منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 إسماعيل هنية - آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Empty
مُساهمةموضوع: إسماعيل هنية - آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية   إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Emptyالسبت 13 يونيو 2015, 11:17 pm

اقتباس :
آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية

يسر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن ينشر نصاً مهماً للأستاذ إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، ونائب رئيس حركة حماس، بعنوان "حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم". 

والنص هو مقابلة مكتوبة (تمت بالمراسلة الإلكترونية) أجراها الدكتور محسن محمد صالح (بيروت، لبنان) مع الأستاذ إسماعيل هنية (غزة، فلسطين). وقد جرى وضع الأسئلة على شكل عناوين فرعية لضمان سلاسة النص وانسيابيته. ويستعرض النص أبرز ثوابت حماس، وعناصر القوة والتماسك لديها، وأولويات المشروع الوطني، وتقييم النموذج المقاوم لحماس، وموقف حماس من الاعتراف بـ"إسرائيل" ومن مشروع التسوية. كما يناقش تجربة حماس في السلطة، وعلاقاتها مع فتح والفصائل الفلسطينية الأخرى. 

وقد تمّ نشر نص هذه المقابلة في كتاب "حركة المقاومة الإسلامية حماس: دراسات في الفكر والتجربة"، الذي قام بتحريره د. محسن محمد صالح، والذي صدر نصه العربي عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت سنة 2014. 

ويسعد المركز أن يوفر نص المقابلة بصيغة Pdf، وبصيغة HTML

لتحميل نص المقابلة، اضغط على الرابط التالي: 
>> آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ. إسماعيل هنية إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Pdf (15 صفحة، 767 KB)*


هذا النص هو مقابلة مكتوبة (تمت بالمراسلة الإلكترونية) أجراها الدكتور محسن محمد صالح (بيروت، لبنان) مع الأستاذ إسماعيل هنية (غزة، فلسطين)، حيث بدأت المراسلات في 19/12/2013، وتمّ اعتماد النص من الأستاذ هنية في 11/3/2014. وقد وُضعت التساؤلات هنا على شكل عناوين ومحاور للمساعدة في انسيابية النص وسلاسته. وقد تمّ نشره في كتاب "حركة المقاومة الإسلامية حماس: دراسات في الفكر والتجربة"، الذي قام بتحريره د. محسن محمد صالح، والذي صدر نصه العربي عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت سنة 2014.


آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية* [1] 


أولاً: أبرز ثوابت حركة حماس: 

إن ثوابت حركة حماس هي ثوابت الشعب الفلسطيني، والمتعلقة بقضيتين أساسيتين هما: الأرض والإنسان؛ الأرض وهي الأرض الفلسطينية غير منقوصة، والإنسان الحر على أرضه الحرة، بما يحقق حقّ العودة لكل إنسان فلسطيني إلى أرضه ووطنه وبيته وقريته، يعيش فيها حراً كريماً، ويتمتع فيها بكافة حقوق الإنسان؛ بدءاً بحق تقرير المصير إلى آخر وأصغر الحقوق، ككل لا يتجزأ. وبكلمات أخرى ثوابتنا هي تحرير الأرض الفلسطينية وعودة اللاجئين ليعيشوا أحراراً في أرضهم الحرة.

ثانياً: عناصر القوة والتماسك لدى حماس:

لقد تعرضت حماس إلى سلسلة من الضربات التي أُريدَ لكل منها أن تكون القاصمة والنهائية، كي تُنهي هذه الحركة، غير أن رعاية الله لها وعنايته بها لتمسكها بالمنهج القويم الذي أرسله للبشرية، واستنادها إلى موروث العقيدة والفكر الإسلامي؛ جعل منها راسخة في قلوب رجال أشداء يُضحون بكل شيء من أجل الأهداف النبيلة التي تشكلت من أجلها، والتفاف الجماهير من حول هؤلاء الرجال الذين قدموا التضحيات من أنفسهم وعوائلهم وساروا على درب الشهادة؛ بدءاً من المؤسس الشيخ أحمد ياسين؛ وكوكبة من قادة الحركة أمثال د. عبد العزيز الرنتيسي، وإسماعيل أبو شنب، وإبراهيم المقادمة، وصلاح شحادة، وجمال منصور، وجمال سليم، وصلاح دروزة وغيرهم الكثير رحمهم الله. كما أن هناك العديد من عناصر القوة التي أدت إلى هذا النمو المضطرد وهي عدالة القضية التي نشأت من أجلها حركة حماس، وهي القضية الفلسطينية بكل مكوناتها. وكذلك مدى الإخلاص لكل من القيادة والعناصر التي تنتمي للحركة في الدفاع عن هذه القضية والتضحية من أجلها.

العنصر الثالث هو الحكمة السياسية، وفقه الموازنات والأولويات في سياسة الحركة الذي أدى إلى جعل مسار الحركة في صعود مستمر، فلا يوجد هناك جمود، وإنما حراك إيجابي يحافظ على الأصالة في الفكر، ويحقق التجديد في الممارسة والتطبيق.

ولا يمكن إغفال العنصر المميز للحركة وهو إصرارها على الحفاظ على ثوابت شعبنا ومقاومته كعنوان لتحقيق الأهداف الوطنية، ورفضها الانسياق إلى أيّ مساومة على هذه الثوابت والحقوق؛ مع إبداء المرونة اللازمة في الهوامش المتاحة من العمل السياسي. ومن العناصر المميزة كذلك الامتداد العربي والإسلامي، والذي جعل من الحلقة التنظيمية أو الفلسطينية واحدة من سلسلة حلقات داعمة للشعب الفلسطيني.

وهناك عنصر الوضع التنظيمي والتداول الشورى على قيادة التنظيم، وهناك أيضاً ميزة أخرى هي أن الحركة عملت في كل مجالات الحياة الفلسطينية: الاجتماعية، والسياسية، والعسكرية، والأمنية، إضافة إلى عملها الأساسي الدعوي؛ مما مكنها من الانتشار وفتح ساحات جديدة.

ثالثاً: أولويات المشروع الوطني الفلسطيني:

لا شكّ أن الأولويات تختلف من مرحلة إلى أخرى ومتطلبات كل مرحلة، والحالة السائدة تجعل من قضية ما تتقدم على أخرى، في سياق الأهداف العامة لشعبنا، بسبب الظرف الموضوعي الذي تمر به الحالة الوطنية.

إضافة إلى أن جملة المتغيرات منذ سنة 1991، وبدء مفاوضات مدريد، ثم اتفاق إعلان المبادئ أدت إلى غياب مفهوم "مشروع وطني" يحظى بإجماع كل القوى والفصائل الفلسطينية، لصالح برامج فصائلية في طريق تحقيق الأهداف العامة والحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وتتمثل أولويات حركة حماس في هذه المرحلة من تاريخ شعبنا في استعادة وحدة شعبنا والحفاظ على الثوابت والحقوق الوطنية، دون أيّ انتقاص أو تنازل في ظلّ الظرف السياسي الراهن، من حالة انشغال عربي وانقسام فلسطيني وضعف عام ناتج عن اختلال موازين القوى، والعمل على تعديل ميزان القوى لصالح استكمال مشروع التحرير، وتوفير الحياة الحرة والكريمة إلى المواطن الفلسطيني، ليشكل رافداً أساسياً لمشروع التحرير. كما أن من أولوياتنا الاستمرار في مرحلة التحرر الوطني جنباً إلى جنب مع مرحلة البناء للمؤسسة الفلسطينية، على قواعد وأسس وطنية، سواء المؤسسة السياسية أم الإدارية أم الأمنية.

وهذه القضايا يجب العمل لها بشكل متوازٍ، لأننا نرى أن استمرار الانقسام وحالة الاستفراد بالقرار الفلسطيني، يشكلان خطراً على القضية الفلسطينية، قد يؤدي إلى انعكاسات خطيرة على الحاضر والمستقبل الفلسطيني.

رابعاً: تقييم النموذج المقاوم لحماس:

قدمت حماس نموذجاً جديداً من العمل الوطني في الساحة الفلسطينية، بل في المنطقة العربية والإسلامية. وهو نموذج فريد من حيث طبيعة التحديات التي تواجهه، وطبيعة الوسائل التي تعامل معها. فبالرغم من أن حركة حماس هي امتداد فكري طبيعي للحركة الإسلامية، إلا أن الأداء الميداني اختلف عن مجالات تركيز الحركة الأم؛ فلم يقتصر أداؤها على البعد الخيري والدعوي والاجتماعي، ولكنه ركّز على الأداء المقاوم للحركة بحكم طبيعة الحالة الفلسطينية ووقوعها تحت الاحتلال، مما أدى إلى بروز المقاومة كإبداع وأولوية في العمل.

وبهذا استطاعت حماس أن تقدم النموذج الخاص بها، لتكون حالة مميزة في الساحة الفلسطينية. وبالرغم من التنافس الفصائلي الحاد على الجماهير، إلا أنها استطاعت أن تحقق ثقلاً جماهيرياً كبيراً عكس نفسه في أكثر من تجربة انتخابية.

هذا النموذج هو خليط فريد من المقاومة والعمل الدعوي، والإغاثي، والجماهيري، والسياسي، والفكري حتى شكلت هذه الحركة إرثاً يستحق الدراسة بشيء من التفصيل في كل هذه المجالات، وحتى تجربة الحكم قدمت شخصية قيادية مختلفة.

وبعد 26 عاماً، اكتسبت حماس تجربة متراكمة بين أجيال مختلفة أثَّر كل منها في صناعة تاريخ هذه الحركة وحاضرها، مما جعل منها لاعباً مؤثراً ليس في الساحة الفلسطينية فحسب وإنما في المنطقة.

وقد تطور نموذج المقاومة لدى حماس بتطور كل مرحلة وبما يناسبها سياسياً، وبما يحقق الأهداف المناطة بهذا العمل المقاوم على طريق التحرير كاستراتيجية، وعلى طريق تحقيق الأهداف المرحلية في إطار الرؤية الشاملة.


