عدم الدخول على السلاطين : ـ
وإياك : والدخول على السلاطين ، ووطء بساطهم ومحلهم والتقرب إليهم ، فإن النَّبيَّ {صل الله عليه وسلم} قال : ( إياك والدخول عليهم فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولم يرد على الحوض ومن يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض )80 *
وإنْ اضطررت إلى ذلك : فلا تحرمهم النصيحة ، وأمرهم بالمعروف ، وانهاهم عن المنكر ، فإنه روى عن النَّبيِّ {صل الله عليه وسلم} أنه قال : ( أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه ) 81 * .
ـــــــــــــ
80 *00]له ما يؤيده في ( سنن النسائي ) أخبرنا هارون بن إسحق قال حدثنا محمد يعني ابن عبد الوهاب قال حدثنا مسعر عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال : { خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة وأربعة أحد العددين من العرب والآخر من العجم فقال اسمعوا هل سمعتم أنه ستكون بعدي أمراء من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس يرد علي الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض } تحقيق الألباني : صحيح ، انظر ما قبله ( 4207 ) ، وروى أحمد ابن حنبل في مسنده : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل عن يونس عن حميد بن هلال أو عن غيره عن ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي صل الله عليه و سلم قال : { إنها ستكون أمراء يكذبون ويظلمون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منا ولست منهم ولا يرد على الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض } تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين ].
81 *00]ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة ـ المختصرة وقال : ( صحيح ) { سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله } ].
عدم ازدراء نعم الله : ـ
وأقلل : من الدخول ، على المترفهين : أبناء الدنيا ، فإنَّ الدخول عليهم ، والنظر في زينتهم ، يُصّغر في عينك ، عظيم نعم الله عليك ، فإنَّ الله تعالى يقول لنبيه عليه السلام:( { وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى } طه 131 ).
وقال النَّبيُّ {صل الله عليه وسلم} : ( انظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك فإنه أجدر ألا تزدرى نعم الله عليك ) 82 *
ولا تهتم بشيء من الدنيا ، فإنه عن يحيى بن معاذ ، أنه قال : الدنيا عدمٌ ، لا تساوي غم ساعة ، فكيف بغم طول عمرك فيها ، مع قليل نصيب منها.
طالب نفسك بما هو أولى : ـ
وطالب نفسك ، في كلّ وقت ، بما هو أولى بك ، في ذلك الوقت ، فإن سهل ابن عبد الله قال : وقتك أعزّ الأشياء عليك ، فاشغله بأعزّ الأشياء.
وقال بعضهم : وأعزّ شيء لك ، قلبك ووقتك ، منيعتهما جميعا ، واترك مالا يعنيك من الأفعال والأقوال والحركات والسعي ، فإنَّ النَّبيَّ {صل الله عليه وسلم} قال : ( مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ) 83 *
ـــــــــــــ
82 *00]رواه الطبراني في المجم الكبير : وهو جزء من حديث طويل : عن أبي ذر ].
83 *[تحقيق الألباني : صحيح ].
عليك بالإخلاص : ـ
والزم : الإخلاص ، في جميع أفعالك وطاعتك وتصرفاتك ، لأنَّ الله تعالى يقول
: ( { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء .... } البينة 5 ) ، وروى عن النَّبيِّ {صل الله عليه وسلم} أنه قال : ( أخلص العمل يكفيك القليل منه ) 84 *
وطالب نفسك بالصدق في إخلاصك ، وفي جميع تصرفاتك ، فإنَّ كلّ حال خلا من الصدق ، فهو هباء ، قال الله تعالى : ({ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ... } الأحزاب 23 ) ، وقال النَّبيُّ {صل الله عليه وسلم} : ( ... الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ ... ) 85 *
أكثر من الاستغفار : ـ
وداوم التفكر ، فيما سبق منك من المخالفات ، فإنَّ النَّبيَّ {صلى الله عليه وسلم} كان دائم التفكر متواصل الأحزان ، وتفكر ، في تفكيرك ، ما ارتكبته من المخالفات والذنوب ، فجدد لك ، وخذ بالتذكر ندما وتوبة واستغفارا ، فإنَّ النَّبيَّ {صل الله عليه وسلم} قال : ( الندم توبة )86 * وقال عليه السلام : ( من اكثر الاستغفار جعل الله له من كل غم فرجا ومنكل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ) 87 * ، وقال عليه السلام : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) 88 *.
