منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سِيناءُ؛ البَطْنُ العربيُّ الرَخو..!؟ محمد رفيع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

سِيناءُ؛ البَطْنُ العربيُّ الرَخو..!؟  محمد رفيع Empty
مُساهمةموضوع: سِيناءُ؛ البَطْنُ العربيُّ الرَخو..!؟ محمد رفيع   سِيناءُ؛ البَطْنُ العربيُّ الرَخو..!؟  محمد رفيع Emptyالسبت 14 فبراير 2015, 12:09 am

[rtl]سِيناءُ؛ البَطْنُ العربيُّ الرَخو..!؟[/rtl]

محمد رفيع




سِيناءُ؛ البَطْنُ العربيُّ الرَخو..!؟  محمد رفيع 22eb92db84949926852ab4971f8f1c6dd0cdfbbd



 سِيناءُ؛... لا شيء قبلها ولا بعدها. مركزُ ثقل الأمن والسياسة في آنٍ معاً. بابُ الغرب العربي، الموصَدُ على مشرقه، بقلعة الغرب الأوروبيّ «الصهيونيّة، بعنوانٍ يهوديّ؛ إسرائيل». «بَفَر زون..» ثانية، لا بين أجزاء الجسد العربي فحسب، بل بين الدولة القلعة وبين مايهدّد أمنها.
[rtl]
صحراءُ من القلق، تُعادل مساحتها عُشر جغرافية مصرَ إلا قليلا، يحرسها الفراغ المُدَجّجُ بتغييب أصحابها وسكّانها، ببرامج أمنية دوليّة، منذ أكثر من ثلاثة عقود. مَشهدٌ رَثٌّ وبائسٌ لِقوّة الدولةِ العربيّة في الصحراء؛ شُرَطيان مصريان، بملامح محرومة، واحدٌ يدير وجهه نحو محرومي غزّة، وآخرٌ تَسفعُ الريحُ وجهَه من شدّة التحديق في حدود الدولة العبريّة جنوبيّ غزة؛ فيافي من صحدود وصحراء وبحار عربيّة بلا جنود، ومنذ أمَد..!؟
خطوطُ أمنٍ دولية، متعدّدة الجنسيات، بمساراتٍ طولية موارِبة؛ من القنطرة إلى رفح، ومن العريش إلى جزيرة «تيران» ومضائقها. وهناكَ، في البحر المالح والضيّق، لا عربَ ولا مصريين، عند قرني البحر الأحمر، أو قل عند شُعبتيه (السويس والعقبة)، بل «تيران وأمريكيّون..!»، وجزيرةٌ مدجّجة بحقول ألغام، تكفي لنسف قارّة بأكملها، تحت اسم قوات متعدّدة الجنسيات. لا طَير يمرُّ في هواء الجزيرة، لا زاجلَ ولا نورس ولا حتّى سنونو، ومنذُ أمدِ الثمانينيّات أيضاً..!
ذلك هو الأمن العبريُّ، الذي صانته اتفاقيّة «كامب ديفيد»، على طول البرّ والبحر، الغربيّ والجنوبيّ لفلسطين المغتصبة. أمنٌ رَوجّت له السياسةُ المصرية «المخلوعة..»، تحت شعار «أنّ الضعفَ حكمة..» وأنّ «التعايشَ مع العجز سياسة..». ضعفٌ وعجزٌ لم يعد الشعب العربي المصري يفهمهما، حين أطاح بقيوده الثقيلة، فيما أطاح.
لِسيناء المُغيّبة والمُغرّبة طويلاً، بكثافة سكّانها القليلة أو «المُقلّلة..!»، ومساحاتها الشاسعة، وأمنها المهدور والمعتقل، منذ «كامب ديفيد..»، وملحقاتها السريّة والعلنية، ولاقتصادها وسياحتها، لكلّ تلك الشؤون السينائيّة، فإنّ معضلة سيناء تصبح قضية أكبر من أن تحتويها حكومة مصرية، بسياسات إدارةٍ يوميّة.
وهنا، يحتاجُ تعبير؛ «مساحات سيناء الشاسعة..» إلى شيء من الشَرح والتوضيح. فَسيناءُ ليست شاسعةً فحسب، بل وممتدّة بتنوّع أهميتها؛ فثمّة سيناء الشمال، مِن رفح إلى القنطرة، بما يعنيه المدى المتوسطيّ المفتوح. وثمّة سيناء القناة، مِن بور سعيد إلى السويس وما بينهما، بما هي الضفة الشرقية لقناة السويس، وأهميتها الدولية. وثمّة سيناء غزّة، مِن رفح إلى كرم أبي سالم. وثمّة سيناء الحدود مع الدولة العبرية، مِن كرم أبي سالم إلى «إيلات..». وثمّة سيناء العقبة، مِن «إيلات..» إلى جزيرة «تيران..»، بما هي الضفة الغربية لخليج العقبة الطويل والخطير. وثمّة سيناء السويس، بما هي الضفة الشرقية لخليج السويس، الذي يُكمل استدارة «شبه الجزيرة التاريخية..»، ليس حول العنق المصريّ فحسب، بل وحول البطن العربي الرَخوِ، تاريخيّاً. ذلك البطن، الذي تمّ شَدّه وتحزيمه، منذ أكثر من ثلاثة عقود، بأحزمةٍ أمنية وعسكرية، دولية (إقرأ؛ أميركية) وإسرائيلية، لا تُتيح للطيور حتى حريّة ممارسة البحث عن أرزاقها..!
وعلى الرغم من زخم الأحداث وغليانها، في القارّة العربية، التي تعيش مخاضها التاريخيّ الصعب، فإنّ الشأن المصري، وخصوصاً سيناء، يواصل تصدّر المشهد العربي، بين الفينة والأخرى. لا لشيء، إلا لأنّ بعض تلك التفاصيل لها أهميتها وتأثيرها العربيّان، ناهيكَ عن الأهميّة القومية لبعضها، أو قل كونها مِن مكوّنات الأمن القومي العربي الأساسية. ما يؤكّد تسامي موضوع سيناء، وارتقائه مِن شأنٍ مصري إلى شأنٍ عربي.
لم يعد سرّاً القول بأنّ معظم أجهزة استخبارات العالم، دوليّة وإقليميّة ومحليّة، بما في ذلك عصابات وجماعات وقوى سياسيّة، لَها حضور كثيف في سيناء وجوارها، ومنذ عقود، وهي على صلة، بشكل أو بآخر، بتطوّرات القضيّة الفلسطينيّة، التي باتت ملعباً لكثيرين.
واليوم، في سيناء تحديداً، أي في البطن العربي الرَخو، ثمّة أحدٌ عربيّ محليّ اختار، في مغامرة هي أقرب إلى المقامرة، أن تكون سيناء ملعباً ما تحتمله الصراعات الداخليّة العربية على السلطة من احتمالات.
وبعيداً عن ثرثرة العناوين المُعَمّمة، الإسلاميّة والجهاديّة وغيرها، فيما يجري في سيناء الآن، فإنّ المقامرة بتحويل سيناء إلى ساحة حرب مفتوحة، هو استراتيجيّاً؛ تآكلٌ وانهاكٌ لفكرة تماسك الدولة المصريّة أوّلاً، وجرأةٌ داخليّة غير مسبوقة، في تهشيم فكرة وجود سيناء الاستراتيجية، كعنصرٍ أساسيّ، فيما تبقّى من أمن قوميّ عربيّ، تمهيداً لما هو أخطر..!؟
[/rtl]






عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في السبت 14 فبراير 2015, 12:17 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

سِيناءُ؛ البَطْنُ العربيُّ الرَخو..!؟  محمد رفيع Empty
مُساهمةموضوع: رد: سِيناءُ؛ البَطْنُ العربيُّ الرَخو..!؟ محمد رفيع   سِيناءُ؛ البَطْنُ العربيُّ الرَخو..!؟  محمد رفيع Emptyالسبت 14 فبراير 2015, 12:12 am

