ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الأبناء.. بين مطرقة التكنولوجيا وسندان الموروث الاجتماعي الخميس 04 ديسمبر 2014, 9:05 am | |
| [rtl]الأبناء.. بين مطرقة التكنولوجيا وسندان الموروث الاجتماعي[/rtl] [rtl]
[/rtl]تعبيرية [rtl]
عمان - عبدالجليل العضايلة - المقارنة في التربية والحياة الاجتماعية بين الجيلين القديم والجديد حديث لا ينتهي داخل العائلات والاسر الاردنية، والخلاف بين ما يريد الاباء تنشئة الابناء عليه وبين الرفض المستمر للابناء في تطبيق الافكار التي تشربها اباؤهم. وساهمت الطفرة التكنولوجية التي ظهرت خلال العشرين سنة الاخيرة على الطابع النفسي والاجتماعي بين الجيلين، حيث يُصر الجيل القديم على بساطة وصحة نشأته الاجتماعية التي اعتمدت على اللعب بالحارة ومشاركة الجيران والاصدقاء افراحهم واتراحهم، وبين النشأة الجديدة التي تعتمد على الالعاب الاكترونية والهواتف الذكية التي ساهمت بالانطوائية وانحدار العلاقات الاجتماعية. ويقول رئيس علم الاجتماع الدكتور مجدي خمش ان فضاء الاعلام المفتوح الذي رافق انتشار القنوات الفضائية، وتوفر مئات القنوات التلفزيونية امام المشاهد ساهم بتغيير البنية الاجتماعية بما يحويه من معلومات ايجابية وسلبية غيرت معالم الحياة خصوصاً ما يتعلق بالاطفال والمراهقين الذين يقضون معظم اوقاتهم امام شاشات التلفاز. ويضيف خمش ان الحياة قبل الطفرة التكنولوجية كانت تعتمد في نشأتها على الجانب الاجتماعي حيث كان الاطفال والشباب يجتمعون بالحارات للعب والمشاركة بالمناسبات مثل الاعياد والعطلات الصيفية وكان الاتصال فيها مباشراً، في حين ان التكنولوجيا التي وفرت العديد من وسائل الاتصال والمحادثة عبر الاجهزة الالكترونية ساهمت بتخفيف هذه العلاقات بشكل ملموس. ولم ينف خمش ان التكنولوجيا سمحت لمتصفحي الانترنت الوصول الى المعلومة في اي وقت ومكان وساعد بنشئة جيل متفتح الذهن، مبادر لتطوير مهاراته، الا ان التنافس الشديد بين القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية بتقديم ما هو جديد من افلام الكرتون وبرامج اخرى ادى الى رداءة الانتاج وتفريغها من المعلومات المفيدة. وضرب خمش مثالاً على ذلك : افلام الكرتون بتسعينيات وثمانينيات القرن الماضي كانت تركز على المعلومة المقدمة للطفل مثل برنامج كان يا ما كان الحياة الذي كان يشرح للطفل وظائف جسم الانسان الحيوية بطريقة ممتعة، في وقت اصبحت افلام الكرتون الان بدون اي مضامين مفيدة، ومحكاة باللهجة العامية خلافاً للبرامج القديمة التي ساهمت بتعليم الاطفال اللغة العربية الفصحى. واكد اهمية متابعة الاهل واولياء الامور لما يشاهده الاطفال على شاشة التلفزيون لما قد تتضمنه من ايحاءات جنسية او مشاهد عنف يسعى الطفل الى تطبيقها بشكل فطري، ما ينذر بمزيد من المشكلات الاجتماعية وصعوبات التربية والنشء. من جانبها قالت نداء عبدالله وهي والدة لاربعة اطفال انها تواجه صعوبة بتربية ابنائها على القيم والعادات التي تربت عليها في التعاطف مع المحتاج واحترام الكبير، واهمية العائلة، في ظل اختلاف كبير في البنية الاجتماعية في الوقت الحالي التي اصبحت تركز على الانانية وحب الذات. وتستذكر نداء كيف كان ابواها يعاقبانها عند اقتراف عمل خاطئ بالذهاب الى غرفتها ومنعها من اللعب مع صديقاتها خارج المنزل، في وقت اصبح «الايباد» والهواتف الذكية سبيل التسلية لدى اطفالها وعدم قدرتها على السيطرة عليهم في استعمال هذه الاجهزة. حمزة ابو سرمد اعتبر ان كل جيل ينظر الى الجيل اللاحق على انه جيل اقل التزاما وانتماء الى نمط المجتمع المحلي او الى تراث الاجداد، وفي نفس الوقت توجد قاعدة تقول: في كل جيل يتولد احساس عميق بالبعد عن الاصول...ووجود حالة من التدهور الاخلاقي خلافا عن الجيل السابق. واوضح ابو سرمد انه يواجه ما يسمى ب «فجوة الاجيال» بينه وبين اولاده، حيث ان وسائل التربية التي كان يتبعها والديه لم تعد تجدي نفعاً مع ابناء هذا الجيل الذي بات يرفض اي اوامر قطعية، ولا يتجاوب مع اي عقوبات في ظل اختلاف عميق بالتربية بين الاطفال والشباب بالمدارس والجامعات. ويشير الى انه نشأ مع ابويه في قرية كان يشترك كل سكانها بنفس الفكر الاخلاقي والاجتماعي، في وقت ان ظروف عمله في عمان ساهمت باختلاط ابنائه مع عدد كبير من الجنسيات والافكار التي لا تتلاءم مع ما رُبي عليه. [/rtl]الأبناء.. بين مطرقة التكنولوجيا وسندان الموروث الاجتماعي [size][rtl]
[/rtl][/size] تعبيرية [size][rtl]
عمان - عبدالجليل العضايلة - المقارنة في التربية والحياة الاجتماعية بين الجيلين القديم والجديد حديث لا ينتهي داخل العائلات والاسر الاردنية، والخلاف بين ما يريد الاباء تنشئة الابناء عليه وبين الرفض المستمر للابناء في تطبيق الافكار التي تشربها اباؤهم. وساهمت الطفرة التكنولوجية التي ظهرت خلال العشرين سنة الاخيرة على الطابع النفسي والاجتماعي بين الجيلين، حيث يُصر الجيل القديم على بساطة وصحة نشأته الاجتماعية التي اعتمدت على اللعب بالحارة ومشاركة الجيران والاصدقاء افراحهم واتراحهم، وبين النشأة الجديدة التي تعتمد على الالعاب الاكترونية والهواتف الذكية التي ساهمت بالانطوائية وانحدار العلاقات الاجتماعية. ويقول رئيس علم الاجتماع الدكتور مجدي خمش ان فضاء الاعلام المفتوح الذي رافق انتشار القنوات الفضائية، وتوفر مئات القنوات التلفزيونية امام المشاهد ساهم بتغيير البنية الاجتماعية بما يحويه من معلومات ايجابية وسلبية غيرت معالم الحياة خصوصاً ما يتعلق بالاطفال والمراهقين الذين يقضون معظم اوقاتهم امام شاشات التلفاز. ويضيف خمش ان الحياة قبل الطفرة التكنولوجية كانت تعتمد في نشأتها على الجانب الاجتماعي حيث كان الاطفال والشباب يجتمعون بالحارات للعب والمشاركة بالمناسبات مثل الاعياد والعطلات الصيفية وكان الاتصال فيها مباشراً، في حين ان التكنولوجيا التي وفرت العديد من وسائل الاتصال والمحادثة عبر الاجهزة الالكترونية ساهمت بتخفيف هذه العلاقات بشكل ملموس. ولم ينف خمش ان التكنولوجيا سمحت لمتصفحي الانترنت الوصول الى المعلومة في اي وقت ومكان وساعد بنشئة جيل متفتح الذهن، مبادر لتطوير مهاراته، الا ان التنافس الشديد بين القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية بتقديم ما هو جديد من افلام الكرتون وبرامج اخرى ادى الى رداءة الانتاج وتفريغها من المعلومات المفيدة. وضرب خمش مثالاً على ذلك : افلام الكرتون بتسعينيات وثمانينيات القرن الماضي كانت تركز على المعلومة المقدمة للطفل مثل برنامج كان يا ما كان الحياة الذي كان يشرح للطفل وظائف جسم الانسان الحيوية بطريقة ممتعة، في وقت اصبحت افلام الكرتون الان بدون اي مضامين مفيدة، ومحكاة باللهجة العامية خلافاً للبرامج القديمة التي ساهمت بتعليم الاطفال اللغة العربية الفصحى. واكد اهمية متابعة الاهل واولياء الامور لما يشاهده الاطفال على شاشة التلفزيون لما قد تتضمنه من ايحاءات جنسية او مشاهد عنف يسعى الطفل الى تطبيقها بشكل فطري، ما ينذر بمزيد من المشكلات الاجتماعية وصعوبات التربية والنشء. من جانبها قالت نداء عبدالله وهي والدة لاربعة اطفال انها تواجه صعوبة بتربية ابنائها على القيم والعادات التي تربت عليها في التعاطف مع المحتاج واحترام الكبير، واهمية العائلة، في ظل اختلاف كبير في البنية الاجتماعية في الوقت الحالي التي اصبحت تركز على الانانية وحب الذات. وتستذكر نداء كيف كان ابواها يعاقبانها عند اقتراف عمل خاطئ بالذهاب الى غرفتها ومنعها من اللعب مع صديقاتها خارج المنزل، في وقت اصبح «الايباد» والهواتف الذكية سبيل التسلية لدى اطفالها وعدم قدرتها على السيطرة عليهم في استعمال هذه الاجهزة. حمزة ابو سرمد اعتبر ان كل جيل ينظر الى الجيل اللاحق على انه جيل اقل التزاما وانتماء الى نمط المجتمع المحلي او الى تراث الاجداد، وفي نفس الوقت توجد قاعدة تقول: في كل جيل يتولد احساس عميق بالبعد عن الاصول...ووجود حالة من التدهور الاخلاقي خلافا عن الجيل السابق. واوضح ابو سرمد انه يواجه ما يسمى ب «فجوة الاجيال» بينه وبين اولاده، حيث ان وسائل التربية التي كان يتبعها والديه لم تعد تجدي نفعاً مع ابناء هذا الجيل الذي بات يرفض اي اوامر قطعية، ولا يتجاوب مع اي عقوبات في ظل اختلاف عميق بالتربية بين الاطفال والشباب بالمدارس والجامعات. ويشير الى انه نشأ مع ابويه في قرية كان يشترك كل سكانها بنفس الفكر الاخلاقي والاجتماعي، في وقت ان ظروف عمله في عمان ساهمت باختلاط ابنائه مع عدد كبير من الجنسيات والافكار التي لا تتلاءم مع ما رُبي عليه.[/rtl][/size] |
|