نقوط العريس .. سلف ودين

نقوط العريس .. سلف ودين

- لم تكتمل فرحة خالد يوم زفافه بجمعه ل 3000 دينار نقوط من اقربائه واصدقائه حتى تفاجأ بوالده يهديه دفترا موجود فيه جميع من قدموا له النقوط ليقوم بسدادها .
صيف حار ينتظر خالد وزملائه ، يحمل معه تباشير كثير من المناسبات والأفراح التي تعتبر عبئا على العرسان الجدد ،حيث سيقتطعون مبلغا لايقل عن مائة دينار لسداد النقوط والهدايا التي جاءتهم في اعراسهم ،فتغزو «الجيوب»، فهي ان كانت محببة وتساعد العرسان في بداية مشوارهم الى انها مرهقة على المدى البعيد ، وهي عادة وان كانت تدل على الترابط الأسري والعشائري، لكنها لا تخلو من كلفة عالية أحيانا، تشكل عبئا على كثير من أصحاب الدخل المحدود .

يخفف من اعباء الزواج
يعتبر خالد خليل ان النقوط يوم العرس والهدايا التي تسبق العرس من الاقارب تريح المقبلين على الزواج بشكل كبير ، وتخفف عليهم من اعباء العرس كثيرا بدلا من الاستدانة من البنوك ، حيث قام اصدقاؤه واهله بالتكفل ب 50% من اثاث المنزل وحمام العريس وسيارة الزفه وقام اصدقاؤه بالتكفل بتكاليف الخطبة من عصير وحلويات (كنافة) ، واهداه اخوه غرفة النوم والاخر دفع الكهربائيات ( ثلاجة ، مايكرويف ، مكوى) مما خفف عليه اعباء كثيرة ، ولكن لاينكر خالد ان كل ذلك دين يتوجب سداده قريبا .

النقوط ..سداد ودين
يقول ابراهيم محمد فكرت كيف اوفر مبلغا من المال للذهاب لشهر العسل ولكن تراجعت عن هذه الفكرة بعد ان ابلغني والدي ان علي ديون للاقارب والاصدقاء من النقوط بمبلغ جيد ، حيث ان والده من النشطاء في مجال العلاقات الاجتماعية .
ويضيف ابراهيم انه جمع مبلغا من النقوط في عرسه كما توقع ابوه، مما ساعده في الذهاب الى شهر العسل وبقاء مبلغ من المال لمساعدته في بداية حياة الزوجية.
ولكن يؤكد ابراهيم ان قائمة الذين قاموا باهدائه النقوط موجودة لديه ليقوم بسدادها لاصحابها حسب مناسباتهم ومن المستحيل ان يتم التغاضي عن سداد هذه الديون ولا يمكن ان تسقط بالتقادم وتنتقل من جيل الى جيل وتعتبر نوعا من انواع التكافل الاجتماعي بالرغم من انها ترهق العريس على المدى البعيد تحديدا في فصل الصيف حيث تكثر الافراح والمناسبات.

نقوط العروس
تقول لينا محمود ان نقوط العروس من حقها ، حيث يقوم اهل العروس بتقديم الهدايا لها، وليس للعريس ، والذي في اغلبه يكون من المصاغ الذهبي وقليل منه اموال مما يعزز المخزون المالي بعيد المدى المتمثل بالهدايا من الذهب والذي يكون في اغلبه من الاب والاخوان اما الهدايا والنقوط المالي فيكون من العمات والخالات والاعمام .
وتضيف لينا يمكن القول ان نقوط العروس في الكثير منه غير قابل للسداد تحديدا نقوط الاب والام والاخوة.

ايجابيات وسلبيات
يقول الحاج ابو عبدالله ان للنقوط ايجابيات وسلبيات فعندما تكون عملية النقوط والهدايا في حدودها المعقولة ودون مبالغة تعتبر نوعا من انواع التكافل الاجتماعي المحبب ، حيث تساعد العروسين في التخفيف من بعض تكاليف العرس وتساعدهم في بداية الحياة الزوجية بشكل مريح ،
اما اذا تجاوزت حدودها وتحولت الى نوع من التفاخر والتباهي فتتحول الى عبء كبير على كاهل العريس واهليه خاصة اذا كان لايستطيع سدادها بنفس القيمة التي قدمت لهم .

وثيقة السلط ومبادرات فردية
انس حسن يقول ان في هذه الأيام بدأت هذه العادة تخف تدريجيا ، اذ يقوم بعض الناس ممن لا يرغبون بالنقوط بالكتابة على بطاقات الدعوة للعرس «نعتذر عن قبول النقوط» كما فعلت في عرسي حتى لا اكلف الناس فوق طاقتها وحتى لا يكون دينا يتوجب علي سداده بعد فترة وحتى يكون العرس فرحة للجميع .
من جانب اخر جاءت وثيقة السلط التي اطلقت عام 1981 واجري لها تطوير عام 2008 واطلقت ضمن احتفالات السلط مدينة الثقافة الأردنية لتقنن هذه العادة من خلال دعوتها لإلغاء عادة النقوط النقدي والعيني إلغاء تاما مع إبقاء الباب مفتوحا أمام كل من يرغب بسداد نقوط سابق ورغم هذه الدعوة الا ان الالتزام بها ما زال ضعيفا وما زالت موجودة ليس في مدينة السلط فقط بل في جميع مناطقها.
وتضمنت الوثيقة الجديدة إحياء عادات سلطية ومراسم زواج تراثية مثل الصحجة والدبكة والزفة ، والابقاء على عادة حمام العريس وتحديد الحد الاعلى لعدد المناسف في المناسبات الى عشرة فقط ، وتقديمه بالصحون بدل الايدي .
وحددت الوثيقة «لبسة» الذهب بألفي دينار واعتبار الشبكة والمهر في آن معاً ، وجهاز شخصي للعروس لا يزيد عن الف دينار ، وتحميل اهل العروس جزءًا من مستلزمات بيت الزوجية .
واكدت الوثيقة على الغاء عادة النقوط وابقتها لمن يرغب بالسداد فقط .