.. حينَ يكونُ «الصهيونيُّ فلسطينيّاً»..!؟
محمد رفيع


 (لو كُنتُ فلسطينياً لَتعلّمتُ من بن غوريون، وقبلتُ ما يُعطى لي)..!؟، وماذا بعدُ أيضاً..؟
- (لَوافقتُ على الاعتراف بإسرائيل كدولة القومية للشعب اليهودي)..؟
- (ولَتخلّيتُ عن حقّ العودة الوهميّ)..!؟
- (ولَتمسّكتُ دوماً بقوّة عظمى استندُ إليها في مطالباتي الشرعية)..!؟
هذا ما كتبه (زئيف شترنهل)، في صحيفة (هآرتس) الصهيونيّة، مؤخّراً، تحت عنوان؛ (لَو كُنتُ فلسطينياً). ولكن مَن هو (زئيف شترنهل)، الذي يقدّم النصيحة لعدوّه التاريخي ونقيضه الوجوديّ..؟
البعضُ يسميّه (المفكر الصهيوني). أمّا هو، فيُلقّبُ نفسَه بـ(كاتب _ صهيوني). وفي سيرته الذاتيّة، أنّه؛ ضابطٌ سابقٌ في الجيش الإسرائيلي؛ قاتَلَ في ثلاثة حروب خاضتها الدولة العبريّة. أمّا حاليّاً، فهو بروفسور، ومؤرّخ، وخبير دوليّ في العلوم السياسية، وحائز على جائزة إسرائيل في العلوم السياسية. إلى هنا والأمور تقليديّة في سيرة النابهين من عناصر (جيش الدفاع الإسرائيليّ..!)، بعد الخدمة العسكريّة.
قبل سبع سنوات، أُصيبَ المفكّر الصهيونيّ اليساريّ جراء عبوّة ناسفة، وُضعت عند بوابة بيته. لم يَعرف أحدٌ هويّة المسؤول عن هذا العمل بعد، غير أنّ كل الأدلّة تشير إلى أنّه من نوعيّة الذين اغتالوا إسحق رابين، رئيس وزراء حكومة العدوّ الأسبق. بمعنى الجهات الأكثر تطرّفاً في مجمّع الاستيطان الصهيونيّ الأكبر، الذين يعتبرون أنفسهم الأكثر حرصاً ومعرفة بمصالح دولة العدوان.
قبل محاولة الاغتيال، كانت آراء الكاتب الصهيونيّ اليساريّ (زئيف شترنهل) مختلفة نسبيّاً. إذ كان يعتقد؛ (أنّ الاحتلال سرطانٌ يلتهم النفسَ الإسرائيلية)، ولهذا، فهو (يخشى من ألّا تتمكّن إسرائيل من البقاء)، ما يعني القلق (من أن لا يتمكّن أولاده وأحفاده من العيش هنا). وصرّح: (بأنّ على الفلسطينيين أن يهاجموا فقط الإسرائيليين، الذين يقطنون في الضفّة الغربية وليس داخل الخط الأخضر). كما عبّر عن (تضامنه مع الكفاح الفلسطيني). بل هو مَن أعلَن أنّه: (لا تُمكن معانقة المحتلّ ومقاومة الاحتلال) في الوقت نفسه. ووصلَ إلى حدّ القول: بأنّ (اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل يعني إقرار بهزيمتهم التاريخية وتبخّر قضيتهم).
فما الذي تغيّر اليوم، كيّ يتقدّم الرجلُ بنصائحه إلى الفلسطينيّين، طالباً منهم الاقتداء باليهود، في عرضٍ تاريخيّ طويل، مليء بالمغالطات التاريخيّة..؟! وداعياً الفلسطينيّين إلى نسيان حقّ عودتهم إلى ديارهم، ومعتبراً إيّاهم؛ بأنّهم (.. عندما يحلم الفلسطينيون بقراهم التي لم تعد، فذلك من أجل إقناع أنفسهم بأنّ حياتهم لم تنتهِ. دعوهم يبنون لأنفسهم حياة حقيقية وسينسون الأساطير).
لا شيىء تغيّر على الرجل سوى محاولة الاغتيال، التي يبدو أنّها أعادت الصفة الصهيونيّة، في سيرته، إلى أصالتها، ومن دون إضافات زائفة، ولا معنى لها. صهيونيّةٌ هي في جوهرها؛ حركة استعمارية أنتجت دولة استعمارية (إسرائيل). وهي حركة استعمارية في غايتها وفي معانيها ومضامينها. ذلك أنّها مشروع استعماري متواصلٌ ومستمرٌّ، يستهدف الاستقرار في جزء من المشرق العربي، بإزاحة ونفي السكّان الأصليين، من خلال الطرد التدريجي الفردي والجماعي والتطهير العرقي.
أمّا شعارات ومفاهيم (التهويد) و(الدولة اليهودية) و(أرض إسرائيل)، فهي ليست مفاهيم ثقافية، وإنّما هي مشروع ديمغرافي يعني؛ طمس فلسطين العربية، وخفض عدد السكّان غير اليهود فيها إلى أقصى حد ممكن. وشعارات (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)، و(تحرير الأرض)، و(العمل اليهودي) و(المنتجات اليهودية)، التي رافقت تأسيس المشروع الصهيوني في فلسطين، خير شاهد على ذلك. كما أنّ وجود (دولة يهودية)، في فلسطين والمنطقة العربية بل والعالم المعاصر، يعني أن تكون في حرب دائمة مع كلّ شيء غير يهودي، من الناحية الديمغرافية والثقافية، وهي حرب عنصرية دائمة. ففي كلّ أدبيات وخطاب (دولة إسرائيل)، تتجلّى العنصرية الحديثة، بما هي اتجاه لـ(تجاهل/ ورفض الآخر) وصولاً إلى نفيه من الوجود الزماني والمكاني. وبهذا المعنى، تكون الحركة الصهيونية حركةً عنصرية تقوم على إنكار إنسانية الإنسان.
فأيّ مفارقة إنسانيّة، تلك التي تحدث، عندما يتقمّص (الصهيونيُّ) جَسَدَ ووعيّ ضحيّته، متسائلاً:
(لَو كُنتُ فلسطينيّاً)..!؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

سِيناءُ؛ البَطْنُ العربيُّ الرَخو..!؟  محمد رفيع Empty
مُساهمةموضوع: رد: سِيناءُ؛ البَطْنُ العربيُّ الرَخو..!؟ محمد رفيع   سِيناءُ؛ البَطْنُ العربيُّ الرَخو..!؟  محمد رفيع Emptyالسبت 14 فبراير 2015, 12:15 am

صراع الوحوشِ على الغنائم..!؟
محمد رفيع


الصراع المعقد، المحتدم الآن، هو في جوهره، صراعٌ على الشعوب العربية ومصائرها، سواء مِن قبل أنظمة العَسْفِ والطغيان، أو مِن قِبَل القوى الخارجية. أما المعارضات العربية، فقد «تَرَبّعت..»، منذ زمن، في أسواق النخاسة الإقليميّة والدوليّة، بكلّ ما يُباع فيها، مِن «سَقَط الفِعل والوسائل والرؤى»..
فالثمن البشريّ الفادح المسفوح في بلادنا، ببؤسٍ وعجزٍ شَديدين، بعد أن أصبح واقع عربيّاً يوميّاً مُعاشاً، ومتكشّفاً بمرارته يوماً بعد آخر، يفضح تلك الحقيقة المَريرة وغيرها في عالم العرب؛
إذ لم يعُد أحدٌ يحمي أحداً في أزماننا العربية الراهنة، وها هي التجربة الأوكرانيّة تحثُّ الخُطى، نحو إثبات أنّ تلك الحقيقة تنسحبُ على المشهد الدوليّ الجديد أيضاً. أما الحالمون والمراهنون على «المناعة..»، فلا ضَيْرَ مِن الهَمسِ في أسماعهم؛ بأنّها هي بالذات مصدر «القلق..».
عربيّاً، أكثر ما كرّسته الأعوامُ الأربعة الماضية هو «حقيقة سياسيّة»، هيَ في جوهرها بداهةٌ تاريخيّة، مفادها؛ أنْ «لا أحدَ يحمي أحداً»، لا خارجيّاً ولا داخليّاً. ذلكَ أنّ وسائل القوّة الذاتية، التي يمتلكها أيّ نظام سياسيّ، لا يمكن أن تحمي أصحابها طوال الوقت، ناهيكَ عن صلاحيتها لضمان عودة الأمور إلى ما كانت عليه، بعد أن استعصى على عطّاري الأنظمة إصلاح ما أفسدته دُهورُ الفَسادِ والطغيان والعَسْفِ والاستبداد.
تلكَ الحقيقة البَدَاهة، تجعلُ أنظمتنا السياسيّة العربية، إذاً، تقفُ عاريةً، على قارعة الزمان الجديد. غير أنّ المهمّ هنا هو أنّها ليست وحدها كذلك، فالشعوبُ العربية أيضاً لا أحد يحميها، أمام خياراتها وتحدّيات أقدارها الجديدة. فَمشهدُ أنظمة العرب المتهاوية، الذي أخَذَ شكلَ المأساة الإغريقيّة، بعد أعوام «الربيع» العتيد، ما يزال ماثلاً في البصائر والوجدان. فأثناء الاختبار، والتحوّل التدريجي، الذي خاضته، في البحث عن خيارات خلاصها، أو إعادة إنتاج وجودها وتأبيده، مارسَت أبشع أنواع العنف والمغامرة والخديعة على شعوبها. فمِن التقتيل المباشر، إلى القتل الجماعيّ، أو بوسائلَ محرّمة، إلى ممارسة أشكالٍ معقّدة، من الدسائس والمؤامرات، التي حاولت إفساد خيارات الراهن والمستقبل على الناس. ولم يتوقّف الأمر عند هذا، بل تعدّاه إلى تشويهٍ وإفشالٍ فعليّ، لمطالب الناس واحتجاجاتهم، عبر دفعها خطواتٍ «فاحشة..»، إلى أمامٍ لم يدخل في خيارات الناس يوماً. لتنقلب الأمور ومفاهيمها بعدها؛ مِن انتفاضاتٍ مشروعةٍ للشعوب إلى فِتنٍ طائفية ومذهبية وإثنية..!؟
مشهدٌ لا يستجلبُ حَسَداً مِن أحد، بقدرِ ما يثير الإشفاق والحزنَ معاً؛ فهو درسٌ للبشريّة في كيفيّة تركيب عناصر فَشَل الشعوب كهدايا مُفخّخة..! فالقوى الدولية، التي تشدّقت طويلاً بحقوق الإنسان، وحماية المدنيين، مارسَت، وما تزال تمارسُ، أطولَ أنواع الفُرجة السياسيّة المجّانيّة، فضلاً عن الابتزاز، السياسيّ والعسكريّ، بكلّ ما رافَقَ ذلك، مِن بشاعة التشنيع في البشر، وتحويلهم إلى حقول اختبار، لأقسى وأقصى، ما حفل به خيالُ السياسة، من تجريب وارتجال وامتهان، لأبسط حقوق البشر في الحياة والكرامة والوجود..! أما إقليميّاً، فَبِالوَهم، جرى تسويقُ حياد الشركاء، الذين تولّوا تنفيذ المهمّات الأبشع والأخطر، وظنّ هؤلاء أنّهم سيكونون أكبر الرابحين. غير أنّ فشلَ المهمّات وأصحابها حَرَمَ التاريخَ مِن رؤيةِ صراعِ الوحوش، الكبرى والمتوسّطة، على الغنائم كيف يكون..!؟.
ذاتَ زَمانٍ مُبكّرٍ فائِت، قال مفكّرٌ عربيٌّ لبنانيٌّ شهيد: «لا فضاءَ لغاربٍ سوى القبر..». وعلى مَن يظنّون أنّهم يجيدون الحساب، عند حافّة الهاوية، استناداً إلى خبرات «لَهْوٍ مُقامر»، فَسَيكتشفونَ أنْ ليسَ أمامهم سوى «الصِفْر..»، يُطالِعُهم في مرايا الصباح، وفي كوابيس المساء!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
سِيناءُ؛ البَطْنُ العربيُّ الرَخو..!؟ محمد رفيع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: