تأسيس قوة رد سريع أردنية
التاريخ:5/5/2015 - الوقت: 11:42م
كشف مدير التدريب المشترك، الناطق الإعلامي باسم تمرين الأسد المتأهب العميد الركن فهد فالح الضامن، أنه سيتم خلال تمرين هذا العام "اختبار قوة رد فعل سريع أردنية تم إنشاؤها مؤخرا، وهي قوة أردنية خالصة لا علاقة لها بأي قوة عربية".
وقال الضامن، في مؤتمر صحفي عقده أمس بحضور مدير التدريب والتمرين في القيادة المركزية الأميركية اللواء ريك ماتسون، إن التمرين الذي ينفذ بمشاركة 10 آلاف مشارك، سيشهد "استخدام أسلحة جديدة مثل راجمات صواريخ عالية الدقة، وستشارك فيه للمرة الأولى القاذفة الأميركية (B 52) في مهمة إسقاط قذائف تقليلدية على أهداف محددة بميادين القتال".
وأعاد الضامن التأكيد، في رد على استفسار يتكرر للمرة الخامسة في تاريخ التدريب، عن ربط المناورات بالأزمة في سورية، "أن التمرين بدأ قبل الأزمة ولا علاقة له بالوضع الأمني القائم هناك، أو بالإقليم، ولا يستهدف جماعات أو مجموعات معينة".
وأشار الضامن إلى أن هذا التمرين الذي انطلقت فعالياته أمس، بمشاركة قوات برية وبحرية وجوية تمثل 18 دولة هي الكويت، البحرين، قطر، السعودية، مصر، الإمارات، لبنان، العراق، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، الباكستان، أميركا، كندا، بلجيكا، بولندا، استراليا، بالإضافة للأردن، وممثلين عن حلف الناتو "سينفذ في 9 مواقع على أراضي المملكة بعيدا عن الحدود السورية".
وأكد أن هناك اهتماماً متزايداً هذا العام بالتمرين بصفته ملتقى للقادة العسكريين على مختلف المستويات الاستراتيجية والعملياتية والتعبوية، بالإضافة الى ما "تمر به المنطقة والعالم من صعود تيارات متطرفة بعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية، واقترافها للجرائم البشعة بحق المؤمنين من جميع الأديان ما يستلزم التنسيق المشترك وتبادل الخبرات لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه".
وبين الضامن أن التحضير والتخطيط للتمرين بدأ منذ نهاية عام 2014 وسيتم تنفيذ فعالياته في المملكة وبقيادة أردنية، موضحا أن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، تهدف في استراتيجياتها التدريبية والأمنية، وبتوجيهات مباشرة من جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني "إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع شركائنا من مختلف الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر شريكاً استراتيجياً للأردن في جميع المجالات".
واعتبر التمرين أحد أهم نتاج هذه الشراكات التي تعزز التعاون والتنسيق بين الدول المشاركة في المجالات العسكرية كافة.
وقال الضامن، إن التمرين يهدف إلى تطوير قدرات المشاركين على "التخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة، وبيان العلاقة بين القوات العسكرية والوكالات والوزارات والمنظمات في ظل بيئة عمليات غير تقليدية، وتبادل الخبرات العسكرية وتحسين المواءمة العملياتية بين الدول المشاركة".
كما يهدف الى مكافحة الإرهاب وعمليات أمن الحدود وعمليات الإخلاء، والعمليات الإنسانية، وإدارة الأزمات وعمليات المعلومات، والشؤون العامة والعمليات النفسية، والاتصالات الاستراتيجية، والتخطيط للعمليات المستقبلية، وعمليات البحث والإنقاذ، والعمليات المدنية العسكرية، وحماية المنشآت الحيوية، وعمليات مكافحة الإرهاب الإلكتروني، وتنفيذ عمليات الإسناد اللوجستي المشترك، وغيرها من الأهداف التي تتوافق مع استراتيجية القوات المسلحة من خلال العمل في بيئة دولية لتطوير قدراتها العملياتية والتدريبية واللوجستية والإنسانية.
