[rtl]تسع دول للشيعة على مر التاريخ، خمس منها في منطقة إيران[/rtl]لم تكن دولة إيران الشيعية هي الدولة الأولى للشيعة على مر التاريخ، لكنها تعتبر الدولة رقم 9 التي يقيمها الشيعة على مر الزمان.
هذه هي الدول الشيعية التي مرت على تاريخ البشرية وأبرز ما يميز كلًّا منها.
1- دولة الأدارسة
هي أول دولة للشيعة في التاريخ والتي تأسست عام 788م وتم القضاء عليها عام 991م.
تأسست هذه الدولة في المغرب على يد إدريس بن عبد الله وهو حفيد الحسن بن علي بن أبي طالب.
عاصمة الدولة كانت مدينة واليلي ثم فز ثم حجر النصر.
ديانة هذه الدولة تمثلت في الشيعة الزيدية.
في فترة حكم الخليفة العباسي هارون الرشيد نشأت حركتان شيعيتان كرد فعل على تسلط بني أمية ثم بني العباس على زمام دولة المسلمين وكنتيجة للمعارضة السياسية المتواصلة والمقاومة المسلحة المستمرة من جانب الشيعة بقيادة العلويين.
إحدى هاتين الحركتين كانت بقيادة إدريس بن عبد الله في المغرب، بينما كانت الثانية بقيادة أخيه يحيى في بلاد إيران الحالية. هذان الشقيقان هما شقيقا محمد النفس الزكية وإبراهيم اللذين كانا قد أعلنا ثورة في عهد الخليفة المنصور.
تمكن إدريس من النجاة من موقعة فخ الدامية في مكة المكرمة ليلجأ إلى بلاد المغرب لتبايعه قبيلة أوربة وهي أكبر قبائل البربر وتم تلقيبه بأمير المؤمنين.
لاقت دعوة إدريس تجاوبًا سريعًا وواسعًا في صفوف قبائل البربر المختلفة فتكون جيش قوي كبير تمكن من إخضاع ما حوله من بلاد المغرب الأقصى خصوصًا المدن التي لم تكن قد دخلت في الإسلام بعد.
الخليفة العباسي هارون الرشيد أدرك تعاظم قوة هذه الدولة الناشئة وأيقن أن الحل معها لا يمكن أن يكون عسكريًا ولكن يعتمد على المكر والخديعة. وبالفعل تمكن الخليفة العباسي من اغتيال مؤسس الدولة إدريس الأول.
تمثلت أهداف دولة الأدارسة في مناهضة الحكم الأموي في الأندلس، والدعوة للدولة العلوية والمذهب الشيعي، والعمل على إحياء ذكرى واقعة الطف الدامية في كربلاء وقضية استشهاد الحسين بن علي، وأخيرًا العمل على نصرة الشيعة وتخليصهم من مسلسل الاضطهاد والقمع والقتل.
مما ساهمت فيه هذه الدولة كان انتشار الإسلام في مناطق جديدة بالمغرب الأقصى، وازدهار الحركة العلمية وبناء المدارس، وتوسيع حركة العمران وبناء المدن، وتعميم الإسلام بين القبائل البربرية وترسيخه في وجدانهم.
2- دولة العلويين
تأسست عام 864م حتى عام 928م.
تأسست على يد حسن بن زيد في منطقة طبرستان والديلم وجيلان الواقعة في شمال إيران.
عاصمة هذه الدولة كانت مدينة أمال.
ديانة الدولة كانت الشيعة الزيدية.
بداية التأسيس كانت في منطقة طبرستان وقد تعرضت المنطقة للوقوع تحت احتلال السامانية بين عامي 900 – 914م عندما تمكنت دولة العلويين من استعادة الحكم مرة أخرى.
الفترة التالية لنهاية الاحتلال تميزت بالخلافات الداخلية والصراع على السلطة لتسقط الدولة على يد السامانيين من جديد ولكن بلا رجعة هذه المرة.
3- دولة البوهيين
البوهيون هم سلالة من منطقة الديلم الواقعة في جنوب بحر الخزر.
أقام البوهيون دولتهم بين عامي 934 – 1062م.
تأسست هذه الدولة على يد علي بن بويا الذي قام عام 934م بغزو فارس واتخاذ مدينة شيراز عاصمة له. في نفس الوقت تمكن شقيقه الأصغر حسن بن بويا من احتلال منطقة جيبال واتخاذ مدينة راي عاصمة له. في عام 945م تمكن أصغر الأشقاء أحمد بن بويا من غزو العراق واتخاذ مدينة بغداد عاصمة له.
في فترة أكبر اتساع للدولة ضمت إليها كلًّا من إيران والعراق والكويت وسوريا وأجزاء من سلطنة عمان والإمارات العربية وتركيا وأفغانستان وباكستان.
