ماهر أبوطير
شهادة حسن سلوك للفلسطيني!
التاريخ:7/4/2015 - الوقت: 12:35ص
المتاجرة بالقضية الفلسطينية، تجارة رابحة، وما من بلاء حلَّ على الفلسطينيين، مثل بلاء توظيف عنوان قضيتهم في صراعات السلطة العربية، واضطهاد الشعوب.
تحرير فلسطين، عنوان، يتم توظيفه بسوء نية، والذي يريد تحرير فلسطين، يعلن تارة ان الكويت هي البوابة، من اجل تبرير احتلال هذا البلد العربي، وايذاء اهله، والذي يريد اضطهاد شعبه، كما في سورية، يعلن طوال عقود، انه في حرب مواجهة مع الاحتلال، ولابد أن يتم الدوس على الشعب السوري، خلال هذه الرحلة.
الكارثة تكمن هنا، في ان الفلسطيني، يتم ايقاعه برضاه أو قهرا، في كل ازمات العرب، ولدينا في نماذج تجمعات الفلسطينيين في بعض الدول ادلة على ذلك، والمخيمات مثلا، كانت دوما، بؤرا خصبة لهذه التوظيفات.
ما رأيناه مثلا في مخيم اليرموك في دمشق، انموذج، فالفصائل الفلسطينية التي تعمل مع دمشق الرسمية، تزج بالمخيم في محنة جديدة، والفصائل التي تحارب النظام، تعتبر المخيم هدفا لها، ودمشق الرسمية اذ تتلقى صاروخا من داخل المخيم على يد فصيل من هنا او هناك تصب جام غضبها على المخيم، فوق محنة الجوع والتشريد، وكأن الجميع يشتركون في مهمة واحدة، اي محو الفلسطيني في مأمنه، وتوريطه بما ليس له علاقة به.
في زمن صدام حسين، تم تدليل الفلسطينيين، وتم حسابهم على النظام، وغضب اهل الكويت عليهم، باعتبارهم أيدوا احتلال الكويت، فدفع هؤلاء ثمن موقف لبسوه عنوة، مع افعال مئات المقاتلين الفلسطينيين من جبهة التحرير العربية المحسوبة على البعث العراقي، والنتيجة خروج كل الفلسطينيين من الكويت بعد التحرير.
المفارقة ان هؤلاء دفعوا الثمن في الكويت، دون علاقة لهم اساسا بكل القصة، ودفعوا الثمن مجددا في العراق، بعد سقوط نظام صدام حسين، حين تم طردهم ايضا، واضطهادهم باعتبارهم من جماعة الرئيس والعهد البائد.
ليس من مصلحة الفلسطيني اساسا التورط في اي ازمة عربية، ولا الدخول كشريك في اي ازمة، مثلما رأينا في لبنان، غير ان بعض الفصائل المحسوبة على دول، تستدرج كل تجمع فلسطيني نحو مستنقع، فتحل عليه اللعنات، باعتباره منبوذاً يتوجب عقابه على انكار النعمة، وذات الفلسطيني لايريد شيئا من العرب، سوى المأمن والحياة الكريمة.
لكن الجميع يصر على استدراج الفلسطيني، نحو الازمات الحارقة، ولا تعرف حقا، هل هذا استدراج طبيعي، سببه هشاشة التكوين الفلسطيني جراء الهجرات، ام انه دليل على استعداد الفلسطيني للتورط فيما لا يعنيه، ام انه تعبير عن حلم التغيير، او جنوح لتخريب كل الاماكن مثلما ضاعت فلسطين، ثأراً من بقية العرب، ام ان كل الذين يستدرجون التجمعات الفلسطينية في العالم، الى هذه المحارق، يخدمون اسرائيل فقط، بجلب اللعنات على الفلسطينيين في مهاجرهم، ومنافيهم، ومخيماتهم، والاسئلة مفتوحة لمن يعرف الاجابة؟!.
قصة مخيم اليرموك، حلقة في سلسلة طويلة جدا، من استدراج الفلسطيني نحو افران التعذيب العربية، وبحيث تصير النتيجة النهائية: الفلسطيني متهم ومشبوه ومطارد، ومضطر دوما ان يثبت حسن اخلاقه وسلوكه ونيته، وبشكل يومي، ايضاً، وهكذا تجتمع مطارق الاحتلال والعروبة، على ذات الرأس، تحت سؤال يقول:لماذا لم نفلح حتى الآن في تهشيم هذه الكينونة والشخصية؟!.
(الدستور)