ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: العلاج بالموسيقى.. حقيقة أم خيال؟ الإثنين 08 ديسمبر 2014, 12:48 am | |
| [rtl] العلاج بالموسيقى.. حقيقة أم خيال؟[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl]
ترجمة بتصرف :مريم خنفر - يتكون العلاج بالموسيقى على مختلف انواعها ومصادرها ، من عدة نماذج و اساليب بحيث تستخدم الموسيقى ومؤثراتها في العمل العلاجي ؛ وهذا النوع من العلاج يسمى احيانا :»العلاج النفسي بالموسيقى « . ان المبادئ الاساسية التي يقوم عليها العلاج بالموسيقى للأمراض النفسية ، هي قريبة الى حد ما من مبادئ العلاج النفسي ، غير ان في العلاج الموسيقى يتم التركيز على التجارب الموسيقية كأداة للتفاعل و التعبير عن الذات . وهناك العديد من النظريات النفسية التي ترتبط بعمل الاطباء المختصون في هذا المجال والتي لها تأثير بعملية العلاج بالموسيقى واهمها النهج الديناميكي النفسي وهو «منهج من مناهج العلاج النفسي الذي يهتم بأسباب و دوافع السلوك «. و هناك توجه تقليدي اخر وهو العلاج بالموسيقى لاضطرابات النمو والعصبية وهي ذات نطاق واسع لذا هناك العديد من طرق ونماذج العلاج بالموسيقى المختصة بذلك. وغالبا ما يقوم العلاج بالموسيقى للامراض النفسية على اساليب عمل حرة و عفوية بينما العلاج بالموسيقى لاضطرابات النمو والعصبية هو اكثر تنظيما و موجه بشكل منهجي .
ما الذي يجعل الموسيقى شكل من اشكال العلاج ؟ مع التطور السريع لتقنيات التصوير الدماغي تمكن الباحثون من القاء الضوء على بعض خصائص للموسيقى كحافز ينشط الدماغ بطرق مختلفة . من المعروف ان الموسيقى ترتبط ارتباطا وثيقا بالعواطف وعلاوة على ذلك , فقد وجد الباحثون ان المستمعين للموسيقى يستخدمونها لتنظيم العواطف لذلك ليس من الغريب ان تكون الموسيقى هي عامل علاجي قوي حيث ان العواطف والتخيلات والروابط الوجدانية والذكريات التي تحركها الموسيقى في الانسان توحي الى ذهنه بوجهات نظر وتأملات قيمة وتصل به بالتالي الى حالة من التجارب الوجدانية التي يصعب التعامل معها او التعبير عنها شفويا . ومن الناحية الاخرى , فإن هذه الحالة من التجارب المحملة بالعواطف , والتفاعلات الوجدانية بشكل عام تصبح ممكنة في عملية العلاج في الموسيقى حتى عندما يكون التعبير عنها غير ممكن . ويمكن ان تنطبق هذه الحالة على الاطفال – حتى الرضع منهم- والاشخاص الذين يعانون من اضطرابات تنموية شديدة , والذين يعانون من الخرف , او الاشخاص اللذين يعانون من اضطرابات نفسية شديدة مثل الهوس الحاد . اضافة الى ذلك فإن الاداء الجسدي النشط يعد ايضا من خصائص الموسيقى - وبشكل خاص العزف - المتعلقة بالعقل , اذ ان التنسيق الجسدي والاداء الحركي غالبا ما يكونان في محور عملية العلاج بالموسيقى لدى الاشخاص الذين يعانون من الاعاقة الحركية . و في العلاج الموسيقى عند الاطفال والمراهقين فإن الاداء الحركي والعملي يلعب دورا هاما حتى وان كان التركيز في العلاج على مشاكل عقلية . لقد اثبت التجربة ان استخدام الموسيقى المفضلة لدى المرضى،لها فاعلية اكثر من غيرها في العلاج . في احدى الدراسات الفنلندية على السكتة الدماغية تم استخدام الموسيقى المفضلة لدى المريض فقط , وقد قام الباحثون بالتأكد من ان هذه الموسيقى التي يستخدمونها في العلاج لها معاني خاصة عند المريض وذلك من خلال مقابلة اصدقاءه و معارفه . كما ان المقطعة الموسيقية نفسها قد تعني اشياء كثيرة مختلفة لأشخاص مختلفون . وبذلك فان اي كانت الموسيقى المستخدمة لأغراض علاجية فإنها تحتاج ان تعبر عن علاقة خاصة بين المريض والموسيقى نفسها . ان المعالجين بالموسيقى غالبا ما يهتمون بالتجارب من صور و ذكريات ...