منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة) Empty
مُساهمةموضوع: توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة)   توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة) Emptyالجمعة 08 مايو 2015, 12:04 pm

[rtl]توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة) 1-4[/rtl]


[rtl]توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة) 1f9cb8a4e5c2677ba9d87fa22e7033b6521b3d0d

[/rtl]


[rtl]

ملك يوسف التل - هل يمكن العثورعلى سياسي أردني واحد لديه الجرأة أو المزاج أو قدرة التحكّم بلسانه بحيث يكتفي بالحديث «بعيداً عن السياسة»وفي هذا الوقت بالذات؟ نقصد في فصل «الربيع العربي « الذي أصبح فيه كل شيء سياسة، وسياسة تعوم في فائض الشك ونكهات الريبة ومحفزات رفع الصوت.
 في السنوات الماضية وحتى فترة غير بعيدة ،كان الحديث «بعيداً عن السياسة «مغرياً وممتعاً للسياسيين المحترفين. فما يعرفونه ويجهله الشارع، هو أكثر بكثير مما يودّون الخوض فيه. الآن تغير الوضع واختلطت بعض الاشارات الحمراء بالصفراء بالخضراء.. حديث السياسي «بعيداً فعلاً عن السياسة» بات وكأنه تهمة بالغياب عن الصورة أو انعدام الموقف أو شبهة بجفاف الذاكرة .
ذوات سبق وتحدثوا «بعيداً عن السياسة « وكانوا ممتعين في سردهم الهادئ، اختلفت نبرة الكثيرين منهم هذه المرّة. حديثهم أضحى أكثر إثارة بالمواقف وأثرى بالتفاصيل التي وإن كان عمرها أكثر من خمسين سنة إلا أنها تأتي موصولة بالذي نراه الآن ويفاجئنا .
الحكي «هذه المرة « له ميزة أخرى. فهو يكشف أن العديد من رجالات الدولة الذين لم نكن نرى منهم سوى صفحة التجهم واليباس، هم بعد التقاعد أصحاب بديهة رائقة وتسعفهم النكتة عندما تحرجهم الأسئلة.



طوال السنوات العشرين الماضية لم يغب عن المشهد العام.! فما بين عضوية المجلس النيابي التي بدأ بها حياته السياسية (1993) وعضويته في معظم الحكومات المتعاقبة، نجح الباشا بأن يصنع نموذجاً لرجل الدولة الذي لم يكد يترك مجال تخصص في العمل العام إلا وأتقنه.
توفيق كريشان هو صاحب أطول حقيبة لوزارة البلديات التي تخلق تماساً يومياً بالهموم المعاشية التي يعرفها سكان غرب عمان. ومن خلال وزارة الدولة للشؤون البرلمانية امتلك الرجل الخلية العصبية الخفية للحياة الأثيرة. ومن هذه الخبرة في بيروقراطية الدولة مع عقلية ليبرالية عشائرية، فقد استطاع أبو عبدالله أن يشكل نموذجاً للشيخة بمفهومها العصري الذي يحاكي المقتضيات الأردنية في المرحلة التي اهتزت أو تضاءلت فيها القيم والمرجعيات والخطوط الحمر الاجتماعية التقليدية. ولذلك فان توفيق كريشان حين يتكلم الآن، والآن بالتحديد، عن الإصلاح المفترض والحراكات الاجتماعية وتداول السلطة التنفيذية والفساد وعن الإخوان المسلمين والصوت الواحد وبقية القائمة الطويلة من العناوين الحساسة، فانه يجد الكثيرين الذين ينتظرون سماعه.


• لكم يا باشا وجهة نظر معروفة في الوسط السياسي تسجلون فيها مأخذ على سرعة تغيير الحكومات عندنا وكيف انها كظاهرة مسؤولة عن كثير من السلبيات في حياتنا السياسية والعامة. كصاحب أطول حقيبة لوزارة البلديات، لديك بالتأكيد رؤية ميدانية لموضوع اللامركزية التي يقال أن أفضل طرق تنفيذها أن تبدأ من المحافظات.. أي أن تكون لكل محافظة ما يشبه الحكومة المحلية التي تغني المواطن عن المجيء لعمان وتوسيط النواب والأعيان لحل المشاكل. ما الذي يمنع تطبيق هذه النظرة؟

دعونا نتحدث في منتهى الصراحة والوضوح، هذا الذي بدأ به الدكتور عبدالسلام المجالي، وكانت هي ما يحوز على فكره بتطبيق اللامركزية في المحافظات، بحيث تكون المحافظة عبارة عن دولة مصغرة.. ولاية مصغرة، ويكون المحافظ هو المسؤول وارتباطه يكون مباشراً مع رئيس الوزراء ويكون لكل مدير دائرة عبارة عن وزير في حكومة محلية في تلك المحافظة، ويوضع لها موازنة خاصة مستقلة، ولكل دائرة من الدوائر موازنتها. 
بدأنا بالتطبيق وأذكر أول سنة من عام 1997 قمنا بعمل موازنة لكل محافظة وكان لدينا 12 موازنة قدمت لمجلس النواب وتم مناقشتها بهدف التخفيف على المواطن من قدومه من محافظات بعيدة مثل معان والعقبة ليقضي معاملته مثل إصدار شهادة ميلاد أو هوية أحوال مدنية وغير ذلك من الإجراءات، فأصبحت على أساس حكومي لا مركزية ولها دورها ومهمتها وموازنتها المستقلة وتعييناتها. بدأنا في هذا الموضوع وما يتعلق بالبلديات. فأهم مؤسسة موجودة في المجتمع المحلي هي البلدية التي تعتبر مؤسسة أهلية مستقلة مالياً وإدارياً. وكان التوجه أن يكون قانون الإنتخاب للبلدية، الهيئة المنتخبة من قبل الناخبين أن تكون هيئة استشارية مستقلة، وأن يكون هناك رئيس وأعضاء للبلدية ومدير تنفيذي يتولى كافة الأمور الإدارية الموجودة من تعليمات ونقل وفصل ..الخ، كل ما يتعلق بالأمور الإدارية ليس للمجلس البلدي أية علاقة فيها، حتى نترك للرئيس والأعضاء ان يخططوا ويضعوا الاستراتيجية وما على المدير إلا أن ينفذ ما تقوم به هذه اللجنة أو الهيئة المرتقبة. ولكن للأسف، وهذا ما نشعره به ويحصل أن كل حكومة تأتي تنسخ ما قامت به الحكومات السابقة. فعندما جاءت حكومة جديدة ألغت ما قام به الدكتور عبدالسلام المجالي وعدنا إلى ما كنا عليه. وهكذا كلما تأتي حكومة جديدة تقوم بعمل استراتيجيات جديدة وعندما تصل إلى منتصف الطريق أو ثلثه يتم تغيير الحكومة وتنسخ الذي قبله.

