثال: هزاع المجالي ووصفي التل وأحمد اللوزي وزيد الرفاعي ومضر بدران وعبدالرؤوف الروابدة وطاهر المصري وغيرهم كثيرين.
(السبيل)