الاعتراف بيهودية "إسرائيل".. يفوق مفهوم الخيانة
1/20/2014
"يهودية الدولة"اتفاق مرفوض من قبل العالم العربي، فتلك الخطط والامنيات التي ترغب بها "اسرائيل"، لا تعني الا امرا واحدا هو توديع حق العودة والتنازل عنه، ولا تدرك الولايات المتحدة ان الوصول الى هذا الاعتراف سيخلق "بلبلة" سياسية سترتد على الكثير من الدول سواء المجاورة أو غيرها.فقد أثار موضوع الاعتراف"باسرائيل" كدولة يهودية جدلا واسعا حول احتمالية التوصل الى اتفاق بين السلطة الفلسطينية واسرائيل وبالطبع برقابة امريكية بحت للاعتراف "باسرائيل" كدولة يهودية، وبموافقة عربية من بعض الاطراف."اسرائيل"تعتبر نفسها محمية من خلال الموقف الامريكي معها ولكنها بدأت تعاني من وجود دول غربية اخرى اصبحت تعارض سياستها بل وترفضها، ما جعل "اسرائيل" تفكر بخطوة تسبق فيها تلك المعارضات، فيعتبر طلب "اسرائيل" بالاعتراف بيهودية الدولة مدخلا الى عدم فرض اية تسوية عليهم وعدم تطبيق قرارات الامم المتحدة.في حال تمت الموافقة على يهودية الدولة – لا قدر الله – سيكون ذلك اقرارا رسميا وعمليا بالرواية التوراتية بان الاسرائيليين هم أصحاب الحق، ولا اعتقد بأن هناك امرا اخطر من ان يتم الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية على الاراضي الفلسطينية، فهذا حق لا يتم التفاوض عليه بل على الاصح لن يقبل.حول ذلك قال السياسي والوزير السابق د. ممدوح العبادي لـ"العرب اليوم": ان الاعتراف بيهودية الدولة سوف يشكل خطورة كبيرة على القضية الفلسطينية، خاصة على الفلسطينيين الموجودين داخل"اسرائيل" فهم معرضون للطرد من بلادهم.واضاف العبادي: ان تأثير ذلك الاتفاق لن يؤثر فقط في القضية الفلسطينية وانما ايضا سيطال الدولة الاردنية، فسوف يكون الاردن معرضا لاستقبال المزيد من اللاجئين، ما يلغي حق العودة لذا يجب ان يرفض هذا الاتفاق بشكل كلي.واعتبر رئيس جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور ان الموافقة على يهودية الدولة امرا خطيرا للغاية فالموافقة عليه تعني تغيير الهوية الفلسطينية والغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، بالاضافة الى تهديد وجود العرب الفلسطينيين المقيمين على الاراضي المحتلة.اشار منصور الى ان الاعتراف بيهودية الدولة تعني ايضا فتح باب جديد للهجرة واول المتضررين من الهجرة سيكون الاردن، فضلا عن ان يهودية الدولة تعني المزيد من العنصرية للكيان الصيهودني ما سيلحق الضرر بالشعب الفلسطيني والاردني كذلك.للاعتراف بيهودية الدولة منحى خطير للغاية ذلك ما قاله العين بسام حدادين بأن خطورة الاعتراف سيلغي اولا حق عودة اللاجئين ويغلق هذا الملف بالكامل والاردن سيكون المتضرر الاكبر من ذلك، ثانيا حسب حدادين انه ليس هناك في القرارات الدولية منذ وعد بلفور حتى اليوم اية اشارة الى تعريف "الدولة اليهودية" فكيف نعترف بها الان؟يضيف حدادين ان الاعتراف بيهودية الدولة سيكون مقدمة لازمات كثيرة سيعاني منها الطرفان الفلسطيني والاردني، فيجب رفض ذلك الاعتراف مهما استطعنا لان عواقبه ستكون وخيمة.أما المحلل السياسي د. لبيب القمحاوي فقال: ان الاعتراف بيهودية الدولة يعني تغيير التاريخ كله والتنكر للكفاح الفلسطيني وتأكيد ان فلسطين هي ارض اليهود، والاعتراف فيه يلغي حق العودة.يكمل القمحاوي إن في ذلك خطورة تفوق أي شيء آخر، فهي من جهة تحول حقوق الفلسطينيين إلى أكذوبة، وتجعل من نضالهم وكفاحهم المسلح إرهابا، وبذلك تعيد كتابة التاريخ الفلسطيني، وهذا الاعتراف يفتح الباب أمام إسرائيل للتخلص من سكانها العرب وتجعل حق العودة خرافة.إن الاعتراف الفلسطيني، وما قد يتلوه من اعتراف عربي بيهودية الدولة إنما يهدف إلى إعادة كتابة التاريخ ليكرس أكذوبة نفاها التاريخ أصلا، كما يعطي شرعية لأي إجراء إسرائيلي يهدف إلى التخلص من السكان العرب في فلسطين التاريخية حسب القمحاوي.الحديث عن يهودية الدولة يعتبر بدعة غير موجودة في التاريخ اصلا حسب امين عام الحزب الشيوعي الاردني منير حمارنة، فيقول: ان الاعتراف بيهودية الدولة يعني السماح "لاسرائيل" باقامة موقع جغرافي مكرس لليهود فقط وهذا يسمح لهم بالتوسع مستقبلا، بالاضافة الى مدى خطورة هذا الاعتراف على فلسطينيي الداخل المقيمين بالاراضي المحتلة فهم معرضون للتهجير في اية لحظة في حال قمنا بالاعتراف بيهودية الدولة.الاعتراف بيهودية المنطقة كما اشار حمارنة يعني بناء دولة عنصرية من شأنها ان تطرح قضايا وخلافات طويلة الامد وسيكون الاردن اول دولة معرضة لتلك القضايا، بالاضافة الى ان هذه الموافقة تسمح "لاسرائيل"بالتهرب من تطبيق القرارات الشرعية.