ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: سوق الحمام.. ذكريات مازالت تروي نفسها للناس الأربعاء 11 مارس 2015, 1:58 am | |
|
[rtl]سوق الحمام.. ذكريات مازالت تروي نفسها للناس[/rtl]
[rtl]
[/rtl] سوق السكافية في شارع الحمام عدسة: محمد القرالة
[rtl]
وليد سليمان
في لقاءات سابقة مع الباحث «درويش الكاشف « تحدث لأبواب الرأي عن حمام السلط الشعبي التاريخي , ثم عن وكالة السكر القديمة .. واستكمالاً لتلك المواضيع التراثية من تاريخ مدينة السلط العابقة بتراثها الاصيل يستعرض لنا في هذا اللقاء عما يعرفه عن سوق او شارع الحمام الشهير زينة الوسط التجاري للسلط قديماً وحتى الآن بعد ان تم ترميمه وتجديده مؤخراً قبل عدة سنوات . يقول الباحث الشعبي الكاشف : إن شارع الحمّام قد اكتسب اسمه من الحمّام سابقاً وقد ظل محافظاً على ملامحه الشعبية الشرقية العربية القديمة , وإن اختلفت الصورة بعض الشئ, الاّ أنه ما زال ينبض بالحيوية ويعج بالنشاط , وهو في حركة تجارية دائمة .. نتنسم فيه عبق التاريخ ونفحات الماضي العريق..حيث يُضاء بالقناديل الجميلة ليلاً , ويزدحم في أيام الأعياد والمناسبات. وقد جاء الطراز المعماري فيه بشكل طولي ومستقيم.. تصطف الدكاكين والمحال التجارية المختلفة على جانبي السوق ويمتد من ساحة العين أو وسط البلد وينتهي بمشارف شارع الميدان - احد الشوارع الرئيسة في المدينة - . يبلغ طول شارع الحمام حوالي (330) متراً ومتوسط عرضة 4 - 8 أمتار. ويُقدر عدد الدكاكين والمحال التجارية في كلا الجانبين بحوالي (177) . وتعلو هذه الدكاكين بيوت سكينة , والتي اصبحت اليوم مبانٍ تراثية لا يُسمح بهدمها او العبث بها. ويُعد شارع الحمام اليوم جزءًا من مسار السلط التراثي . جميع البيوت والمحال التجارية بُنيت من الحجر الاصفر الذي تتميز به مدينة السلط , وجاء طرازها المعماري على شكل عقود متقاطعة ونوافذها على شكل أقواس والتي تستند على جدران سميكة . أرضيات الشارع مُبلطة بالبلاط الحجري الصلب , وهو ممر للمشاة فقط ولا يسمح بمرور المركبات فيه . ويُقسم الشارع الى قسمين : علوي وسفلي ويتوسطهما مدخل .
مداخل شارع الحمام 1. البوابة الرئيسية: كان لهذا الشارع / السوق بوّابة ضخمة قبالة عيون الماء وعلى مقربة من ساحة العين , وهي على شكل عَقدة حجرية قوسية , وكان لها ابواب تفتح عند الفجر وتغلق عند الغروب وعلى غرار أبواب المدن الكبرى في بلاد الشام , وقد هدمت هذه العقدة في أواخر الأربعينات من القرن الماضي لغايات التوسعة. 2. مدخل شارع الميدان : والذي يُؤدي مباشرة الى القسم السفلي. 3. المدخل الأوسط: والذي يفصل القسم العلوي عن السفلي , ويُقال أنه كان هناك بوابة حديدية كبيرة كانت تفتح وتغلق مع البوابة الرئيسة في وقت واحد. كما كان للشارع/ السوق حراس ليليين. 4. مدخل سوق الإسكافية: يمكن الوصول الى شارع الحمّام من سوق الإسكافية عن طريق مدخلين: الأول درج منحدر طويل قبالة درج العطيات يتفرع منه درج صغير يؤديان الى الجامع الصغير , ودرج آخر بمحاذاة بيت ابو نوار يُوصل الى مضافة آل النابلسي والتي تُشرف مباشرة على السوق.
العائلات في شارع الحمّام تعاقبت على السكن والإقامة في البيوت الواقعة في شارع الحمّام عائلات كثيرة قديماً وحديثاً , وغالبيتها انتقلت الى عمان ومدن اخرى أو الى بيوت تملكوها في الأحياء الجديدة للمدينة , والقليل منها ما زالت تقيم في البيوت القديمة. وقبل سنوات أُنشئت عمارات تعلوها بيوت سكنية في آخر القسم السفلي بإتجاه شارع الميدان , وتضم هذه الأبنية محال تجارية وبنك الإسكان والبنك العربي ومؤسسة الإقراض الزراعي. ودرويش الكاشف مازالت ذاكرته تحتفظ بقسم كبير من أسماء هذه العائلات التي أقامت في هذا الشارع , وذكر لنا منها مثلاً: القطيشات ( عبدالرزاق الحاج سالم ) , النابلسي, طوقان, المفلح, الفيّاض, أبو العوف, عصفور, الأدهم, ابو نوار, نوّار, البسطامي, بدران, عمرو, مهيار, المجالي, الرواشدة, الشريف, قاقيش, أبو سليم, الشنقيطي, باكير, الكاشف, الحمصي, الصالحي, غبّون, أبو دّريع, عاشور, الفار, جدعون, الحسين, فرحان, فشحو, النجّار, شرف, تفاحة, الرشدان, الفاعوري, أبو سلطي, خشمان, الخليلي, حدّاد, الكيلاني, الواكد, الجدوع, أبو البصل, الزعبي, الراعي, الغلاييني, غيث, السعد, الفاخوري, العطيات, الخلايلة, الحنبلي, المساعدة, النجداوي, الوشاح والقدومي...الخ .