ـــــــــــــ
84 *00]جاء في كتاب جامع الاحاديث : أخلص العملَ يجزيك منه القليلُ (الديلمى) { كنوز الحقائق } ] //85 *00]جزء من حديث متفق عليه ] // 86 *00]حديث صحيح ] // 87 *[تحقيق الألباني : ضعيف // ضعيف الجامع الصغير ( 5829 )، ضعيف ابن ماجة ( 834 )، المشكاة ( 2339 ) // ، تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف] // 88 *[وقال المناوى (3/276) : قال ابن حجر : حسن ، حديث ابن عباس : أخرجه البيهقى (10/154 ، رقم 20350) وقال : هذا إسناد فيه ضعف ، حديث أبى عنبة الخولانى : أخرجه البيهقى (10/154 ، رقم 20349) ، وأورده : الذهبى فى الميزان (7/451 ترجمة 10800) ، ووافقه الحافظ فى اللسان (7/143 ترجمة 1707) : قال أبو حاتم : هو حديث ضعيف ،تحقيق الألباني : حسن الضعيفة].إياك وحب الدنيا : ـ
وأقلل من مخالطة أبناء الدنيا ، فإنهم يحملوك على طلبها ، والكثر منها ، والاشتغال بها عن الله تعالى ، والله تعالى قد نهاك عنها، وعرفك حالها بقوله تعالى : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ .... ) ألآية 89 * ، وعليك بصحبة الزهاد في الدنيا ، ومخالطة الصَّالحين والراغبين في الآخرة ، والتاركين حظوظهم عن هذه الدنيا الفانية ، طلبا بذلك رضي الله عنه ، والدار الآخرة ، فإنَّ الله تعالى ، أخبر عن الفريقين فقال : (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً{18} وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً{19} )90 * ،جعل عاقبة طالبي الدنيا ، من أي وجه كأن : المحبين لها والراغبين فيها نار جهنم خالدين فيها ، وجعل عاقبة طالبي الآخرة والساعين لها ، سعيا مشكورا ، والسعي هو حسن الإقبال على الله ، والقيام بين يديه والرغبة فيما عنده ، فشكر الله لهم سعيهم ، وبلغهم أفضل مطالبهم ومرادهم ، وهو مجاورته والنظر إليه قال تعالى : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ{54} فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ{55} )91 * ، وقال تعالى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ{22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ{23} ) 92 * .
ـــــــــــــ
89 *00]{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } الحديد 20 ] // 90 * ]سورة الإسراء ] // 91 * 00]سورة القمر ] // 92 * 00]سورة القيامة].
وقلل من الدنيا ما أمكنك ، إلا مقدار الكفاية منها ، فإنها تشغلك عن طاعة ربك ، قال النَّبيُّ {صل الله عليه وسلم} : ( يكفيك منها ما سد جوعتك ووارى عورتك وإن كان بيتا يواريك كفاك فلق الخبز وماء الجر وما فوق الإزار حساب عليك ) 93 *.
عليك بطاعة الوالدين وصلة الأرحام : ـ
وأطع والديك ، فإنَّ الله تعالى ، قرن حقّهما بحقّه ، فقال تعالى : ( ... أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) 94 * ، وسئل النبي {صل الله عليه وسلم} : ( من أبر ؟؟ قال أمّك ، قيل ثمّ مَنْ ؟؟ قال أمّك ، قيل ثمَّ مَنْ ؟؟ قال أمّك ، قيل ثمَّ مَنْ ؟؟ قال أباك ثمَّ الأقرب فالأقرب )95 * .
