لماذا توصد أبواب الأردن أمام الشرفاء؟
1/21/2015 7:54:00 PM
حمزه منصور
نفاجأ بين الفينة والفينة بنبأ منع رمز من رموز الأمة دخول الأراضي الأردنية، فلقد أوقف من قبل الداعية جاسم المهلهل، والشيخ ياسين عمر الإمام في مطار الملكة عليا الدولي، وردا على أعقابهما إلى الكويت والسودان، كما منع شيخ الأقصى وطليعة المنافحين عن طهره وهويته الشيخ رائد صلاح من الدخول كذلك ، ومنع بعد ذلك بعض أعضاء فرقة الوعد الفنية اللبنانية. واليوم نفاجأ بنبأ إعادة الدكتور ناصر الصانع إلى الكويت، حيث أخبرنا قبل أيام أنّه قادم في زيارة للأردن، كنت اؤمل أن يكون ضيفي في هذه الزيارة. ولكن سلطات الأمنية أبت إلا أن ترده إلى بلاده والأسى يعتصر فؤاده، تاركا لي رسالة على الهاتف المحمول يقول فيها : (السلام عليكم. لم يسمحوا لي بدخول عمان، وأنا في المطار، وسأرجع إلى الكويت بعد قليل إن شاء الله. شكرا للدعوة، وأدام الله كرمكم ومشكورين)
إن القاسم المشترك بين هؤلاء جميعا انتماؤهم للتيار الإسلامي، وحين أقول التيار الإسلامي فإني أعني الذين يمتازون بالعقلانية والرشد والمسؤولية العالية إزاء أوطانهم وأمتهم، ويؤمنون بالوسطية والإعتدال.
وإذا كان المقال الصحفي لايتسع للحديث عن هذه القامات فسأكتفي بالإشارة إلى طرف من سيرة آخر من الممنوعين من دخول البلاد، أعني الدكتور ناصر الصانع، الذي عرفته عن قرب، عرفت فيه نائبا عريقا ومميزا في البرلمان الكويتي يدرك مسؤوليته إزاء شعبه وقضايا أمته ويحظى بثقة عالية من شعبه، وأكاديميا في جامعة الكويت يعي رسالة التربية والتعليم وجلالها، وشخصية تحظى بالاحترام في المجتمع الكويتي، ولدى كل الذين تعاملوا معه في المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، أو المحاورين الغربيين، يقدم لهم نموذجا للمسلم المؤمن بحوار الحضارات لا بصراع الحضارات، فما الذي يحمل السلطة التنفيذية في بلدنا على عدم الترحيب بهذه القامات؟ وهل يرى المسؤولون عن هذه القرارات أنهم بتصرفاتهم هذه يخدمون بلدهم، ويعبّرون عن قيمه ومصالحه، ويمدون جسورا من التواصل والتعاون مع الأشقاء العرب؟
أسف عميق ينتابني وأنا أرى الأردن، أردن الصحابة والغياري والكرماء يضيق ذرعا بشرفاء الأمة من الدعاة والعلماء والمصلحين والفنانين الملتزمين، ويفتح الأبواب على مصاريعها للصهاينة والعابثين.
(البوصلة)