خامساً: موقف حماس من اليهود:

نحن كمسلمين نقر بالكتب التي أنزلها الله ونحترم الديانة اليهودية كديانة سماوية، ونعدُّ أصحابها أهل كتاب، تماماً كالنصارى الذين يعيشون جنباً إلى جنب مع المسلمين في فلسطين ومختلف دول المنطقة.

وقد وضع الإسلام أسس التعامل مع أهل الكتاب واحترامهم وحقوقهم، ولكن هناك فرقاً بين اليهودية كديانة واليهود كأشخاص من جهة، وبين الحركة الصهيونية واحتلالها لأرضنا من جهة أخرى. فنحن لا نعادي هؤلاء لأنهم يهود ولكن لكونهم يحتلون أرضنا ويغتصبون حقوقنا. وقبل هذا الاحتلال تعايش المسلمون مع اليهود دون أيّ إشكال، بل إنهم اختاروا الدول العربية للاستقرار فيها بسبب توفر الحماية لهم، بينما كانوا يُقتلون في أوروبا وترتكب في حقهم المجازر.

سادساً: الموقف من الاعتراف بالكيان الصهيوني، ومشروع التسوية السلمية، والحد الأدنى الذي يمكن أن تقبل به حماس:

تضمن شكل الاعتراف الذي قدمته منظمة التحرير بالاحتلال الصهيوني كارثة سياسية. فهو لم يكن اعترافاً بأمر واقع وإنما كان اعترافاً بحق "اسرائيل" في الوجود، دون أيّ ضوابط واعتبارات، مما فتح الباب على مصراعيه للاحتلال، الذي وبموجب اتفاق أوسلو تمّ التنازل له عن 78% من أرض فلسطين، واعتبار أن ما يبقى من فلسطين هي أراضٍ متنازع عليها يجري التفاوض الآن حولها.

وقد جاء اتفاق أوسلو وليد مرحلة سياسية جعلت من الولايات المتحدة القطب العالمي الأقوى والوحيد، وكنتيجة ثانوية لحرب الخليج والتوجه العربي الجمعي نحو مسيرة التسوية منذ مؤتمر مدريد. ومنذ تلك اللحظة لم يُشكل فقط تنازلاً جوهرياً للاحتلال عن حقوق الشعب الفلسطيني، وإنما أوجد انقساماً في الساحة الفلسطينية حول الأهداف والوسائل، ونقل الصراع إلى داخل البيت الفلسطيني. ومنذ ذلك الوقت أثبتت الأيام أن مسار التسوية مسار عقيم، يصب لصالح الاحتلال لمراكمة فرض وقائع على الأرض وتنازلات يومية من المفاوض الفلسطيني دون أيّ إنجازات تذكر. يضاف إلى ذلك إسهام هذه المفاوضات في تجميل وجه الاحتلال، وغسل يديه من الجرائم التي اقترفها بحق الشعب الفلسطيني وقتل الآلاف، فضلاً عن الجهود التي يبذلها لتهويد المقدسات والسيطرة عليها.

ونحن نفرق ما بين الجهود السياسية وما بين التنازل، فلسنا ضدّ أيّ جهود دبلوماسية وسياسية من أجل استعادة حقوقنا، ولكننا لسنا مع المساومة عليها أو مبادلة حقّ بحق آخر.

وقد توافقنا فلسطينياً على القبول بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، مع عودة اللاجئين دون التنازل عن باقي حقوقنا؛ لأن الشعب الفلسطيني يفوض القيادة لاستعادة حقوقه، وليس للتنازل عنها، لأنها ليست ملكاً لنا أو لجيلنا الحالي فقط حتى نتنازل عنها.

سابعاً: تجربة حماس في السلطة الفلسطينية:

1. حماس وإشكالية الإصلاح والتغيير تحت الاحتلال:

عندما قاطعت حماس الانتخابات في سنة 1996 كان ذلك لعدم إعطاء أيّ شرعية لبرنامج أوسلو الذي كان في ذروة صعوده، وأُريدَ دمج كل مكونات شعبنا في هذا المشروع عبر عدة بوابات من بينها الانتخابات، كما كان هناك تعطيل لدور ذلك المجلس بنص واضح يقول إنه لا يجوز للمجلس أو حتى لرئيس السلطة إصدار تشريعات تخالف الاتفاقات المعقودة بين الطرفين، كما سحبت من السلطة أيّ صلاحيات أو مسؤوليات في مجال العلاقات الدولية أو الاتفاقات الاقتصادية.

غير أن جملة من المتغيرات أدت إلى تغير هذا الموقف في سنة 2006، وخصوصاً أن اتفاق أوسلو لم يعد له وجود من الناحية العملية. كما أن المنهج التفاوضي ثبت فشله بعد عشرة أعوام من الأداء السيء والإحباط الذي أصاب المواطنين، جراء السلوك السياسي والحكومي للسلطة الفلسطينية، والذي كان يتطلب أن تأتي قوة جديدة لا تحمل إرث الماضي من فساد ضَرَبَ الكثير من مكونات السلطة؛ وكان الإلحاح الجماهيري على أشده يطالب حركة حماس بالدخول في هذه الانتخابات، وبالفعل تمّ ذلك تحت شعار الإصلاح والتغيير، لتصحيح جملة من المسارات التي انتهجتها قيادة السلطة ما قبل 2006، ولحماية القضية والشعب من السقوط في وحل العمالة والفساد، وهما وجهان لعملة واحدة.

وقد استطاعت حماس المزاوجة بين برنامجين ومرحلتين، وهما التحرر الوطني والبناء والتغيير، وضربت النموذج العملي في إمكانية تحقيق هذه المزاوجة، فقد خاضت الحركة والحكومة تحديات جساماً كانت تستهدف وجود الحكومة بالأساس، وضَرْبَ هذا المشروع القادم واستئصاله. وخاضت معركة الحصار وعدة حروب قاسية، استطاعت الخروج منها أكثر ثباتاً وقدرة على تقديم المزيد من العطاء للشعب الفلسطيني؛ وأثبتت أنه لو توفرت الإرادة الحقيقية يمكن التقدم في المسارين. فالمقاومة اليوم في ظلّ حكم حماس هي أكثر قوة وقدرة على إيلام العدو، وفرضت عليه معادلات جديدة، وضربت المرتكزات الأساسية لنظرياته الأمنية والعسكرية.

وهذا يعود لوجود حكومة تحمي ظهر هذه المقاومة وتوفر لها الغطاء السياسي. ولعل أبرز تجليات التكامل بين الأداء السياسي للحكومة والفعل المقاوم تجلت في معركة حجارة السجيل، التي أبدعت فيها المقاومة، ولعبت الحكومة دوراً سياسياً في استقطاب الفعل الإقليمي الداعم، وحمت ظهر المقاومة، وهذا لم يكن ليأتي لو لم تكن هناك حكومة من النهج السياسي ذاته. وقد رأينا حكومات سابقة كانت تدين الفعل الفلسطيني المقاوم بل وتجهضه؛ وبالتالي المشاركة في الانتخابات والحكم هو أحد ضروريات نجاح وتقدم مشروع المقاومة، ويثبت ويؤكد ذلك أيّ مقارنة بين واقعي غزة والضفة من حيث قوة وقدرة المقاومة.

أما في المقابل، فمشروع التغيير والإصلاح حقق تقدماً؛ وانتهت على الأقل في قطاع غزة (حيث وجود الحكومة) أشكال الفساد والتجاوزات ومراكز القوى، وبالرغم من الحصار المضروب على القطاع إلا أن تقدماً حدث في الاقتصاد الفلسطيني، وشرعت الحكومة بخطوات وإجراءات في إطار الحكم الرشيد والمأسسة.

أما في الضفة المحتلة فالمشكلة أن الحكومة لم تُمكَّن من القيام بدورها، والسبب الأساسي هو حالة الانقسام وتشكيل حكومة أخرى (حكومة سلام فياض)، فضلاً عن وجود الاحتلال. 

2. تجربة الحكومة العاشرة التي قادتها حماس:

عندما خاضت الحركة الانتخابات البرلمانية سنة 2006 كانت تدرك تماماً جملة التحديات التي ستواجهها، لأنها مقبلة على مرحلة من نوع جديد، لذلك دفعت الحركة بخيرة قادتها إلى هذه الانتخابات، ومن ثم إلى الحكومة العاشرة؛ ضمَّت قيادات تاريخية، لأن المهمة هي تاريخية. فبرنامج الإصلاح والتغيير ليس مقتصراً على الأسماء والأشخاص والانتماء السياسي، وإنما تغيير في المنهج والمسار للسلطة الوطنية، من حيث العقيدة الفكرية والممارسة السياسية والمنطلقات لمختلف القرارات؛ وهو ما سوف يستدعي بالضرورة وجود جبهة معارَضة ورفض كبرى داخلياً وخارجياً، لذلك يتطلب نوعية من الرجال لهم عزيمة تستطيع خوض غمار المرحلة.

ما تمّ توقعه قد حدث، وبدأ الحصار مع ظهور نتائج الانتخابات وإعلان الحركة نيتها تشكيل الحكومة، وبدأت عملية الإفشال داخلياً وخارجياً. وظهر أن هناك من لم يقبل هذه النتائج وإن سلَّم بها شكلياً، ولكن عمل على إجهاض ووأد التجربة في أشهرها الأولى، وراهن البعض على سقوط الحكومة بعد فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر.

واستطاعت الحكومة الصمود أمام معركة الإفشال، والتي تمثلت في فوضى أمنية وحصار سياسي، وتعطيل داخل الوزارات، وتصعيد عسكري.

