منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 بوي فرند حسب الخط 

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

بوي فرند حسب الخط  Empty
مُساهمةموضوع: بوي فرند حسب الخط    بوي فرند حسب الخط  Emptyالأربعاء 03 ديسمبر 2014, 1:12 pm

بوي فرند حسب الخط 

د. ديمه طهبوب

ما زلت أذكر ذات زمن غير بعيد، وبرغم وجود الخط الأرضي في بيوتنا، ان الاتصال مع الزميلات والصديقات لم يكن أمرا معتادا وكان على الأغلب يتم في حالة المرض ولأخذ الواجبات، فبعد قضاء ما يقارب الست ساعات سويا في المدرسة لم يعد هناك ما يقال وكان لا بد لكل شهرزادة منا أن تسكت عن الكلام! لم يكن هناك منع او حظر معلن، كل ما في الأمر أن وسائل الاتصال لم تجتح حياتنا وقتها لتصبح هواتفنا وحواسيبنا أقرب من كل قريب وتمكننا من التواصل على كل الاحوال وفي كل الاوقات والأماكن!!
كان الاتصال مع الفتيات مقننا أما الاتصال مع الجنس الآخر فكان غير وارد على الاطلاق، وكان هذا بقناعتنا وبخيارنا ودون احساس بالنقص او أن شيئا فاتنا فقد كان يشغلنا الأهم من تحصيل العلم، وكان أبطالنا في ذلك الوقت، زمن الانتفاضة الاولى، أناس من أمثال الشهداء علاء الدين حجازي ومروان عرندس والاسير المحرر سلطان العجلوني وكنا نحلم ان نقوم بمثل ما قام به.
لم نعدم الترفيه في حياتنا كذلك وقطعنا الاردن من اقصاه الى اقصاه، وكنا ننشد ونطبل ونزمر ونلعب العاب الكشافة وأول مرة خرجنا الى المطعم كان احتفالا بانتهاء امتحانات التوجيهي، وكان مطعما عائليا ليس بالفخم ولا بالغالي، ولكن لونظر الينا أبناء هذا الجيل سيرون أن أعيننا في مكانها وخلقنا مكتمل، لا نشبه الديناصورات في شيء، بل ثقافتنا أوسع من ثقافتهم لأنا كنا نقرأ أكثر، كتبا حقيقية بورق أصفر أو أبيض بين دفتين تفوح منها احيانا رائحة الغبار، دخلنا الجامعة بتفوقنا ولم يدفع اهلنا دم قلوبهم في الخاص والموازي والدولي، نتقن الانجليزية ولكن لا نعوج السنتنا بها مع كل كلمة عربية، واثقون بأنفسنا دون الحاجة الى الاستعراض!
حاجتي الى هذه المقدمة الطللية هي لعدم قدرتي على فهم الهوة والفجوة بيننا وبين أبنائنا وهل التكنولوجيا فقط هي السبب؟ ام ان كل معطيات التربية تغيرت حتى بين من يدعون انهم يحرصون على اولادهم ولذلك تغيرت النتائج؟!
كان من المضحك المبكي معلومة لم أعرف كيف أفسرها أخبرتني بها احدى الامهات عن طريق ابنتها من انهم في مدرستها، التي تصنف على انها اسلامية وليس فيها اختلاط، يوزعون أرقام الشباب على البنات وبحسب الخط فمن كان خطها من شركة معينة يمكن ان تختار صديقا خطه من ذات الشركة حتى لا ينفقوا الكثير من النقود على التواصل بميزانتيهم المحدودة كطلاب! وطريقة التوزيع وايصال الارقام تذكر بتوزيع المخدرات، وربما في أثر الإفساد ليس هناك كثير فرق بين من يخدرك عاطفيا ويخدر جسدك وعقلك! والارقام تصل عن طريق الاصدقاء واصدقاء الاصدقاء وتظل الدائرة تتسع حتى لا يبقى أحد خارجها سوى المنبوذين والمنبوذات والمتشددين والمتشددات والمثيرين للشفقة والمثيرات واصحاب الدقة القديمة، ولا ينجو من ضغط الأقران السيئ سوى من كان مقتنعا بأخلاقه ورقابة ربه لو غابت عنه كل اشكال الرقابة البشرية!
كل ما حول الشباب يضخ في تأجيج الغريزة دون ادراك لكنهها ومخاطر تفريغها في غير مكانها، ويستعجل الشباب قطف ثمار المشاعر ويعيشون الكثير من خيبات الأمل قبل أن يبلغوا الحلم والنضوج، حتى اذا ما حان وقت تمام الامر بقبول اجتماعي وظروف موائمة كان الحب حلقة أخرى واعادة لمسلسل سبق مشاهدته وتمثيل لادوار قديمة واجترار لعبارات تم لوكها قبل كثيرا!
لوكان الشباب يسمعون نصيحة كان توزن بجمل لقلنا لهم كما يقول المثل الشعبي» كل شي بوقته حلو» ولو كانوا أكثر وعيا لقلنا لهم القاعدة الفقهية «من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه» ولقلنا لهم ان كثرة الخيبات العاطفية تتعب القلب وان الحب شعور مسؤول والتزام أقله الكلمات والقصائد والورود! وهو بالتأكيد ليس صديقا تختاره حسب نوع شبكة الهاتف المحمول إما تصيب وإما تخيب!
اذا كان ما ذكرت يحدث في مدارس طابعها اسلامي فكيف بغيرها وكيف بالمدارس التي يقف الطلاب ويتسورون حيطانها انتظارا للفتيات!
وقد يقوم بعض الاهل بدور التربية ولكن تظل الظروف المحيطة بالشباب أقوى منهم واكثر جاذبية؛ لذا فالاهل مدعون الى الحوارات الصريحة مع اولادهم في أدق التفاصيل، في مواضيع كان يعتبرها أجدادنا محرمات، فأن يعرف أولادنا منا بكلام أديب أريب منطقي ودقيق خير من أن يعرفوا الجهالات من اقرانهم، ومن وجد احتضانا عاطفيا في بيته واشغالا لوقته وقدرته في الخير خارج البيت لن يبحث عن التعويض المنقوص خارج الاطر المقبولة والمحترمة.
الوضع الاخلاقي مرشح للانحدار لا التحسن في ظل تزايد التحديات، وعلى الاباء أن يقوموا بكثير من الخطوات الاستباقية ليحصنوا ابناءهم قبل أن تقع الفأس في الرأس وتدمى قلوبهم على ضياعهم!
(السبيل)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
بوي فرند حسب الخط 
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخط الأخضر
» "الصحة" تطلق الخط الساخن على مدى 24 ساعة
» الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر:
» قصة “الخط الأحمر” الذي وضعه بوتين لبايدن في أوكرانيا
»  هواتف (الخط الساخن /خط الطوارئ) في البعثات الأردنية في الخارج.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: