هل لاحظتي ظهور نتوءات أو نقاط ملونة على جلد طفلك ؟ هل تغيِّر لون الجلد وملمسه ؟ هل يعاني طفلك من حكة أو ألم مصاحب للطفح الجلدي ؟
لا داعي للقلق فهو أمر شائع الحدوث لدى الأطفال وترجع الإصابة بالطفح الجلدي إلى أسباب كثيرة معظمها قد يكون نتيجة إصابة بعدوى أو حساسية أو حتى التعرض لتغيرات المناخ واختلاف درجات الحرارة , ومعظم هذه الأسباب سريعة الاستجابة للعلاج وبدون مضاعفات تُذكر.
تعرّفي في المقال التالى على أسباب الطفح الجلدي الأكثر شيوعاً في مرحلة الطفولة ، و كيفية علاجها , لكــن تذكري : عليك دائماً استشارة الطبيب المختص للوصول للتشخيص الصحيح والعلاج المناسب لطفلك.
داء السعفة أو القوباء الحلقية (Ringworm) :
هو التهاب يسببه نوع من الفطريات ينمو على طبقات الجلد الميتة والشعر والأظافر , لذلك قد يصيب الجسم أو فروة الرأس ، ويبدأ المرض بشكل طفح أحمر اللون مغطى بالقشرة بيضوي الشكل تتسع مساحته مع الوقت وقد تظهر أطرافه ملتهبة مغطاة بالبثور أو جافة ومتقشرة يصاحبه شعور بالحكة.
إذا لاحظتي هذا النوع من الطفح الجلدي .. يجب عليكِ توخي الحذر فهذا المرض ينتقل بين الأطفال عن طريق الملامسة لمكان الإصابة والاستعمال المشترك للملابس والفراش وقد يكون الحيوان المنزلي هو مصدر الإصابة .
تعالج هذه العدوى بكريمات مضادة للفطريات حسب وصف الطبيب .
الداء الخامس(Fifth Disease ,Erythema Infectiosum) :
إذا كان طفلك يعاني من هذا المرض ، سيظهر على وجنتيه وجسده طفح جلدي على هيئة بقع حمراء اللون , مصاحبة بحرارة خفيفة وألم وأعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا .
يشمل العلاج حصول الطفل على قدر كبير من الراحة ، وإعطائه سوائل دافئة ومسكنات للألم ( حسب وصف الطبيب ) , قد يزول من تلقاء نفسه في غضون بضعة أيام لكنه مُعدِ خاصة قبل ظهور الطفح الجلدي بأسبوع وينتقل عن طريق الرذاذ من الفم والأنف.
إذا كنتِ حاملاً وطفلك مصاب بهذا المرض ... عليك باستشارة طبيبك .
الجُدري المائي (Chickenpox )
هو مرض فيروسي شديد العدوى يبدأ بأعراض خفيفة تشبه الزكام مع ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، و فقدان للشهية ، احتقان في البلعوم ، صداع وآلام متنوعة في الجسم يصاحبها طفح جلدي على شكل بقع حمراء صغيرة تتطور إلى بثور سرعان ما تتبدل إلى فقاقيع مائية مليئة بسائل شفاف وخلال يومين تنفجر وتجف وتكون قشرة جافة. ويصاحب ذلك حكة شديدة.
يلتقط الطفل العدوى عن طريق الرذاذ من الفم والأنف وعن طريق البثور الجلدية.
لا داعي للقلق فمعظم الأطفال الأصحاء الذين يصابون بالجدري لا تظهر عليهم أي مضاعفات لكنها تحدث غالباً عند الأطفال ناقصي المناعة أو النمو .
تشمل المضاعفات : الالتهاب الرئوي و التهاب الملتحمة , ونادراً ما يسبب التهاب الاغشية السحائي والتهاب الدماغ و التهاب عضلة القلب.
قد يبقى الفيرس كامناً في الخلايا العصبية لعدة سنوات ويمكن أن ينشط الفيروس في فترة البلوغ. مسبباً لمرض آخر يسمى داء القوباء الكامنة .
الحصف الجلدي:(Impetigo)
وهو مرض بكتيرى يصيب الطفل نتيجة تعرضه لنوع معين من البكتيريا ( تسمى المكورات العنقودية و المكورات السبحية) , ويظهر بشكل فقاعات أو بثور سطحية صغيرة لا تلبث أن تنفجر وتجف تاركة قشور صفراء مائلة إلى اللون البني. تظهر عادة حول الفم والأنف ويصاحبها حكة تدفع الطفل إلى كثرة ملامستها مما يسبب انتشارها في أماكن أخرى من الجلد كونها شديدة العدوى .
يصاب الطفل بالعدوى عن طريق الملامسة لمكان الإصابة والاستعمال المشترك للملابس والأدوات الشخصية , ويُعالج بالمضادات الحيوية التى يصفها الطبيب .
السنط أو الثآليل (Warts) :
مرض فيروسي يتميز بظهور بثور بارزة حبيبية الملمس باليد خاصة حول الأصابع والأظافر , وينتقل الفيرس من شخص لآخرعن طريق الملامسة المباشرة للبثور وقد تنتشر في أماكن متفرقة من جسد الطفل نتيجة العبث بالبثور ومحاولة إزالتها .
تزول معظم الثآليل بدون علاج في غضون بضعة أشهر، على الرغم من أن بعضها قد يستغرق عامين أو ثلاثة أعوام . لكن بالنسبة للثآليل المؤلمة أو التى تزداد تعدادها بسرعة فإنها تحتاج إلى علاج مثل الأدوية الموضعية أو الجراحة أو الليزر بالطبع يحددها الطبيب .
طفح الحرارة (Heat Rash)
تنشأ من انسداد قنوات التعرق عند ارتداء الطفل الكثير من الملابس في الأجواء الدافئة , ويظهر المرض على شكل نتوءات وردية أو بثور على الوجه والرقبة والأكتاف مصاحب بحكة وعادةً ما تزول الأعراض في غضون بضعة أيام دون الحاجة إلى تدخل طبي .
تذكري : ارتداء طفلك لكثير من الملابس بغرض حمايته من الإصابة بالبرد قد يسبب إصابته بهذا النوع من الطفح الجلدي , لذلك الإعتدال دائماً مطلوب .. فطفلك يحتاج فقط إلى طبقة إضافية من الملابس تزيد عما يحتاجه الشخص البالغ.
التهاب الجلد التماسي ( Contact Dermatitis)
هل ظهر احمرار على جلد طفلك بعد تعرضه لنوع معين من الصابون أو ملامسته لموادِ كيميائية ؟
في بعض الأحيان قد يلتهب جلد الطفل نتيجة تعرضه لبعض المواد مثل الصابون , الحُلي التى تحتوي على مادة النيكل , و زيوت بعض النباتات مثل اللبلاب السام ، والمطاط، والعطور، ومستحضرات التجميل وحتى بعض الدهانات الموضعية قد تسبب هذا النوع من الالتهاب , الذى عادة مايكون بسيط في صورة احمرار لمنطقة الجلد الملامسة لتلك المادة , مع ظهور بثور حمراء يصاحبها حكة خفيفة لكنه قد يمتد إلى مناطق الجلد الاخرى مصاحبِ بتورم خاصة إذا كان طفلك يعاني من حساسية الجلد .
إذا حدث هذا النوع من الالتهاب , ما عليكِ سوى تجنب تعرض طفلك مرة أخرى لتلك المادة مع بعض الدهانات الموضعية لتخفيف حدة الحكة .
مرض اليد والقدم والفم ( Hand-Foot-Mouth Disease,Coxsackie)
وهو من أحد مسببات الحمى والطفح الجلدي الشائعة عند الأطفال , يظهر بشكل بثور مؤلمة في الفم وعلى اللسان وفي باطن الكف والقدم وأحياناً يصيب الساقين والمؤخرة , و قد يصاحبه حمى والتهاب الحنجرة. وهو مرض معدِ ينتقل عبر السعال والعطس ،و تلوث الأيدي ببراز شخص مصاب.
يمكنك مساعدة طفلك على التعافي بالتأكد من حصوله على قدر كبير من الراحة ، وإعطائه الباراسيتامول وسوائل إضافية لخفض الحرارة مع اتباع أساليب الوقاية بالنظافة الجيدة و غسل اليدين خاصة بعد تغيير حفاضات الأطفال وقبل إعداد الطعام وقبل الأكل .
الأكزيما التحسسية (Atopic Dermatitis)
من أكثر أنواع الأكزيما شيوعاً بين الأطفال , تبدأ الأعراض عادة في الأشهر الأولي من حياة الطفل ، حيث تظهر في شكل طفح جلدي لونه أحمر مع ظهور قشور وسوائل . خاصة في الوجه والرأس يصاحبه حكة شديدة قد تؤثر على نوم الطفل .