شكلت الحكومة القوة التنفيذية لتجاوز الفوضى الأمنية، والتصدي لها، ومواجهة حالات الفساد، عبر إحكام ضبط الوزارات وإيجاد البدائل المالية عن المال السياسي، وفتح قنوات اتصال مع دول عديدة لكسر الحصار السياسي. وبالرغم من عدم الانصياع من غالبية الموظفين في عملهم لقطع الطريق أمام تقدم وإنجاز الحكومة، بل وتخريب جهودها، وتشكيل حكومة موازية في مكتب الرئاسة، وعمل الأجهزة الأمنية ضدّ الأمن، وضدّ أيّ إنجاز؛ سارت الحكومة وصمدت نحو عام كامل، استطاعت خلاله إثبات أن وجود حماس في الحكم لا يعطل المقاومة، فكان أسر شاليط؛ وإثبات أنه في ظلّ حكم حماس يمكن إيجاد دبلوماسية قائمة مع دول لا تكترث كثيراً بالحصار الأمريكي الإسرائيلي، وإثبات أن الأداء السياسي يمكن أن يحقق تغيرات، لتوفير البديل المالي، بحيث تدعم حكومة مقاومة. واستطاعت هذه الرؤية أن توجد لها قاعدة حقيقية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. 

3. تجربة حكومة الوحدة الوطنية (الحادية عشر):

لقد حاولنا بكل جهد ممكن قبل تشكيل الحكومة العاشرة أن تكون حكومة وحدة وطنية، وشكلت الحركة من أجل هذه الغاية لجنة متخصصة للجلوس مع الفصائل الوطنية والإسلامية، وخاضت سلسلة من اللقاءات المطولة على المستوى الثنائي والجماعي للتوصل إلى اتفاق، وقدمت الكثير من المرونة على صعيد الحقائب الوزارية، وعلى صعيد البرنامج السياسي للحكومة، بالرغم من أننا نتمتع بأغلبية مريحة تتيح لنا تشكيل الحكومة بشكل منفرد، ونيل الثقة بسهولة من المجلس التشريعي وفق البرنامج السياسي الذي يحدده رئيس الحكومة والأغلبية البرلمانية. ولكن أردنا أن نضرب نموذجاً جديداً في الحكم؛ فضلاً عن فوائد الحكم الرشيد والنزاهة، وهو العمل المشترك وتحقيق الشراكة الحقيقية.

ولكن باءت هذه الجهود بالفشل للعديد من الأسباب من بينها الضغوط الخارجية التي أرادت لحماس أن تخوض غمار التجربة وتفشل —عبر عوامل الإفشال التي كان يخطط لها— والبعض الآخر كانت قراءته أن هذه الحكومة لن تستمر ولا يريد أن يشارك في فشل، أو أن يقدم ما يراه هو طوق نجاة للحركة.

ولكن بعد نجاح الحركة في الصمود لمدة عام كامل أمام ضغوط كانت كفيلة بإسقاط نظم مستقرة، مثل الحصار المالي والاقتصادي، والفوضى الأمنية، والإشغال العسكري، والهجمات المتتالية والمناكفة الدائمة من الموظفين، والتحريض الإعلامي وسلسلة من الأكاذيب والافتراءات التي طالت كل لحظة من عمل الحكومة، والتآمر الداخلي والخارجي، وبالتالي وصلت قناعة أن الحركة تملك من الرصيد الكثير الذي لن تنجح معه جهود إسقاطها، فيما برزت بعض الرؤوس الرامية إلى العمل المشترك. وقد تجاذبنا معها بإخلاص ورأينا في مكة أن الفرصة سانحة لنكرس شراكة حقيقية في الساحة السياسية الفلسطينية وتقديم النموذج الذي كنا نطمح به قبل عام، وأن هذه الحكومة يمكن أن تكون رسالة إلى العالم بوحدة شعبنا وقدرته على تجاوز أصعب المراحل، وأن روح التحدي متوفرة للجميع، خصوصاً أن ذلك يأتي في أعقاب انتفاضة خاضتها كل الفصائل سوية ضدّ الاحتلال، وبعد سقوط خيار أوسلو عملياً على وقع دبابات العدو. غير أن الوقائع كانت خلاف هذه التوقعات، وظهر أن هناك تياراً لم يسلِّم بالواقع الجديد، وعمل ليل نهار لاستكمال عملية الإفشال المنظمة؛ وارتبطت مصالحه بالمصالح الأمريكية الإسرائيلية ضدّ هذه التجربة حتى لو كانت في إطار حكومة الوحدة. واستمرت عملية الإفشال من مراكز القوى التي تشكلت في الأجهزة الأمنية والجهاز الإداري، وارتبطت مصالحها بضرورة غياب حماس عن الحكم واستمرار النموذج السابق. 

وكان جلّ عملية الإفشال من قلب الأجهزة الأمنية التي كان لديها إصرار على جرّ البلاد نحو الفوضى المنظمة، ونشر القتل والدماء ونقاط التفتيش، والتمركز على الأبراج، وبثّ الذعر في نفوس المواطنين.

وقد استدعى ذلك أن يكون هناك حملة أمنية للقوة التنفيذية، للقضاء على مراكز التوتر والعناصر الفوضوية، استغرقت ثلاثة أيام وانتهت باستسلام كل هذه العناصر بشكل كامل في قطاع غزة في 14/6/2007. وكان المأمول أن يكون هناك ترحيب بهذه الخطوة لفرض الأمن والاستقرار في غزة، غير أن قرارات الرئاسة أوجدت واقعاً جديداً عبر وجود حكومتين واحدة في غزة والثانية في الضفة، وأدت إلى تعطيل عمل المجلس التشريعي، وبدأت مرحلة الانقسام نتيجة رفض حركة فتح بقيادة محمود عباس لنتائج الانتخابات.

4. تجربة حكومة تسيير الأعمال في الفترة 2007-2013:

تحمل هذه المرحلة معان مزدوجة الاتجاه، فقد حملت هذه السنوات صعوبات عظام وتحديات جساماً، لربما كانت الأشد على شعبنا الذي أبدى في المقابل استقراراً عظيماً بصبر لا حدود له، وقدم تضحيات فاقت كل التوقعات. وفي مقابل صورة الألم كانت صورة الأمل تحدو النفوس، واستطاعت الحكومة والشعب معاً أن يرسما لوحة إبداعية فلسطينية معبقة بالدم.

لقد بدأت هذه المرحلة بتشديدٍ للحصار، بشكل غير مسبوق من مختلف الاتجاهات، وبدأت محاولة خنق قطاع غزة فاختفت من محالها البضائع ومختلف أنواع الأطعمة والملابس والوقود والأدوية، واختفت الكهرباء عن البيوت وعمّ الظلام الدامس، وتحول القطاع إلى سجن كبير معزول ومغلق؛ وغابت المعاني الإنسانية عن الساسة المُحَاصِرين فلسطينياً وعربياً ودولياً. ولكن إبداع شعبنا سبق كالعادة قيادته، وكسرت الجماهير أسوار الحصار، واقتحم نحو 750 ألف مواطن كل الحدود مع مصر، ودخلوا العريش (45 كم داخل الحدود المصرية) وابتاعوا احتياجات القطاع خلال ثلاثة أيام، وعادوا مجدداً إلى غزة لم يتخلف أحد، ولم يقم أيّ منهم بجريمة واحدة، وضربوا نموذجاً أخلاقياً فريداً. ثم توالى الإبداع عبر أنفاق شكلت شرايين الحياة لغزة الصابرة، وقد واكب هذه المرحلة عملية استنكاف شاملة لغالبية الموظفين في جميع القطاعات، في محاولة لإصابة القطاع بالشلل؛ وخصوصاً المدرسين، والأطباء، والممرضين، والقضاة، ووكلاء النيابة، والشرطة، والموظفين في باقي الوزارات.

وترك الجميع أعمالهم حتى تدب الفوضى والتذمر أوساط المواطنين في القطاع، غير أن الحكومة استطاعت وخلال ثلاثة أيام أن تملأ هذه الأماكن وتقوم بإعادة تسييرها جميعاً، وتقدم عشرات بل مئات المتطوعين في كل مهنة بلا مقابل، للحفاظ على استقرار القطاع وسير العمل في مختلف المرافق.

وأدى الفشل في مرحلة الخنق والاستنكاف ومن قبلهما الفوضى إلى اللجوء للخيار الأخير لانتزاع هذه الحكومة نهائياً، عبر القوة العسكرية؛ وجاء عدوان 2008/2009، عبر 22 يوماً من الاعتداءات المتواصلة على مدار الساعة، وكانت الحرب الأعنف في المنطقة منذ سنة 1967. وخلال ساعات كانت نصف طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تقصف كل أنحاء قطاع غزة وتلقي بحممها لتحيل القطاع إلى بِرَكٍ من الدماء، منتشرة في كل مكان. وتوالى العدوان براً وبحراً وجواً، لكنه قوبل بصمود أسطوري من شعب شبه أعزل، يمتلك بالكاد من الوسائل القتالية ما يقول أنا ما زلت حياً وأمتلك إرادة الصمود، ولن أركع أو أرفع الراية البيضاء. 1,500 شهيد، و5 آلاف منزل مدمر، و10 آلاف مصاب خلال 22 يوماً من العدوان، وفي النهاية أوقف العدو حربه دون أن يحصل على أيّ من أهداف هذه الحرب. فلا أزاح الحكومة، ولا استعاد شاليط، ولا كسر إرادة وصمود المقاومة التي ظلت صواريخها تسقط على غلاف غزة، حتى بعد إعلان الاحتلال وقف إطلاق النار أحادي الجانب بـ 12 ساعة، ورفضت المقاومة أن توافق على شروط الاحتلال لوقف إطلاق النار فأُوقف من جانب واحد هذا العدوان والإرهاب.

وبعد فشل آخر ما في جعبة المتآمرين من أوراق بدأت المعادلة تتغير، وبدأ الحصار يتهاوى، خصوصاً مع متغير جديد تمثل في حماقة جديدة ارتكبها الاحتلال بمهاجمة أسطول الحرية القادم للتضامن مع غزة، مما أدى إلى استشهاد تسعة من المتضامنين الأتراك. وتحول الحصار إلى قضية إنسانية دولية كبرى، وأزمة سياسية مع دولة لطالما صنفت كصديق لـ"إسرائيل". كل هذه التغيرات أدت إلى إعادة فتح معبر رفح بشكل متقطع، وبدأت جولات الحوار الوطني في القاهرة التي أعادت علاقتها مع غزة بعد قطيعة نحو عامين، وشرعت الحكومة بتطوير أدائها في كل المجالات لتبني مفهوم الحكم الرشيد، وتثبت مفاهيم الشفافية والعدالة والإصلاح في العمل الإداري، وتبدأ عملية إعادة بناء الجهاز الإداري بشكل كامل، وكذلك عملية إعادة بناء القطاع، وخصوصاً ما هدمه الاحتلال.

وتوالت انتصارات شعبنا وحكومته ومقاومته، إذ جاءت صفقة وفاء الأحرار لتطلق سراح 1,050 أسيراً من خيرة أبناء شعبنا من سجون الاحتلال، ولتنتشر الفرحة والبهجة في كل بيت من بيوت القطاع الصامد، وتصبح غزة قبلة الأحرار في هذا العالم، وجاءت عشرات بل مئات الوفود التضامنية من مختلف دول العالم، عرباً ومسلمين وأوروبيين وأمريكان، كلهم يحملون من المشاريع والدعم المادي والمعنوي، وأصبحت رمزاً للعزة والإباء والحرية الإنسانية. وتتحول الصعاب التي واجهتها غزة وحكومتها إلى نعمة، بأن رفع الله شأن هذه البقعة الصغيرة من العالم، بفعل جهاد وتضحية وصمود أبنائها على الظلم والتآمر.

وقد حاول الاحتلال أن يقضي على مشاعر الانتصار ويقوم بعملية "كسر وعي" للمواطن الفلسطيني، فأعلن الحرب مجدداً باغتيال الشهيد القائد أحمد الجعبري وشنّ العدوان الثاني، فكانت المفاجأة من نصيبه مرة أخرى، فإذا بغزة الضعيفة المحاصرة تقود مقاومة ضارية وتضرب كل نظرياته الأمنية، وتقصف لأول مرة في صراعه مع العدو تل أبيب والقدس، وتسقط الطائرات، وتستهدف البوارج، وتدمر الدبابات.

بل وأكثر من ذلك يستمر الأداء الحكومي كما هو، ويشهد القطاع حالة استقرار في الأسواق والمحال والمخابز والشوارع، وتعمل كافة الأجهزة الحكومية بخطط بديلة، مما أصاب العدو بالذهول. وتقاطع العمل السياسي مع الإداري مع العمل المقاوم؛ ووصل إلى غزة رئيس الوزراء المصري، ووزراء خارجية الدول العربية، وأمين عام جامعة الدول العربية، ووزير الخارجية التركي، بعد سلسلة من الاتصالات السياسية للحكومة، وجهود مكثفة أسفرت عن اتفاق للمرة الأولى لوقف العدوان على غزة. وتحقّق نصر سياسي لصالح المقاومة لأول مرة في تاريخ الصراع على العدو الصهيوني، بفعل هذا التكامل والتناغم في الأداء الوطني.

وقد عززت هذه المعركة القناعات بإمكانية المزاوجة بل والتكامل بين الحكومة والعمل المقاوم، وأن هذا الوضع هو الأنسب عبر تشكيل غطاء سياسي للمقاومة، وأنه يمكن تحقيق الإنجازات الحقيقية.

اليوم، هناك حكومة راسخة الأقدام فشلت كل محاولات إسقاطها أو دقّ الأسافين بينها وبين شعبها، استطاعت تحقيق الأمن للمواطنين، وتقوم بسلسلة مشاريع استراتيجية في غزة. ففي ظلها شهد قطاع غزة انطلاقة طيبة منقطعة النظير، وأُنشئت المشاريع الزراعية التي حققت الاكتفاء الذاتي بكل الخضروات والكثير من الفواكه، وأعادت عملية الإنتاج لمصانع مهملة ومغلقة.

كل ذلك وهي ما زالت محاصرة يتم التآمر عليها، وتواجه مقاطعة عربية ودولية، ولكن شرعيتها وقدرتها نابعة من إيمان شعبها، ومن ثقتهم بها وحبهم لها.

ثامناً: تقييم علاقات حماس مع فتح واليسار الفلسطيني:

1. العلاقة مع حركة فتح:

لا شكّ أن حركة فتح حركة وطنية، قادت النضال الوطني في مراحل مهمة وحساسة من تاريخ القضية الفلسطينية، غير أن تطورات الأداء السياسي لها أدت إلى خصومة سياسية معها واختلاف في المنهج، لا سيّما بعد قبولها توقيع اتفاق أوسلو وخوضها في نفق المفاوضات.

ونحن نسعى عبر المصالحة إلى جَسْرِ الهوَّة بيننا، ليس على قاعدة أن تتحول حماس إلى فتح أو تتحول فتح إلى حماس، ولكن على قاعدة التعايش بين البرامج المختلفة، وأن تحكم قواعد العمل الديموقراطي الخلاف بين الرؤى السياسية المختلفة والمتباينة، وأن يحترم كلُّ رأيٍ الآخر؛ ولكن في النهاية نحترم جميعاً إرادة الشعب الفلسطيني الذي يختار مساره السياسي وقيادته عبر صناديق الاقتراع.

نحن لسنا في حالة عداء مع حركة فتح، وإن كان الخلاف بيننا في مرحلة من المراحل قد وصل إلى السلاح نتيجة تطورات أمْلَتْها اللحظة والمرحلة، والتي تحدثنا عنها بشيء من التفصيل سابقاً، ولكن في الأساس نحن شركاء في الوطن ويجب على كلينا العمل وفق شراكة حقيقية، لنجسد ما كنا نردده دائماً شركاء في الوطن، شركاء في الدم، شركاء في القرار.

2. العلاقة مع قوى اليسار:

إن علاقة حماس مع مختلف مكونات شعبنا وقواه وفصائله قائمة على الاحترام والاحترام المتبادل، خصوصاً وأن هذه القوى تحمل تاريخياً دوراً نضالياً ووطنياً مميزاً وما زالت شريكة في العطاء والنضال من أجل فلسطين؛ وعلاقتنا بها قائمة على هذا الأساس من الشراكة في تحمل المسؤولية الوطنية، حتى وإن شاب هذه العلاقة مراحل مختلفة من التوافق أو الاختلاف، ولكن في إطار الوجهة الوطنية ذاتها، ونحترم اختلافاتنا الفكرية فالاختلاف والتنوع سمة الأشياء، بل حتى التنافس من أجل فلسطين وفي ساحاتها محمودٌ ومطلوب طالما أَحْسَنَت الظن بعضها ببعض.

وقد عملنا مع هذه القوى الوطنية في إطار لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية، ومن قبلها في ائتلاف الفصائل العشر، وفي تجمع القوى الممانعة، وما زال لدينا اللقاءات لتنسيق العمل المشترك، ونأمل بزيادة وتطور هذه العلاقات الوطنية. واليسار يشكل العمود الفقري لـ"التيار الثالث"، ولعب دوراً مهماً في الساحة السياسية في الفترة الأخيرة، واجتهدنا على إبقاء العلاقة معه مميزة في إطار المصلحة الفلسطينية العليا. كما لا ننسى أن اليسار يشكل جزءاً مهماً وفاعلاً في مؤسسات المجتمع المدني المختلفة؛ الحقوقية، والصحية، والاجتماعية،...إلخ، والتي كان لها دور إيجابي في كسر الحصار عن قطاع غزة.
[1] نائب رئيس حركة حماس، وُلد في مخيم الشاطئ بقطاع غزة سنة 1963، حاصل على إجازة في الأدب العربي من الجامعة الإسلامية في غزة، تولى رئاسة الكتلة الإسلامية ورئاسة مجلس الطلبة في الجامعة. عمل في الجامعة نفسها، وتمّ تعيينه مديراً لمكتب الشيخ أحمد ياسين بعد إطلاق سراحه سنة 1997. شغل منصب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، بعد فوز حماس بأغلبية مطلقة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني سنة 2006، وتولى رئاسة الحكومتين العاشرة والحادية عشر، ثم أقاله رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في 14/6/2007، بعد أحداث الحسم العسكري في حزيران/ يونيو 2007. تابع رئاسة حكومة تصريف الأعمال في قطاع غزة حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية جديدة في 2/6/2014. 

إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Paperclip الملفات المرفقة





عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 06 يوليو 2017, 9:27 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسماعيل هنية - آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية   إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Emptyالسبت 29 أبريل 2017, 9:20 am

حماس تنقسم: علامات توتر داخل المجموعة الفلسطينية في غزة

تقرير خاص – (الإيكونوميست) 2017/4/20
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
مدينة غزة - في وقت سابق من هذا الشهر، تم اقتياد ثلاثة رجال إلى المشنقة في غزة، فيما كانت أولى عمليات الإعدام التي يتم تنفيذها منذ ما يقرب من عام. وكانت حماس، الجماعة الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، قد عرضت الرأفة بالفلسطينيين الذين يتعاونون مع إسرائيل في وقت سابق، ووعدت بأن تكون "أبواب التوبة" مفتوحة لهم إذا اعترفوا بذنبهم. كان ذلك هو الجزرة. وكانت عمليات الشنق هي العصا.
تبدو هذه أوقاتاً متوترة في غزة، بعد اغتيال مازن الفقهاء، أحد قادة حماس العسكريين، في 24 آذار (مارس). وهو مواطن من الضفة الغربية، اعتقل في العام 2002 بسبب دوره في تفجير انتحاري في إسرائيل، ثم أطلق سراحه في مبادلة السجناء في العام 2011 مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس، جلعاد شاليط. وقد اغتيل الفقهاء في مرآب منزله بعد عودته من نزهة مع عائلته، وتم إطلاق النار عليه أربع مرات من مسدس بكاتم للصوت. وكان الاغتيال عملاً محترفاً، حيث قام المسلحون بجمع أغلفة رصاصاتهم وبتعطيل كاميرا أمنية قريبة. وسارعت حماس إلى إلقاء اللوم في الاغتيال على إسرائيل.
ربما لا تكون للرجال الذين شنقوا باعتبارهم متعاونين مع إسرائيل أي علاقة بالأمر: فقد تم القبض على الثلاثة جميعاً قبل فترة طويلة من مقتل الفقهاء. لكن عمليات إعدامهم المتسرعة، بعد سنوات قضوها في السجن، كانت علامة على مدى قوة الضربة التي أصابت حماس. وقد فرضت المجموعة إغلاقاً جزئياً على معبر إيريز، وهو المعبر الوحيد مع إسرائيل. وكان المقصود من الإغلاق هو منع المتواطئين من الفرار؛ لكن الإجراء منع الفلسطينيين المرضى أيضاً من السفر للحصول على العلاج الطبي. كما تم منع الصيادين من الخروج إلى المياه، مما أضر بصناعة تدعم آلاف العائلات في غزة.
يأتي هذا كله في وقت صعب. فحماس في منتصف أول عملية تغيير لقيادتها في أكثر من عقد من الزمن، ويُتوقع أن يتنحى رئيسها المخضرم، خالد مشعل، في وقت لاحق من هذا العام. وبعد أربع حروب مدمرة مع إسرائيل، هناك دلائل على أن الحركة تريد تغيير السياسة أيضاً. وتناقش المجموعة مراجعة كبرى لميثاق تأسيسها في العام 1988. ويريد البعض في المكتب السياسي أن تقبل حماس بدولة فلسطينية على أساس حدود ما قبل العام 1967 -معترفة ضمناً بوجود إسرائيل- وأن تقوم بحذف أسوأ لغة معادية للسامية من الأصل، بينما يبدو آخرون ملتزمين بالمواجهة مع الدولة اليهودية.
لا أحد يتوقع مصافحة مع بنيامين نتنياهو بطبيعة الحال. لكن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن هذه التغييرات تشكل علامة على أن جزءاً من الجناح السياسي للحركة منفتح على هدنة طويلة الأجل، والتي سيكون من شأنها تجنب خوض نزاع آخر. ويقول أحد مسؤولي المخابرات الإسرائيلية: "ما يثير اهتمامي ليس ما يفعلونه، وإنما حقيقة أنهم يشعرون بالحاجة إلى القيام به".
بالإضافة إلى ذلك، بدأت حماس أيضاً في إصلاح علاقاتها المتوترة مع مصر، التي اتهمت المجموعة منذ فترة طويلة بمساعدة المسلحين الإسلاميين في سيناء. وكانت القاهرة قد فرضت حصاراً عسكرياً على القطاع بعد أن استولت حماس على السلطة هناك في العام 2007؛ وتم فتح معبر رفح الحدودي الوحيد لمعظم سكان غزة 48 يوماً فقط في العام الماضي. لكن مصر فتحت المعبر في شباط (فبراير) أمام حركة المرور التجارية، حيث سمحت للشاحنات بالعبور للمرة الأولى. وجاء ذلك بعد أن وعدت حماس بوقف معالجة الجرحى الجهاديين في غزة.
مع ذلك، يعتمد الجناح العسكري لحماس على أنفاق التهريب التي يسيطر عليها نفس هؤلاء الجهاديين لتجديد ترسانته. وفي أعقاب اغتيال الفقهاء، بدأ هذا الجناح بإطلاق التهديدات ضد إسرائيل. وظهرت لوحات إعلانية في مختلف أنحاء القطاع، والتي تقول إحداها "لقد قبلنا التحدي"، بالعربية والعبرية. كما أصدرت المجموعة شريط فيديو يهدد بقتل ضباط كبار في الجيش الإسرائيلى. وفي الوقت الراهن، جاء انتقام المجموعة الوحيد ضد فلسطينيين آخرين. لكن وقف إطلاق النار غير المستقر الذي أنهى الحرب الأخيرة أصبح يبدو هشاً الآن.



Hamas divided
Signs of tension within the Palestinian group that runs Gaza

Moves to improve relations with Israel run into trouble from the hardliners
AT DAWN earlier this month three men were led to the gallows in Gaza, the first executions for nearly a year. Hamas, the Islamist group that controls the strip, had earlier offered clemency to Palestinians who collaborate with Israel—promising that the “doors of repentance” would be open if they confessed. That was the carrot. The hangings were the stick.
These are tense times in Gaza, after the assassination on March 24th of Mazen Fuqaha, one of Hamas’ military commanders. A native of the West Bank, he was arrested in 2002 for his role in a suicide bombing in Israel, then freed in a prisoner swap in 2011 in return for a captured Israeli soldier, Gilad Shalit. He died in his garage after an afternoon outing with his family, shot four times with a silenced pistol. It was a professional job. The gunmen collected their shell casings and disabled a nearby security camera. Hamas was quick to blame Israel.

Latest updates




  • Macedonian nationalists storm the parliament to hold on to power


    13 HOURS AGO



  • Donald Trump’s first 100 days


    14 HOURS AGO



  • America’s economic growth slows to 0.7%


    15 HOURS AGO



  • The correspondence of Nelle Harper Lee and Wayne Flynt


    15 HOURS AGO



  • Liberty of conscience and worship is in decline around the world


    15 HOURS AGO



  • Who builds more houses, the Conservatives or Labour?


    16 HOURS AGO





The men hanged as collaborators with Israel probably had nothing to do with it: all three were arrested long before Mr Fuqaha’s death. But their hasty executions, after years languishing in prison, were a sign of how badly the hit had rattled Hamas. The group imposed a partial closure at Erez, the sole pedestrian crossing with Israel. It was meant to stop accomplices from fleeing; but it also blocked sick Palestinians from travelling for medical treatment. Fishermen were barred from going out on the water, hurting an industry that supports thousands of Gazan families.
All of this comes at a difficult time. Hamas is in the middle of its first leadership change in more than a decade, with its veteran head, Khaled Meshal, expected to step down later this year. After four ruinous wars against Israel, there are signs that it wants a policy change as well. The group is debating a major revision of its founding charter of 1988. Some in the politburo want Hamas to accept a Palestinian state along the pre-1967 borders—implicitly acknowledging Israel’s existence—and dump the worst anti-Semitic language from the original. Others appear wedded to confrontation with the Jewish state.
No one expects a handshake with Binyamin Netanyahu. But Israeli officials think the changes are a sign that part of the political wing is open to a long-term truce that would avoid another conflict. “What interests me is not what they’re doing, but the fact that they feel the need to do it,” says one intelligence official.
Hamas has also begun to mend its strained relationship with Egypt, which has long accused the group of aiding Islamist militants in Sinai. Cairo imposed a military blockade on the strip after Hamas seized power there in 2007: Rafah, the sole border crossing accessible to most Gazans, was open for just 48 days last year. But in February Egypt opened it to commercial traffic, allowing trucks to cross for the first time. This came after Hamas promised to stop treating wounded jihadists in Gaza.
Yet Hamas’s military wing depends on smuggling tunnels controlled by the same jihadists to replenish its arsenal. In the wake of Mr Fuqaha’s assassination, they have begun rattling the sabre at Israel. Billboards with his likeness have gone up around the strip: “Challenge accepted,” reads one, in Arabic and Hebrew. The group also released a video threatening to kill senior Israeli army officials. For now, their only retaliation has been against other Palestinians. But the uneasy ceasefire that ended the last war is looking fragile.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسماعيل هنية - آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية   إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Emptyالثلاثاء 09 مايو 2017, 10:47 pm

رسالة مفتوحة للسيد/ إسماعيل هنية (أبو العبد)

د. ناصر الصوير
بادئ ذي بدء اسمح لي يا أخ أبو العبد أن أهنئك بفوزك برئاسة المكتب السياسي لحركة حماس عن جدارة واستحقاق.

ما دفعني لكتابة هذه الرسالة لكم أخ أبو العبد هو الظروف المعقدة والأوضاع الصعبة التي لا تخفى عليكم بكل تأكيد ويعيشها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء نتيجة جملة من الأسباب والتحديات، وما آلت إليه العلاقات بين السلطة الفلسطينية في رام الله ورئيسها السيد/ محمود عباس من جهة والسلطة الحاكمة في غزة وأعني بها حركة حماس التي تقفون على رأسها الآن من جهة أخرى، من سوء وتردي وتراجع وسلبية، الأمر الذي بات يهدد بشدة كينونة النسيج السياسي والاجتماعي الفلسطيني بأكمله، وينذر بتداعيات خطيرة بل وكارثية على القضية الفلسطينية برمتها.

أخ أبو العبد .. أعلم تماماً كما يعلم الكثيرون غيري أنكم من أصحاب الفكر المستنير المنفتح على الجميع، ولديكم الجاهزية الكاملة والمرونة المطلوبة للتعاطي مع كل ما من شأنه وضع حلول للتحديات والمشاكل الخطيرة الماثلة أمام المشهد الفلسطيني على كافة الصعد، ويعلم الجميع أنكم من أكثر قادة حركة حماس قبولاً سواءً على الساحة الفلسطينية أو الساحتين العربية أو الإسلامية، وبناء عليه وجدت أنه من الأهمية بمكان أن أخاطبكم بعيون مواطن فلسطيني يعيش في الشارع الفلسطيني، يسمع ويرى ويعايش المشاكل والهموم والتحديات التي تواجه المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، متمنياً أن تتضمن هذه الرسالة ما من شأنه أن يسهم بتحريك القاطرة الفلسطينية التي تقبع حالياً في قلب نفق مظلم ولو بسنتيمتر واحد نحو النجاة.

ومن هذا المنطلق اسمح لي بأن أصارحك بمجموعة من الحقائق ما كنت سأستعرضها لولا يقيني التام بأن صدركم سيتسع لها وستضعونها إن شاء الله موضع الاعتبار:

الحقيقة الأولى: أن المواطن الفلسطيني في قطاع غزة بعد عشر سنوات من الانقسام وما تخللها من مصالحات فاشلة لم تر النور ومناكفات وخيبات أمل متكررة، بات في حالة عصبية متوترة ومزاجية صعبة خصوصاً في ظل انسداد الأفق لإنهاء هذا الانقسام، واسمح لي أخ أبو العبد بأن أقول أن الشارع أصبح اليوم غير مكترث نهائياً بالتنقيب والبحث عن أسباب هذا الانقسام وعن المتسبب فيه، ولم يعد يضع في أجندته على الإطلاق: من الذي تسبب بهذا الانقسام؟ وأصبح بعد كل هذه السنوات الطويلة من الاتهامات والاتهامات المتبادلة بين قطبي الحياة السياسية الفلسطينية(فتح وحماس) يساوي بين جميع الأطراف في تحمل مسؤولية المعاناة والعذابات التي يتجشمها ويتكبدها.. لذلك فأنا أعتقد أن إنهاء الانقسام بشكل حقيقي صادق وفعلي يجب أن يكون في قمة أولوياتك على الإطلاق! خصوصاً أنك تمتلك القبول لدى قيادة فتح والرئيس عباس شخصياً بدليل عدم إقحامك بأي مناكفة إعلامية من تلك المناكفات الكثيرة والمتعددة التي وقعت بين فتح وحماس طيلة السنوات العشر التي خلت من عمر الانقسام، وترحيب أكثر من مسئول فتحاوي بانتخابك رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس! وتجسيداً لأهمية تحقيق هذا الهدف كما سيكون رائعاً أن تعلن أمام الشعب أن إنهاء الانقسام هو الهدف الأسمى الذي ستسعى لتحقيقه منذ الآن دون تأخير.

الحقيقة الثانية : السلطة الفلسطينية في رام الله برئاسة السيد أبو مازن تدعي وتزعم أن كل قرار تتخذه ضد غزة ويحمل طابعاً عقابياً ناجم عن قرارات خاطئة اتخذتها حركة حماس، إما تحمل طابعاً استخفافياً بالسلطة ودورها في غزة أو طابعاً انفصالياً يسعى لتكريس انفصال القطاع عن الضفة، وكما هو معلوم فإن السلطة في رام الله بررت الإجراءات التي اتخذتها وستتخذها ضد القطاع بقيام حماس بتشكيل لجنة إدارية لإدارة شئون القطاع، وهو ما وصفته رام الله بالإعلان الضمني عن انفصال قطاع غزة عن الكل الفلسطيني، وشرعت بالرد على هذه الخطوة بإجراءات قاسية صعبت وعقدت على سكان القطاع حياتهم المعقدة أصلاً ! لذلك كم أتمنى أخي أبو العبد سد كل الذرائع وإغلاق كل المنافذ والمبررات والأسباب التي قد تسوقها رام الله لفرض إجراءات ضد القطاع، والإعلان فوراً عن حل اللجنة الإدارية وتهيئة الأجواء المناسبة لتفعيل عمل حكومة الوفاق الوطني، والابتعاد عن كل ما من شأنه منح الذرائع لفرض اجراءات عقابية ستزيد من عذابات سكان القطاع المثقلين بالهموم والمشاكل!

الحقيقة الثالثة : مما لا شك فيه أن أحد أسباب إطالة عمر الانقسام هو التأجيج الإعلامي المستعر بين وسائل الإعلام التابعة للطرفين(حماس وفتح) الذي أوصل الناس لدرجة الإحباط واليأس، وجعل ثقتهم تتزعزع بمكونات الحياة السياسية الفلسطينية برمتها، وكم أصبحت صورتنا ممسوخة ونحن نتقاتل عبر الفضائيات ويردح بعضنا لبعض، وننشر غسيلنا أمام الرأي العام العربي والإسلامي والدولي، أرجوك يا أخ أبو العبد أن تقوم بوأد هذه الظاهرة الخطيرة من خلال إصدار توجيهاتك الصارمة والواضحة بتوقف كل وسائل الإعلام التابعة للحركة توقفاً تاماً عن جميع صور وأشكال التطاول أو التعدي الإعلامي ضد الرئيس والسلطة، وأن تقوم بالإعلان عن ذلك بوضوح كبادرة حسن نية، وأنا متأكد أن هذه البادرة ستجبر الطرف الآخر على التعاطي معها بالمثل. وستكون مفصلية لتهدئة الأمور وتهيئة الأجواء لمواصلة الطريق نحو إنهاء الانقسام بشكل كامل وتام بمشيئة الله... 
الحقيقة الرابعة : أثبتت سنوات الانقسام الطويلة أن التصريحات التحريضية التأجيجية غير الواعية والمسئولة من قبل الصف القيادي في الحركتين كانت سبباً في تدهور الوضع ودخولنا في هذا النفق المظلم، لذلك من الأهمية بمكان أن تتوقف هذه الظاهرة ويتوقف كل من هب ودب ويطلق عليه لقب (قيادي في الحركة) بأن يطلق العنان للسانه لتوتير الأجواء وشحنها بكميات هائلة من الكراهية والتحريض، لذلك أرجوكم أخي أبو العبد يجب أن توقف هذا النهج التوتيري، وأنا على قناعة أن هذه الخطوة ستقابل بخطوة مماثلة من قبل رام الله، الأمر الذي من شأنه تخفيف الاحتقان بصورة جوهرية.

الحقيقة الخامسة : لا يشك اثنان أن تعاطي حركة حماس الايجابي مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان هو أحد الأسباب الرئيسية التي أوغرت صدر أبو مازن الذي يعتبر دحلان عدوه اللدود ومشكلة مشاكله، حيث اعتبر أبو مازن أن هذا التعاطي من قبل حماس بمثابة محاولة للانقلاب عليه وتقويض حكمه، لذلك فمن الحكمة وبُعد النظر أن تنأى حركة حماس بنفسها عن هذا الصراع المحموم بين عباس ودحلان، خصوصاً أن الحركة ادعت دوماً أن سياستها المعلنة عدم التدخل في الشئون الداخلية للغير محلياً وعربياً.

الحقيقة السادسة : ليس سراً أن القطاع يعاني من مشكلات عويصة جداً ألقت بظلالها السلبية القاتمة على جميع مناحي الحياة في القطاع وأخص بالذكر مشكلة نقص كميات الكهرباء، وتفشي البطالة بين صفوف الشباب، وانتشار نسبة الفقر، لذلك علينا أن نعترف بأن المواطن تشبع إحباطاً ويأساً وأصبحت جميع التعليلات والتبريرات لديه مرفوضة وغير مقبولة حتى وإن كان بعضها محقاً وصحيحاً، وعليكم أخ أبو العبد العمل الجاد والمخلص والمثمر من جل إيجاد حلول دائمة لهذه المشاكل، ودعني أصارحك بأن إلقاء اللوم على الحصار تارة وعلى رام الله تارةً أخرى كأسباب لكل هذه المشاكل بات لدى المواطن غير مقبول وان كان صحيحاً، فهو يريد رؤية حلول ولا يريد سماع تبريرات، خصوصاً أن الأحوال المعيشية والاقتصادية تزداد سوءاً يوما بعد يوم، وهناك منغصات تعكر صفاء ونقاء المجتمع في غزة بين الفينة والأخرى، مثل جرائم القتل، والانتحار.

الحقيقة السابعة : للأسف أخ أبو العبد أثبتت الوقائع والأحداث أن مجتمعنا مرتع خصب لانتشار الشائعات، في هذه البقعة الضيقة المكتظة عن آخرها بالبشر، لذلك فان القضاء على الشائعات لا يأتي بالضرب على يد مروجي الشائعات فقط، لأن الإعلام الالكتروني ووسائل الاتصال الاجتماعي أتاح لأناس يقطنون أقاصي الأرض من بث سمومهم ونشر الشائعات المغرضة دون حسيب أو رقيب، وأعتقد أن أفضل علاج لهذه المشكلة هو تبني سياسة قائمة على أقصى درجات الشفافية وأعلى درجات المصارحة بين السلطة الحاكمة والمواطن.. شفافية ومصارحة توضح وتبرر للمواطنين كل سلوك وقرار يصدر عن أي جهة سيادية حاكمة في القطاع، مما يسهم في قطع الطريق على انتشار الشائعات التي تسهم فعلياً في انتشار الإحباط واليأس في القطاع، فالسكوت والغموض هو من أهم الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الشائعات وتدحرجها في قطاعنا ككرة الثلج تكبر وتتنامى وتتصاعد بصورة غير طبيعية.

الحقيقة الثامنة : دأب المسئولون الفلسطينيون منذ قيام السلطة الوطنية وحتى يومنا هذا عند رغبتهم بالتواصل مع المجتمع المحلي الالتقاء بالمخاتير والوجهاء وذوي الحسب والنسب، وأنا هنا لا أقلل من شأنهم فهم من أعمدة المجتمع وطليعته، ولكن ليس خافياً عليكم أخ أبو العبد أن شريحة المثقفين في أي مجتمع هي التي تشكل نبضه المتقد وضميره الحي، لذلك أرجوكم التركيز على عقد لقاءات دورية دون توقف مع شرائح المثقفين(سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وإعلامياً) خصوصاً شرائح المثقفين المحايدين غير المنتمين للأحزاب والحركات والتنظيمات الذين لا ناقة لهم ولا جمل إلا مصلحة الوطن، وأؤكد لكم أنكم ستستمعون منهم لشهادة غير مجروحة لنبض الشارع وأحواله ومشاكله وهمومه.

