الابنة الكبرى.. أم بديلة احيانا!
الدستور - ماجدة ابو طير
تتحمل الابنة الكبرى مسؤولية لا يستهان بها، فبعد ان تكبر قليلا ويصبح لها اخوة تصبح كأنها مساعدة للأم، وتتعمد الام في اغلب الحالات ان تصنع من ابنتها الكبرى صورة للام المستقبلية، حتى تتدرج في تنشئتها لتحمل المسؤولية وان لا تتصادم مع واقع الحياة المستقبلية حتى تؤهل للحياة الزوجية المستقبلية وان لا تكون غريبة وتائهة امام المسار الجديد التي وضعت به.وعلى النقيض من ذلك فهنالك الكثير من الفتيات هذه الايام يهمشن واجباتهن تجاه والدتهن ولا يأبهن إلى النظر بعين المبادرة وروح المساعدة وتخفيف العبء عن والدتهن.
امور منزلية
خولة نايف وهي ام لاربعة اولاد اكدت أنها تعلم بناتها الأمور المنزلية البسيطة بحكم سنهن المبكر ولكن من باب التعامل مع المسؤولية منذ الصغر حتى لا يجدن صعوبة في تدبير المنزل عندما يكبرن، مبينة أن ابنتها الكبرى كانت تبدي تجاوبا سريعا في المساعدة بعكس الصغرى التي كانت تتدمر من الأعمال المنزلية.تضيف خولة : « انني اعمل كمهندسة وعملي يطول لساعات متاخرة احيانا، فتدريب بناتي على واجبات المنزل مهم لانه يساعدني كثيرا في التخفيف من الاعباء التي يجب ان اقوم بها، ابنتي الصغرى دوما تعترض على المساعدة الا انني حفزتها عن طريق عمل مسابقات بينها وبين اختها الكبرى ومنحهم الهدايا، من المهم جدا ان يعرفوا ماذا يقع على عاتقي من مسؤوليات دون ان تصبح هذه المساعدة عليهم عبء يبعدهم عن التركيز في الدراسة والواجبات المدرسية».
مجهود
اما سعاد طه ترفض ان تطلب من بناتها اي مجهود، حيث ترى ان لكل مرحلة عمرية التزاماتها وظروفها حيث إنها تحب ان تقوم بالأعمال المنزلية وحدها دون اللجوء إلى بناتها وتقول سعاد : « احب ان أدلل بناتي فما دمن لم يتزوجن فأنا أرى أن يعشن مرحلتهن العمرية كما عشتها أنا قبلهن فالفتاة تختلف ظروف عيشها عن المرأة المتزوجة فلماذا لا تشعر الفتاة بأنها مدللة في بيت عائلتها فهموم الزواج قادمة فلماذا العجلة؟»
مساعدة
فيما نوهت مجد عبد الصمد إلى أهمية مساعدة الفتاة لامها في الأعمال المنزلية حيث إن في ذلك تحملأ للمسؤولية وتعلما من الأخطاء خاصة في أمور الطبخ فالفتاة المعدلة تصبح مدعاة للفخر لزوجها وبيت أهلها عندما تتزوج وتابعت: «شباب هذا الزمن يفضلون الفتاة التي تستطيع القيام بالأعمال المنزلية بإتقان وحدها دون اللجوء إلى عاملات في المنزل أو إلى والدتها كما تفعل كثيرات، فالشاب دوما يبحث عن زوجة تشبه امه في كل شئ، فالزواج يأتي بحثاً عن الاستقرار وليس التعب والارهاق، والفتاة بعد الزواج ممكن ان توضع بمواقف محرجة امام منزل زوجها لهذا يجب ان يكون لديها خبرة كافية، فكما تكون لديها شهادة تعليمية يجب ان تكون مميزة باعمال المنزل».
وأشاد أبو سامي الحاج بالأمهات اللواتي يحرصن على تعليم بناتهن فنون الطبخ وكيفية تدبير المنزل من خلال إسداء النصائح لهن حيث يصبحن ربات بيوت من الدرجة الممتازة فلا يخجل زوجها على سبيل المثال من استقبال الضيوف لانه يعلم ان زوجته أهلٌ الضيافة والترتيب والطبخ وتدبير أمور الأولاد وإن كانت صغيرة في العمر كما كانت زوجته حين تزوجها.
مستقبل
ويوضح فؤاد ابراهيم أن الام التي لا تأبه بمستقبل ابنتها ولا تشير عليها بمساعدتها فتجد الفتاة حينئذ في بيت زوجها لا تقوى على إدارة الأعمال المنزلية أو أنها غير قادرة على العمل في أبسط الأمور المنزلية وتستشير والدتها في كل صغيرة وكبيرة؛ لأنها غير معتادة على الأمور المنزلية.وهذا امر يؤثر على حياتها المستقبلية واستقرارها.
أم حكيم شياب امرأة لها 3 بنات ولديها القناعة الكاملة بأن الفتاة التي تعمل في بيت أهلها وتعاون والدتها قادرة على إدارة منزل زوجها أكثر من الفتاة التي لا تعين والدتها في المنزل وتابعت ام حكيم : « لقد كنت أساعد والدتي في الأعمال لمنزلية حتى الصعبة منها كأن أقوم بتحضير العجين لصناعة الخبز بالرغم من أن عمري لم يتجاوز ال18 بعكس فتيات هذه الأيام حيث يتعدى عمرهن الـ25 سنة ولا يستطعن الطبخ «.
اهمية
واكدت الاخصائية الاجتماعية رواند ابو خلف أهمية العلاقات الأسرية المبنية على التعاون فيما بين أفرادها وعلى الأم تعليم بناتها منذ صغرهن التعاون في أمور المنزل من حيث ترتيب المنزل ووضع الألعاب في مكانها وغيرها من الامور البسيطة ، و أن الكثير من الفتيات يتزوجن ولا يستطعن القيام بأدنى عمل منزلي لأنهن لم يعتدن على ذلك وقال الاعتياد على الشيء يعني الالتزام بالمسؤولية والتعلم من الأخطاء وبالتالي القدرة على فتح منزل والقيام بواجباتها على أكمل وجه، و أن من الضروري مبادرة الفتاة بالمساعدة وتقديم العون ومساعدة والدتها ،فالأم تحب أن ترى ابنتها تعاونها خاصة في الأوقات الطارئة كالسفر أو الولائم الضخمة أو في حفلة تخرج أو زفاف وغيرها من المناسبات.
علاقة مع الام
ونوهت ابو خلف أن علاقة الأم والبنت قائمة على الاحترام والمساعدة وبين انه من المستهجن أن تصل الفتاة مرحلة عمرية معينة ولا تبادر بنفسها في تقديم المساعدة حيث إن كثيرا من الفتيات لا يتحملن مسؤولية العمل المنزلي ويتذمرن بحجة أنهن يعدن منن العمل متعبات أو أنهن سيتعلمن على العمل في منزل أزواجهن أو أنهن يخفن على جمال أظافرهن ويديهن، وفتيات هذه الايام يعتمدن على العاملات و يختلف الزمن الماضي عن الزمن الحاضر فد كانت النسوة يقمن بجميع الاعمال المنزلية دون وجود تطور في الاجهزة الكهربائية كالغسالة والمكواة والمكنسة الكهربائية والغاز بعكس هذه الأيام «.