الخ التي يربطها المريض بالموسيقى . ان القصد هو ايجاد الموسيقى الأكثر اثارة لمشاعر المريض والأكثر اهمية بتصوره. ومن المعروف لدى الاطباء ان القطعة الموسيقية التي كان يستمع اليها الانسان في مرحلة الطفولة من الممكن ان تثير ذكريات و مشاعر قوية بشكل لا يصدق . فالمريض عندما يستمع الى الموسيقى التي كان يستمع اليها في مرحلة ما من الماضي فإنها تثير فيه الذكريات ونفس الأجواء والاحاسيس والمشاعر التي كان يشعر بها في كل مرة كان يستمع فيها لنفس القطعة الموسيقية . و في حالة كهذه فإن الموسيقى تساعد المريض على الوصول ذكريات ما زالت عالقة في داخله منذ الطفولة والتي كانت تشكل ازمة بالنسبة له , لكنه يبدأ يتحرر من هذه الازمة اثناء العلاج عندما تصبح تحت التحقيق والبحث فيها . ان الامر ليس متعلق بالموسيقى فقط ،فالعلاقة بين المعالج والمريض قد تساعد على فاعلية العلاج بشكل افضل. ان الموسيقى يمكن ان تكون علاج على هذا النحو بحد ذاتها، إلا ان المعالجين لديهم تقنيات معينة يتصرفون بها بحيث يمكن استخدامها كوسيلة علاجية للوصول الى الخبرات الموسيقية التي مر بها المريض في هدف موجه ان تركيزنا على الموسيقى التي نستمع اليها بطريقة معينة هو ما يجعلها تؤثر بنا , ففي معظم الاحيان في حياتنا اليومية نسمع الموسيقى من حولنا في كل مكان لكن البعض يستمع اليها بشكل روتيني بلا وعي او انتباه لطبيعة الموسيقى التي تمر على مسامعه لكن الكثيرون يختارون الموسيقى المحببة اليهم والتي تتوافق مع حالتهم المزاجية . وهناك ادلة دراسية تبين ان بعض الناس يملون الى الاستماع للموسيقى الحزينة حيث تلبي مشاعر الحزن في داخلهم الناتج عن تجارب شخصية مؤلمة مما يجعلهم يشعرون بالارتياح وتساعدهم على تجاوز الصعوبات في حياتهم , كما انه يمكن للشخص الطبيعي صحيا وعقليا ان يستمع الى الموسيقى بتركيز اثناء تركيزه على عمل اخر دون حدوث اي نتائج سلبية فالانسان الطبيعي له مرشحات عقلية وآليات دفاعية تعمل اثناء نشاطه اليومي , كأن تقود سيارتك بإنتباه وانت تستمع الى الموسيقى بتركيز و تفاعل حسي . كما ان هناك الكثير من الامثلة على استخدام الموسيقى كمحفز للحالة المزاجية اي ان الرغبة المزاجية هي موجودة في الاصل الا ان الموسيقى تحفز وتشجع الانسان ليعيش هذه الحالة المزاجية . ان التدريب على العلاج بالموسيقى معتمد في كثير من الجامعات في اوروبا و امريكا الشماليه, وربما يعود السبب الى ان العلاج بالموسيقى يعد من اكبر البحوث العلاجية الابداعية. وهناك ادلة طبية تم تطبيق مبادئها على العلاج بالموسيقى والتي اصبحت شائعة في مجال بحوث العلاج بالموسيقى . واخيرا , ان العلاج بالموسيقى يمكن تطبيقه على مجموعات تشخيصية مختلفة , ويمكن تقسيم العلاج الى فئتين رئيسيتين : (سماع الموسيقى ) و( صنع الموسيقى ) الاخيرة تشير الى التعبير الذاتي الموسيقى والذي يكون في الغالب عفويا من خلال الارتجال الحر مع الالة الموسيقية والصوت . وعلى عكس ما هو شائع , فإن العلاج بالموسيقى لا يستلزم المهارة او الموهبة . في كثير من البلدان يطبق العلاج بالموسيقى على الاطفال والمراهقين والاشخاص الذين لديهم اضطرابات تنموية وحسب الخبرات والابحاث السريرية فإن العلاج بالموسيقى يبدو شكل من اشكال العلاج في مجال العلاج النفسي التقليدي كعلاج الاضطرابات النفسية للبالغين .
بتصرف عن : What is Music Therapy and how does it work by: Jaakko Erkkilä. Professor of music therapy University of Jyvaskyla Finland[/rtl] |
|