• كما حصل في قانون الإنتخاب الحالي؟
نعم.. هذا ما حصل في القانون الحالي، كنت في حكومة الدكتور معروف البخيت، اشتغلنا على هذا القانون واتصلنا مع كافة فئات المجتمع، من أحزاب ونقابات مهنية وكافة شرائح المجتمع الأردني، وكان هناك تواصل مستمر ومن خلال لجنة الحوار برئاسة طاهر المصري، بدأنا نناقش القانون وأضفنا واشتغلنا عليه إلى أن خرجنا بقانون يرضي تقريباً 60-70 بالمائة من فئات المجتمع الأردني.. مثلاً أخذنا العقبة كدائرة لها نائبان ونائب عن كوتا المرأة، فاعتبرنا عدد نواب العقبة ثلاثة، وقلنا للناخب الحق أن يصوت لثلاثة وما ينطبق على العقبة ينطبق على بقية مناطق المملكة. مثلاً عمان لها 20 أو 25، فيما 6-7 دوائر بعض الدوائر فيها ستة وبعضها خمسة وبعضها ثلاثة وبعضها أربعة، والسلط مثلاً دائرة واحدة فيها 10 أو 12 نائباً ، والصوت الثاني صوت القائمة. وكان التوجه مثلما جاء في قرار لجنة الحوار، القائمة النسبية المفتوحة. الحكومة وصلت إلى مرحلة أن تقوم بعمل قائمة نسبية مغلقة، فلم يكن هناك توافق عليها وتوجهنا نحو المفتوحة. استقالت الحكومة وجاءت حكومة الدكتور عون الخصاونة بقانون ليس له أساس ولم نسمع عنه وهو ما يسمى بالنائب التعويضي، فخرجنا من النائب الوهمي إلى النائب التعويضي. في السابق كنا دوائر وهمية والآن جئنا إلى دوائر تعويضية، لكن التعويضية ممكن أن تسير في بلد مثل ألمانيا فيها أحزاب، أما عندنا فكل الذين ينجحون من خلال الأحزاب الوطنية الموجودة ينجحون من خلال قواعدهم وعشائرهم، باستثناء جبهة العمل الإسلامي، كحزب منظم ومرتب حسب الأصول، وله أناسه ونوابه، ونتمنى عليه أن يكون له دور كبير جداً في المشاركة في الإنتخابات القادمة..
 الآن جاءوا لنا بقانون جديد، صوت للمواطن يكون صوت للدائرة والصوت الثاني يكون على مستوى الوطن، وهذا الأمر غير صحيح وغير سليم ويجب ان يكون هناك توافق كامل على قانون الإنتخاب، لأنه من أهم قوانين الإصلاح التي بدأنا فيها في عمليات التعديلات الدستورية. وبرأيي أن العيب ليس بالقانون، لا بالصوت الواحد ولا بالقائمة النسبية ولا بقائمة ال89 كما كانت، العيب يكمن في تطبيق القانون.. والعيب أن يكون هناك تدخل في الإنتخابات ينتقص من حريتها ونزاهتها. 

• كيف يتم التزوير؟ 
التزوير يحصل عندما يتم التدخل في الانتخابات. لا يأتي من الحكومة فقط، المرشحون أنفسهم يحاولون اللعب في نتائج الانتخابات، ويستغلون المال السياسي وهذا تزوير. عملية التزوير قد لا تكون عملية مؤسسية فقد تكون فردية. 

• نسف كل ما يقوم به الرئيس أو الحكومة أو الوزير ليس جديداً.

يجب أن لا يكون هناك مركزية في اتخاذ القرار، فالوزير منصبه سياسي ويجب أن لا يتدخل في الأمور الفنية أو الإدارية، التي هي من واجب الأمين العام.

• يعني الفساد الإداري أشد من الفساد المالي؟ 

الفساد الإداري هو الأساس. عندما تصلح الإدارة ينضبط المال. الوزير يضع السياسة العامة لوزارته ويراقب تنفيذها. دوره سياسي. مجلس الوزراء هو الذي يضع السياسة العامة للدولة، وهو المسؤول عن أعماله، ويجب على الأمناء العامين للوزارات تنفيذ هذه السياسة العامة التي توضع، أما عندما تحدث تدخلات ويصبح هناك فساد إداري وفساد مالي، والنتيجة نصبح نطالب بمحاربة الفساد واجتثاثه.

• بالمناسبة الحديث عن الإنتخابات النيابية وبتفصيل أكثر.. كم من الوقت سيستغرقنا حتى نصل إلى مرحلة التناوب الحزبي للحكومات؟ وبتفصيل أكثر هل يستهويك موضوع القائمة النسبية لتشكيل حزب أو ائتلاف في الإنتخابات القادمة؟

الأحزاب لغاية الآن لم تتجذر في الأردن، مع احترامي وتقديري لقانون الأحزاب. وكما قلت سابقاً العيب ليس في القوانين، لكن هناك مادة في قانون الأحزاب، فعندما يكون لدي حوالي 20 أو 25 حزباً، حزب عدده 250 وآخر عدده ألفان، وحزب به ثلاثة آلاف، لكن الحزب الذي لديه 250 شخصاً هل نسميه حزباً؟! ثانياً كحكومة تأتي لدعم هذه الأحزاب، كيف أعطي حزبا لديه 500 شخص مبلغ 50 ألف دينار في السنة وحزب لديه من 4-5 آلاف نعطيه 50 ألفا.. كيف يصح هذا؟! ثالثاً الثقافة الحزبية لدينا لم تصل لغاية الآن إلى مرحلة الوعي الحزبي. الأحزاب الموجودة لدينا هي أحزاب شخصانية، والسبب لأنه غير عقائدي. لكن حزب الإخوان المسلمين حزب عقائدي ومنظم، حزب جبهة تم تشكيله من 50-60 سنة وهو قائم ، نظم نفسه وله اقتصاده ونشاطاته ووعيه ومصداقيته ودوره في المجتمع. أثبت نفسه ومصداقيته، بينما الأحزاب الأخرى ما زالت حديثة العهد، وتحتاج حسب اعتقادي إلى عشرين سنة لتتجذر. كمايجب أن تكون الأحزاب جميعها أردنية مائة بالمائة، ويكون ولاؤها وانتماؤها للوطن الأردني وليس لشخص معين.
في الحلقة القادمة توفيق كريشان: «من المسؤول عن تراجع دور شيخ العشيرة؟» 

