الاختبارات الأساسية لتشخيص أمراض القلب
بعد دراسة تاريخ المرض وأجراء الفحص السريري اللازم للمريض المشتبه إصابته بمرض قلبي يتم اجراء الفحوص التالية حسب طبيعة الحالة
1. تخطيط القلب الكهربائي (ECG) :-
ويتم هذا الفحص بوضع عدة توصيلات على صدر المريض لنقل رسم كهربائية القلب ( المخطط القلبي ) ويساعد هذا الفحص في تشخيص الإصابات القديمة في الشرايين ( مثل احتشاء عضلة القلب ) وتضخم عضلة القلب والعلل في نظم القلب الكهربائي وتأثر مسار الشحنات الكهربائية داخل القلب بالإضافة إلى تشخيص العلل الحادة مثل احتشاء عضلة القلب ( الجلطة القلبية ) والتغيرات الحادة في نظم القلب .
2. فحص الجهد الحركي التدرجي ( Cardiac Exercise Stress Test ) :-
إن فحص الجهد القلبي يعتمد على استخدام رسم القلب الكهربائي قبل وأثناء وبعد فترة زمنية معروفة من الجهد . خلال فترة الجهد يحتاج القلب إلى كمية أوكسجين اكثر وإذا لم يحصل على هذه الكمية الإضافية من الأوكسجين فان تغيرات هامة تحصل على رسم القلب الكهربائي مما يدل على وجود مرض في شريان أو أكثر من الشرايين الإكليلية للقلب .
يجرى هذا الفحص للمرضى الذين يشكون من نوبات ألم بالصدر عند الحركة والإجهاد أو الانفعال كما يمكن أن يستخدم للبحث عن حالات عدم الانتظام في دقات القلب عند المرضى الذين يعانون من نوبات دوخان أو فقدان توازن أو نوبات فقدان الوعي المصاحب للحركة (غيبوبة)
ينصح الخبراء بإجراء هذا الفحص بشكل روتيني على بعض الأشخاص دون أن يشكوا من أعراض قلبية مثل الأشخاص فوق الأربعين عاماً أو الذين عندهم عدة عوامل تزيد من احتمال حدوث أمراض شرايين القلب مثل التدخين والسمنة والعوامل الوراثية (وجود المرض في الأقارب من الدرجة الأولى) وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع الضغط الشرياني .كما أن المفضل القيام بهذا الفحص قبل الخوض بعمل مجهد قد يؤدي إلى ذبحة صدرية دون أن يكون هناك سابق إنذار .
حقائق يجب توضيحها عن هذا الفحص :
¨ يجب أن يكون الشخص صائماً تماماً 4ساعات على الأقل قبل الفحص .
¨ احتمال حدوث نتائج كاذبة (دلائل على وجود مرض مع عدم وجوده بالحقيقة) تزداد عند الأشخاص صغار السن (أقل من 30سنة) أو الأشخاص بدون أعراض قلبية وخاصة النساء .
¨ نسبة (20 – 30)% من المرضى الذين تكون نتائجهم من خلال الفحص طبيعية يكون لديهم بالحقيقة مرض قلبي مهم لم يتم اكتشافه من خلال الفحص .
¨ بسبب وجود هذه النسب من النتائج الكاذبة لهذا الفحص فإن من الضروري النظر إلى نتائج اختبارات أخرى مع الأخذ بعين الاعتبار عمر الشخص وعوامل الخطر لأمراض القلب الموجودة عنده بالإضافة إلى الأعراض التي يشكو منها .
¨ احتمالية حدوث نوبة قلبية ( احتشاء عضلة القلب ) أو اختلال مهم في ضربات القلب عند إجراء هذا الفحص قليلة جداً واحتمالية الوفاة بعد إجراء هذا الفحص هي حوالي مريض واحد لكل عشرة آلاف مريض.
3. تصوير القلب الصدوي ثنائي البعد ( Echocardiography ) :
يسمى هذا الفحص صدى القلب ويتم باستخدام الأمواج فوق الصوتية لتقدير حجم وشكل وحركة القلب . إن تصوير القلب الصدوي يمكننا من التعرف على وظيفة عضلة القلب وحركة الدم خلال صمامات القلب. إنه يقوم ببعث أمواج صوتية عالية التردد عن طريق مجس يدوي ويقوم باكتشاف صدى هذه الأمواج عند انعكاسها على أسطح القلب الداخلية .
وباستخدام هذه المعلومات تتكون صورة بواسطة الكمبيوتر تظهر على الشاشة. إن هذا الفحص آمن وسريع ويستخدم لتشخيص وظيفة القلب واكتشاف أمراض عديدة في القلب أو الصمامات مثل :
1. أمراض صمامات القلب مثل تضيق الصمام الأبهر أو توسعه وتضيق أو توسع الصمام التاجي واعتلالات أخرى في صمامات القلب سواء كانت تضيق أم ارتجاع للدم بالاتجاه المعاكس لحركة الدم الاعتيادية .
2. التهاب صمامات القلب الجرثومية.
3. عدم انتظام في حركة وانقباض عضلة القلب كما يحدث في حالات النوبة القلبية ( احتشاء عضلة القلب ) .
4. تضخم القلب الكلي أو إحدى الحجرات القلبية .
5. تجمع السوائل حول القلب بشكل مرضي .
6. خلل في وظيفة عضلة القلب واعتلالها كما يحدث في حالات قصور القلب .
