أكلات الشتاء.. طاقة تدفىء الجسم وتمنح الطمأنينة
الدستور _ إسراء خليفات
هناك العديد من المأكولات الأردنية الشعبية، التي ارتبطت نكهتها ومذاقها بفصل الشتاء، فما أن تبدأ البرودة تغزو أجسامنا ورائحة الشتاء تدخل من النوافذ، حتى تبدأ العديد من ربات البيوت بإعداد بعض الأطباق التي لا يتم الاستمتاع بها إلا في هذا الفصل.«الرشوف» من أطيب الاكلات
تقول باسمة تامر: «يعد الرشوف والعدس من أكثر الأطباق التي يتم تناولها في فصل الشتاء، الرشوف من أطيب الأكلات التي يمكن تناولها في فصل الشتاء التي لا يمكن أن يمر عليها هذا الفصل بدون أن تقوم بإعداد هذا الطبق مرة في الأسبوع على الأقل، مشيرة إلى أن أسرتها تستمع كثيرا في تناوله، لا سيما عندما يكون مع فتة الخبز وقليل من زيت الزيتون.
لم تفرق الامور مع نادية سعيد التي رأت أن وجبة العدس في هذه الأجواء لا مثيل لها، غير انهم يأكلونها بشهية وزادت: وكان لا بد من المقبلات الى جانب العدس مثل البصل والزيتون والليمون والمخللات.
وترى ان تناول اكلات الشتاء وعلى راسها العدس امر غاية في الاهمية وذو فوائد عدة ، فهو مصدر غني بالمواد الغذائية، حيث يحتوي طبق العدس على البروتين والحديد والكالسيوم وفيتامين (ب). كما أنه يساعد على تخفيض مستوى الكولسترول والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب. وتوضح ان شوربة العدس تعد مصدرا غنيا بالألياف، وتفيد المرضى المصابين بالسكري.
الطعام المعتاد
اما سهام عامر تبين ان العدس والرشوف والمجدرة من الأكلات التي تعد تراثا اليوم هي قوت الاسر الاردنية وطعامها المعتاد والمتعارف عليه في فصل الشتاء وتروي تحديدا عن أكلة تعتبر شتوية بامتياز الا وهي المفتول والتي من البرغل اذ كانت النساء يعمدن الى تحضيره في المنزل بخلاف اليوم حيث بات البرغل يشترى جاهزا من المحال التجارية.
تقول عامر: «كنا نجهز البرغل عن طريق رشه بالماء ، وفركه براحة اليد ،ومن ثم يتم فرده على طبق واسع حيث يضاف إليه الطحين البلدي ليصار إلى فتلهما سوية على ذات الطبق. وتضيف :»وبعد ان تصبح المادة حبيبات متساوية يصار الى طبخها عن طريق وضعها في وعاء طبخ لتنضج على البخار في وعاء يكون مليء بالدجاج ومائه مضاف إليهما الحمص والبصل.
ويعتبر باسل عزيز العدس من الأطباق التي تعد شتوية لما تعطيه من حرارة للجسم، ويذكر أجواء الشتاء، ويقول :»لا تخلو أيام الشتاء من شوي الكستناء كما تكثر صناعة الحلويات فيه.
الاهتمام يتوجه للشوربات
تهتم غادة ناصر في هذا الفصل كثيرا بالشوربات كالعدس والفريكة، كما تقوم بسلق البقوليات مثل الفول والحمص وغيرهما، حرصا منها على تزويد أفراد عائلتها بالطاقة والدفء الضروريين في أيام البرد القارس. ولا تنكر غادة أن الأوزان تزداد في فصل الشتاء، نظرا للإقبال الكبير على تناول الأطعمة والحلويات ذات السعرات الحرارية العالية. ومن أشهر ما تعده من المشروبات السحلب والشوكولاتة الساخنة التي يطلبها أبناؤها الصغار باستمرار.
يشير فايز هايل إلى أن الطبق الذي يفضله في الشتاء هو شوربة العدس و»الفتة» بأنواعها، ولا يهمل الحمضيات، لأنها ذات نكهة خاصة في الشتاء، بالإضافة إلى أهميتها الصحية، إذ تحمي من الأمراض كالرشح والإنفلونزا، كما تعد تناول الكستناء المشوية والبطاطا الحلوة من أهم طقوس الشتاء.
يبين عيسى احمد الى أيام الشتاء في طفولته عندما كان وأفراد عائلته يتناولون «المفتول»، الذي تصنعه والدته من الطحين وتضع عليه البهار والملح، ويفرك حتى تتكون حبوب صغيرة تسلق في قدر كبير، أو طبق الشعيرية مع القرفة والسكر ذات المذاق الشهي.
طاقة
وتنصح الدكتورة فاطمة الرقاد اختصاص علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الى ضرورة تناول الأغذية التي تؤدي إلى زيادة الطاقة في الشتاء، كالبروتينات مثل الأسماك، بالإضافة إلى البقوليات ومنها العدس ويفضل إضافة الخضراوات حتى نخفف السعرات الحرارية.
وتلفت الرقاد إلى ضرورة الطهي بطريقة صحية، أو أن يكون مشويا أو مسلوقا، وأن يتم طهيه بكميات قلية من الزيت النباتي، مع الابتعاد عن السمن، أو استخدام زيت الزيتون.
وتؤكد الدكتورة فاطمة ضرورة الحرص على شرب الماء والسوائل في فصل الشتاء حتى وإن لم يشعر الشخص بالعطش، إذ يفضل شرب 8 أكواب من الماء يوميا.
تقول الرقاد ان الصحة والعافية يمكن الحصول عليهما من خلال طعامنا الفلكلوري التراثي الذي توارثناه عن اجدادنا . ونوهت الى ان الطعام الذي يعتمد على اللحوم والدجاج والأسماك والبيض هو طعام جيد، وله بلا شك فوائد كثيرة، الا انه وفي سياق الحديث عن طعام يقينا برد الشتاء ويبعث الدفء في الاجساد ، فالافضل ان تكون البقوليات هي مصدر البروتين بسبب ان القائمة الاولى تأتي في موقع متأخر نسبيا نتيجة لانخفاض كفاءة وسرعة احتراقها.
مضيفة : «ان بامكانهم الاكثار من فيتامين ج او سي الذي يعد فيتامين الشتاء الذي يقلص معدل الإصابة بنزلات البرد، مؤكدة ضرورة الحصول عليه من مصادره الطبيعية كالبرتقال والجريب فروت والفلفل بألوانه والبصل والبقدونس والجرجير.
ومن الإرشادات الأخرى التي تنصح بها الدكتورة فاطمة هي تناول الخضار المطبوخة والدافئة مع مراعاة عدم الإكثار من الخضار الطازجة المبردة لأن الخضار المطبوخة الساخنة تحتاج الى حرارة أقل أثناء الهضم ولا تأخذ من حرارة جسمنا ليتم هضمها.
كما ان هذا لا يعني بأن لا نتناول السلطات والخضار الطازجة، وإنما يجب مراعاة تناولها بكميات محددة وعلى درجة حرارة معتدلة، خاصة إذا كانت مبردة لأنها أيضا ستأخذ من درجة حرارة جسمنا في البداية قبل أن يتم هضمها.