ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الشريط الشائك يتحول لزيتون منغرس في أرض فلسطين… الإثنين 08 يونيو 2015, 10:00 pm | |
| [rtl]الشريط الشائك يتحول لزيتون منغرس في أرض فلسطين…عبد الرحمن قطناني يطوع عنف المعدن المعادي ويدعونا للتبصر بجماله[/rtl] [rtl]زهرة مرعي[/rtl] JUNE 7, 2015 بيروت ـ «القدس العربي»: لو كان للأسلاك الشائكة قدرة التعبير لتقدمت برسالة شكر للفنان عبد الرحمن قطناني. من بين يديه ومن خلال فكره الخلاّق صار لتلك الأسلاك حضوراً متشعباً تخطى الواجب العنفي الأساس الذي من أجله وجدت. إن كان لتلك الأسلاك حماية ملكية ما أو تحديدها، وأن تصبح سياجاً لوطن، وأن تنبئ بمنع اجتياز مكان ما، لأمر أمني أو لخطر. لكنها في ذاكرة اللاجئ الفلسطيني تحمل ألف سؤال وسؤال، وألف شكل وشكل من الألم الدفين، وفي الوقت نفسه لهذه الأسلاك فعل التحريض والتمسك بالأرض. في ذكرى النكبة الفلسطينية استقبل جاليري أجيال في شارع الحمراء معرض الفنان الشاب عبد الرحمن قطناني. خمس قطع مصممة بالأسلاك الشائكة، الأسلاك التي يستحيل أن تكوّن حالة ودية مع كائن بشري طبيعي، إذ ليس للبشر منحها رسالة قبول، فكيف الحال مع اللاجئ الفلسطيني؟ إنما عبد الرحمن قطناني المولود في مخيم صبرا في بيروت سنة 1983 حوّل السلك الشائك إلى غصن زيتون. ومن خلال الأغصان الندية المتفرعة من جذور زيتوناته الأربع اشتهينا زيتون فلسطين، وشممنا ترابها. القطعة الخامسة من أعمال قطناني هي «تورنيدو» أو إعصار، هو الإعصار الذي يضرب الوطن العربي، ويحمله نحو المجهول، ومعه ما تبقى لنا من طموح وأحلام. هذا الإعصار يتوسط المكان ويضرب من أرضه إلى سقفه، حياله تتكون مشاعر الدوار، هل نصدق أو لا نصدق ما نحن عليه؟ نعم هو شكل لنا حياله أكثر من قراءة. ربما هو رقص المذبوح ألماً، وربما هي حورية البحر تصرخ طلباً للأوكسجين. في المقابل وبعد أن يُغرق الفنان المتلقي بسوداوية الواقع، يحمله إلى الزيتونة الرمز لتمسك الفلسطيني بأرضه. شجرات الزيتون التي يقتلعها المحتلون لزرع مستوطناتهم في أرض فلسطين أعادها قطناني للحياة وبالشريط الشائك. تحول زيتون الشريط الشائك لشوكة في عيون الصهاينة، وبات عصياً على الاقتلاع، وبات للذاكرة المستهدفة أولا وأخيراً أن تبقى حية ونضرة. من «التورنيدو» المتنقل بعنف في الوطن العربي، اُقصيت فلسطين إلى مكان خلفي. سواء لفّها الاهتمام، أو حاصرها النسيان، هي الموضوع الأول والأساس الذي يحرك فكر قطناني الفني. للفنان موقف مما هو حاصل، وفي الوقت عينه يعلن تمسكه بهويته وتراثه وذاكرته التي تكونت من روايات الأهل والأجداد. ليس لقطناني موقف سياسي، هو في موقف وطني خالص ونقي كما الذهب من عيار 24 قيراطا. صوب على عنف الشريط الشائك الذي وعاه في المخيم حيث يعيش، فهذه حدود المخيم وهذه بيوت الزنك وناسها.. وعاه فتياً على الحدود التي تفصل لبنان عن فلسطين، على شوكه سال شوق المقيمين وشوق اللاجئين. عصر عنف الشريط الشائك وحوله إلى أغصان زيتون، صار ذاك العدو الذي يهدد أجساد البشر بالتمزيق أن سولت لهم انفسهم تخطيه، جميلاً. تتبصر فيه وتسأل عن كيفية تطويعه، بحيث يتحول شكلاً نُعجب به ونحبه، شكلاً ليس لنا الوقوف حياله من دون أن يهز بداخلنا مشاعر اللوعة على زيتون يُجرف، وفلسطينيون تُدمى قلوبهم، وفلسطين في أسفل سُلم الاهتمام. وليس عبثاً أن يتصدّر صالة العرض شعر ليوسف الخطيب يقول بالكلمة فكر كل لاجئ فلسطيني في ذكرى النكبة، وعلى مدار الأيام. من هذا الشعر «سأغسل جبهتي حتى تُرى مثل الضُّحى.. ويذوب عنها العار.. أنا إرهابيٌ.. أنا ثائرٌ.. أنا مقاومٌ.. حتى تُعاد إلى ذويها الدارُ.. أنا للحياة.. لن أظلّ ممزّقاً.. أقسمت.. لا أرضى ولا أختارُ.. مشيئتي قدرٌ.. على أقدامِه تتمَسَّحُ الأيامُ والأعمارُ». لعبد الرحمن قطناني مسيرة فتية مع الفن، فنه يتألف من حياة المخيم، حوّل نفاياته غير العضوية لموضوع اجتهد في تكوينه وتظهيره، جمعها مع أفكار خاصة به، فتوقف عنده المتابعون والنقاد. وفي معرض سابق له استقبله المركز الثقافي الفرنسي نقل قطناني بيوت المخيم إلى خارجه، فالتقى كثيرون بالمخيم في وسط منطقة المتحف، ففي بيروت آلاف مؤلفة من البشر لم تجذبهم حشريتهم المعرفية، الاجتماعية أو حتى الإنسانية لاستكشاف حال آلاف القاطنين على بعد مئات الأمتار منهم. قطناني في بيروت فنان ينطق بلسان حال الفلسطيني، وبحال كل ضمير عربي حي.زهرة مرعي |
|