ـــــــــــــ
93 *00]له ما يؤيده : { من أصبح معافى فى بدنه آمنا فى سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا : يا ابن جعشم : يكفيك منها ما سد جوعتك ووارى عورتك وإن كان بيت يواريك فذاك وإن كانت دابة تركبها فبخ فلق الخبز وماء الجر وما فوق ذلك حساب عليك } (الطبرانى عن أبى الدرداء) ، أخرجه الطبرانى كما فى مجمع الزوائد (10/289) قال الهيثمى : رجاله وثقوا على ضعف فى بعضهم ، قال البخارى : كان ابن عيينة يضعفه].
94 * 6600]وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } لقمان 14 ].
95 *00]له ما يؤيده في سنن أبي داود : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبَرُّ قَالَ « أُمَّكَ ثُمَّ أُمَّكَ ثُمَّ أُمَّكَ ثُمَّ أَبَاكَ ثُمَّ الأَقْرَبَ فَالأَقْرَبَ » قال الألباني : حسن صحيح].
وصل رحمك ، فان صلة الرِّحم : تزيد في العمر ، وقطيعة الرِّحم : من الكبائر ، فإنَّ النَّبيَّ : {صل الله عليه وسلم} يقول : ( الرِّحم شجنة من الرحمن ، يقول الله ، مَنْ وصلك وصلته ، ومن قطعك قطعته ) 96 *.
واحسن خلقك : لإخوانك وأصحابك وخدامك ومن ولاك الله أمره ، فإنَّ النَّبيَّ : {صل الله عليه وسلم} قال لمعاذ بن جبل ، لما بعثه إلى اليمن : ( أحسن خلقك للناس يا معاذ ابن جبل ) 97 * ، وقال عليه السلام :( أثقل ما يوضع في الميزان خلق حسن ) 98 * .
فضل إحسان الجوار : ـ
وأكرم جيرانك وأحسن إليهم ، فإنَّ النَّبيَّ : {صل الله عليه وسلم} قال : ( أحسن جوار من جاورك تكن مسلما ) 99 * ، وقال : ( مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِى بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ)100 * .
ـــــــــــــ
96 * 00]حديث صحيح رواه البخاري بلفظ : عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : { ( إن الرحم شجنة من الرحمن فقال الله من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته ) } ] // 97 *]ذكره الامام مالك في الموطأ ] // 98 *[ ذكره الحميدي في مسنده : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « إِنَّ أَثْقَلَ شَىْءٍ فِى الْمِيزَانِ خُلُقٌ حَسَنٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِىءَ »] // 99 *]جزء من حديث رواه ابن ماجة في سننه : حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو معاوية عن أبي رجاء عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم : { يا أبا هريرة كن ورعا تكن أعبد الناس وكن قنعا تكن أشكر الناس وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب } تحقيق الألباني : صحيح ، الصحيحة ( 506 و 927 و 2046 ) ] // 100 *00]حديث صحيح رواه البخاري ومسلم ].
وأعنْ مَنْ يستعين بك ، فإنَّ النَّبيَّ : {صل الله عليه وسلم} قال : (فإنَّ الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه المسلم ) 101 * .
واقبل : عذر ، من اعتذر إليك ، صادقا كان أو كاذبا ، فإن الله تعالى مدحنبيه يوسف عليه السلام : بقبول عذر إخوته بقوله : ( قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ ... ) 102 * ، وروى عن النَّبيِّ {صل الله عليه وسلم} أنه قال : ( من اعتذر إليه أخوه المسلم فلم يقبل عذره كان عليه مثل ذنب صاحب مكس ) 103 * .
ـــــــــــــ
101 *00]له ما يؤيده في صحيح الجامع الصغير : ( صحيح ) (حم م د ت هـ) عن أبي هريرة : ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة و من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة و من ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه و من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده و من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه )].
102 * 6600]قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } يوسف 92 ].
103 * 00]جاء في جامع الاحاديث :{ من اعتذر إليه أخوه المسلم من ذنب قد أتاه فلم يقبل منه لم يرد علىَّ الحوض غدًا } (أبو الشيخ عن عائشة) قال العجلونى (2/305) : رواه أبو الشيخ عن عائشة مرفوعًا ، ورواه ابن ماجة في سننه : حدثنا علي بن محمد . حدثنا وكيع . حدثنا سفيان عن جريج عن ابن ميناء عن جوذان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : { ( من اعتذر إلى أخيه بمعذرة فلم يقبلها كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس ) } حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن العباس بن عبد الرحمن ( هو ابن ميناء ) عن جوذان عن النبي صل الله عليه و سلم مثله في الزوائد رجاله ثقات إلا أنه مرسل : قال أبو حاتم جوذان هذا ليست له صحبة وهو مجهول ، ( مكس ) المكس هو أخذ العشر ، والماكس هو العشار ، قال الشيخ الألباني : ضعيف ].
تعلم كيف تعامل الكبير والصغير : ـ
ولا تهتك ، عن مسلم سترا ، فإنَّ النَّبيَّ {صل الله عليه وسلم} قال : (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته في الدنيا والآخرة ) 104 * .
وقابل القطيعة ـ بالصلة ، والإساءة ـ بالإحسان ، والظلم ـ بالصبر والغفران ، فإنَّ النَّبيَّ {صل الله عليه وسلم} قال : ( صل من قطعك واعف عمن ظلمك وأحسن إلى من أساء إليك ) 105 *.
واجتنب الحسد في أمور الدنيا : ـ
فإنَّ النَّبيَّ {صل الله عليه وسلم} قال : ( لا تحاسدوا .... ) 106 * .
وعظم الأكابر ، وارحم الأصاغر ، لقوله {صل الله عليه وسلم} (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا )107 * .
ـــــــــــــ
104 *[ له ما يؤيده في صحيح ابن ماجة : ( صحيح ) حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا محمد بن عثمان الجمحي حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صل الله عليه و سلم قال : { من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته } * ( صحيح ) التعليق الرغيب 176 / 3 ، الصحيحة 2341 ].
105 *[ له ما يؤيده فقد ذكر الشيخ ألالباني في السلسلة الصحيحة ـ المختصرة : { صل من قطعك وأحسن إلى من أساء إليك وقل الحق ولو على نفسك } ، ( صحيح ) ، عن عليّ رضي الله تعالى عنه ، قال : لما ضممت إليّ سلاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجدت في قائم سيف رسول الله صل الله عليه وسلم ، رقعة فيها ـ فذكره ].
106 *00]جزء من حديث صحيح رواه الامام مسلم رحمه الله تعالى :عن قتادة عن أنس : أنَّ النَّبيَّ صل الله عليه و سلم قال : { لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا } ].
106 *00]له ما يؤيده في سنن الترمذي : حدثنا محمد بن مرزوق البصري حدثنا عبيد بن واقد عن زربي قال سمعت أنس ابن مالك يقول جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له فقال النبي صل الله عليه وسلم : { ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا } قال وفي الباب عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة وابن عباس وأبي أمامة قال أبو عيسى هذا حديث غريب وزربي له أحاديث مناكير عن أنس بن مالك وغيره ، تحقيق الألباني : صحيح ، الصحيحة ( 2196 ) ].
الزم الحياء : ـ
والزم الحياء ، فإنَّ النَّبيَّ {صل الله عليه وسلم} قال : ( الحياء من الإيمان ) 108 * ، وقال : ( الحياء خير كله ) 109 * .
وتواضع للفقراء ، ولنْ لهم وارفق بهم ، فإنَّ الله تعالى ، عاتب فيهم نبيه عليه السلام فقال تعالى : ( وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ... ) 110 * .
وتكبر على الأغنياء ، فإنَّ سفيان الثوري قال : التكبر على الأغنياء ، يوصل الحقوق إلى أربابها ومستحقيها.
