الحرائق اسرائيلية والدخان في عمان..!
<< الأربعاء، 29 أبريل/نيسان، 2015 ابراهيم عبدالمجيد القيسي
هل تستبعدون قيام اسرائيل بطلب مكافأة جراء حرقها لأراضي الغور الأردني؟!.
لا بد أن موقف حكومتنا المتمثل بردود فعل بعض المسؤولين في عمان، سيغري اسرائيل بأن تطلب مثل هذه المكافأة، فهي تقوم بحرق الغور لأنه يحتوي «حشائش وأشواك طويلة»، قد يستخدمها الارهابيون ، فيبددوا أمن الجارة المحترمة وأمننا وأمن مواطنينا في الغور.. ففي الحرق فوائد ودعم مؤكد لمكافحة الارهاب والأشواك..لا شك.
تعودنا بصراحة؛في كل عام بمثل هذا التوقيت تندلع الحرائق في الغور الأردني، وتأتي على مزارع لمواطنين، وتتكرر العملية أكثر من مرة في كل عام، فتبرر اسرائيل بأنها تحرق «شوية شوك»، خوفا من أن يتسلل الارهاب من بينها ليدك القلعة الصهيونية!.
روايتان اسرائيليتان حول اعتداءاتها على الغور الأردني والفلسطيني، الأولى للاستخدام الفلسطيني، وتقول: ان جيش الاحتلال الصهيوني يقوم بمناورات وتدريبات عسكرية في الغور الفلسطيني، تبريرا لحرقه آلاف الدونمات الفلسطينية المزروعة بالقمح والشعير، ولا يسمح للفلسطينيين بالدخول الى المناطق التي تحترق، بحجة أنها «مناطق عسكرية مغلقة»، أما رواية الحشائش والأشواك والارهاب المتسلل عبر الأراضي الأردنية، فهي روايتهم للاستهلاك الأردني، والتي دأب مسؤولون أردنيون على تقبلها والقفز عن الجريمة الاسرائيلية، والاكتفاء بتقديم النصائح والارشادات الزراعية للناس:
«أيها الناس(اسمعوا وعو وووووا)؛ عشبوا أراضيكم وما حولها كي لا يصل الحريق الى محاصيلكم..واتقوا نارا «بريئة» لكن وقودها مزارعكم والناس والحجارة، أعدت لمزارعين أردنيين، والصمت والكبت أيها الناس الطيبون، حتى تستوي الطبخات الاسرائيلية الموسمية».
جهات غير رسمية أردنية كاتحاد المزارعين، هي وحدها التي تطالب بمحاكمة المتسببين وتعويض المزارعين الأردنيين، ولا حديث عن السيادة الأردنية التي يتم انتهاكها أكثر من مرة في كل موسم، ولا عن التجاوزات لكل الأخلاقيات والاتفاقيات، فمن أين تستمد حكوماتنا كل هذا الصمت الحكيم تجاه هذه الأعمال الاسرائيلية العدوانية..الله وحده الأعلم.
على كل حال؛ أمس الأول التقيت الفنان اللبناني وليد توفيق بلقاء إذاعي، وطلبت منه أن يغني مقطعا من إحدى أغنياته التي غناها قبل زمن للأردن وقائده وشعبه وجيشه، ثم ذكرته بإحدى أغنياته التي قال فيها : شجر الحور دخان ..والنهر دخان..ورذاذ المطر الناعم فوق الجرح..دخان.
إذا؛ هو الدخان لا غيره، سوف يستمر بالتكاثف والتصاعد في عمان لتنحجب الرؤية وتموت الهمم والذمم خنقا ويعم الظلام، إن لم تقم الحكومة بوضع حد لهذه الأفعال الاسرائيلية المعادية،
انهم يحرقون أراضينا وينتهكون سيادتنا عليها، ويبددون استقرار اهلنا في الغور فماذا أنتم فاعلون أيها الحكماء ؟!.
أرجو أن لا تكون الإجابة بجمع التبرعات، والتضرعات لإقامة مخيمات لجوء لأصحاب المزارع المحترقة بعد تبديد أمنهم و»حرق قلوبهم» باحتراق خبزهم وباب رزقهم..
أرجوكم؛ إلا المخيمات.. نحن مستعدون لإزالة كل الأعشاب والأشجار والأنهار «بس لا تجيبوا سيرة المخيمات».