7. اكتشاف وجود تخثرات غير طبيعية داخل القلب .
8. اكتشاف اتساع أو تمزق أو جروح صغيرة في بعض الأوعية الدموية مثل الشريان الأبهر .
9. اكتشاف أمراض شرايين القلب حيث أنه في بعض الحالات يستخدم هذا الفحص للاستدلال على وجود تصلب أو انسداد في شرايين القلب عن طريق إعطاء مادة دوائية تقوم بتحفيز عضلة القلب على الانقباض ويحدث عنها بعض التغيرات الهامة في الصورة المأخوذة بهذا الجهاز عند وجود مرض في شرايين القلب بينما لا يحدث أي تغيير عندما تكون الشرايين سليمة ويسمى هذا الفحص بتصوير القلب الصدوي مع الجهد .
ويستطيع عندها الطبيب باستخدام هذه المعلومات أن يضع خطة مبدئية للعلاج ويحدد من هو المريض الذي يمكن أن يستفيد من قثطرة شرايين القلب .
وهناك حقيقيتين هامتين عن هذا الجهاز :
أولاً : يمكن القيام بالفحص في العيادة دون الحاجة إلى أية تجهيزات مسبقة .
ثانياً : لا يوجد تأثيرات جانبية أو مخاطر معروفة لهذا الفحص .
4. فحص تسجيل ضربات القلب السيار (تسجيل هولتر) ( Ambulatory Holter Monitoring ) :
يستعمل جهاز تسجيل ضربات القلب السيار من أجل تشخيص ومتابعة علاج حالات اضطراب النظم الكهربائي للقلب وكذلك من أجل اكتشاف ومتابعة نوبات نقص التروية الشريانية الإكليلية للقلب – خاصة تلك الحالات التي يكون من الصعب اكتشافها بواسطة تخطيط القلب الكهربائي أو فحص الجهد الحركي التدرجي للقلب – وبشكل أخص حالات انقباض الشريان التاجي ( ما يسمى بحالات برنزميتال ) .
يذهب المريض لتأدية واجباته اليومية الاعتيادية بينما يلبس على خصره أو بطنه جهاز تسجيل لضربات القلب هذا الجهاز قد يشبه المسجل العادي ويمكن قراءة التسجيل على شاشة كمبيوتر خاصة .
وقد يكون أكثر تطوراً كأن يستعمل جهاز يحتوي على لوحة كمبيوتر حساسة جداً تقوم بتسجيل ضربات القلب جميعها ثم يقوم الطبيب أو الفني المتخصص بإنزال المعلومات التي تم تسجيلها إلى الكمبيوتر ليتم مراجعيها ودراستها بعناية بعد ذلك من قبل الطبيب المختص .
في بعض الأحيان قد يطلب من المريض أن يضغط على زر خاص من أجل تسجيل نظم القلب الذي يشعر به في لحظة معينة مثل عند شعوره بألم في الصدر أو خفقان زائد في القلب والذي يكون بسبب تسارع في دقات القلب أو شعوره باضطراب وعدم انتظام في دقات القلب .
يعطى المريض تعليمات خاصة مثل أن لا يستحم عند ارتداء الجهاز وأن يلاحظ أن تبقى التوصيلات في وضعها الطبيعي وأن يعيد التوصيلة إلى مكانها على الصدر في حال انزلاقها عنه كذلك عليه أن يتجنب السير في الحر لمدة طويلة وتجنب الجهد العضلي الزائد كي لا يتعرق كثيراً مما قد يؤدي إلى انفلات التوصيلات التي على الصدر وتأثر التسجيل بشكل كبير أو بسيط .
هل هناك ألم أو انزعاج من هذا الفحص ؟؟؟؟
ليس هناك أي ألم أو انزعاج في هذا الفحص فالجهاز عادة وزنه خفيف ولا يعيق حركة المريض وأدائه لأعماله بالشكل المعتاد وقد يتم حلاقة عن صدر المريض الذكر من أجل وضع التوصيلات الكهربائية .
يمكن أن يلبس الجهاز على الخصر داخل كيس أو جيب خاص ومن الممكن أن يوصل حول العنق بواسطة رباط خاص من أجل حمل الجهاز في منطقة البطن ولا يوجد مخاطر من هذا الفحص أبدا .
لمن يستعمل هذا الفحص ؟؟؟؟
يستعمل هذا الفحص بعد خروج المريض من المستشفى اثر إصابته بنوبة قلبية حادة وبالذات في الحالات التي يلاحظ الطبيب وجود اضطراب في نظم القلب الكهربائي عند المريض قبل خروجه من المستشفى
يستعمل كذلك في حالات الإغماء المفاجئ من أجل معرفة سبب الإغماء وهل أن نظم القلب الكهربائي هو السبب أم أن السبب يعود لأشياء أخرى مثل الشحنات الكهربائية الزائدة في الدماغ (حالات الصرع ) ويستعمل عند المرضى الذين يشكون من تسارع مفاجئ في دقات القلب لمعرفة نوع وأهمية التسارع من أجل وصف العلاج المناسب .
يستعمل كذلك في حالات التباطؤ في دقات القلب خاصة عندما يصاحب ذلك أعراضاً مهمة مثل فقدان الوعي المؤقت أو الإعياء الشديد أو الدوخان .
يستعمل لمتابعة العلاج عند الحالات السابقة من أجل معرفة استقرار النظم الكهربائي للقلب وتحسن الحالة المرضية أو الشفاء التام منها .