الاستقطاب عند الطفل

الاستقطاب عند الطفل

هاشم سلامة - مثلما يتقمص الطفل طبقته الاجتماعية، ويتعلم عاداته وسلوكه منها، فانه يتعلم ايضاً تقمص الجماعات الثقافية التي ينتمي اليها سواء كانت سلالية او دينية او عرقية، ومن الدراسات التي اجريت في هذا المجال، تبين ان تحيز الطفل نحو سلالة او جماعة عرقية يعتمد على عدة عوامل منها :
يعتمد التحيز العرقي على اسلوب التنشئة الاجتماعية، ولا ينبني على الخبرات الذاتية للأطفال، لذلك يتعلم الاطفال من الكبار بطريقة مباشرة او غير مباشرة التحيز نحو جنس او فئة معينة.
و يعتمد التعصب السلالي على تكوين شخصية الطفل العامة نحو التحيز.
و الاتجاهات الوالدية المتسلطة والتأديبية تلعب دوراً في تحيز الاطفال.
وينشأ التحيز عند الاطفال بشكل تدريجي، ويصبح راسخاً لديهم خلال سني المدرسة، ثم يزداد تطابقه مع انماط التعصب عند الراشدين، وقد يتقمص الاطفال تحيز الافراد الذين يتقمصون شخصياتهم من الآباء والرفاق والجماعات الاجتماعية المختلفة، فيصبح ابن المتعصب متعصباً مثله، بينما ابناء المتسامحين يكتسبون اتجاهات ديمقراطية غير متعصبة. ومن اشهر الدراسات التي اجريت في هذا المجال دراسة قام بها الاختصاصيان الاجتماعيان الاميركيان فرانكل وبرونزويك والتي هدفت الى معرفة محددات التعصب والسلوك الديمقراطي من جهة واثبات ان التعصب السلالي يرتبط بتركيب الشخصية، وقد شملت الدراسة 1500 طفل تراوحت اعمارهم بين 11-16 سنة من اليهود والزنوج واليابانيين والمكسيكيين، ونفذّت الدراسة على مرحلتين، في الاولى تم فصل الاطفال المتعصبين عن الاطفال المتسامحين، ودرست صفات شخصياتهم فتبين ان سمات المتعصبين هي:
1- الخوف من الآخرين 2- عدم الثقة بالآخرين 3- نقص الثقة بالنفس 4- مشاعر الاثم والقلق 5- عدم الشعور بالأمان 6- كراهية الناس الضعفاء 7- السخرية من الآخرين.
بينما كانت سمات الاطفال المتسامحين:
1- الصراحة في التعامل 2- الميل الى مخالطة الآخرين وعدم الخوف منهم 3- ثقة عالية بالنفس 4- شعور بالاطمئنان والأمان 5- حب الناس الضعفاء والعطف عليهم 6- تقدير واحترام الآخرين 7- الميل الى السلوك الديمقراطي في التعامل مع الآخرين.

[size=18][[/size]font=Arial Black]
[/font]