الحقيقة التاسعة : كما هو معلوم قامت سلطة رام الله الشهر المنصرم بخصم نسب كبيرة من رواتب موظفيها، ولديها خطط كما تناقلته وسائل الإعلام لإحالة معظمهم للتقاعد القسري، الشاهد هنا أن حركة حماس رفضت القرار وواجهته بدعم المحتجين من الموظفين التابعين لسلطة رام الله، وباركت خطواتهم التصعيدية ضد الرئيس، على الرغم أن هذه القضية تعتبر شأناً سلطوياً داخلياً لفئة من المجتمع ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بسلطة حماس في غزة تطلق عليهم (المستنكفين) .. الخطورة في الموضوع أن سلطة رام الله اعتبرت تدخل حماس في الموضوع بمثابة تحريض وتأجيج ضد الرئيس لتقويضه وإفشاله ونزع الشرعية عنه، لذلك كم هو منطقي أن تنأى حماس بنفسها عن التدخل بهذا الملف الداخلي المحض، وتكرس جهدها لإنهاء الانقسام وهو الهدف الذي إن تحقق سيؤدي إلى فكفكة وحلحلة كل الملفات العالقة والمستعصية ومن ضمنها هذا الموضوع وغيره.

الحقيقة التاسعة : لا يخفى عليكم أن أقصر الطرق للتواصل مع الآخرين هو الخط المستقيم المباشر، لذلك أنا أعتقد أنه من الأهمية بمكان فتح قناة تواصل بينكم وبين الرئيس أبو مازن مباشرة، وألا يقتصر هذا التواصل على تقديم التهنئات أو التعازي، وكلي ثقة بأن هذا التواصل إن تم فسيحدث انفراجة ايجابية كبيرة في العلاقات بين حماس وفتح والسلطة وستنقشع غيوم الشك بينن الطرفين شيئاً فشيئاً إلا أن يتحقق الهدف المنشود وينتهي الانقسام إلى غير رجعة إن شاء الله.

السيد/ إسماعيل هنية (أبو العبد): أرجو ألا أكون قد أطلت الشرح، فأنا أعلم تماماً أن ما سقته لا يخفى عليك، وتعلمه وأكثر، وأعلم أنك أدرت بنزاهة وأمانة سفينة الحكم لسنوات عديدة، لكنه سعي مواطن مثلي لتذكير قائد مثلك عملاً بقول الله تعالى(فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين) ... (فذكر إن نفعت الذكرى) ولا ننسى أن الدين النصيحة .. ورحم الله عمر الفاروق الذي قال: رحم الله من أهداني عيوبي..

ختاماً أسأل الله لكم السداد والتوفيق وأن يسجل التاريخ أن القائد إسماعيل هنية نجح في إنهاء الانقسام وأعاد اللحمة ووحدة الصف لفلسطين وشعبها ... متمنياً لكم موفور الصحة وتمام العافية.

وأقبلوا فائق الاحترام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسماعيل هنية - آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية   إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Emptyالجمعة 23 يونيو 2017, 12:37 am

وثيقة حماس والمسارات الجديدة


إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية D.zbyr-khlf-llh_0

د. زبير خلف الله - خاص ترك برس
وثيقة حركة حماس الجديدة تعد منعطفا جديدا في بنية الفكر السياسي للحركة وتعبر عن أسلوب جديد تتبناه في التعاطي مع العديد من الملفات الداخلية أو مع الكيان الصهيوني أو مع الملفات الإقليمية والدولية ضمن خارطة التوازنات الجديدة وفي سياق الخارطة الجيوستراتيجية التي بدأت تظهر ملامحها من جديد وتنبئ بنهاية النظام العالمي القديم وتشكل نظام عالمي جديد وبقوى دولية أخرى صاعدة في العالم.
وثيقة حماس الجديدة تخرج الحركة من حالة الحرج الفكري والسياسي والعقدي القديم والقائم على عدم التفاوض مباشرة مع الكيان الصهيوني إلى حالة جديدة وهي التفاوض بشكل مباشر مع الاحتلال وفهم رؤيته دون اللجوء إلى الوساطات الإقليمية والدولية والتي خسرتها الكثير من المواقف ومن المطالب بسبب خيانة الوسطاء لها وانحيازهم إلى الكيان الصهيوني.
حماس اليوم ستسحب أيضا البساط من تحت أقدام عباس وستفرض نفسها لاعبا جديدا في سياق المفاوضات وفي التأثيرات الإقليمية والدولية.
ويعد هذا وحده منعطفا مهما في الفكر السياسي للحركة ويزج بها في بحار السياسة الدولية كطرف فاعل فيها.
وثيقة حماس ستعطي ديناميكية جديدة للقضية الفلسطينية ويجعلها أكثر واقعية في التعاطي مع مجمل الملفات الشائكة والابتعاد عن الطوباوية السياسية التي أفقدتها عدة مواقع مهمة سواء على مستوى الداخل الفلسطيني أو على المستوى الإقليمي والدولي.
وثيقة حماس رغم انها تحافظ على صفتها كحركة مقاومة إلا أنها تنقلها إلى حركة سياسية تسعى إلى تشكيل دولة مستقلة تجمع كافة شرائح الشعب الفلسطيني وتتبنى الخيار الديمقراطي ومفهوم الدولة المدنية مع الحفاظ خيار المقاومة ولكن في سياق البنية الهيكلية للدولة.
وثيقة حماس تتقارب نوعا ما في بعض خيارات حركة فتح خصوصا في مفهوم الدولة والنضال المدني على المستوى السياسي لكنها تحافظ على خيار المقاومة المسلحة في سياق الدولة المدنية.
لكن يبقى السؤال هل هذه الوثيقة التي باتت تؤمن بمشروع دولة فلسطينية وفق حدود 1967 هو اعتراف ضمني بالكيان الصهيوني في منطقة 1948 رغم أن الوثيقة أعلنت أنها لن تعترف بإسرائيل؟
هل بات منهج حماس يتجه إلى نفس خيارات فتح مع الحفاظ غلى جملة من الثوابت كالمقاومة ولكن المقاومة في إطار الدولة الجديدة؟
هل اكتشفت حماس أن أسلوب التفاوض هو الأكثر فاعلية لإخراج الحركة من حالة العزلة الدولية إلى المقبولية الدولية ورفع صفة الإرهابية عنها؟
عدة أسئلة في الحقيقة تطرحها هذه الوثيقة على الرغم من إعجاب الكثير بها لكنها تبقى أسئلة تبحث عن أجوبة على مستوى الفعل السياسي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسماعيل هنية - آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية   إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Emptyالجمعة 23 يونيو 2017, 11:30 pm

خيارات حماس الى أين تتجه ؟!

تقرير زهير الشاعر- جعلت التحولات الاخيرة والمواقف التي اتخذت ضد حركة حماس في كل مايتعلق بقطع مخصصات وتقليص الكهرباء وحجب مواقع الانترنت بالاضافة الى التطورات الاقليمية المتعلقة بازمة قطر جعلت الخيارات امام الحركة محدودة وفتحت باب المناكفة السياسية مع حركة فتح والسلطة من جديد، كما فتحت صفحة جديدة من العلاقة بين حماس ومصر من جهة ودحلان من جهة اخرى.
واستطاعت حماس الخروج من عنق الزجاجة مؤقتا بعد ان سمحت السلطات المصرية بادخال الوقود الى قطاع غزة عبر معبر رفح البري لليوم الثاني على التوالي لتشغيل محطة توليد الكهرباء في القطاع.
وعلق مدير عام قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة، اللواء توفيق أبو نعيم: "إن إدخال الوقود الخاص بمحطة توليد كهرباء غزة عبر معبر رفح، من نتائج مباحثات الوفد الذي توجه للقاهرة قبل عدة أيام"، لافتاً إلى أن الدعم من قبل مصر بالوقود لغزة، يأتي بعد أن انقطعت السبل بأهالي القطاع.
وفي هذا الشأن قال المحلل السياسي د.طلال عوكل لـ معا ان الاجراءات المتعلقة بقطع المخصصات وتقليل وقود الكهرباء وحجب المواقع على حماس، ماهي الا اجراءات بسيطة دفعت حماس للزاوية "حشرتها" لكن الذي حشرها اكثر هو الوضع العربي والنزاع مابين قطر والسعودية وحلفائها.. هذا الصراع فتح لحماس فرصة انه وفي حال ارادت التغيير فان عليها ان تغير من خلال مصر.
وقال عوكل إن حماس ستعطي مصر ولن تعطي الرئيس عباس وانها في لقاءاتها الاخيرة في القاهرة استطاعت الهروب من الضغوطات التي اتخذها الرئيس عباس.
وفيما يتعلق بالخيارات امام حماس قال عوكل انه ليس امامها سوى التغيير من سياستها، وانها من خلال طرح وثقيتها باتجاه الاستجابة لمصر فتحت المجال لعلاقة جديدة مع دحلان، وهذا شكل لها خط على الاقليم قد يساهم بمعالجة مشاكل غزة.
وحول خيار التسخين او الحرب مع الاحتلال الاسرائيلي استبعد طلال عوكل هذا الخيار كون مصر شكلت ضمانة للوضع الجديد.
وقال إن حماس قد تتجه لصوب عمل شراكات مع الفصائل الفلسطينية مثل الجهاد الاسلامي وفصائل بمنظمة التحرير للخروج من الازمة الحالية.
واكد "أن الرئيس عباس لن يسلم يما يحدث في قطاع غزة وسيواصل الحصار على حماس في غزة".
من جهتها قالت كفاح حرب المحلل السياسي من غزة لـ معا انه وبعد مرور عشر سنوات على الانقلاب العسكري الذي قامت به حماس وانفصال شطري الوطن كان لا بد من اجراءات تقوم بها السلطة للضغط باتجاه الوحدة وعودة اللحمة للنسيج السياسي والاجتماعي والوطني الفلسطيني .
واضافت حرب أن اي اجراءات تتخذ ضد حماس من حجب مواقع وخصمم مخصصات وازمة الكهرباء، ماهي الا محاولات واجتهادات للضغط باتجاه الذهاب لطاولة المصالحة والعودة عن هذا الانقلاب.
واوضحت أن الذهاب للدولة المستقلة كان قبل عشر سنوات اقرب مما هو عليه حاليا، وماحدث من انقلاب كان نكسة للمشروع الوطني، مطالبة حماس بالعودة للحضن الوطني وان تنطوي تحت اطار منظمة التحرير الفلسطينية .
وفيما يتعلق بالخيارات امام حماس قالت كفاح حرب ان افضل خيار لحماس ان تنطوي تحت اطار المنظمة، وان تجلس مع باقي التنظيمات الفلسطينية لايجاد مصوغ لهذه الوحدة الوطنية، وان تصبح حماس جزءا اصيلا من الوطنية الفلسطينية لانها تحمل مشروع اخر.
وتابعت اذا بقيت حماس تغرد خارج السرب الوطني سيصبح مشروعنا في خطر، مؤكدة ان حماس لديها حسابات اخرى ستدفع باتجاه الوحدة الوطنية .
واوضحت حرب ان السلطة الوطنية لا تزال تماس دورها في قطاع غزة وتوفر كل احتياجات المواطنين وبقيت تصرف الرواتب وتدفع المياه والكهرباء، مضيفة ان استمرار هذا النهج اراح حماس وترك لها المجال ان تبقى خارج الحالة الوطنية الموحدة.
واكدت انه لا بد من اتخاذ اجراءات للتخفيف عن شعبنا لكن المشروع الوطني اهم من احتياجات المواطنين، قائلة "نحن نخضع للاحتلال في الضفة وقطاع غزة ومعاناة اهالي الضفة ليست افضل من غزة".
وختمت" نحن لسنا بحاجة لانهاء وجود شعبنا وانهيار هذا النظام الذي دفع ثمنه الالاف من الشهداء والاسرى الجرحى."
وكان نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية اكد في وقت سابق أن لقاء وفد حماس الأخير برئاسة رئيس الحركة في غزة يحيى السنوات مع المسؤولين المصريين كان الأفضل في اللقاءات السابقة، وأن "العلاقة مع مصر ذاهبة للتحسن والاستقرار".
وأوضح الحية أن اللقاء الأخير مع المسؤولين المصريين بحث العلاقة الأمنية على الحدود مع قطاع غزة، والأزمات والأوضاع الإنسانية في غزة، والحالة التي وصلت لها القضية الفلسطينيةوقال: اللقاءات مع فريق دحلان لم تنقطع وفي نهاية المطاف هم جزء من شعبنا الفلسطيني، وتجمعنا قواسم مشتركة في العلاقة (..) عندما نذهب للقاهرة غالباً ما نلتقي بشخصيات من فريق دحلان، والتقينا كثيراً مع سمير المشهراوي الذي تربطنا به علاقة صداقة وأخوة.وعن إمكانية عودة النائب محمد دحلان والقيادي سمير المشهراوي لغزة، قال "لا فيتو على عودة دحلان والمشهراوي وآخرين (..) في حال تحققت المصالحة المجتمعية في غزة عندها تنتهي كل الحساسيات بين الناس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسماعيل هنية - آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية   إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Emptyالخميس 06 يوليو 2017, 9:43 am

