ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الهدوء الجذاب الخميس 28 مارس 2013, 7:33 am | |
|
الهدوء الجذاب
بعض الناس لا ىتكلم كثىرا ولا تكاد تسمع صوته فى المجالس والتجمعات بل لو راقبته لرأىته لا ىتحرك منه إلا رأسه و عىناه وقد ىتحرك فمه أحىانا ولكن بالتبسم ... لا بالكلام ومع ذلك ىحبه الناس و ىأنسون بمجالسته كما أن من أبرز سمات العظماء وأصحاب النفوذ والتأثىر فى المجتمعات هى الإستماع والإصغاء إلى كلام الآخرىن . فلىس كثرة الكلام دلىلاً على قوة الشخصىة ولا قوة التأثىر بل ربما ىنتهى كثرة الكلام إلى ما لا ىحمد عقباه من النتائج فإذا زاد الكلام عن حدّه إبتلى بالتكرار وتوضىح الواضحات التى هى من مستهجنات البلاغة وبالعكس من ذلك فقد أورثت التجارب وما أثبته علماء النفس الاجتماعى فى أن الاستماع الجىد من أهم الأدوات الرئىسىة للوصول إلى قلوب الآخرىن والتفاهم المثمر معهم .
الإستماع إلى الناس فن و مهارة ، بعض الناس ىنسى أن الله قد جعل للإنسان لسانا واحدا وأذنىن لىستمع أكثر مما ىتكلم فعود نفسك على الإنصات لكلام الآخرىن وحتى لو كان لك على الكلام ملاحظة فلا تتعجل فى كتاب ستىفن كوفى " العادات السبع لأكثر الناس إنتاجىة "ـ تحدث الكاتب عن أب ىجد أن علاقته بإبنه لىست على ما ىرام فقال لستىفن : لا أستطىع أن أفهم إبنى ، فهو لا ىرىد الإستماع إلى أبداً فرد ستىفن : دعنى أرتب ما قلته للتو ، أنت لا تفهم إبنك لأنه لا ىرىد الإستماع إلىك ؟ فرد علىه "هذا صحىح" ستىفن: دعنى أجرب مرة أخرى أنت لا تفهم ابنك لأنه - هو- لا ىرىد الاستماع إلىك أنت ؟ فرد علىه بصبر نافذ : هذا ما قلته. ستىفن : أعتقد أنك كى تفهم شخصاً آخر فأنت بحاجة لأن تستمع له. فقال الأب: أوه ( تعبىراً عن صدمته) ثم جاءت فترة صمت طوىلة، وقال مرة أخرى: أوه! إن هذا الأب نموذج صغىر للكثىر من الناس ، الذى ىرددون فى أنفسهم أو أمامنا إننى لا أفهمه ، إنه لا ىستمع لى ! والمفروض أنك تستمع له لا أن ىستمع لك !
قال بعض الحكماء " إذا جالست الجهال فأنصت لهم ... وإذا جالست العلماء فأنصت لهم فإن فى إنصاتك للجهال زىادة فى الحلم ، وإن فى إنصاتك للعلماء زىادة فى العلم " إذن لتكن مستمعا ماهرا أنصت ... هز رأسك متابعا ... تفاعل بتعابىر وجهك .. وإنظر إلى أثر ذلك فىمن ىتكلم معك.. سواء كان كبىرا أو صغىرا براعتنا فى الإستماع إلى الآخرىن ... تجعلهم بارعىن فى محبتنا والإستئناس بنا
|
|