خلاف مفتعل يكشف نوايا العدو..!!
السبت، 18 يناير/كانون الثاني،
رشيد حسن
نعتقد ان الخلاف بين وزير حرب العدو الجنرال يعلون ووزير الخارجية الاميركي جون كيري، هو خلاف مفتعل ،وسيؤدي حتما في النهاية، الى تبني مواقف اسرائيل بالكامل بحجة ارضاء المتطرفين من امثال يعلون ومن لف لفه، ولن تؤثر على نهج كيري ورحلاته المكوكية، لانجاز الاطار المقترح او بالاحرى الخطة الامنية لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني... وهذا ما حدث بالفعل، اذ اعلن كيري التزامه بالمهمة الملقاة على عاتقه، رغم كلام يعلون الجارح ..!! فيما اعلن رموز التطرف في الكيان الصهيوني ادانتهم لتصريحات الجنرال، فهذا نتنياهو يؤكد في الكنيست “ ان اميركا هي حليفتنا الكبرى” ، فيما قال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان منتقدا يعلون “ليس صحيحا ولا يخدم اسرائيل، ان ندير سجالا صاخبا وعلنيا مع الولايات المتحدة، التي هي الحليف الاشجع لاسرائيل، واثبتت ذلك مرات كثيرة على مر السنين ... ولا مجال للتهجم الشخصي اذا كانت هناك اختلافات” السفير اللبنانية 15الجاري.
وعودة الى تصريحات الجنرال يعلون، فلقد اتهم كيري بأنه “ينطلق من دوافع شخصية “مسيحانية” لنيل جائزة نوبل في جهوده لتحريك التسوية السياسية” وهو ما اعتبرته الخارجية الاميركية كلاما “مهينا وجارحا” ما اضطر ديوان الوزير الى اصدار بيان يعتذر فيه لوزير الخارجية الاميركي عن الاقوال المنسوبة للوزير يعلون.
وزيادة في الفاصيل فليس المهم اتهام يعلون لكيري بدوافع شخصية وراء جهوده لتحقيق التسوية، وانما المهم هو ما نشرته “يديعوت احرونوت” من مواقف منسوبة ليعلون اطلقها في غرف مغلقة، لانها تكشف مواقف العدو الحقيقة من التسوية ونظرته الى المستقبل، فيعلون يصر على الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل وشطب حق العودة، ويعتب ان اي كلام غير ذلك غير مقبول ولن يتم التعامل معه بجدية، واصفا خطة السلام الاميركية بكلام قاس.. “فهي لا تساوي الورق الذي كتبت عليه”.! وهذه اهانة فعليه للوزير الاميركي مضيفا” فليس فيها امن ولا سلام .. وانما الامن والسلام ان نبقى موجودين في يهودا والسامرة، والا يصبح مطار بن غوريون ونتانيا اهدافا ومرامي لهجمات الصواريخ من كل صوب ... ووزير الخارجية الاميركية وصل الينا، ويعمل انطلاقا من الهوس غير المفهوم ، وباحساس مسيحاني، لا يمكن ان يعلمنا شيئا عن المواجهة مع الفلسطينيين “ المصدر السابق.
تصريحات يعلون هي بمثابة ثقب او تنفيس لبالون الخطة الاميركية -كما تقول “يديعوت احرنوت” -وبعبارات مختصرة ومكثفة يلخص الجنرال الصهيوني نظرته للمستقبل، وهي نظرة اغلبية المجتمع الاسرائيلي”بانه دون اعتراف بدولة اسرائيل اليهودية، فلا معنى للاقمار الصناعية والمجسات الاميركية، التي يعرضها علينا كيري ، فالطفل ابن خمس سنوات مع حزام ناسف سيعمل ضدنا عندما يكبر؟؟ باختصار...
رغم العبارات الجارحة التي وجهها وزير حرب العدو لوزير الخا رجية الاميركية جون كيري، الا انها لن تؤدي الى كسر عظم بين الحليفين وسرعان ما تم تجاوزها، وهذا ما حدث بالفعل.. الا ان المهم هو مواقف هذا الجنرال التي كشفتها “يديعوت احرونوت “ والتي تمثل مواقف اغلبية المجتمع الصهيوني، وتؤكد ان العدو باق في الارض المحتلة ، ولن ينسحب الى حدود الرابع من حزيران . ولن يوافق على اقامة دولة فلسطينية مستقلة .. ما يؤكد ان الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود.