ما تفرقه الايام تجمعه «الثلجة» الشهيرة بـ»هدى» التي اكتشفتُ أنها «حماة» مثل الحموات القديمات وليست «آنسة» رقيقة. وقد اجتمعنا «عدد من رجالات العمارة التي أسكن فيها، ولأول مرة، تحت وطأة البَرْد والملل. لجأنا الى كراج العمارة الاثير.
وكان يكفي ان نُشعل أول «نَفَس» أرجيلة لتفوح رائحة «المعسّل» وتنشر في ارجاء العمارة. لتبدأ تأثيراتها بالظهور التدريجي:
بعضهم كان يفتح طرَف الشبّاك ويرشقنا نظرة لا تعرف إن كان صاحبها او صاحبتها مُستاء او مستاءة من فعلنا. بعضهم الآخر، كان يعلّق بكلمات توحي انه «نِفسه» يشارك في «المؤتمر»، مؤتمر قمّة الأرجيلة.
جاء احدهم بالحطب المخزّن في بيته، وآخرون تبرعوا بايقاد النار في كانون، ومنهم من ارسل «مسجا» الى زوجته طالبا «ابريق شاي» من قاع الدّست.
دعوني فجهّزتُ أرجيلتي «السبيشال» كما أسماها أحدهم. ولففتُ جسمي بـ»فروة» اشتريتها مؤخرا من «شارع طلال» في «سقف السيل».
ومع دموعنا التي انهمرت بسبب دُخان الفحم غير المُشْتَعِل، بدأت المسامرات والاحاديث، مرة بالسياسة واحيانا تسمع نكتة «سافلة» لا يتوقف عندها «الاشخاص الوقورون» أو «مدّعو الوقار»، بينما ينشغل بعضهم بالتواصل عبر «الفيس بوك» مستعرضا علاقاته.
تزيد المجاملات، فتسمع إطراءت للجوّ الذي جمعنا «مثل هيك جَمْعة»، والتي لم تحدث من سنوات. وهناك من يشكر العاصفة «هدى» تحديدا، وتكتشف ان حارس العمارة غير سعيد لأن تصادف ان يكون اسم «خطيبته» على اسم العاصفة «هدى».وبعد ان عرفتُ «السّرّ»، قُدتُ الحديث الى مواضيع مختلفة وصرتُ «أستعرض» مهاراتي في سرد القصص التي استمدها من الروايات التي قرأتها.
مزيدا من الشاي، ليخبرنا احد الجيران وهو «طبيب» أن شرب الشاي في «كاسات البلاستيك» غير صحّي، واقترح ان نستبدلها بأكواب «من الكرتون المقوّى».
بينما تحدث احدهم واكتشفنا انه «مهندس» عن «هندسة العمارة» وتطرق للعقارات والغشّ الذي يحدث فيها تحت حُجّة التوفير في الاسمنت مواد البناء.
امتدّت السهرة الى ما بعد منتصف الليل، وتخللها «انسحاب» لبعض الاشخاص بعد ان باغتته زوجته برنّة فُهم منها ان «تصريحه خلص».
شكرا للعاصفة الثلجية التي جعلتنا نلتقي معا، ونكتشف أننا جيران.. حقّا..!!