[rtl]عربيات : الجماعة ليست بحاجة الى ترخيص وما يجري مخطط مسبقا[/rtl][rtl]فعالية أيار.. الشرعية لمن .. القانون أم القوة؟[/rtl][rtl]التاريخ:22/4/2015 - الوقت: 8:53ص[/rtl]البوصلة - ربى كراسنة
بعد سبعين عاما من الشرعية بجميع أشكالها الدستورية تكتب وزارة الداخلية الاثنين الماضي ما يلي: "ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين" تنظيم احتفالية بمناسبة مرور سبعين عاما على تأسيسها". لاحظوا كلمة "ما يسمى بجماعة الإخوان" التي جاءت بعد علاقات مع الدولة ممتدة منذ تأسيس الجماعة في أربعينيات القرن الماضي.
وتكتب أيضا، سيتم اتخاذ الإجراءات كافة لعدم خرق القانون من أي جهة غير مرخصة قانونا". وبعد سبعين عاما. بعدما ولدت أجيال وماتت أجيال تتذكر وزارة الداخلية أن (ما يسمى) بجماعة الإخوان المسلمين جماعة (غير مرخصة). وتنحاز الى "أصابع اليد" في جمعية الذنيبات على جماعة أُختبرت جيدا في أحلك الظروف، ويتجاوز عدد كوادرها عشرات الآلاف.
المراقب لتدحرج الأحداث يكاد يعلم اليوم الى أين تمضي كرة النار. ويعلم أيضا أن المسألة ليست في (الرمانة) لكنها في (القلوب المليانة).
تطورات الأحداث المتلاحقة بدأت منذ سنين طويلة، لكنها أخذت بالتسخين في الأشهر القليلة الماضية، الى أن جاء موعد ترخيص جمعية الذنيبات ثم التهديد بالسيطرة على أملاك الإخوان، وغيرها من تفاصيل الى أن جاء بيان الداخلية الذي اعتمد على بث رسائل عدة تبدو غامضة، لكنها مفهومة جيدا للمدققين.
هل المشكلة في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين لفعالية في ذكرى تأسيسهم السبعين؟ ما الذي ستقوله الحكومة: هل تنظيم مثل هذه الفعالية غير قانوني؟ يبدو انه لا مشكلة لدى البعض الرسمي اختراق نص قانون الاجتماعات العامة المعدل الذي يشترط عند إقامة أية فعالية إشعار المحافظ بها، وليس الحصول على موافقة، كما كان سابقه.
ومن قال إن هؤلاء البعض سيجدون أن في الأمر معضلة. السؤال المحير هو: ماذا تريد الدولة من الإخوان؟ إذا كان الإرادة هي الإلغاء، فلا الدولة قادرة على إلغاء الإخوان، والأشد صعوبة هو: أن الإخوان أنفسهم غير قادرين على إلغاء جماعتهم. المسألة أعقد من المضي في قرار وتوقيعه في اتخاذ الإجراءات على الأرض لتطبيقه. إنها جماعة ضاربة في التاريخ والمجتمع والدولة والجغرافيا.
بعيدا عن الحديث القانوني، فهذا صار معروفا. ما هو غير معروف التوجه الرسمي لما تريد الدولة فعله على المدى المنظور.
إيقاع تعاطي الحكومة مع الأزمة يظهر تبنيها بالكامل لوجهة نظر المفصول من جماعة الإخوان المسلمين عبدالمجيد الذنيبات، الذي سهلت له الحكومة تسجيل جمعية بذات اسم الإخوان ومنحته إعلامها، فهل ستمنحه المزيد؟
القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عبداللطيف عربيات يعلق على ذلك بالقول: الحكومة تقول للجماعة (حلوا مشاكلكم وأنها لا تتدخل). لكن الحقيقة غير ذلك.
عربيات يرى أن ما يجري اليوم مرسوم مسبقا، ومعروف" لكنه - وهو يعلم ذلك يؤكد: "لا يجوز أن تصل الأمور الى هذا الحد" من الافتراق.
ويضيف ان الجماعة قائمة منذ سبعين عاما وليست بحاجة الى ترخيص بينما يذكّر القيادي في الجماعة بأنه سبق وحذر من الوصول الى حالة الافتراق وما سيترتب عليها من تداعيات تبدو واضحة للعيان.
وما زال السؤال الذي تصر القوى الوطنية على طرحه هو: لماذا؟ ومن هو المستفيد؟ وأليس من حق الإخوان الاحتفال بذكرى تأسيسهم منذ سبعين عاما كمواطنين يريدون التعبير عن آرائهم السلمية التي عهدها الجميع فيهم؟
سيبقى السؤال يدور حتى يأتي يوم الأول من أيار بفعالية الجمعة - جمعة الاحتفال بذكرى الانطلاقة.. الشرعية لمن؟ لقانون يسمح للجماعة بتنظيم فعالية ذكراهم السبعين أم لقوة وجبروت السلطة؟ سنرى.