استراحة
• البداية: 

ولدت في مدينة معان 1947 ودرست في مدارسها حتى عام 1967 ثم غادرت إلى القاهرة وحصلت على التوجيهي المصري، وبعدها التحقت في جامعة بيروت العربية وتخرجت عام 1973 في الاقتصاد والعلوم السياسية ثم اشتغلت في مصفاة البترول لغاية عام 1989 حيث ترشحت للإنتخابات النيابية ولم يحالفني الحظ، وفي انتخابات 1993ترشحت مرة ثانية عن محافظة معان، عندما كانت معان والعقبة ووادي موسى والشوبك محافظة واحدة وأيامها صدر قانون الصوت الواحد. وبعدها أصبحت نائباً ثم وزيراً للشؤون البلدية والبيئة، في حكومة الدكتور عبدالسلام المجالي، وكان مبدأ الدكتور عبدالسلام أنه لا يريد أن يدخل نواباً في حكومته، فضغط النواب بضرورة إشراكهم في الحكومة، وكنا وقتها عشرة نواب، منهم عبدالرؤوف الروابدة وعارف البطاينة وصالح ارشيدات وعبدالباقي جمو، وقد حملت في حكومته حقيبة وزارة الشؤون البلدية والقروية والبيئة واستمررت حتى عام 1996 حيث تشكلت حكومة أخرى، ثم عاد المجالي وشكل حكومته في عام 1997 فحملت حقيبة البلديات أيضاً واستمررت مع مجيء حكومة فايز الطراونة وبعدها مع حكومة الروابدة حيث استلمت حقيبتي الشؤون القرويه والبلديه والبيئة والحقيبة البرلمانيه.
[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة)   توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة) Emptyالجمعة 08 مايو 2015, 12:04 pm

توفيق كريشان.. باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة) 2-4

ملك يوسف التل - هل يمكن العثورعلى سياسي أردني واحد لديه الجرأة أو المزاج أو قدرة التحكّم بلسانه بحيث يكتفي بالحديث «بعيداً عن السياسة»وفي هذا الوقت بالذات؟ نقصد في فصل «الربيع العربي « الذي أصبح فيه كل شيء سياسة، وسياسة تعوم في فائض الشك ونكهات الريبة ومحفزات رفع الصوت.
 في السنوات الماضية وحتى فترة غير بعيدة ،كان الحديث «بعيداً عن السياسة «مغرياً وممتعاً للسياسيين المحترفين. فما يعرفونه ويجهله الشارع، هو أكثر بكثير مما يودّون الخوض فيه. الآن تغير الوضع واختلطت بعض الاشارات الحمراء بالصفراء بالخضراء.. حديث السياسي «بعيداً فعلاً عن السياسة» بات وكأنه تهمة بالغياب عن الصورة أو انعدام الموقف أو شبهة بجفاف الذاكرة .
ذوات سبق وتحدثوا «بعيداً عن السياسة « وكانوا ممتعين في سردهم الهادئ، اختلفت نبرة الكثيرين منهم هذه المرّة. حديثهم أضحى أكثر إثارة بالمواقف وأثرى بالتفاصيل التي وإن كان عمرها أكثر من خمسين سنة إلا أنها تأتي موصولة بالذي نراه الآن ويفاجئنا .
الحكي «هذه المرة « له ميزة أخرى. فهو يكشف أن العديد من رجالات الدولة الذين لم نكن نرى منهم سوى صفحة التجهم واليباس، هم بعد التقاعد أصحاب بديهة رائقة وتسعفهم النكتة عندما تحرجهم الأسئلة.

طوال السنوات العشرين الماضية لم يغب عن المشهد العام.! فما بين عضوية المجلس النيابي التي بدأ بها حياته السياسية (1993) وعضويته في معظم الحكومات المتعاقبة، نجح الباشا بأن يصنع نموذجاً لرجل الدولة الذي لم يكد يترك مجال تخصص في العمل العام إلا وأتقنه.
توفيق كريشان هو صاحب أطول حقيبة لوزارة البلديات التي تخلق تماساً يومياً بالهموم المعاشية التي يعرفها سكان غرب عمان. ومن خلال وزارة الدولة للشؤون البرلمانية امتلك الرجل الخلية العصبية الخفية للحياة الأثيرة. ومن هذه الخبرة في بيروقراطية الدولة مع عقلية ليبرالية عشائرية، فقد استطاع أبو عبدالله أن يشكل نموذجاً للشيخة بمفهومها العصري الذي يحاكي المقتضيات الأردنية في المرحلة التي اهتزت أو تضاءلت فيها القيم والمرجعيات والخطوط الحمر الاجتماعية التقليدية. ولذلك فان توفيق كريشان حين يتكلم الآن، والآن بالتحديد، عن الإصلاح المفترض والحراكات الاجتماعية وتداول السلطة التنفيذية والفساد وعن الإخوان المسلمين والصوت الواحد وبقية القائمة الطويلة من العناوين الحساسة، فانه يجد الكثيرين الذين ينتظرون سماعه.



• لماذا بتقديركم كل تلك الإرباكات التي دخلت بها آخر حكومتين أو ثلاث حكومات بشأن البلديات في عددها وفكها وإعادة تركيبها وتأجيل إنتخاباتها؟

