تعدد الزوجات.. هل يحل مشكلة العنوسة؟
زادت في الآونة الأخيرة رغبة الرجال في تعدد الزوجات، ومع تشجيع المجتمعات المسلمة على التعدد وتكوين العلاقات بين الرجال الراغبين في التعدد والنساء الراغبات في الزواج من رجلٍ متزوجٍ، أصبح تعدد الزوجات ليس مسلسلاً بطولياً فحسب كما في مسلسل الحاج متولي، بل الحل الأمثل للقضاء على العنوسة التي يعانيها المجتمع، إن الاتجاه لتطبيق التعدد ليس أمراً سهلاً، كما أنه ليست كل امرأة ترضى أن يتزوج عليها زوجها، ومن جهةً أخرى لم يَعُد تعدد الزوجات مسألة مرفوضة تمامًا ولا مقبولة تمامًا، وإنما الرفض هو الغالب على التقبل، وحول التعدد نشرت الكاتبة خولة الصومالي مقالة أوردت فيما ما جاء بشأن التعدد في الإسلام وأوضحت أنه في كتاب الله العزي، مصداقاً لقوله تعالى: (وإن خفتم ألا تُقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا) فهذا نص في إباحة التعدد فقد أفادت الآية الكريمة إباحته، فللرجل في شريعة الإسلام أن يتزوج واحدة أو اثنتين أو ثلاثاً أو أربعاً، ولا يجوز له الزيادة على الأربع، وبهذا قال المفسرون والفقهاء، وأجمع عليه المسلمون ولا خلاف فيه.
ولكن التعدد له شروط يجب على الرجل الالتزام بها وهي كالآتي:
1. العدل لقوله تعالى: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) هذه الآية الكريمة تفيد بأن العدل شرط لإباحة التعدد، فإذا خاف الرجل من عدم العدل بين زوجاته، كان محظوراً عليه الزواج بأكثر من واحدة، والمقصود بالعدل المطلوب من الرجل لإباحة التعدد له، هو التسوية بين زوجاته، وأولاده في النفقة والكسوة والمبيت ونحو ذلك من الأمور المادية مما يكون في مقدوره واستطاعته، وأما العدل في المحبة فغير مكلفٌ بها، ولا مطالبٌ بها لأنه لا يستطيعها، وهذا هو معنى قوله تعالى: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)، ولكن بعض الرجال إذا اجتمع عندهم أكثر من زوجة ينحاز إلى واحدة ويهمل الأخرى، وهذا الصنف من الرجال يأتي يوم القيامة بحال جاء وصفه في الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل.
2. .القدرة على الإنفاق على الزوجات: والدليل على هذا الشرط قوله تعالى: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله) فقد أمر الله في هذه الآية الكريمة من يقدر على النكاح ولا يجده بأن يستعفف، ومن وجوه تعذر النكاح: من لا يجد ما ينكح به من مهر، ولا قدرة له على الإنفاق على زوجته.
إن المشكلات الاجتماعية تعيق الكثير من الشباب المسلم عن الزواج, حيث أن الشخص يكد ويكدح للبحث عن عمل وإذا وجد عملا يكون براتب زهيد يتطلب الاشتراك مع أخيه أو أخته في تكاليف وأعباء الحياة في معظم الدول، و قد تكون الهجرة إلى الدول الغربية للبحث عن العمل حلا لبعض الأشخاص رغم خطورتها.
ثم استعرضت الكاتبة أهم فوائد التعدد في الزوجات، وإليكم أبرزها:
- التعدد سببٌ لتكثير الأمة، ومعلوم أنه لا تحصل الكثرة إلا بالزواج، وما يحصل من كثرة النسل من جراء تعدد الزوجات أكثر مما يحصل بزوجة واحدة .
- تبين من خلال الإحصائيات أن عدد النساء أكثر من الرجال، فلو أن كل رجل تزوج امرأةً واحدة فهذا يعني أن من النساء من ستبقى بلا زوج وقد يلحقها الانحراف والضياع إلا من رحم ربك، مما يعود بالضرر عليها وعلى المجتمع.
- من الرجال من يكون قوي الشهوة، ولا تكفيه امرأة واحدة، ولو سُدَّ الباب عليه وقيل له لا يُسمح لك إلا بامرأة واحدة لوقع في المشقة الشديدة، وربما صرف شهوته بطريقة محرمة .
- قد تكون الزوجة عقيمة أو لا تفي بحاجة الزوج أو لا يمكن معاشرتها لمرضها، والزوج يتطلع إلى الذرية وهو تطلع مشروع، ويريد ممارسة الحياة الزوجية الجنسية وهو شيء مباح، ولا سبيل إلا بالزواج بأخرى.
- وقد تكون المرأة من أقارب الرجل ولا معيل لها، وهي غير متزوجة، أو أرملة مات عنا زوجها، ويرى هذا الرجل أن من أحسن الإحسان لها أن يضمها إلى بيته زوجة مع زوجته الأولى، فيجمع لها بين الإعفاف والإنفاق عليها، وهذا خير لها من تركها وحيدة ويكتفي بالإنفاق عليها .
أما عن مشكلات التعدد فقد أوردت الآتي:
ولكن تعدد الزوجات في بعض الأحيان قد يثير بعض المشكلات ومنها:
• قد يميل الزوج إلى الزوجة الجديدة، ويقدم لها كل حبه واهتمامه ويهمل الأخرى ولا يسأل عنها؛ بل يتجاهلها دون أن يفكر في حاجتها إليه وحاجة أطفاله لوجوده ولرعايته لهم.
• التعدد سينجم عنه مشكلة أكبر وهي الطلاق؛ وذلك لأن الكثير من الزوجات لن تقبل بوجود امرأة أخرى في حياة زوجها!.
• إن في تعدد الزوجات وجود الضرائر في البيت الواحد، وما ينشأ عن ذلك من منافسات وعداوات بين الضرائر تنعكس على من في البيت من زوج وأولاد وغيرهم، ولا سبيل إلى منعه إلا بمنع تعدد الزوجات .