فلا عزاء لهم 

[size=48]فلا عزاء لهم 
[/size]

لا يخفى على أحد إن اﻹيمان باﻷمور تقتضي العمل به..
ومن الحياة نتعلم لكن أحيانآ يستوطن على النفس التخاذل حتى الغرق 
لينهض الشخص في النهاية متسائلا..
فمن السوء لا نتدارك إلا النتائج..وهكذا نحن فعلآ.. ومنه سنظل واهمين وعن الدرب غائبين..
وإن اﻷمثلة من الحياة عديدة..
فقط لو نتمعن..وننسى فكرة اﻹعتياد على اﻷمور فهي ما جعلتنا في سبات..
بعض اﻷمثلة :

[size=48]((بين الفكرة والتطبيق))[/size]

من المعروف إن الفكرة لا ترتبط بعالم الكتابة..بل هي شأن بشري عام لكل البشر وكل التطلعات..
هي تلك التي تتولد في الداخل ومن ثم نقلبها ونكتبها ونسجل بذرتها طرق وخطوات تنفيذها....
هي تبقى فكرة مشلولة لو لم توضع على طريق التنفيذ..
فالكتب كانت فكرة..وعالم العلم كل نقطة فيه كانت فكرة..
تلمع فجأه ومن ثم يمسكها اﻹنسان وينتج نشاطآ يعم العالم خيرآ..وقد ينقلب سوءآ..
ومن هذا التداعي كانت المصادرة أحيانآ بين الفكرة وبين النوم عنه...

[size=48](( الحاضر الغائب ))[/size]

توافرت في الأرض منابع المعاصي .. وجادت المحافل بكل منابر الشهوات ..
 وفسدت الأرض بما كسبت أيدي الناس .. 
وكل ألف طالح من بني البشر يطارد منبوذاَ ليمثل ذاك الصلاح ..
ويومياَ موارد الأرحام تجود برغوة الزبد لتملأ الأرض بخبث الأفاعي ..
ومعظم الأرض ينكر الأديان وترفض الإذعان لحكم السماء ..
 والندرة في الصلاح وفي التسامي كندرة الألماس بين الركام ..
والعين لا ترى حينما ترى إلا الحرام ولا ترى نعمة الحلال ..
 والآذان لا تسمع حين تسمع إلا قول الهوى وأنغام الضلال ..
ورسائل الفحش تجتاح النفوس وتدخل الديار عبر الأثير بغير استئذان ..
وحصادها ثمار الفساد تأكلها الأجيال دون رادع يمنع الأدران ..
والناس في غفلة تكمل اليوم وتنتظر الغد بهـوان ..
 وأمة الإسلام تهاونت في صد أنواع البلاء ..
 ونامت ولا ترى منابع الفساد تتدفق كالبحار من كل الأرجاء ..
فهي كانت خير أمة عندما كانت تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء ..
 واليوم نراها وقد مالت لأهل الهوى وتركض خلفهم بغباء ..
والأعجب أن ثمار المعاصي دانية قطوفها .. متاحة مرتاحة ترد البيوت دون بحث أو عناء ..
ولكن ليس التسامي بالأحلام والتمني .. إنما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والموبقات ثم الدعاء بالفرج ..
 والكل يوماً سوف يسأل عن ما قدم وأخر ..
الراعي وغير الراعي .. الإمام وغير الإمام ..
 الموكول وغير الموكول .. المعلم وغير المعلم ..
 والأب والأم والأسرة ..
 فكيف تركناها عايره بغير ضوابط أو زجر أو نهي أو عقاب ..
 وكيف تناسينا الأمر وكأن شيئاَ لم يكن ؟؟ !! ..
ثم نشتكي بعد ذلك من الضنك في المعيشة .. 
ونشتكي من كثرة المعاناة في شئون المسلمين .

[size=48](( على الحرف نقطة ))[/size]

بين كل إثنين نجد التواصل منعدم..فالناس تحكمهم نظرة أو موقف أو كلمة أو فعل..
بالتالي ضياع مفاهيم وقيم وحتى خلق...ببساطة نجد إن أسهل اﻷمور تضيع في شدة وهمية..
نحن نفقد اﻹتزان في اﻷمور..والحكمة في المواقف..والرؤية الصحيحة..
في النهاية سنقول عذرآ وعفوآ فهذا خلط قد وقع فيه العنوان..فضاع الفكر واﻹنسان!!!

بل هي صفحة مرآة تطابق فيه الخيال بأصل فتوهم الإنسان ..

[size=48](( النور والنار ))[/size]

لوهلة سنظن إن اﻷمران مرتبطان..ومتداخلان فمن يريد النور عليه أن يسعى له بشتى الطرق..
وحتى لو كان بإشتعال النار....
نعم هي كفيلة بتنوير المكان...لكنها أيضآ كفيلة بالتسبب بالدمار..
وكما يقال من يلعب بالنار يحرق نفسه..
ومن يسعى للطرق الخطيرة بحجة إفاده نفسة سيؤذي نفسه في النهاية....
والسلسلة تطول ولا تقصر..
هذه هي الدروب المليئة بالشوك...
نعم..فلا عزاء للفاشلين..ولا عزاء للنائمين..ولا عزاء للمتخلفين..ولا عزاء للكسالى. .
ولا عزاء للمتكبرين..ولا عزاء للمدعين...ولا عزاء لمن أرتضى على نفسه الهوان......
وكلآ يعمل بما يرضاه لنفسه...