البلديات هي أساس المجتمع الأردني، وهي أساس كينونة الدولة الأردنية لكونها مؤسسات تمثل كافة شرائح المجتمع الأردني على المستوى العشائري والسياسي والمنظمات المدنية، انها تمثل الشعب من القاعدة. كان عدد البلديات في الماضي 328 بلدية، وعندما نقول 328 بلدية بعشرة أعضاء إذن لدينا 3 آلاف عضو يمثلون كافة شرائح المجتمع الأردني. حصلت عملية دمج البلديات والتي بدأت منذ عام 1994. كان هناك مجالس قروية، أكثر من 427 مجلسا عدا البلديات التي تجاوز عددها تقريباً 260 بلدية. المجالس القروية كان لكل عشرة بيوت مجلس قروي، وله رئيس. 
عمليا لم يكن لها فائدة، لذلك لم يتطور المجتمع في المجلس القروي وبقي على ما هو عليه. فبدأنا بعملية دمج هذه المجالس القروية القريبة محاولين توحيدها فأصبح عدد البلديات 328 بلدية، حيث تبين من عملية الدمج بأنه لا بد من فائدة معينة تحدث لهذه البلديات، ولكن للأسف أن الدمج لم يراع أموراً كثيرة، منها التركيبة السكانية، والمسافات والبعد بين البلديات بعضها عن بعض، فأصبحت النظرة إلى البلديات نظرة مادية تجارية بحت، ونظرة على أنها شركة تحقق ربحا وخسارة، وهذا ليس دور البلدية الذي هو دور مجتمعي وسياسي. وبالدمج اصبحت 97 بلدية على ما أعتقد، نجح جزء منها. عملية الدمج ليست سلبية بالمطلق، ورأيي أن 50 بالمائة منها نجحت وهي التي طبقت بشكل سليم و50 بالمائة فشلت، بسبب بعد البلدية عن الأخرى كما ان التجانس السكاني لم يكن موفقا مائة بالمائة مما أدى إلى فشلها. 
وايام حكومة نادر الذهبي، طالب أكثر من 97 نائبا بإعادة النظر بدمج البلديات، وطالبوا بعدة أمور في ذلك الوقت لأنها كانت مطالب شعبية. جاء المواطنون من خلال ممثليهم في مجلس النواب، وكنت عضواً فيه وتقدمنا بطلب من 97 نائبا من أصل 110 يقول أنه لا بد من إعادة النظر في عملية دمج البلديات. ذهبت حكومة نادر الذهبي وجاءت بعدها حكومة معروف البخيت الأولى، وبقي التراخي إلى أن جاءت حكومة الدكتور معروف البخيت الثانية فبدأوا على أساس التطبيق وعدلوا قانون البلديات.. المادة الخامسة من القانون تشير إلى أن كل بلدية عدد سكانها خمسة آلاف فما فوق وترغب في الفصل، على أهلها أن يتقدموا بعرائض إلى وزارة البلديات. فتقدمت آلاف العرائض إلى وزارة البلديات تطالب بعملية الفصل. فأصبح هناك مشكلة تم امتصاصها و كنت قد توليت العملية حيث كنت نائباً لرئيس الوزراء، والتقينا مع الإخوان لحين امتصصنا غضب الشارع، وتم تسجيل 2 مليون و250 ألف ناخب وناخبة في جداول الناخبين في الانتخابات، ولكن للأسف رحلت حكومة د. البخيت وجاءت حكومة د. عون الخصاونة وألغي كل ما تم سابقاً.. ألغوا التسجيل وتم تأجيل الانتخابات للمرة الأولى والثانية والثالثة على الرغم من أن جلالة الملك أعلن داخليا وفي المحافل الدولية عدة مرات بأنه يريد أن تجري الانتخابات في نهاية عام2011، وللأسف لم يحصل حتى الآن. 

• ما هي المستخلصات الاجتماعية والسياسية والأمنية التي خرجتم بها من التجربة الأخيرة للبلديات وما رافقها من عنف اجتماعي غير معهود؟ 

بصراحة أقول: لولا ربيع العرب لكان هذا العنف غير موجود ولا الاحتجاجات أيضاً. الأردن بلد آمن، والربيع العربي جعل الناس تتنفس.. وكانت الناس مغلوبة على أمرها. 

• السبب الرئيسي للمشكة حسب رأيك؟
 
سببها ضم عدة بلديات حول عمّان والتي هي جماعة بني صخر والعجارمة وهؤلاء العشائر التي كانت لهم بلديات مستقلة مثل سحاب وناعور والجيزة والتي هي بعيدة عن عمان، تم ضمها إلى عمان وهذا الذي خلق المشكلة.. حينها وافقوا على الدمج رغماً عنهم لسببين، لأنهم كانوا يدفعون رسوما قليلة وهم غير منضمين إلى عمان، لكن عندما تم الضم أصبحوا يدفعون كما يدفع في عمان، وبعضهم أصبح يجب عليه أن يدفع ستة ملايين دينار رسوما على أراضيه، وهذا لا يجوز، لأنهم أصبحوا من ضمن أمانة عمان وأمانة عمان هي فئة أولى. لا أستطيع داخل البلدية الواحدة أن أقسّم هذه فئة أولى وهذه فئة ثانية. مرت السنة الأولى في بداية حكومة معروف البخيت الأولى وهم مجبرون أن ينضموا إلى أمانة عمان. وعندما جاء الربيع العربي تنفسوا وحصلت الاحتجاجات. عدنا إلى الموقف الطبيعي والسليم الذي يجب مراعاته بتقسيم البلديات وفصلنا الجيزة والموقر وناعور، كما وفصلنا سحاب عن عمّان حتى هدأت الأمور. الآن لم يعد هناك فرض على المواطن، بل أصبح المواطن يفرض رأيه بمنتهى الصراحة. 

• بمناسبة الحديث عن المشاكل الاجتماعية المتفاقمة، ما الذي حصل لمنصب شيخ العشيرة حتى تضاءل نفوذه ودوره ولم يعد يمون على حل المشاكل أو توجيه جيل الشباب الجديد؟

 منذ منتصف السبعينات بدأت الدولة وللأسف الشديد تقوض دور شيخ العشيرة. نحن نعرف حق المعرفة ان الأردن مبني على العشائرية رضينا أم أبينا، والعشائرية في الأردن نبراس يجب أن نرفع «الطاقية» له، هناك مشاكل كثيرة لا تستطيع الحكومات -بما أوتيت من قوة- حلهابدون أن تلجأ إلى شيوخ العشائر. لكن منذ منتصف السبعينيات بدأت الدولة بكل أجهزتها تحارب هذا العنصر وبالذات شيخ العشيرة، فأصبحت العشيرة يحكمها أكثر من شيخ واحد. وهذا كان سبباً رئيسياً في عملية تقويض المجتمع الأردني وتفتيت العشائرية الأردنية التي كان لها دور كبير جداً في المجتمع. الآن أصبحنا نجد أن شيخ العشيرة الأصلي الحقيقي لم يعد أحد من جماعته يسمع له.. يجب علينا أن نتصارح ونقيم أنفسنا. 

• من هي الأطراف التي أخذت مكان شيخ العشيرة في هذا الذوبان الذي حصل لمركزه المعنوي؟

شيّخوا أناسا آخرين، وهؤلاء لم يأخذوا دور شيخ العشيرة الأصلي، فأصبح دوره ضعيفاً. لهذا السبب تشعبت العشيرة، والشيخ الأصلي لم يعد يقوم بدوره كالسابق، وهذه مشكلة. 

• كوزير عميق الخبرة في الشؤون البلدية، هل تعتقدون أن موضوع الواجهات العشائرية أخذ طريقه للحل التدريجي بحيث لا يبقى مبعثاً لتجدد الاشكالات الاجتماعية والأمنية بين كل فترة وأخرى؟ 

أولاً للأسف فان الناس لا تفهم كلمة الواجهات العشائرية ولا تعرف معناها، أومتى أصبحت لدينا واجهات عشائرية. مواطننا لا يعرف ما هي الواجهة العشائرية، وقد أخذنا بالوراثة بأن هذه المنطقة أو تلك عبارة عن واجهة عشائرية. فمثلاً عندما يقولون بأن هذه واجهة عشيرة الكراشين فانهم لا يعرفون ان هذه الواجهة ليست لك، بل ملك خزينة الدولة. تاريخياً الواجهات أوجدها الجنرال كلوب حيث كان هناك نزاعات في ذلك الوقت منذ أيام تركيا. أيامها كانت هناك نزاعات بين القبائل الأردنية والعشائر في البادية ، فجاء كلوب ونظم العملية بتقسيم المنطقة إلى واجهات عشائرية. ومعنى الواجهة العشائرية لمن لا يعرف معناها أنها واجهة الرعي لأغنام هذه العشائر، لكن الناس فهمت ذلك بأن الأرض لهم، بينما الأرض ليست لهم بل لخزينة الدولة.

• وتفسيركم لذاك الذي حصل؟

 ما حصل في الواجهات العشائرية أن هناك أشخاصاً يقوم الواحد منهم بتحديد أرض ما ويقول بأنها أرض والده وجده، فيما الآخر الذي جلس في بيته وليس لديه هذا الأمر يضيع حقه. وهذا سببه الدولة. وقد كنت أحد أعضاء اللجنة التي تشكلت بخصوص الواجهات العشائرية عندما كان هناك خلاف بين بني صخر والحويطات. وسبق وتشكلت عدة لجان منذ 30-40 سنة وكلما تأتي حكومة تشكل لجنة برئاسة وزير الداخلية لحل الواجهات العشائرية، وقبل ان يقوم الوزير بالعمل على ذلك يخرج من الوزارة ويأتي وزير آخر ويعيد تشكيل اللجنة، ومن ذلك اليوم إلى اليوم لم يحل الموضوع.

استراحة

• لماذا تزوجت في سن ال 35؟

ربما أعطيت لنفسي وقتاً لاختيار الإنسانة التي ستشاركني حياتي حتى وجدتها وهي نعم الزوجة، من عائلة ماضي من معان، وقد رزقني الله من الأبناء ثلاثة أولاد وأربع بنات، أكبرهم ميس تزوجت قبل أشهر بعد حصولها على شهادة الصيدلة من الجامعة الأردنية، وإيمان مهندسة عمارة، وعبدالله يدرس في بريطانيا تسويق، ورند سنة ثالثة تكنولوجيا معلومات، وغالية سنة أولى صيدلة في الأردنية، ومصطفى هذا العام توجيهي، وحسين الآن في الصف الخامس في الكلية العلمية الإسلامية.

• كيف تعرفت على زوجتك؟ 

بالصدفة. كنت حينها رئيس خرجي جامعة بيروت العربية، وكان هناك تسجيل للجامعة بالانتساب، وكانت احدى المنتسبات، عندماجاءت مع صديقتها التي كنت على معرفة بأهلها، تحدثت مع أم عبدالله وأيامها كنت أعمل في مصفاة البترول، فرأيت فيها من الخلق والتهذيب والاصالة ما جذبني إليها وحصل النصيب.
في الحلقة القادمة :توفيق كريشان و» فكرة تشكيل حزب سياسي من المتقاعدين العسكريين»
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة)   توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة) Emptyالجمعة 08 مايو 2015, 12:05 pm

توفيق كريشان.. باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة) 3-4

ملك يوسف التل - هل يمكن العثورعلى سياسي أردني واحد لديه الجرأة أو المزاج أو قدرة التحكّم بلسانه بحيث يكتفي بالحديث «بعيداً عن السياسة»وفي هذا الوقت بالذات؟ نقصد في فصل «الربيع العربي « الذي أصبح فيه كل شيء سياسة، وسياسة تعوم في فائض الشك ونكهات الريبة ومحفزات رفع الصوت.
 في السنوات الماضية وحتى فترة غير بعيدة ،كان الحديث «بعيداً عن السياسة «مغرياً وممتعاً للسياسيين المحترفين. فما يعرفونه ويجهله الشارع، هو أكثر بكثير مما يودّون الخوض فيه. الآن تغير الوضع واختلطت بعض الاشارات الحمراء بالصفراء بالخضراء.. حديث السياسي «بعيداً فعلاً عن السياسة» بات وكأنه تهمة بالغياب عن الصورة أو انعدام الموقف أو شبهة بجفاف الذاكرة .
ذوات سبق وتحدثوا «بعيداً عن السياسة « وكانوا ممتعين في سردهم الهادئ، اختلفت نبرة الكثيرين منهم هذه المرّة. حديثهم أضحى أكثر إثارة بالمواقف وأثرى بالتفاصيل التي وإن كان عمرها أكثر من خمسين سنة إلا أنها تأتي موصولة بالذي نراه الآن ويفاجئنا .
الحكي «هذه المرة « له ميزة أخرى. فهو يكشف أن العديد من رجالات الدولة الذين لم نكن نرى منهم سوى صفحة التجهم واليباس، هم بعد التقاعد أصحاب بديهة رائقة وتسعفهم النكتة عندما تحرجهم الأسئلة.

طوال السنوات العشرين الماضية لم يغب عن المشهد العام.! فما بين عضوية المجلس النيابي التي بدأ بها حياته السياسية (1993) وعضويته في معظم الحكومات المتعاقبة، نجح الباشا بأن يصنع نموذجاً لرجل الدولة الذي لم يكد يترك مجال تخصص في العمل العام إلا وأتقنه.
توفيق كريشان هو صاحب أطول حقيبة لوزارة البلديات التي تخلق تماساً يومياً بالهموم المعاشية التي يعرفها سكان غرب عمان. ومن خلال وزارة الدولة للشؤون البرلمانية امتلك الرجل الخلية العصبية الخفية للحياة الأثيرة. ومن هذه الخبرة في بيروقراطية الدولة مع عقلية ليبرالية عشائرية، فقد استطاع أبو عبدالله أن يشكل نموذجاً للشيخة بمفهومها العصري الذي يحاكي المقتضيات الأردنية في المرحلة التي اهتزت أو تضاءلت فيها القيم والمرجعيات والخطوط الحمر الاجتماعية التقليدية. ولذلك فان توفيق كريشان حين يتكلم الآن، والآن بالتحديد، عن الإصلاح المفترض والحراكات الاجتماعية وتداول السلطة التنفيذية والفساد وعن الإخوان المسلمين والصوت الواحد وبقية القائمة الطويلة من العناوين الحساسة، فانه يجد الكثيرين الذين ينتظرون سماعه.