خطاب هنية- تنصيبي بنكهة خطابات منظمة التحرير ودحلان غائب

إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية 438299C

تقرير زهير الشاعر - ألقى رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس اسماعيل هنية خطابا عاما شاملا مساء اليوم الاربعاء، تطرق الى مفاصل كثيرة من العلاقات الوطنية الداخلية والعربية والاقليمية، ووثيقة حماس التي طرحتها، والعلاقة مع السلطة الفلسطينية واللجنة الادارية في قطاع غزة.
الا أن خطاب هنية كان خطابا سياسيا دبلوماسيا خاليا من اي حلول تتضمن انهاء الانقسام الفلسطيني، او حتى الحصار المفروض على قطاع غزة.
وكالة معا حاولت قراءة خطاب هنية واستطلاع اراء محللين سياسيين في الخطاب الشامل. وفي هذا الصدد اكد المحلل السياسي طلال عوكل من غزة لوكالة معا أن خطاب هنية كان خطاب تنصيب وتحدث بشكل كامل، وواسع عن استراتيجية حماس في ظل القيادة الجديدة، وكان مطلوبا منه المرور على جميع المفاصل والقضايا .
يخلو من الطابع الديني
واوضح عوكل أن خطاب هنية سياسي بامتياز، ويخلو من النكهة الدينية واكثر سياسي من الوثيقة التي قدمتها حماس، موضحا أن فيه قدر من المرونة والنكهة الوطنية الفلسطينية وهو شبيه بخطابات حركة فتح قديما .
وقال عوكل أن هنية تطرق الى المقاومة والوحدة الوطنية والعلاقات الداخلية والخارجية ورفض الارهاب والتطرف".
وتابع أن الخطاب يشرعن الذي حدث في مصر وكان يقول ان حماس موحدة حول هذا النهج، وان زيارة الوفد لمصر والنتائج التي تمخضت عنها هي نهج سابق في التعامل مع مصر.
واكد أن حماس من خلال هذا الخطاب اشترطت التراجع عن الخطوات التي اتخذتها السلطة ضد قطاع غزة مقابل حل اللجنة الادارية .
وحسب عوكل فان خطاب هنية لم يتطرق الى العلاقة مع النائب محمد دحلان، وانما تحدث عن المصالحة المجتمعية وبشكل عام دون خصوصيات.
واوضح أن الخطاب طالب بالتعامل مع حركة حماس باعتبارها حركة وطنية وذات بعد اسلامي، فيما اشار لوثيقة حماس باعتبار انها تؤسس لمرحلة جديدة .
وقال عوكل " أن هنية بدا مرتاحا وخرج بشكل قوي ولم يكن محشورا في الخيارات، وتطرق لقضايا متكررة وشركات وطنية مع الجهاد الاسلامي والديمقراطية في محاولة لاستقطاب فصائل فلسطينية اخرى الى جانبه".
خطاب تنصيب
من جهته اكد المحلل السياسي اكرم عطالله لوكالة معا على ماسبق بقوله ان خطاب هنية كان خطاب تنصيب رئيس المكتب السياسي لحماس وهو خطاب علاقات عامة يعكس شخصية هنية اكثر من حركة حماس.
واوضح ان الخطاب امتاز بطابع وطني وتطرق الى العلاقات الوطنية والاقليمية والانفتاح، وهو خطاب خلى من التوصيف الديني وكان شبيها بخطاب منظمة التحرير.
وقال عطالله ان خطاب هنية على الصعيد الداخلي عكس التوتر في العلاقة مع السلطة الوطنية ولم يتحدث بايجابية .
وتابع ان الخطاب مر مرور الكرام عن العلاقة مع دحلان وبخجل شديد، كما ان حديثه عن العلاقة مع مصر لم يحمل الكثير والجديد فقط كان شكر وتقدير.
واكد عطالله ان هذا الخطاب لا يحمل حركة حماس للعالم.
وفيما يتعلق باللجنة الادارية قال أن الخطاب تطرق اليها بعكس ماهو مطلوب من حماس وهو حل اللجنة الادارية وانما اعادنا للمربع الاول بان هذه اللجنة لن تحل الا بشروط حماس.
الجديد فيما يتعلق بالمقاومة
كما ان الجديد في الخطاب هو اعتماد حماس اساليب منظمة التحرير في مقاومة الاحتلال من خلال تعزيز المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة "بي دي اس" وهو تطور في خطاب حماس السياسي.
فتح ترد
من جهتها قال حركة فتح "إن الخطاب ليس أكثر من حلقة جديدة من حلقات خداع الذات وخداع الآخرين التي يبدو انها الموهبة الوحيدة التي باتت لدى حماس لأن كل ما فعله الرئيس الجديد للمكتب السياسي اسماعيل هنية هو التلاعب بالكلمات واستثارة المشاعر وتأليب العواطف لكن دون أي مضمون عملي فنراه يوزع الوعود يمنة ويسارا بين جمهور اتباعه وهو أول من يعرف ان تنفيذ هذه الوعود ليس ممكنا طالما ان حماس بقيت متقوقعة داخل فقاعة الانقلاب كما هو حالها منذ ذاك اليوم المشؤوم قبل عشر سنوات وحتى اليوم".
وقال منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح " ان حديث هنية عن الذهاب لإنتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية فهو أيضا ذر للرماد في العيون والكل يعرف ان حماس هي التي رفضت عشرات المرات كل دعوة صادقة صدرت عن السيد الرئيس او عن أي من إخوانه في القيادة الفلسطينية لأجراء الانتخابات الرئاسية للخروج من مأزق الانقسام البغيض".وقال يعكس خطاب هنية نفس المنطق واللغة التي تميز بها من وصف بالبرنامج السياسي الجديد لحركة حماس الذي أضحى ورقة هلامية لا وضوح لأي موقف سياسي فيها وكأن حماس على ثقة بأن استعارة بعض المفردات من هنا او هناك تكفي لأن تفتح دول العالم ذراعيها لاستقبال القيادة الحمساوية الجديدة. وان خطاب هنية افتقر الى كل إشارة الى أولويات البيت الفلسطيني وضرورة إنهاء الانقسام وإعادة العربة الفلسطينية الى السكة بدل ان تولغ حماس في انقلابها وتسعى لسلخ القطاع نهائيا عن فلسطين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسماعيل هنية - آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية   إسماعيل هنية  -  آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية Emptyالخميس 06 يوليو 2017, 9:46 am

















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
إسماعيل هنية - آراء ومواقف: حماس: قراءة في الرؤية وتجربة الحكم ... أ.إسماعيل هنية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آراء ومواقف: حماس: قراءة وتقييم للتجربة . . . د.موسى أبو مرزوق
» إسماعيل هنية.. الواجهة السياسية والدبلوماسية لحماس
»  كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية 28/2/2024
»  إسماعيل هنية: إذا أرادها العدو معركة طويلة فنحن مستعدون لذلك
» كلمة إسماعيل هنية اليوم 10/3/2024

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: شخصيات من فلسطين-
انتقل الى: