ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: كثرة الابناء.. هل هي ضمان لاستقرار الحياة الزوجية ؟ الأربعاء 22 أبريل 2015, 12:25 am | |
| كثرة الابناء.. هل هي ضمان لاستقرار الحياة الزوجية ؟
كثيرة هي الأشياء التي يمكن أن تعتبرها النساء أو الرجال على حد سواء مصدرا للسعادة بالنسبة للحياة الزوجية، بل إنها هي الضامن الرئيسي لهذه الحياة، فهل ياترى كثرة إنجاب الأطفال من ضمن هذه الضمانات؟ هل تعتبر كثرة الأطفال حائلا دون الطلاق؟ إلى أي حد يمكن أن يكون الأبناء حصنا حصينا للعلاقة الزوجية! بالنسبة لي أرى أن كثرة الإنجاب ليست الضامن الرئيسي لاستمرار الزواج، ولكنها أحد الأسباب التي تجعل الزوجين يفكران مائة مرة قبل أخذ قرار الطلاق، أما عندما تكون الأسرة عندها طفل واحد او اثنين، فإن مسألة الانفصال تكون أكثر سهولة، هكذا بادرتنا فاطمة محمود، أم لثلاثة أبناء، وأضافت قائلة:» إن الأبناء أحيانا يكونون السبب في جعل الآباء أكثر حرصا على الحفاظ على الاستقرار الاسري». بالنسبة لسامية ابراهيم موظفة، لم تتزوج بعد تقول :»عندما كنت صغيرة كنت أسمع والدتي تنصح أختي الأكبر مني سنا بأن تنجب أطفالا كثر، من أجل ضمان استمرارية زواجها لأن الرجل على حد قولها لا يلزمه غير الاولاد»، ولكنها تضيف قائلة:» أظن أن الأمر اختلف الآن بالنسبة للعديد من النساء، إن لم تكن كل النساء، لأن الوقت تطور وأصبح هناك وعي بالمسؤولية، واصبحت الأسرة الحديثة لا تتجاوز الخمس اطفال بالكثير، لان الزوجة مرتبطة بعملها وكذلك الزوج، والتزامات العمل تجعل الزوجة منهكة وغير قادرة على اتمام مسؤولياتها لذلك تسعى العائلات الحديثة الى انجاب عدد قليل من الاطفال». الوعي.. مهم ومما لا شك فيه أن الوعي بالمسؤولية، كما تحدثت عنه سامية هو أمر ضروري من أجل محاولة فهم التغيرات التي تحيط بالإنسان، إلا أن هذا الوعي لا يزال بعيدا كل البعد عن بعض النساء والرجال، الذين يعتبرون أن إنجاب بناتهم للعديد من الأبناء هو الحل الأمثل لمنع شبح الطلاق عن بيت الزوجية. وتقول الحاجة فاطمة عيسى وهي أم لثلاث بنات متزوجات إنها نصحت بناتها فعلا قبل الزواج بأن يحرصن على الإنجاب بسرعة، ولكن تقول:»لم أنصحهن بكثرة الأطفال، ولكن بسرعة الإنجاب بعد الزواج مباشرة، لكي لا يتسرب الملل إلى زواجهن»، ولكنها تستدرك قائلة:» أنا لم أنصحهن بكثرة الإنجاب، ولكن أنا أعتقد فعلا أن كثرة الأبناء يمكن ان تجعل الرجل يشعر بالاحباط ويهرب من العائلة نتيجة انه يواجه الكثير من الضغط والزوجة تصبح مشغولة باطفالها وتنسى زوجها». الابناء ليسوا سببا رئيسا لدوام الزواج ورغم أن الحاجة فاطمة لم تنصح بناتها، كما قالت، من أجل إنجاب أطفال كثر، إلا أن الأمر بالنسبة لها مستحبا، وتعتبر إنجاب الأبناء بكثرة عنوانا بارزا لاستقرار الأسرة والحفاظ عليها. وإذا كانت الحاجة فاطمة ترى أن كثرة الأطفال في البيت ستبعد شبح الطلاق، فإن سالم يوسف وهو معلم متقاعد وأب لطفل واحد يقول:»أنا رزقني الله بطفل أصبح الآن رجلا، ولم أفكر يوما في أن أطلق أو أتزوج عليها، رغم أنني أحب الأطفال كثيرا، ولكن بالنسبة لي أرى أن كثرة الأبناء أو قلتهم هي التي يمكن أن تحدد كيفية العلاقة بين الرجل وزوجته، إن الرجل عندما يقرر أن ينفصل عن زوجته أو حتى المرأة فليس لكثرة الأبناء أو قلتهم دخلا بالموضوع، بدليل أن أكثر حالات الطلاق تكون وسط أسر عندهم أبناء أكثر من أربعة، ومع ذلك لا يعيرون اهتماما لهذا الأمر، وخاصة ان الرجل هذه الايام يختلف عن الرجل قديماً، الرجل اليوم لا يحسب حساب العائلة كثيرة لذلك فان وجود الاطفال ليس العامل الذي سيجعله يفكر بالاستمرار بالزواج او الانفصال». ويبدو أن محمد هو رأي العديد من الرجال وحتى النساء، لأن الكثير ممن استجوبناهم يجمعون على أن كثرة الأبناء لا يمكن لها في أي حال من الأحوال أن تكون مقياسا لحياة زوجية مستقرة وهادئة، إلا أن هذا الأمر لا يمنع من أن هناك عقليات لازالت تؤمن بشكل كبير بأن كثرة الأطفال يمكن لها أن تجعل الاثنين معا خصوصا الرجل لا يفكر في الانفصال عن زوجته، والذي تجب الإشارة إليه أن هذا الأمر هو مرتبط بمدى وعي الزوج من جهة، ومدى استعداده للتضحية من أجل تربية أبنائه، وعدم الزج بهم في شوارع تكون سببا في ضياعهم. تغيُّر المجتمعات وتبين الاخصائية الاجتماعية رانية الحاج علي أن كثرة الإنجاب هي مسألة بيولوجية أولا وثقافية واجتماعية ثانيا، لكن نحن نعرف الآن بأن هناك الكثير من التغييرات التي وقعت على المجتمعات، فبقدر ما يكون المجتمع متشبعا بقيم تقليدية تشجع على الولادات، بقدر ما يتم التشبث بهذه المسألة.التغييرات التي حدثت على نمط الحياة وعلى النظرة للأطفال، سنلاحظ أن عدد الولادات لم يعد بذلك الشكل الذي كان عليه في السابق، بفعل النظرة التي كانت سابقة عن كثرة الولادات، ولكن أيضا نظرا لما أصبح يتطلبه الأطفال من عناية، الصحة، واللباس، والدراسة والتكوين، هذه المسائل لم يكن التفكير فيها عندما يرغب الآباء في الإنجاب، لذلك المقولة التي كان يرددها البعض من الناس أو البعض من الأمهات على أنه عليك أن تتحكمي في زوجك عن طريق الانجاب، هذه مسألة تجاوزها الزمن، وحتى في ذلك الوقت لم يكن كثرة الانجاب تحول دون وقوع الطلاق. نحن نعرف أن الطلاق أحيانا يحصل في أسرة يفوق عدد أبنائها السبعة والثمانية، وكان يطلق زوجته ويتزوج مرة أخرى وينجب أطفالا، هذه الأمور ليست حائلا دون الانفصال.هذه المعتقدات أصبحت بالية الآن، ولم تعد صحيحة ولم تكن صحيحة حتى في ذلك الوقت على اعتبار أن الطلاق كان موجودا حتى مع كثرة الأولاد
. |
|