• كوزير محترف للشؤون البرلمانية ما هو تفسيركم لفجوة الثقة المتزايدة بين الشارع والسلطة التشريعية؟

فجوة الثقة المتزايدة بين الشارع والسلطة التنفيذية سببها الرئيسي الأوضاع الأقتصادية التي كان لها تأثير كبير على عدم قيام النواب بتقديم الخدمات للمواطنين حيث أن من أولى أولويات المواطن قبل الدخول بباب التشريع والرقابة هو تقديم الخدمات خاصة فيما يتعلق بالفقر والبطالة التي أصبحت تتزايد في المناطق البعيدة عن العاصمة. وقد كانت لي تجربة عندما كنت وزيراً للبلديات وفرت لي المعرفة بتلك المناطق في جميع أنحاء المملكة. 

• الأحاديث والتعليقات المنسوبة للعديد من كبار المسؤولين حول تزوير الانتخابات السابقة عمقت بالتأكيد فجوة الثقة. لماذا لم يتقدم أحد بشكوى رسمية للبت بشبهات التزوير؟ وكيف السبيل لاستعادة السلطة التشريعية لهيبتها ومعنوياتها لدى الناس؟

لم أسمع عن لسان أي مسؤول أردني سابق أو لاحق أنه تحدث عن تزوير في الإنتخابات. ولكن اثيرت شائعات كثيرة عن هذا الموضوع بالشارع العام وكانت هناك شبهات تدور في الشارع الأردني عن التزوير. كان يجب على كل من لديه الدليل بأن هناك تزويراً أن يتقدم للنائب العام ..
أما فيما يتعلق بالسبيل لإستعادة السلطة التشريعية هيبتها فقد تم بالاونة الأخيرة عدد من الإصلاحات السياسية وخاصة فيما يتعلق بالهيئة المستقلة للإشراف على الإنتخابات والتعديلات الدستورية والتي من ضمنها إنشاء المحكمة الدستورية. هذا الجو السياسي المريح سيؤدي إلى استعادة السلطة لهيبتها وثقة الناس بها. 

• والسؤال نفسه نطرحه أيضاً عن فجوة الثقة المتزايدة بين الناس والحكومات.. كيف يجري تقليص هذه الفجوة؟

الثقة ما بين الناس والحكومات !!!! لقد فقد الناس الثقة بالحكومات المتتالية بسبب عدم تقديم الحكومة الخدمات اللازمة للمواطنين وخاصة فيما يتعلق بالفقر والبطالة. وسبب ذلك الأوضاع الإقتصادية التي شهدها العالم والظروف السياسية المحيطة بالأردن التي أدت إلى التأثير على الأوضاع الإقتصادية الأردنية مما إنعكس على عجز الحكومات عن تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين وخاصة فيما يتعلق بمعالجة أهم قضية يعاني منها المواطن الأردني وهي قضية البطالة والفقر الناتج عنها. لدينا زيادة سنوية لافتة في عدد الخريجين الذي يدخلون سوق العمل وهي زيادة لايوجد ما يوازيها من فرص العمل الجديدة التي تخلقها المشاريع الجديدة. ولذلك أقول بمسؤولية القطاع الخاص ان يكون شريكا للقطاع العام في توليد المشاريع التشغيلية وبالذات في المحافظات حتى لا تبقى عمان هي مركز التشغيل. كذلك كثرة تغيير الحكومات أعتبرها مسؤولة عن استمرار العجز المالي واتساع فجوة التنمية حيث تم تغيير أربع حكومات في أقل من سنة ولم تأخذ الحكومات أي فرصة لتنفيذ البرامج التي تقدمت بها في بياناتها الوزارية التي نالت على أساسها ثقة مجلس النواب ما إنعكس سلباً على أداء الحكومات نتيجة للأوضاع الأقتصادية، بالإضافة إلى عدم التركيز على الأولويات الأساسية لحاجة المواطن والتركيز على إنشاء المشاريع الإستثمارية في المناطق النائية للعمل على تشغيل الأيدي العاملة.
• هل ترون أن المتقاعدين العسكريين ألغوا المسافة التقليدية المتوارثة التي تبعد بين الأمن والسياسة؟ كيف تنظرون لفكرة تشكيل حزب سياسي من المتقاعدين العسكريين؟ 

عندما يكون العسكري كما نعلم نظامياً فانه محظور عليه أن يتدخل في السياسة. والضباط المتقاعدون أصبحوا مدنيين بعد ان انهوا خدماتهم ولهم الحق في أن يمارسوا دورهم السياسي، ولكن عليهم في نفس الوقت مراعاة شؤون البلد والوطن الذي أوصلهم إلى المنصب الذي وصلوا اليه. جيمعنا ننتمي لهذا الوطن ونعيش تحت مظلته، وهذا الوطن يختلف عن أي بلد عربي آخر، فنحن لدينا شعب فلسطيني له قضية موجودة وما تزال حية، وهذا الأمر غير موجودة في أي بلد عربي آخر، خاصة في الدول التي حصل بها حراكات. فنحن أردنيون في الأردن وفلسطينيون عندما نتابع القضية الفلسطينية. نحن نتحمل مسؤولية إخواننا الفلسطينيين وهم يتحملون مسؤولية الأردن لأن أمنه واستقراره يعني أمن واستقرار الجميع، وكل من يحاول خلق الفوضى في هذا الوطن فهو متآمر مع الصهيونية العالمية لخلق ما يسمى بالوطن البديل. 

• فكرت بخوض الانتخابات القادمة؟

انتظر ما سيسفر عن القانون. وبغض النظر عما ينتهي اليه القانون الذي يخضع لشد وجذب فأنا اساساً مع أن يكون هناك ثلاثة أصوات، مثلما بدأنا في حكومة معروف البخيت. الصوت الثالث لقائمة الوطن، يكون هناك قائمة من 24 عضواً على مستوى الوطن، قائمة مفتوحة وليس نسبية، هؤلاء ال24 يوزعون لكل محافظة واحداً واحداً، باستثناء محافظات السلط اثنين، والكرك اثنين، وعمان أربعة والزرقاء ثلاثة وإربد ثلاثة مراعاة للكثافة السكانية، وتنزل القائمة من 24، حتى نجعل الشعب الأردني كله بكافة أطيافه وفئاته جميعه متكاتفين...المسيحي ينتخب المسلم والمسلم ينتخب المسيحي وابن مخيم حطين ينتخب ابن معان وابن معان ينتخب ابن مخيم الوحدات، ويحق لأي شخص أن ينتخب في أي منطقة، فيكون ال24 الذين تم انتخابهم يمثلون الأردن وهم شخصيات أردنية تمثل الأردن. 

• رأيك في الجمع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية؟ 

نعم أنا مع النائب الوزير في حالة انشاء حكومة برلمانية.. بهذا الدمج بين السلطتين لن يعود النائب يعمل فقط لصالح دائرته الانتخابية.

• في حديث جانبي نفيت وجود بطالة بين شبابنا..على أي أساس بنيت نظريتك؟

هي ليست نظرية، وانما واقع نعيشه ونلمسه يومياً. نحن ننتقد ونتحدث وهذا واجبنا حتى نصل للأفضل، والأردن مقارنة مع غيره من الدول العربية والمحيطة بنا هي الأفضل. الإنجازات التي تمت لا تخفى على أحد ونتقدم باستمرار على المستوى الصحي والتعليمي وغير ذلك.. بلد عدد سكانه ستة ملايين نسمة وهناك مليون وافد يعمل, معنى ذلك أنه لا يوجد بطالة لدينا، وسبب البطالة ان شبابنا يعزف عن العمل اذا ما كان حسب « مزاجه». 

• دائماً نقارن أنفسنا بالدول الأقل حظاً منّا:

لا.. نحن نقارن أنفسنا بالسعودية التي لديها موارد أكثر منا بمليون درجة، ونقارن أنفسنا بالكويت ومواردها، وبقطر وسوريا وبلبنان، وبعد ذلك أقارن نفسي بالدول الأوروبية. نحن ليس لدينا ما لديهم، لكن لدينا أمنا واستقرارا لتحقيق الاستثمار، ونحمد الله تعالى على صمود الأردن رغم ما تعرض له من أعاصير ونكبات .

استراحة 

• كيف تتعامل مع التكنولوجيا الحديثة؟

لا أؤمن بها إطلاقاً! أنا ضدها لعدم المصداقية، فهي تقوم بتخريب أجيالنا. أتحدث عن الإعلام الالكتروني بالإضافة إلى الفيس بوك وغيره من المواقع الفاسدة.

• لا بد وأنك عشت استحقاقات شبابك بالكامل؟ 

نعم استمتعت بكل مراحل حياتي. فكل شاب كان لا بد وأن يمر بمرحلة زاهية من عمره. وقد مررت في عمان وبيروت سنوات عشتها بكل استحقاقاتها ومن أجمل ما يمكن.
في الحلقة الأخيرة توفيق كريشان: «عندما كنت وزيراً في الحكومات التي حملت فيها حقائب وزارية كانت تتم أمور لم أكن راضيا عنها والالتزام بقرار الغالبية واجب».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة)   توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة) Emptyالجمعة 08 مايو 2015, 12:05 pm

توفيق كريشان.. باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة) 4-4

ملك يوسف التل - هل يمكن العثورعلى سياسي أردني واحد لديه الجرأة أو المزاج أو قدرة التحكّم بلسانه بحيث يكتفي بالحديث «بعيداً عن السياسة»وفي هذا الوقت بالذات؟ نقصد في فصل «الربيع العربي « الذي أصبح فيه كل شيء سياسة، وسياسة تعوم في فائض الشك ونكهات الريبة ومحفزات رفع الصوت.
 في السنوات الماضية وحتى فترة غير بعيدة ،كان الحديث «بعيداً عن السياسة «مغرياً وممتعاً للسياسيين المحترفين. فما يعرفونه ويجهله الشارع، هو أكثر بكثير مما يودّون الخوض فيه. الآن تغير الوضع واختلطت بعض الاشارات الحمراء بالصفراء بالخضراء.. حديث السياسي «بعيداً فعلاً عن السياسة» بات وكأنه تهمة بالغياب عن الصورة أو انعدام الموقف أو شبهة بجفاف الذاكرة .
ذوات سبق وتحدثوا «بعيداً عن السياسة « وكانوا ممتعين في سردهم الهادئ، اختلفت نبرة الكثيرين منهم هذه المرّة. حديثهم أضحى أكثر إثارة بالمواقف وأثرى بالتفاصيل التي وإن كان عمرها أكثر من خمسين سنة إلا أنها تأتي موصولة بالذي نراه الآن ويفاجئنا .
الحكي «هذه المرة « له ميزة أخرى. فهو يكشف أن العديد من رجالات الدولة الذين لم نكن نرى منهم سوى صفحة التجهم واليباس، هم بعد التقاعد أصحاب بديهة رائقة وتسعفهم النكتة عندما تحرجهم الأسئلة.


طوال السنوات العشرين الماضية لم يغب عن المشهد العام.! فما بين عضوية المجلس النيابي التي بدأ بها حياته السياسية (1993) وعضويته في معظم الحكومات المتعاقبة، نجح الباشا بأن يصنع نموذجاً لرجل الدولة الذي لم يكد يترك مجال تخصص في العمل العام إلا وأتقنه.
توفيق كريشان هو صاحب أطول حقيبة لوزارة البلديات التي تخلق تماساً يومياً بالهموم المعاشية التي يعرفها سكان غرب عمان. ومن خلال وزارة الدولة للشؤون البرلمانية امتلك الرجل الخلية العصبية الخفية للحياة الأثيرة. ومن هذه الخبرة في بيروقراطية الدولة مع عقلية ليبرالية عشائرية، فقد استطاع أبو عبدالله أن يشكل نموذجاً للشيخة بمفهومها العصري الذي يحاكي المقتضيات الأردنية في المرحلة التي اهتزت أو تضاءلت فيها القيم والمرجعيات والخطوط الحمر الاجتماعية التقليدية. ولذلك فان توفيق كريشان حين يتكلم الآن، والآن بالتحديد، عن الإصلاح المفترض والحراكات الاجتماعية وتداول السلطة التنفيذية والفساد وعن الإخوان المسلمين والصوت الواحد وبقية القائمة الطويلة من العناوين الحساسة، فانه يجد الكثيرين الذين ينتظرون سماعه.



• لماذا لم يستهوك تشكيل الأحزاب أو الانضمام إليها كما فعل الكثيرون ممن يحسبون على الحرس القديم؟

 للأسف أقولها بأن الذين بنوا هذا البلد على مدار تسعين عاماً ما زلنا نسميهم حرسا قديما وهذه مشكلة!! لنسأل أنفسنا : من بنى الأردن؟ ما مقومات المملكة الأردنية الهاشمية؟ مقوماتها هذا النظام الموجود لدينا: الهاشميون، والمواطن الأردني، والمغتربون الذين ذهبوا للعمل في الخارج كانوا يأتون بالأموال من الخارج ويبنون هذا البلد بسواعدهم وبسواعد الأجيال السابقة التي أسست هذا البلد. فلا يجب أن نقول هناك عهد قديم وعهد جديد، ولا نقول هناك حرس قديم وليبراليون جدد.. الليبرالية مدرسة لا تطبق إلا في بلد مكتف ذاتياً، فموضوع الخصخصة وتعويم الأسعار يكون في بلد مكتف ذاتياً، لكن عندنا في الأردن لا تجدي نفعاً فالمواطن الأردني تربى منذ تسعين عاماً على ثقافة معينة، لا أستطيع أن أنزعها منه بجرة قلم أو قانون معين. تربى مواطننا على عملية الأمن الوظيفي الاجتماعي في الدولة، وعلينا أن نسير معه خطوة خطوة.

• وكأنك ضد ما تم خصخصته؟

أنا متحفظ على عملية الخصخصة، وتحفظي عليها لأننا لم نصل إلى مرحلة تؤهلنا لها. أنا مع الخصخصة عندما نكون مكتفين ذاتياً ولا يكون علينا مديونية. أيضاً قانون الخصخصة الذي كان في عام 1994 في مجلس النواب نحن الذين طرحناه لكن للأسف لم يطبق، ولو تم تطبيقه فأنا معها مائة بالمائة.

• وكيف تم طرحه؟

طرح في مجلس النواب بأن هناك صندوقا للأجيال، وكنا إذا أردنا أن نأتي على مشروع رابح على سبيل المثال كمشروع شركة الاتصالات، بعنا حصتنا، وكان لنا حصة فيها مائة بالمائة، وقلنا بأننا نريد خصخصتها تدريجياً. بعنا 40 بالمائة منها ب600 مليون، يذهب 300 مليون لصندوق الأجيال و300 مليون تذهب لسداد الديون التي علينا، والتي كانت يومها أربعة مليارات، وبعدها نبيع حصتنا في الفوسفات مثلاً وتذهب حصة للصندوق وحصة لسداد المديونية. هذا هو القانون الذي لم يطبق إطلاقاً.

• ماذا تقصد بصندوق الأجيال؟

صندوق الأجيال يعني أنه عندما يكون لدينا مبلغ مثلاً 200 مليون دينار يصرف المبلغ لعمل مشاريع لتنمية المحافظات، ونكون بذلك قد عالجنا نسبة كبيرة من مشكلة البطالة التي هي في تزايد مستمر، ولو بدأنا أيضاً من عام 1994 لغاية هذا اليوم بتطبيق هذا القانون لكنا قمنا بسد المديونية، لكن للأسف الأمر لم يتم، وزادت مديونيتنا بشكل لا يصدق.

• هذا الصوت العالي لم نسمعه أثناء ما كنت على رأس عملك!

في مجلس الوزراء كنت أتحدث بهذا الحديث، وكنت متحفظاً على أمور كثيرة في الخصخصة. شخصياً ما أزال محابيا للدولة وليس للحكومة، فانتمائي لدولة ووطن، وحتى عندما كنت وزيراً في الحكومات التي حملت فيها حقائب وزارية مختلفة فقد كانت هناك أمور تتم لم أكن راضيا عنها، كنت أناقش فيها داخل مجلس الوزراء. عندما أجريت انتخابات عام 2000، وكانت أفضل انتخابات تجرى في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، والكل أشاد بها حتى حزب جبهة العمل الإسلامي. لكن أقول بأن أي مسؤول عندما يكون في حكومة معينة يجب أن لا يطعن بوزارته، صحيح أنه يتحدث داخل مجلس الوزراء ويبدي رأيه ويصبح هناك تصويت على القرار داخل المجلس وعندما يفشل التصويت على رأيه في القرار عليه أن يلتزم بقرار الغالبية العظمى وهذه هي الديمقراطية. 

• ماذا بينك وبين الرئيس السابق عون الخصاونة الذي قيل انه عطل ذهابك سفيرا وأقسم انه لن يتعاون معك؟ 
علاقتي مع رئيس الوزراء السابق عون الخصاونه طبيعية جداً ولا أذكر أن بيني وبينه أي خلافات ولكني قرأت وسمعت كما قرأ وسمع غيري أنه أقسم أمام المقربين منه حسب ما تم نشره من خلال المواقع الألكترونية ولكنني لم أسمع منه شخصياً.

استراحة
• لماذا يقولون لك (باشا)؟

لم يأت اللقب من خدمة عسكرية فأنا لم أخدم بالجيش وان كان شرفا لي لو خدمت، لكن الباشوية قديمة في عائلتنا وهي وراثية عن جدي حسين إلى والدي محمود من زمن تركيا، وبقي اللقب متوارثاً. 

• توقعت أن تصل إلى ما وصلت إليه؟

نعم كنت أتوقع .. كنت طموحاً بأن أكون نائباً في مجلس الأمة ووزيراً ورئيس وزراء من أيام دراستي في الجامعة .

• على ماذا ندمت بحياتك؟

لم أندم على شيء أبداً. كل مرحلة من محطات حياتي أعطيتها حقها بما يملي عليَ ضميري سواء في الشؤون العامة أو الخاصة .

• وبماذا تفتخر؟

 فخور بمحبة الناس لي وعلاقتي بهم وأنني لم أفكر في يوم من الأيام أغلاق بابي في وجه أي شخص.. أتقبل كل الناس، وهم عندي سواسية وما أفتخر وأعتز به أيضاً انني عشت حياتي نظيفا ولله الحمد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
توفيق كريشان..باشا بالوراثة استحق وصف (رجل دولة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اردننا الغالي-
انتقل الى: