دع الأيام تفعل ما تشاء
اغمسها كما الدنيا تغمسنا ببحر الهم اللجوج .. فيا طيب الطعم بعد الخروج!
ندورها ثم ندورها تارة في كأس الشاي وتارة ندورها بفكرنا في بحر هموم الدنيا التي ما انفكت تغمسنا به،
ومع الدوران يزداد الأمل أن القادم أجمل، فالخروج آت آت بعد التشبع من الشاي ولحظات الهم والحزن
ومن المؤكد إن حدث الخروج أن الطعم في الفم وبالنفس سيكون مثل نسيم الطيب.
ولا تأسف بعدها على شيء وامض في سبيلك وسل نفسك بشعر الشافعي تسلى، عندما قال:
«دَعِ الأَيَّـامَ تَفْعَـلُ مَا تَشَـاءُ
وَطِبْ نَفْساً إِذَا حَكَمَ القَضَـاءُ
وَلا تَـجْزَعْ لِحَـادِثَةِ اللَّيَالِـي
فَمَا لِحَـوَادِثِ الدُّنْيَـا بَقَـاءُ
كن رجلا على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفاء
تستر بالسخاء فكل عيب
يغطيه كما قيل السخاء
...
وَرِزْقُـكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّـي
وَلَيْسَ يَـزِيدُ فِي الرِّزْقِ العَنَـاءُ
وَلا حُـزْنٌ يَدُومُ وَلا سُـرُورٌ
وَلا بُـؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَـاءُ
إِذَا مَا كُنْـتَ ذَا قَلْبٍ قَنُـوعٍ
فَأَنْـتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَـوَاءُ»