[rtl]
في ذكرى التأسيس.. إضاءة على تاريخ الجماعة[/rtl]
[rtl]التاريخ:2/12/2017 - [/rtl]
عمان – ربى كراسنة
لا يعرف تاريخ الدولة الأردنية، من لم تمر عليه، وهو يقرأ صفحاته، الفصول التي تتحدث عن ارتباط تاريخجماعة الإخوان المسلمين مع الأردن إمارة والأردن مملكة.
هذا الشهر صادف ذكرى تأسيس الجماعة. تأسيس جرى بعده ماء كثير، إلا أنه كان ماء حرص على الدوام على أن يضع "الأردن" ومصالحه على رأس الأولويات.
لم تتوقف عند مراحل التأسيس فقط، بل امتدت طوال عقود، بدأت مع الرسالة التي حملها مبعوثا مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا إلى الملك المؤسس المغفور له عبدالله الأول، بتاريخ ١٩ / ١١ / ١٩٤٥م ثم لم تنقطع.
لم يستقبل الأمير المؤسس مبعوثي حسن البنا فقط؛ بل أصرّ أن يكون هو في افتتاح أول مقر لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن. هنا بدأت جماعة الإخوان المسلمين تسجل نفسها في كتب تاريخ الدولة الأردنية.
ورغم هذا نجحت جماعة الإخوان المسلمين تنظيميًا طوال أكثر من سبعين عقدا في ترجمة حركتها في المجتمع الأردني باعتبار نفسها تنظيما أردنيا صرفا له خصوصيته، كما لفروع الإخوان في الدول العربية الأخرى خصوصيتها. وسمح النهج الذي تقوم عليه "الدعوة" في تعزيز تلك الخصوصيات والبناء عليها، بل والاستفادة منها. على أن هذا ليس كل شيء.
الدعوة الإسلامية
معروف أن لجماعة الإخوان المسلمين جناحين، طالما ارتكزت عليهما في عملها العام: الجناح التنظيمي، والجناح الدعوي. وبينما كان للجناح التنظيمي خصوصيته التي تتعلق بخصوصية كل مجتمع حاضن له، فإن الجناح الدعوي بني استنادا إلى الدعوة الإسلامية نفسها.
والجماعة في ذلك لم تكن غريبة. فقد ظهرت في المنطقة طوال القرن العشرين تيارات عبرت عنها تنظيمات، سواء قومية أو يسارية، كانت على الدوام واحدة في المنهاج، لكن ذات خصوصية محلية تنظيما. وإن كانت بعض الحقب الزمنية قد سمحت للتنظيمات الأردنية بالارتباط حتى في الجانب التنظيمي، بعضها ببعض. لكن كل هذا أردنيا اختلف في حقبة ترخيص الأحزاب.
لقد انتشرت الأحزاب ذات الصبغة القومية في أرجاء الوطن العربي وارتبطت بعلاقات قوية بعضها ببعض، وكذلك يمكن سحب ما جرى للأحزاب اليسارية. وهذا تماما ما جرى للجماعة وإخوتها الفروع الأخرى في الدول العربية.
الجماعة والدولة
فهل كان للتاريخ العريض بين الجماعة والدولة معنى في علاقة الإخوان مع الحكومات المتعاقبة منذ أن قرر رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت وضع يد الحكومة على جمعية المركز الإسلامي؛ ليبدأ لاحقا وبصورة تدريجية رسم وجه جديد للعلاقة بين التنظيم و"الرسمي"؟
من يعرف الإخوان المسلمين يدرك أنهم أوسع من مجرد تنظيم سياسي، استطاع تحقيق انتشار واسع في الشارع العربي.
تدرك الدولة هذا، وتدرك معه أن قوة جماعة الإخوان لم تأت من تنظيمها الحزبي داخل المجتمع الأردني، بل أيضا من فكرتها التي نهضت بها. وكأن الجماعة كانت على الدوام رحمًا سياسيًا لكل أفكار الإسلام السياسي.
مبكرا، نهضت جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة بما سيعرف لاحقا بالإسلام السياسي، حتى عرفت الجماعة به وعرف بها. وهو ما سمح للإخوان بالتمدد، والاتساع بصورة مستمرة. لهذا لم يكن ينظر إلى قوة الإخواناستنادا إلى أعداد كوادرهم التنظيمية؛ بل إلى مستوى انتشار دعوتهم في المجتمع.
سر قوة التنظيم
من هنا يأتي سر قوة التنظيم، وسرعة استجابة المجتمعات العربية للأفكار التي يطرحها. فالإخوان تنظيم سياسي مبني أولا على فكرة دعوية نهضت بها الأمة. فيما كانت فرادة الجماعة هي في التقاطها في لحظة تاريخية خلت فيها الساحة من الناهضين الإسلاميين.
بعيدا عن الخطاب الإعلامي للأنظمة، لم تسجل على الجماعة أنها كانت من الجماعات التي تتبنى العنف في فكرتها سواء الدعوية أو التنظيمية، بل إن من الملاحظات التي يأخذها "الإسلاميون" عليها هذا الأمر، على أن الجماعة واصلت مبدأها السلمي الذي كان أحد أخطر اختباراته الثورة المصرية التي راح شعار "سلميتنا اقوى من الرصاص" يطوف في العالم العربي نظرية وتطبيقًا. نجحت الجماعة في الامتحان.
مجددا. هل كان لكل ذلك معنى في عقل الحكومات المتعاقبة، منذ أن قرر رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت وضع يد الحكومة على جمعية المركز الاسلامي، ليبدأ لاحقا وبصورة تدريجية رسم وجه جديد للعلاقة بين التنظيم و"الرسمي"؟
(البوصلة)