بونيفاسيو ومضيقُها.. رأسُ البرِّ المخمور

[rtl]بونيفاسيو ومضيقُها.. رأسُ البرِّ المخمور[/rtl]

[rtl]مضيقُ بونيفاسيو .. 
يكشفُ لكَ أسرارَ جُزرِ البحر، قبل أن تشمّ رائحةَ مَرافِئه. فَفِيه، وعلى ضفّتيه، يقتربُ البرّان على نحو حميم، وتتشظّى هويّة وجوه الناس وملامحهم على نحو عجيب، ما يكشفُ لِلّمّاحِ أنّ الأوطانَ، ومهما طال الزمنُ، لا تُشترى ولا تُباع ..! فعلى الرغم من فرنسيّة المرفأ المديدة، غير أنّ هويته ما تزالُ (جَنَويّة إيطاليّة).

بونيفاسيو ..
رأسُ كورسيكا القاسي. تضربه البحارُ المحيطة ولا يُبحر. ينام ويصحو في المتوسّط. يغريه الغربُ بالرحيل، حيناً، فيقلقُ، ثمّ يُفيقُ. ويشاغله المشرقُ بالمغامرة، أحايينَ، فيتهيأُ للتحليق، ثمّ ما تلبثُ صخور البحر أن تهشّم عزيمته، فينام الرأسُ البريّ المخمور على أسطورة هوميروس، لِيصحو، في الفجر التالي، ويواصلُ ..!؟

حقائق
- بونيفاسيو، هي مدينة تقع في الجزء الجنوبي من جزيرة كورسيكا الفرنسية. ويُسمّى ساكنها بونيفاسيان. فالبلدة هي نفسها الكانتون، وهي أكبر بلدة في كروسيكا.
_ أما الميناء فيقع في الطرف الجنوبي من جزيرة كورسيكا، ويواجه سردينا في سانتا تيريزا دي قالورا، و تحرس بونيفاسيو المداخل التى تحمل اسمها. ويحافظ سكانها على ضمان حرمة الميناء وجدرانه الذين قاوموا أوليس وملك أراغون.
- البلدة القديمة في بونيفاسيو، مع شبكة الشوارع الضيقة والمباني التاريخية، تم بناؤها من قبل جنوة، في العام 828م، من قبل عدد من أبناء توسكانا، فهي ميناء طبيعي يشبه ما تمّت الإشارة إليه في الأوديسة لهوميروس في القرن السابع قبل الميلاد.
- تطلّ بونيفاسيو على البحر المتوسط، ويفصلها عن جزيرة سردينيا الإيطالية مضيق بونيفاسيو.
- مدينة بونيفاسيو تقع في جنوب شبه جزيرة كورسيكا، منعزلة، ملوّنة، تتكوّن من الحجر الجيري الأبيض. على الساحل الجنوبيّ الغربيّ، وتقع على رأس طويلة وضيقة.
_ موقع المدينة على مدخل مضيق بونيفاسيو جعلها مأوى لآلاف السفن. فالمدينة معزولة عن بقية كورسيكا.
- وما يزال طابع المدينة يحتفظ بطرازه المعماري المميز مع تأثير واضح لعصر النهضة في أبنيتها.
- تعتبر البلدة القديمة لبونيفاسيو في العصور الوسطى أقدم مدينة في كورسيكا، حيث بُنيَ ميناؤها فوق ميناء طبيعي في موقع قلعة القرن التاسع مع العديد من المنازل فوق وعلى الشوارع المرصوفة بالحصى على طول الجزء العلوي من المنحدرات.
- بونيفاسيو؛ تجثم على مجموعة من الصخور البيضاء، التي تلاطمها الأمواج، وتعلو أخفضها 60 مترا عن مياه البحر، وتبعد 12 كيلو مترا عن سردينيا الإيطالية، ومحاطة بحصن يعود بناؤه للقرن السادس عشر، وهي تنقسم إلى قسمين؛ المدينة العليا؛ وتقع على شبه جزيرة كلسية، تحيط المياه بها من ثلاث جهات، طولها 1500 م، وعرضها 200 م. والمارينا؛ التي تقع خلف الجزيرة الكلسية، وتحتوي على مرفأ سياحي وتجاري، وتستقبل المراكب واليخوت السياحية الزائرة. وموقعها المميز على (لسان مائي) يجعل منها اجمل مدينة بحرية في كورسيكا، إضافة إلى الأناقة الظاهرة في مبانيها، قرميدها، كنائسها، مطاعمها ومقاهيها.
- بونيفاسيو تقع في كورسيكا الجنوبية، التي تبلغ مساحتها 4014 كلم2، وأعلى نقطة فيها جبل (مانيسيا)، وتضمّ العاصمة أجاكسيو ، التي يبلغ تعداد سكانها حوالي 119 ألف نسمة.
- تتضمّن كورسيكا الجنوبية إقليماً واحداً، ومنطقتين إداريتين، 22 كانتونا، و124 بلدية. وتشتمل كورسيكا الجنوبيّة، بالإضافة إلى بونيفاسيو، على مجموعة من المناطق والمعالم الهامّة، منها؛
- أجاكسيو؛ وهي تقع في القسم الجنوبي للجزيرة على الشاطئ الشرقي، ميناؤها مفتوح على مياه البحر المتوسط، واسمها مشتق من اللغة الرومانية ويعني الميناء الجميل. وتشكّل نقطة التقاء للبضائع الداخلة والخارجة في الجزيرة. وقد شهدت ولادة كريستوفر كولومبوس في الخامس عشر من اب عام 1769. وفي عام 1794، هربته والدته بعدما قام الثوار الكورسيكيون باحراق منزلهم. وتنشر في المدينة آثار قديمة اهمها برج (بارتا)، الذي يعود بناؤه لسنة 1608. وما يزال قائما إلى اليوم.
- خليج بورتو؛ يمتد خليج بورتو في منطقة صخور بركانية حمراء تعانق مياه البحر الزرقاء. وهو مكان أخّاذ ذو طبيعة ساحرة، وهو مُدرج أيضاً منذ 1975 على لائحة التراث العالمي للأونيسكو ويضمّ حوالي 920 هكتارا من الجبال الصخرية و1000 هكتار من المسطحات المائية والمغاور الشاطئية. - جسور حجرية قديمة؛ لقد استعمر البيزنطيون ثم الجنويون كورسيكا لعدة قرون، وقد بنوا عددا من الجسور الحجرية بين القرنين الثالث والثامن عشر. وتشهد الجسور على نهضة الجزيرة اقتصاديا اثناء حكم جنوا لها، فعبرها كان يتم نقل القمح، النبيذ، الكستناء، زيت الزيتون، وكانت تشكل هذه المنتجات اساس اقتصادات الجزيرة. كما أنّ معظم هذه الجسور ما تزال قائمة حتى اليوم وتشكل تحفا فنية، وإضافة لها هناك الأبراج الدائرية وفيها فتحات للمراقبة تقع إما على البحر لمراقبة الشواطئ وإما في الداخل لمراقبة طرق النقل والمواصلات. ولم يبق منها سوى 22 برجا من أصل المئات التي دُمرت أو تداعت مع الزمن.
- وجزيرة كورسيكا قد مرّت بفترتين تاريخيّتين شكّلتا معالمها الحضاريّة وهما الفترة التي كانت تحت السيطرة اليونانيّةالمتوسطيّة، والفترة التي شهدت استيطاناً كبيراً من قبل ما يعرف بـ (ايتروسكان) أو الحضارة التي يعود أهلها إلى المناطق الوسطى الشماليّة من إيطاليا. وبعد أفول نجم الإمبراطوريّة الرومانيّة، رست على حكم مدينة جنوا، وفي العام 1729 بدأت الحركة الوطنيّة في كورسيكا لنيل الاستقلال ضد أهل جنوا، وفي إلى أن اشترتها فرنسامن حكّام جنوا.
- ومنذ العام 1771، تمّ ضمّها إلى فرنسا واعتبرت منذ ذلك الحين مقاطعة من مقاطعاتها الـ 26، ورفضت منح الاستقلال التام إلى أهلها.[/rtl]