قد تخف عادة شدة حساسية الجلد في الأطفال مع زيادة العمر , وقد تعود في سن البلوغ مرة أخرى ولكن أقل حدة مما كانت عليه خلال سن الطفولة.
لا يُعرف السبب الحقيقي لحدوث الأكزيما لكنه غالباً ما يُعزى إلى اجتماع عدة عوامل تتضمن ( جفاف الجلد وتشققه , خلل في أداء الجهاز المناعي في الجسم ,العوامل الوراثية) وهي تعمل معاً على زيادة الحالة سوءاً لكنها لا تسببها بشكل خاص.
غالباً ما تترافق الأكزيما مع الأمراض التحسسية الأخرى و قد يعاني أفراد العائلة من أشكال أخرى من التحسس كالربو والتهاب الأنف التحسسي.
إذا كان طفلك يعاني من تلك الأعراض عليك باستشارة الطبيب ليحدد العلاج المناسب لطفلك تجنباً لحدوث مضاعفات .
الأرتيكاريا (Urticaria)
نوع شائع من الطفح الجلدي يظهر بصورة مفاجئة على شكل بقع حمراء ترتفع قليلاً عن سطح الجلد وحدود غير واضحة المعالم ويكون هذا الطفح غالباً مصحوباً بحكه شديدة مزعجة وتهيج جلدي .
تتعدد أسباب الإصابة بالاتيكاريا ، ومنها تناول الطفل بعض الأطعمة مثل: البيض والسمك والألبان ومنتجاتها والمواد المضافة للأطعمة مثل المواد الحافظة ومكسبات اللون , و بعض الأدوية : مثل الأسبرين والبنسلين , والتعرض للدغات بعض الحشرات: مثل النحل والنمل.
عادة تزول من تلقاء نفسها وتختفي خلال دقائق إلى ساعات ويمكنك خلال هذه الفترة بتخفيف حدة الحكة باستخدام الأدوية المضادة للهيستامين .
لكن احذري : قد تكون الأرتيكاريا مصحوبة بأعراض أشد خطورة مثل صعوبة في التنفس والبلع وتورم الوجه والشفتين , إذا حدث أيٌ من تلك الأعراض عليكِ بالتوجه إلى أقرب مركز طبي لإجراء الإسعافات الأولية.
الحمى القرمزية (Scarlet Fever)
هي إصابة اللوزتين بجرثومة المكورات السبحية ، و تبدأ الأعراض بالتهاب الحنجرة مع حمى عالية وألم بالبطن و تضخم العقد اللمفاوية ، وبعد يوم أو يومين يبدأ ظهور طفح جلدي على هيئة نقط صغيرة مثل رأس الدبوس لونها أحمر قان (قرمزي) , و يبدو الوجه شديد الاحتقان خاصة عند الوجنتين والجبين بينما لا يشمل الإحمرار المنطقة المحيطة بالفم.
ويعتبر مرض شديد العدوى لكن يمكن الحد من انتشار الإصابة عن طريق النظافة والغسل الجيد لليدين.
لا يشكل الطفح بحد ذاته خطورة ولكنها تكمن فيما تخلفه الجرثومة من مضاعفات مثل الإصابة بالحمى الروماتزمية , لذا إذا لاحظتي ظهور تلك الأعراض عليكِ باستشارة الطبيب فورا .
الحمى الوردية ( Roseola Infantum ,Sixth Disease )
مرض فيروسي معد يصيب الرضع في الأعمار ما بين 6 أشهر إلى سنتين ونادراً ما يحدث بعد عمر 4 سنوات , ويبدأ بارتفاع شديد في درجة الحرارة ( قد تسبب تشنجات ) مع رشح في الأنف و سعال أو كحّة ، وحال انخفضت درجة الحرارة ( التي تستمر عدة أيام و تزول بشكل مفاجئ ) يبدأ الطفح الجلدي في الظهور على هيئة بقع ورديه مُحمرّة اللون على صدر الطفل وبطنه ، وربما تمتد إلى عنقه وغيرها من المناطق.
يشمل العلاج حصول الطفل على قدر كبير من الراحة، واعطائه سوائل دافئة وخافض للحرارة ( حسب وصف الطبيب )