خلال القرنين العاشر والحادي عشر كان البوهيون هم السلالة الأكثر نفوذًا في منطقة الشرق الأوسط.
الدين الرسمي للدولة كان الإسلام الشيعي على المذهب الاثنا عشري على الرغم من أن البوهيين بدؤوا كزيدية، كما كانت الفارسية هي اللغة الرئيسية بجوار العربية.
نظام الحكم في دولة البوهيين كان كونفيدراليًا من 3 إمارات في فارس وجيبال والعراق.
4- الدولة الحمدانية
نشأت هذه الدولة في الفترة بين 890 – 1004م.
تأسست هذه الدولة على يد حمدان بن حمدون والذي كان أول حاكم لها وعاشت في ازدهار كبير تحت حكمه.
الحمدانيون ينتسبون إلى قبيلة تغلب بن وائل وهي إحدى القبائل التي كانت مساكنها في أرض الجزيرة شمال شرق سوريا.
استغل الحمدانيون فرصة ضعف الدولة العباسية نتيجة تنافس الأتراك على مركز أمير الأمراء وقاموا بالاستقلال بدولتهم في الموصل ثم في حلب.
ونتيجة استياء الدولة الحمدانية من تنافس الأتراك وأثره على ضعف دولة الخلافة العباسية ولجوء الخليفة المتقي إليهم فارًا من بغداد قام الحسن بن عبد الله الحمدان بدخول بغداد حيث رحب به الخليفة ومنحه لقب أمير الأمراء مما تسبب في انتزاع السلطة من يد الأتراك. في هذا الوقت كانت الدولة الحمدانية هي القوة التي يلجأ إليها الخليفة إذا ضاقت به الأحوال.
قام الأتراك بتوحيد صفوفهم بقيادة “توزون” لمجابهة الحمدانيين الذين لم يتمكنوا من الوقوف في وجه الأتراك في بغداد نتيجة المجاعة والغلاء الفاحش وعجز الحمدانيين عن تسديد رواتب الجنود فقامت بعض الفصائل بالعصيان ضدهم.
نتيجة لذلك انتقل الحمدانيون بثقلهم إلى مدينة حلب حيث انتزعوها من أيدي الإخشيديين ليتخذوها عاصمةً لهم.
في حلب تميز عصرُ الدولة الحمدانية بكثرة الحروب مع البيزنطيين حيث مثل جهاد الحمدانيين ضد الروم أبرز أعمال الدولة الحمدانية التي خلدتْ ذكراهم.
جدير بالذكر أن أبرز شعراء العرب، المتنبي؛ كتب أشهر قصائده في بلاط سيف الدولة الحمداني وكذلك أبو فراس الحمداني وهذا دليل على النشاط الفكري والثقافي الذي تميزت به الدولة الحمدانية بجانب الازدهار الاقتصادي.
5- الدولة الفاطمية
هي إحدى دول الخلافة الإسلامية (وليس مجرد دويلة مستقلة عن دولة الخلافة)، وهي دولة الخلافة الوحيدة التي اتخذت من الشيعية مذهبًا رسميًا وبخاصة الفرع الإسماعيلي.
قامت هذه الدولة في أعقاب نشاط الدعاة الإسماعيليين في إذكاء الجذوة الحسينية ودعوة الناس إلى القتال باسم الإمام المهدي الذين قالوا بظهوره في القريب العاجل. ونتيجة لاضطهاد العباسيين لهم في المشرق انتقلوا إلى المغرب العربي حيث نجحوا في استقطاب الجماهير خصوصًا من قبيلة كتامة البربرية ليقوموا بإعلان الخلافة.
في أكبر اتساع لها ضمت الدولة الفاطمية كافة الساحل الشمالي لأفريقيا من المغرب وحتى مصر بالإضافة إلى جزيرة صقلية والشام والحجاز لتصبح أكبر منافس للدولة العباسية على الأراضي المقدسة وزعامة المسلمين.
مؤسس هذه السلالة هو عبيد الله المهدي بالله الذي أشار إلى أن أصل الفاطميين يعود إلى نسبهم مع محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ليكونوا بهذا علويين من نسب فاطمة بنت النبي محمد صل الله عليه وسلم.
قامت هذه الدولة بين عامي 909 – 1171م.
في عام 913م قاموا بتشييد مدينة المهدية التي اتخذوها عاصمة لهم ثم نقلوا العاصمة إلى المنصورية عام 948م وبعد فتحهم لمصر أسسوا مدينة القاهرة لتصبح عاصمة الدولة وتصبح مصر هي المركز الثقافي والروحي والسياسي للدولة الفاطمية حتى انهيارها.
بعض من الخلفاء الفاطميين أظهر تعصبه للمذهب الإسماعيلي مما تسبب في معاناة أتباع بقية المذاهب والديانات تحت حكمهم فيما اشتهر خلفاء آخرون بتسامحهم الشديد مع سائر المذاهب الإسلامية وبقية الأديان.
اشتهر الفاطميون بقدرتهم على الاستفادة من جميع مكونات الشعب الخاضع لحكمهم فقاموا بالاستعانة بالبربر والترك والحبش والأرمن في تسيير أمور الدولة.
يعتبر المؤرخون العصر الفاطمي امتدادًا للعصر الذهبي للإسلام حيث كان الأزهر ودار الحكمة مركزيْن كبيرين لنشر العلم وتعليم أصول الدين واللغة العربية. من أبرز علماء هذه الفترة كان الحسن بن الهيثم أحد أكبر علماء الفيزياء والبصريات.
6- الدولة الصفوية
الصفويون هم سلالة من الشاهات التي حكمت بلاد فارس (إيران حاليًا) في الفترة بين 1501 – 1785م.
تغيرت العاصمة من تبريز ثم قزوين عام 1548م ثم أصفهان منذ عام 1598م وحتى انهيار الدولة.
الشيخ صفي الدين الأردبيلي قام بتأسيس طريقته الصوفية في أذربيجان عام 1300م لتتحول إلى حركة الصفويين السياسية والذين استطاعوا الوصول إلى حكم بعض المناطق.
في عام 1494م تولى إسماعيل الصفوي زعامة التنظيم ليتمكن من الاستيلاء على كافة مناطق بلاد فارس ويقر المذهب الشيعي الاثنا عشري مذهبًا رسميًا للدولة.
في الفترة الذهبية للدولة الصفوية تحولت مدينة أصفهان إلى أهم مدن العالم في ذلك الوقت، كما انتعشت التجارة والاقتصاد والفنون والعمارة بشكل ملحوظ.
كانت الدولة الصفوية هي العامل الرئيسي وراء التغير الجذري للشيعة في منطقة الشرق الأوسط حيث كانت إيران قبل الدولة الصفوية دولة سنية تابعة للمذهب الشافعي مع أقلية بسيطة من الشيعة.
بعد قيام الدولة الصفوية تحولت إيران لدولة شيعية في محاولة لإضفاء طابع مذهبي على الحالة القومية ومحاولة بعث القومية الإيرانية وإحيائها تحت ستار الموالاة والتشيع.
7- الدولة الزندية
هي دولة أسسها كريم خان زند في فارس عام 1750م وظلت قائمة حتى عام 1794م.
عاصمة هذه الدولة كانت مدينة شيراز.
الزند ينحدرون من مجموعة من القبائل الكردية الفيلية التي استوطنت مناطق جنوب إيران. قام الزند بفتح مازندان ثم أذربيجان ليملكوا مناطق واسعة في إيران والبصرة عدا منطقة خراسان.
تميزت هذه الدولة بالازدهار عبر التجارة مع الهند والتحكم في مداخيل الضرائب وتطوير نظام الري.
8- دولة أوده
هي دولة حكمت الهند في الفترة بين 1722 – 1858م.
أطلق على حكام هذه الدولة اسم “نواب أوده” وهم شيعة من أصل فارسي.
مؤسس هذه الدولة هو سعادت علي خان.
قيام هذه الدولة جاء متزامنًا مع ضعف ملوك المغول الذين أصبحوا رهنًا للتسلط حتى تحول سلطانهم إلى سلطان اسمي فقط.
في هذا الوقت بدأ حكام أوده يصبحون أكثر قوة واستقلالية عن دولة المغول المركزية.
9- إيران
الجمهورية الإيرانية الإسلامية التي قامت في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979م.
إيران هي البلد الثامن عشر من حيث المساحة والتي يبلغ عدد سكانها 75 مليون نسمة وتتميز بموقع إستراتيجي مميز نتيجة توسطها بين شرق وغرب وجنوب القارة الآسيوية.
العاصمة هي طهران التي تعد أكبر مدنها والمركز الثقافي والسياسي والصناعي لها.
تتخذ إيران من المذهب الشيعي الاثنا عشري مذهبًا رسميًا للدولة.
تتشكل الدولة الإيرانية من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية وهو المسئول عن السياسات العامة ويتولى قيادة القوات المسلحة والاستخبارات، ويتم انتخابه من قبل مجلس خبراء القيادة.
يلي المرشد الأعلى رئيس الجمهورية الذي يتم انتخابه شعبيًا ويترأس جلسات مجلس الوزراء ويقوم بتشكيل الحكومة.
(ساسة بوست)