ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: دلّلي نفسكِ! الأربعاء 18 مارس 2015, 6:54 am | |
| [rtl]دلّلي نفسكِ![/rtl] رنا شاور [rtl]
انتفضت حواسي وأنا أستمع لخبير اجتماعي على محطة فضائية عربيّة. يوصي الخبيربأن تخصّص المرأة المتزوجة ثلاثين بالمئة من وقتها وجهدها لزوجها وأبنائها ومسؤولياتها الأسريّة وتحتفظ بسبعين بالمئة لنفسها وراحة بالها. لم يبد لي الخبير خبيراً بشؤون الأسرة العربية التي ترمي بثقلها بشكل شبه كامل على الأم، وقد حاولت التأكد إن كان مايقوله موجه للمرأة العربية، أو أنها توصيات لا تتعدى حدود المرأة في السويد والنمسا والنرويج.بالله عليكم من سيصدّق هذا الكلام.. أن تمنح الأم ربع حياتها فقط للغير، ونحن الذين اعتدنا أن نحمّلها مالا طاقة لها به!. ثم ترسل لي احداهن عبر الواتس اب مقالة بعنوان «عزيزتي الأم دللي نفسك»، وقد اعتبرتُها مقالة ساخرة جاء فيها: حاولي الاسترخاء والاستماع إلى الموسيقى الهادئة وقومي ببعض التمارين الرياضية، اذهبي إلى مراكز التسوق واشتري أي شيء يسعدك، استخدمي مساحيق التجميل واصبغي شعرك بلون تحبينه، اقرأي كتابك المفضّل واستمتعي!. ياسلام ماأجمل الكلام وأسهله، ونحن اللاهثات في معتركات المنزل ومزاج الزوج ومسؤوليات العمل وطلبات الأبناء التي لا ترحم، ولا أتذكر أننا يوماً كنا أطفالاً بهذا التعقيد والبرامج المليئة والاحتياجات المتكاثرة وقلة الرضا. وأبشّرك عزيزتي الأم بأنّ على غوغل 156 ألف نتيجة بحث تحت جملة «دللي نفسك» أجزم أن مئة ألف منها تدعو الأمهات إلى الاسترخاء وشرب كوب من القهوة مع الصديقات والتمتع ببشرة نضرة مع افضل كريمات الوجه. ملء فراغ، كل مايكتب لإخراج الأمهات من مسؤولياتهن هو ملء فراغ. فالكلام يخجل أمام أمّ تحتاج للوصول إلى عملها ساعات من التنقل بالمواصلات، وأمام أم ترعى طفلاً مريضاً، وأمام أمهات يستيقظن في الخامسة فجراً لإعداد الأبناء إلى المدرسة ثم يعدن في السادسة مساء ليركضن بين طناجر الطبيخ وأقلام الرصاص وحفلات التدريس. وقبل أن يبرز من يقول أنّ على المرأة أن تبقى في بيتها،أود أن أذكر بأن نسبة كاسحة من الأمهات العاملات لا يخرجن للعمل لأرقهنّ بمشاركة المرأة الاقتصادية أو متابعتهنّ لرفع التحفظ عن بنود سيداو، بل يخرجن لأنهن مضطرات لرفع المستوى المعيشي لأسرهن، وأنهن يحلمن بيومٍ يحمل لهن فنجان القهوة الصباحية هادئة دافئة، دون أن تضطر احداهن لدلقها في حلقها سريعاً كي تواصل ركضها اليومي. تتعرض الأمهات للارهاق، يفنين طاقاتهن كي يرضين الجميع مدركات، بالفطرة،بأن تكوني أمّاً فهذا عمل لا يخضع لوجهات النظر أو التوقّف بالبحث عن بدائل. وها نحن أمهات في الأربعينات والخمسينات لا زلنا نلقي بثقلنا على أمهاتنا ونهرع إليهن كلما استحكمت حلقات الحياة. نعم،فالأمهات يحلمن بأن يدللن أنفسهن، لكن وقتاً طويلاً يمر قبل أن يخطر ببال احداهن النظر إلى نفسها في المرآة، أو التوجه للسوق لشراء شيء دون أن يصيبها وخز الضمير بأنّ أبناءها أحقّ. نصيحتي لكِ في عيد الأم: ابتسمي أمام أكوام الجلي والطبيخ، ودللي نفسك بقناع العسل والكيوي وأنت تقنعين ابنك على التركيز في دروسه. دللي نفسك مساءًبقراءة كتابك المفضّل قبل أن يسقط من يدك وأنت تلقين بجسدك المنهك على السّرير. دللي نفسك بمرهم التجاعيد حين تفرّ من عينك دمعة التعب.ماأسهل الكلام.[/rtl] |
|