ومن بين أهداف تمرين الأسد المتأهب بحسب الضامن، "تعزيز خبرات منتسبي القوات المسلحة الأردنية من خلال الاطلاع على أفضل وأحدث أساليب التخطيط والتدريب والتنفيذ لدى جيوش الدول المشاركة خاصة في مجال إدارة العمليات المشتركة".
ولفت الضامن إلى أن "القوات المسلحة الأردنية دائماً تشارك الجيوش الشقيقة والصديقة في عمليات مشتركة دولية، ومن أهمها عمليات حفظ السلام الدولية التي مر أكثر من 26 عاما على مشاركاتنا الدولية بها، والتي تهدف الى حفظ الأمن والسلم الدوليين وتبادل الخبرات الإنسانية مع شركائنا في الإقليم والعالم".
وبين أن قوات حرس الحدود مؤهلة ومزودة بجميع الوسائل، وقادرة على ضبط وحماية حدود المملكة من أية عمليات تسلل او تهريب أو اختراق، أو أية عمليات أخرى من شأنها المس بأمن الوطن والمواطن، إضافة إلى دورها الفعال في مجال العمليات الإنسانية.
ولفت بهذا الخصوص إلى أن قوات حرس الحدود، استطاعت خلال الأعوام الخمسة الماضية التعامل مع واحدة من أكبر موجات اللجوء في العالم، واستقبال مئات الآلاف من الباحثين عن الأمن والأمان من الأشقاء السوريين عبر حدود الأردن الطويلة مع سورية.
من جهته نفى اللواء ماتسون، "وجود خطط لدى القوات الاميركية المشاركة في التمرين لإبقاء أي معدات عسكرية في الأردن بعد انتهاء التمرين"، معتبراً التمرين فرصة لتقوية العلاقات والقدرات بين المشاركين في المساعي المشتركة المستقبلية.
وقال إن "الأسد المتأهب" في عامه الخامس اصبح فعالية هامة بين الولايات المتحدة والأردن والشركاء العسكريين الدوليين "لتسهيل الاستجابة للتهديدات التقليدية وغير تقليدية"، مشيراً إلى أن المهمات المنوي التدريب عليها تتضمن "أمن الحدود، القيادة والسيطرة، مكافحة القرصنة الإلكترونية، وإدارة ساحة المعركة".
كما سيتضمن التمرين تدريب قطاعات واسعة من القوات الجوية والبرية والبحرية، دامجا طيف العمليات في تمرين قوات موحدة، إذ ستنفذ العمليات البحرية من قبل قوات متمركزة في قيادة القوات البحرية الملكية الأردنية في العقبة، وستتمرن على التدخل والتفقد والبحث والمصادرة، وعمليات مكافحة القرصنة، وستعمل سوية مع الدول الشريكة في منطقة خليج العقبة.
وأشار ماتسون إلى أن القوات البرية تتكون من خليط من قوات العمليات الخاصة وقوات مشاة البحرية التابعة لوحدة مشاة البحرية الاستكشافية 26، من خلال عدة مناطق تدريبية في الأردن، وستستخدم هذه القوات الدروع والمدفعية والهندسة والمشاة الآلية خلال فترة التمرين لتعزيز المواءمة العملياتية بين الأنظمة المتشابهة، كما سيتم دعم القوات الأرضية من قبل مجموعة من الطائرات العمودية والمجنحة والتي ستستخدم في عمليات الإسناد الجوي القريب بالإضافة الى أغراض النقل والتنقل.
وبين أن القوات الأميركية المشاركة في التمرين تأتي من مواقع مختلفة، والعديد من أفراد هذه القوات متواجدون مسبقا في المنطقة، وآخرون سيأتون من منشآت أخرى من كافة انحاء العالم.
وأكد ماتسون ان جميع هذه التمرينات الموحدة، هي بقيادة القوات المسلحة الاردنية، وستنفذ على مدى الأسبوعين القادمين، وستعمل على تقوية الشراكة بين أكثر من 18 دولة، وستزيد من قدرتنا على العمل سويا في حالات الطوارئ.