صناعات ومهن سوق الحمام 1. مصنع الفخّار (الفاخورة) : وكان موقعه مقابل الجامع الصغير. 2. معصرة لعصر السمسم: وذلك لاستخراج الطحينة وزيت السيرج , وكان موقعها في القسم العلوي وفي الطابق الارضي لمضافة آل النابلسي , ولم تستمر طويلاً لأكثر من عام . 3. صناعة سروج الخيل : وهو مشغل سروج الخيل الجلدية , وكان موقعه قرب المسجد الصغير. 4. صناعة البرادع : وهي (حلوس) الدواب التي تصنع من القش والخيش , وكان لها دكاكين في القسم السفلي. 5. صناعة السلال : وكانت دكان بجانب الجامع الصغير لصنع السلال وزماميرالاطفال والشبابة (الناي) وتُصنّع جميعها من مادة القصب التي تشتهر بها منطقة وادي شعيب. 6. خان الشامي : وكان موقعة في القسم السفلي تحت بيت داود تفاحة وهو موقف للخيول والدواب , وكانت تُقدم فيه الخدمات البيطرية وحذو الخيول والدواب, وكان في المدينة خانات اخرى. 7. مشغل حدادة : كان مقابل الجامع الصغير لتصنيع مستلزمات الحراثة, وكان في المدينة مشاغل اخرى وبقي منها واحدة. 8. تبييض النحاس : وكان موقع هذا المحل في عمارة آل حداد مقابل بنك الاسكان حالياً , وهي عملية طلاء الاواني النحاسية بمادة القصدير. 9. صناعة العصي : وكان هذا المحل بجانب محل تبييض النحاس , وكان يصنع العصي العادية والعصي ذات الرؤوس المكوّرة والتي تسمى البسطون أوالقنوة. 10. تنجيد المفروشات الصوفية والقطنية : وكانت في القسم السفلي من شارع الحمام . هذا , وكانت في السلط مهن وصناعات قديمة وفي اماكن أخرى من المدينة, ومنها : عصر الزيتون بالطريقة البدائية , بيوت الشعر , البُسط , صبغ خيوط النسيج, الاحذية (في سوق الاسكافية) , مطاحن القمح (بقي منها واحدة) , المحاجر والمرامل , تصليح البنادق , دباغة الجلود , انتاج الغلايين , الكتّاب (الكتاتيب) , الدلالة , رعي الغنم , حراثة الارض, إضاءة مصابيح الشوارع, تشغيل مدفع رمضان, السقاية, البناء, دق الحجارة ونقشها, الحلاقة, السمكرة, الحدادة, النجارة, التحطيب, تصنيع الفحم, تصنيع السماق, تصنيع الزبيب, صناعة الأختام وإنتاج التبغ. و الصناعات والمهن السابقة تلاشى أو تطور بعضها , ولم يبقَ منها الاّ القليل , ولقد كانت تلبي متطلبات تلك الفترة القديمة .
الحركة التجارية في السلط شهد شارع الحمّام – منذ القديم – حركة تجارية نشطة , فكان فيه تجار جملة ومفرق. حيث شكلت مدينة السلط – في فترة ازدهارها التجاري والمعماري – مركز جذب سكاني نظراً لعوامل عديدة وهي خصوبة أراضيها وتوافر مياهها واعتدال الطقس فيها وموقعها المتوسط , وفوق هذا وذاك كله حُسن التعامل والمعاملة وطيبة وكرم أهلها. وكانت المدينة تتعاطى في أسواقها ومنها سوق الحمّام بيع وشراء ما يلي: المنتوجات الزراعية والحيوانية وأدوات المزارعين ومستلزمات الخيل والقماش والألبسة وخياطتها والبقالة ( السمانة ) والخضروات والفواكه وتصنيع الأحذية والعطارة والعطور ومنتجات الألبان البلدية والتبغ والملح الخشن والحبوب بأنواعها والمواشي وأصوافها والجلود والتنجيد والأدوات النحاسية والمنزلية. فضلاً عن محال الحلويات الشعبية والمخابز والمطاعم والملاحم .. وغيرها. ولقد كان الإستيراد يتم عن طريق نابلس ويافا وحيفا , وكان التجار يستوردون الشاي من سيلان والكاز ( الكيروسين ) من رومانيا عن طريق تجار ( وكلاء ) لشركة شل للبترول العالمية والأرز من مصر والقماش والملابس والنحاسيات من سوريا ولبنان وأدوات ومواد البناء والحمضيات والصابون والمواد الغذائية من فلسطين والتمور من العراق. وكان يُصدّر الى فلسطين الحبوب والمواشي والأغنام وأصوافها والتبغ والزبيب ومنتجات الألبان البلدية .. وغيرها. ويُروى أن أحد تجار السلط كانت ترد اليه الحبوب محمّلة على الجمال وكانت هذه القافلة تمتد من مخفر البياضة ( مدخل المدينة ) الى شارع الحمّام. ويُروى أيضاً أن أحد التجار كانت ترد اليه البضاعة في الشاحنة ويتم بيعها على ( ظهر السيارة ) قبل تفريغها في المحل. وهذا دليل على انتعاش الحركة التجارية في المدينة في فترة ازدهارها حيث كانت تحتوي على (40) دكان عام 1871م. وقد تأسست في السلط أول غرفة تجارية عام 1883م وهي الأولى في الأردن أيضاً. وفي عام 1875م كانت قد تشكلت في قضاء السلط محكمة تجارية. أما صورة اليوم في شارع الحمّام , وإن اختلفت قليلاً عن الأمس , فإنّ الطراز المعماري والطابع التاريخي لهذا الشارع لم يتغير مع الأيام. وتتجه النيّة لدى الجهات المختصة لتأهيله بحيث يُصبح سوقاً وشارعاً سياحياً على غرار الأسواق التراثية في المدن العريقة.
ذاكرة الأماكن ومن ذاكرة الزمان والمكان أستعرض هذه الوقفات في هذا الشارع وهي: 1- الجامع الصغير: بُوشر في بنائه بتاريخ 7/4/1906 وانتهت عمارته في 31/3/1907. وأشرف على انشائه قاضي السلط الشرعي وقتئذ الشيخ مطيع الأسير – رحمه الله -. يتكون بناء المسجد من طابقين , يقع الطابق الأول على منسوب منخفض عن شارع الحمّام وعلى الشارع الخلفي ويضم دورة للمياه و (3) مخازن تجارية. أما الطابق الثاني وهو المُصلّى فيقع على منسوب شارع الحمّام , وقد الحقت به (6) محال تجارية. وللمسجد ساحة خارجية تتوسطها بركة ماء حجرية تُستعمل للوضوء. ويُعدّ هذا المسجد معلماً دينياً بارزاً في المدينة بعد المسجد الكبير. 2- كنيسة اللاتين: تم بناء الكنيسة على الطراز الإيطالي بين عامي 1893 – 1896 وتُعدّ الأولى لأبناء طائفة اللاتين في الأردن. وتقع بمحاذاة شارع الحمّام ولها عدد من الدكاكين تعلوها بيوت سكنية في القسم العلوي من شارع الحمّام. وللكنيسة مدرسة لعبت دوراً كبيراً في نشر التعليم واللغات الأجنبية بين السكان. 3- مدرسة السلط: أقفلت المدارس بعد العهد العثماني عام 1917 وفي عام 1919 افتتحت في السلط أول مدرسة أولية وكانت في بيت مُستأجر , ثم انتقلت في عدة بيوت اخرى مُستأجرة أيضاً وكان آخرها بيت الحاج فوزي النابلسي وموقعه مقابل المسجد الصغير الى أن انتقلت المدرسة الى موقعها الحالي في التل. وبعبارة اخرى فإنّ مدرسة السلط انتقلت من شارع الحمّام الى التل في يوم 19/9/1925 وكان يوماً مشهوداً في تاريخ مدينة السلط. 4- الحمّام القديم في السلط: أُنشئ بمحاذاة القسم العلوي لشارع الحمّام والذي سُمي هذا الشارع باسمه , والذي توقف عن العمل عام 1927 بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة عام 1927. 5- مطعم ابراهيم العمد: كان موقعه بمحاذاة البوابة الرئيسة لشارع الحمّام وقبالة عيون الماء لذلك كان يُطلق عليه مطعم العمدة. ويعود تاريخ انشاء المطعم الى عام 1918 من قِبل ابراهيم العمد – رحمه الله - وكان يُقدم أكلات (وجبات) الطعام والمشاوي (كباب وشقف) لأهل المدينة , وكان أغلب رواده من الطلبة الضيوف الذين يدرسون في المدرسة ويفدون اليها من كافة أنحاء المدن والقرى. 6- عين الزعطوطة: أو العين الصغرى وكان موقعها في آخر القسم السفلي من شارع الحمّام وتحت بيت داود تفاحة , وكانت مياهها تتدفق بصورة دائمة. وهي العين التي كانت تزود محلة الحارة وحي الميدان بالمياه.
[/rtl] |
|