أو غنيا : يكون مُستغنيا بربه ، لا شيء من عروض الدنيا ، فإنه روى عن النَّبيِّ {صل الله عليه وسلم} أنه قال : ( الغني الشاكر له مثل أجر الفقير الصابر ) 111 * .
ـــــــــــــ
108 *00]متفق عليه ].
109 *00]حديث صحيح رواه مسلم رحمه الله تعالى ].
110 *00]{ وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ } الأنعام 52 ].
111 *00]لم أجد له نصا في برنامج المكتبة الشاملة : الا في سنن ابن ماجة ولكن بلفظ : حدثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي . حدثنا عبد الله بن جعفر . حدثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عبد الله بن أبي حرة عن عمه حكيم بن أبي حرة عن سنان بن سنة الأسلمي صاحب النبي صلى الله عليه و سلم قال : - قال رسول الله صل الله عليه و سلم : { ( الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم الصابر ) } في الزوائد إسناده صحيح . ورجاله موثوقون ، وليس لسنان بن سنة عند ابن ماجة سوى هذا الحديث ، وليس له شيء في الكتب الخمسة الأصولية ، قال الشيخ الألباني : صحيح ].
وشاور أمورك ، الذين يخشون ربهم بالغيب ، ومن يتق الله بدينه وأمانته ، فإنَّ الله تعالى قال لنبيه عليه السلام : ( .... وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ... ) 112 * .
وإذا صحَّ عزمك ، بعد المشورة ، فتوكل على الله وحده ، واقطع شركك عن الخلق ، فإنَّ الله تعالى يقول : ( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ ) 113 *.
والتوكل هو : أنْ تكلّ أمورك بالكلية ، إلى الله سبحانه وتعالى ، وترضى بحسن اختياره لك ، وليكفيك تدبيره فيك.
عليك بالرفق : ـ
وتودد ، إلى إخوانك وأصحابك ، بالاصطناع إليهم ، والرفق بهم ، فإنه روى عن النَّبيِّ {صل الله عليه وسلم} أنه قال : ( اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى من ليس هو أهله فان لم يكن أهله كنت أهله ) 114 * ، وقال عليه السلام : ( ما دخل الرفق في شيء إلا زانه ولا دخل الخرق في شيء إلا شانه ) 115 * .
ـــــــــــــ
112 * ، 113 * 6600]فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } آل عمران 159 ] // 114 *00]جاء في جامع الأحاديث : { اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى غير أهله فإن أصبت أهله أصبت أهله وإن لم تصب أهله كنت أنت أهله } ( ابن لال ، والخطيب فى رواة مالك عن ابن عمر ، ابن النجار عن على ) ، حديث ابن عمر : أخرجه أيضاً : الرافعى من طريق ابن لال (1/203) وأورده الغمارى فى فتح الوهاب (2/32 ، رقم 489) وعزاه للخطيب فى رواة مالك ، والدارقطنى فى غرائبه ، وقال : قال الخطيب : لا يصح عن مالك ، وقال الدارقطنى : إسناده ضعيف ، ورجاله مجهولون ، وقال الحافظ فى اللسان (2/35) : هذا إسناد مظلم وخبر باطل ، حديث على : أخرجه أيضاً : القضاعى (1/436 ، رقم 747) ، والدارقطنى فى العلل (3/107) ] // 115 *00]له ما يؤيده في صحيح مسلم رحمه الله تعالى وخاصة ما يتعلق بالرفق في شطر الحديث : عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِى شَىْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَىْءٍ إِلاَّ شَانَهُ » ، وأما شطره الثاني فله ما يؤيده في الأدب المفرد للامام البخاري رحمه الله تعالى : عن أنس عن النبي صل الله عليه و سلم قال : { لا يكون الخرق في شيء إلا شانه وان الله رفيق يحب الرفق } قال الشيخ الألباني : صحيح].
وعود لسانك الصدق ، والنطق بالخير ، والقول به ، فإنَّ النَّبيَّ {صل الله عليه وسلم} قال : ( وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ) 116 * ، وأخذ أبو بكر الصَّديق رضى الله عنه :بلسان نفسه ، ينصحه ، وجعل يقول هذا الذي أوردني الموارد.
أنصف الخلق من نفسك : ـ
وصن نفسك ، وسمعك عن الاستماع ، إلى الكذب والغيبة والبهتان والفضول ، فإنَّ الله تعالى يقول : ( ... إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) 117 * .
وقال عليه السلام : ( المستمع شريك القائل )118 * .
وانصف الخلق من نفسك ، ولا تطالبهم بالإنصاف ، فإنه روى عن النَّبيِّ {صل الله عليه وسلم} أنه قال : ( أشرف الأعمال ذكر الله عزَّ وجلَّ ، وإنصاف الخلق من نفسك ) 119 * ،
وأدمن التوبة ، في كلِّ وقت مع نفسك ، فإنَّ النَّبيَّ {صل الله عليه وسلم} قال : ( إني لأتوب إلى الله ، في اليوم مائة مرَّة ) 120 * .
ـــــــــــــ
116 * 00]رواه ( الطيالسى ، وأحمد ، والترمذى - حسن صحيح - وابن ماجه ، والحاكم ، والبيهقى فى شعب الإيمان عن معاذ ) ] //117 *6600]وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } الإسراء 36 ] // 118 *00]لم أجد له نصا في برنامج المكتبة الشاملة والله تعالى أعلم ] // 119 * 00]لم أجد له نصا في برنامج المكتبة الشاملة والله تعالى أعلم ] // 120 * 00]له ما يؤيده في صحيح الامام مسلم رحمه الله تعالى : عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنِ الأَغَرِّ الْمُزَنِىِّ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صل الله عليه وسلم- قَالَ : { « إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِى وَإِنِّى لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِى الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ » }].
عليك بذكر الله : ـ
واجتنب أكل الحرام ، والشُّبهات ، وطعام الفساق ، والقعود على موائدهم ، خصوصا مال السُّلطان وعماله ، فإنَّ النَّبيَّ {صلى الله عليه وسلم} قال : ( كل لحم نبت من السحت فالنار أولى به ) 121 * ، ونهى النَّبيُّ {صل الله عليه وسلم} : عن الإجابة ، إلى طعام الفاسقين.
وراقب الله تعالى ، في خلواتك وأفعالك وأحوالك ، فإنَّ اللهَ تعالى يقول : ( .... إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) 122 * ، وداوم على ذكر الله ، فإنك تستجلب بذكرك له ، قال الله تعالى : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ .. ) 123 * ، وقال عليه السلام : ( يقول الله تعالى ، من شغله ذكرى عن مسألتي ، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ) 124 * .
ـــــــــــــ
121 *00]له ما يؤيده في كتاب جامع الاحاديث : { كل لحم أنبته السحت فالنار أولى به } قيل وما السحت ؟؟؟ قال الرِّشوة فى الحكم (ابن جرير عن ابن عمر) أخرجه ابن جرير (6/241)] // 122 *00]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } النساء 1 ] // 123 *00]فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ } البقرة 152 ] // 124 *] رواه : ( البخارى فى خلق أفعال العباد ، وابن شاهين فى الترغيب فى الذكر ، وأبو نعيم فى المعرفة ، والبيهقى فى شعب الإيمان عن عمر ، البيهقى فى شعب الإيمان عن جابر )حديث عمر : أخرجه البخارى فى خلق أفعال العباد (ص 109) والبيهقى فى شعب الإيمان (1/413 ، رقم 572) ، حديث جابر : أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (1/413 ، رقم 573) ، وأخرجه أيضًا : القضاعى (1/340 ، وروا الترمذي في سننه : عن أبي سعيد قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم : { يقول الرب عزَّ وجلَّ ، من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه } قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب ، تحقيق الألباني : ضعيف ، المشكاة ( 2136 ) ، الضعيفة ( 1335 ) // ضعيف الجامع الصغير ( 6435 )].
النصح لكلِّ مسلم : ـ
واقللْ الضحك ، فإنه روى عن رسول الله {صل الله عليه وسلم} أنه قال : ( ... كثرة الضحك تميت القلب ) 125 * .
وقرب أجلك ، وبعد أملك ، فإنه عون لك على الخيرات ، وحكي عن الجنيد ، أنه قال : من كان في طرفي ، فهو فان .
والله تعالى يقول : ( ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ .. ) 126 * ، الآية.
والنَّبيُّ عليه السلام : رسم خطين ، وقال : ( ... هذا ابن آدم وهذا أجله وثم أجله ) 127 * .
وأكثر نصيحة الخلق ، فإن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : (بايعت رسول الله {صل الله عليه وسلم} على النصح لكلِّ مسلم )128 * .
واعلم : أنك لا تصل إلى شيء ، مِمَّا ذكرته لك ، إلا بتوفيق الله سبحانه و تعالى.
ـــــــــــــ
125 *[ قال الشيخ الألباني : صحيح رواه البخاري في الأدب المفرد : عن أبى هريرة عن النبي صل الله عليه و سلم قال : { لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب } ].
126 *6600]ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } الحجر 3 ].
127 *00]له ما يؤيده في سنن الترمذي : ( سنن الترمذي ) حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم : { هذا ابن آدم وهذا أجله ووضع يده عند قفاه ثم بسطها فقال وثم أمله وثم أمله وثم أمله } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن أبي سعيد ].
128 *[ رواه مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه ].
الخاتمة
وصية الشيخ عليه رحمة الله.
وداوم المجاهدة ، وأكل الحلال ، وغض البصر عن الحرام ، والشُّبهات ، وحفظ اللسان عن الخنا ، ومراقبة القلب ، ومراعاة السِّر ، والشفقة على الخلق ، والنصيحة لهم ، وكثرة الالتجاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى ، أن يرزقك هذه المقامات ، واتهام النفس ، وسوء الظن بها ، وحسن الظن بالخلق ، والتحبب إلى أولياء الله سبحانه وتعالى ، بالمحبة لهم ، والإحسان إلى الفقراء ، وما يجرى مجرى هذه الأخلاق الجميلة.
واعلم :
يا أخي أكرمك الله بطاعته : أني أوصيك ، بما أوصيك به ، ولا يعلم أحد ، أشد تضييعا لها مني ، وأقرب الخلق إلى محل الشقاوة من يعظ ولا يتعظ ، ويرضى بالخير ، وإني أسأل الله تعالى ذكره ، أن يزيل عنا غطاء الغفلة ، ويهتك عنا حجب الظنون.
فأوصيك :
ولاك الله برعايته ، أن تدعو لي بالتوبة أوقاتك ، لعل الله تعالى يكرمني فيها بمنه ، أنه وليّ ذلك والقادر عليه ، وصلَّى الله على سيدِّنا مُحمَّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم.
والحمد لله رب العالمين آمين ـ تم.
قصيدة استغاثة
إليكَ مددتُ الكف في كلِّ شدَّة ومنك وجدت اللطف من كلِّ جانب
وأنت ملاذي والأنام بمعزل هل مستحيل في الرَّجاء كواجب
وإني لأرجو منك ما أنت أهله وإن كنت خطاء كثير المعايب
رجاؤك رأس المال عندي وربحه وزهدي في المخلوق أسنى مناقب
فحققْ رجائي فيك يا رب واكفني شماتة أعدائي وأسوة صاحب
ومن أين أخشى عدوا وإساءة وسترك خلفي من جميع الجوانب
فيا محسنا فيما مضى أنت قادر على اللطف في حالي فحسن عواقب
تم ذلك بحمد الله.
.................................................. .................................................. ......
يارب : أجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم وأنفعنا به في الدارين آمين.
رَبِّ أَوْزِعْنِي
أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ
الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ
وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي
إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ
وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً
آمين