ما هي اضرار الحشيش
عند مناقشتنا لأضرار الحشيش علينا أن نؤكد أن البوابة السحرية لتعاطي الحشيش تتمثل في محورين:
الأول: قناعة الكثيرين في المجتمع أن الحشيش ليس إدمان وليس بالمخدر وليس مصدرا للخطر فهو – أي الحشيش – ليس إلا محسن للحالة المزاجية ومصدرا للنشوة والسعادة ولا يترتب عليه في الغالب أي ضرر يذكر.
الثاني: الأوهام التي تنسج من الخيال حول هذا المارد الذي يسكن نفس الإنسان فيعطيه القدرة الجنسية العالية فور تعاطيه للحشيش.
وفى حقيقة الأمر هذين المحورين ضرب من ضروب الوهم وليس لهما صله بالواقع فالعلم اثبت أن الحشيش مؤثر شديد على الجهاز العصبي للإنسان ويسبب إدمانه كما أن التخيلات التي ينشئها تعاطي الحشيش هي السبب وراء الشعور الغير حقيقي بالقدرة الجنسية حيث يفقد الحشيش متعاطيه القدرة على الشعور بالوقت مما يخيل له أن فترة العلاقة الجنسية أطول من أي وقت مضى لم يتعاط فيه الحشيش .. ومن هنا الإجابة على سؤال
ما هى اضرار الحشيش لابد أن تكون من منطلق القناعة الكاملة بأمرين – الحشيش مخدر كغيره من المخدرات يحمل الشر الكثير – الحشيش وهم لا يغنى عن الواقع الذي يستفيق الإنسان عليه فيجد نفسه مدمرا تماما بسبب انه صار مدمنا للحشيش.
وقبل الخوض في ما هى اضرار الحشيش علينا أن نناقش بنود هامة تساعدنا على فهم وإدراك أضرار الحشيش بشكل علمي شامل:
ماذا يحدث فور أن يتعاطى الإنسان الحشيش؟
الحشيش دائما يباشر عمله مباشرة على الجهاز العصبي للإنسان لذلك عندما يتعاطى الإنسان الحشيش لأول مرة ينتابه شعور شديد بالنعاس ويشعر بأعراض من الجفاف الشديد في الحلق مصحوبا بشعور بالعطش مع تعرق وسرعة في التنفس ويؤدى ذلك كله في نهاية الأمر إلى خلل شديد في الاتزان الحركي.
المراحل التي يمر بها متعاطي الحشيش فور تعاطيه:
هذا البند أيضا من المهم أن نناقشه كمقدمة منطقية لمعرفة الحالة التي تصيب الإنسان من تعاطي الحشيش ومن ثم ندرك تماما ما هى اضرار الحشيش:
المرحلة الأولى:
مرحلة النشوة: تبدأ بعد تعاطي الحشيش بدقائق قليلة يصاب فيها الإنسان بنشوة وعالم من الخيال قد تدفعه للاستغراق في حالة ضحك متواصل دون سبب واضح.
المرحلة الثانية:
مرحلة فقد الاتزان: وهي مرحلة يفقد فيها الإنسان المتعاطي الإحساس بتقدير الزمن والمكان ويشعر انه يعيش في عالم متسع من التخيلات.
المرحلة الثالثة:
مرحلة الكيف: وهي المرحلة التي يصل فيها الإنسان المتعاطي للنشوة العظمى ويصاب الإنسان في هذه المرحلة بما يسمى انفصام الشخصية ويشعر وكأنه إنسان آخر وفى بعض الأحيان يشعر كأنه شخصين متضادين في المشاعر والأحاسيس.
المرحلة الرابعة:
مرحلة النوم والدهشة: وهي مرحلة يغلب فيها النوم على الإنسان ثم يستفيق في اليوم التالي تنتابه حالة من الدهشة.
والأن من المهم أن نذكر لك عزيزي القارئ:
ما هى اضرار الحشيش ..؟
1: إن الحشيش يحتوي على مادة (THC) التي تؤثر على المخ والغدد التناسلية بعد تراكمها عليهما مما يسبب عجزا جنسيا وأيضا الإصابة المبكرة بأمراض الشيخوخة والخرف المبكر.
2: يؤدى الحشيش إلى تقليل معدل تكوين الحامض النووي بالمخ ومن ثم تقليل معدل تكوين خلايا جديدة وكل هذا يؤدى إلى حالة شديدة من ضمور المخ.
3: يؤدى تعاطي الحشيش إلى تدمير الجهاز المناعي بالجسد حيث انه من ضمن تأثيرات الحشيش الضارة تدمير الشعيرات الهوائية مما يساعد على تزايد المواد البلغمية وتراكمها فتجد دائما متعاطي الحشيش مصاب بالنزلات الشعبية الحادة.
4: إن تعاطي الحشيش بالتدخين وما يتضمن ذلك من تبغ يؤدى إلى سرطان الرئة حيث أن كل من الحشيش والتبغ المحترق يحتوي على مواد متسرطنه.
5: التهابات شديدة في الأمعاء والمعدة وتدمير وظائف الكبد.
6: اضطرابات مزمنة في الجهاز الهضمي مما يؤدى إلى فقدان في الشهية وإسهال أو إمساك بطريقة مزمنة.
ومن ذلك كله يتضح لنا أن الحشيش مخدر شديد الخطورة ولا يغرنك انه يصبر عليك لفترة قبل أن ترى منه الوجه القبيح فهو كغيره من المخدرات قاتل للإنسان مدمر لكيانه.
الحشيش وتأثيراته المدمرة
سنوات من البحث والدراسات قام بها العديد من العلماء للوصول إلى نتائج دقيقة حول التأثير الذي يحدثه مخدر الحشيش على كافة أعضاء الجسم، وكانت النتائج تحمل الكثير من الصدمات لكل من يتعاطى الحشيش ويصر على ذلك زعماً أنه ليس له أضراراً تُذكر … حيث تبين من خلال هذه الدراسات التأثيرات الكارثية التي تحدثها هذه المادة على كل عضو من أعضاء الجسم …
تأثير مادة الحشيش على الجهاز التنفسي :
أكدت الدراسات أن الأدخنة الناتجة من احتراق مادة الحشيش تؤدي إلى موت الخلايا وبمرور الوقت يؤدي ذلك إلى موت الأنسجة، مما يسبب إعاقة عملية التنفس الطبيعي، والجدير بالذكر أن هذه الخلايا لا يمكنها إعادة النمو مرة أخرى، حتي بعد التوقف عن عملية التعاطي.
كما يوجد بالجهاز التنفسي بجسم الأنسان بعض الخلايا الدفاعية التي تسمي ” المكاروفاجس ” والتي يمكنها أن تهاجم أي ضرر يهاجم الجهاز التنفسي، فقد أثبتت الدراسات أن أدخنة الحشيش تعمل علي تخدير هذه الخلايا، فلا تستطيع أن تقوم بدورها، مما يعطي الفرصة لهذه الأدخنة لتكوين الخلايا السرطانية بالرئة بنسبة 91% .
تأثير الحشيش على القلب :
يؤدي تعاطي مخدر الحشيش إلى زيادة نبضات القلب، وقد تصل دقاته من 130 إلى 150 نبضة في الدقيقة، ويحدث ذلك نتيجة زيادة تدفق غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الرئة، الأمر الذي يضطر القلب على العمل بقوة أكبر ليحصل على كمية كافية من الأوكسجين التي تحتاجها عضلة القلب ولم تجدها، لتأتي في النهاية النتيجة الحتمية وهي إتلاف عضلة القلب، وقد يؤدي تدخين مادة الحشيش إلى الموت المفاجئ في حالة تعاطي الشخص المصاب بقصور في الشريان التاجي لهذه المادة .
تأثير مادة الحشيش علي مخ الإنسان
يحتوي ثلث المخ علي المواد الدهنية، كما أن كل خلية عصبية بالمخ تحاط بغلاف دهني من صنع الخالق – عز وجل – ، كما أن المادة الفعالة لمخدر الحشيش وهي دلتا-9 T.H.C تستقر في المواد الدهنية بالمخ، حتى في الفترات التي يتوقف فيها المدمن عن تعاطي مادة الحشيش ، وهذا يعني أن حالات تسمم المخ والجسم بالحشيش لا تتوقف، لأن خلايا الجسم تحتفظ بكميات قليلة من مادة دلتا-9، حيث تعمل هذه المادة علي تآكل خلايا المخ شيئا فشيئاً حتي الوصول الي مرحلة التدمير الكامل، وهنا تكمن الكارثة، فخلايا المخ تختلف كلياً عن الخلايا الطبيعية بجسم الأنسان، لأن ما يموت منها لا يستبدل ولا يعوض، بالتالي يسبب ذلك العديد من الأضرار.
ومن ذلك شبكة الأندوبلازم الموجودة بمخ الإنسان وهي عبارة عن مجموعة من الخيوط المتراصة والمترابطة، والتي تقوم بالعمل الكيميائي لإرسال الإشارات للجسم، والتي بفعل تعاطي مادة الحشيش يتم إتلاف هذه الشبكة الهامة وتتخذ هذه الخيوط شكلاً فوضوياً، مما يؤثر على درجة توصيل الإشارات بين خلايا المخ وأعضاء الجسم، كمركز الغثيان المسئول عن عملية القيء عند وجود مادة سامة أو غير مقبولة في المعدة، مما يؤدي إلى انتشار المواد السامة في الجسم.
تأثير الحشيش على الجهاز المناعي :
حيث أُجريت عدة دراسات على كرات الدم البيضاء لبعض مدمني مخدر الحشيش ومقارنتها بغيرهم ممن لا يتعاطون هذا النوع من المخدرات. وتم إجرائها علي كرات الدم البيضاء بالتحديد، لأنها تعتبر جزءًا هامًا من جهاز المناعة، والذي يشمل الخلايا اللمفاوية، وخلايا النيوتروفيلات، فعندما يهاجم جسم الإنسان أي فيروس أو مادة كيميائية غريبة، فإن هذه الخلايا تفرز أجسامًا مضادة لهذا الفيروس أو المادة الكيميائية الغريبة لتحاربها.
أما خلايا النيوترفيلات فيمتد منها زوائد سيتوبلازمية تهاجم الفيروس وتمتصه وتقضي عليه، وهذا ما يسمى بالتهام الجراثيم، وكانت نتيجة الدراسة أن خلايا كرات الدم البيضاء في الأصحاء قوية وسمينة ومتينة، أما عند المدمنين فتعاني من نقص البروتينات، كما بدت أصغر حجماً ومجعدة وفي صورة مشوهة لا تقدر أن تؤدي عملها ومواجهة المرض أو الفيروس