ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: لماذا التعليم أفضل.. حتى في دول فقيرة !؟ الثلاثاء 23 يونيو 2015, 1:30 am | |
| [rtl]لماذا التعليم أفضل.. حتى في دول فقيرة !؟[/rtl] د. زيد حمزة [rtl]
تتوالى سورات غضبناً على التعليم العالي بسبب تدهوره المؤسف الذي أعقب انتشاءنا بتوسعه الكمي ليبلغ عدد جامعاتنا اثنتين وثلاثين وفي صفوفها ثلاثمائة ألف من ابنائنا وبناتنا يفوقون قدرتها الاستيعابية.. وما أن يهدأ روعنا قليلا في انتظار توصيات لجان تشكل تباعاً للدرس والتقييم في محاولة الخروج بنا من هذا المأزق دون جدوى، حتى نجد أنفسنا نثور مرة أخرى لسبب آخر لا يقل خطورة هو هبوط مستوى التعليم في مدارسنا الى الدرجة التي تفضي حتماً الى مزيد من الفشل في التعليم العالي، والغريب هنا أن وزراء التربية في ربع القرن الاخير على الأقل، ولكي يمتصوا غضبنا ويخففوا من نقمتنا لم يتورعوا عن الانضمام الينا في الجأر بالشكوى من سوء التعليم والمناهج والترفيع التلقائي الذي يوصل عدداً من التلاميذ الى صفوف عليا وهم لا يقرأون ولا يكتبون، وآخر المطاف يتحدثون علناً عن كارثة امتحان التوجيهي الذي تحوّل في نظر الكثيرين الى مهرجان سنوي رديء فيه من الرعب والعنف والغش اكثر مما فيه من هيبة واحترام أو تقييم رصين ! آخر ما قرأت عن تقدم دول العالم في مضمار التعليم في المدارس تقرير صحفي أصابني بالدهشة والغيرة فبعضها فقيرة أي أن الثروة وحدها لا تحقق تعليماً أفضل، وقد أعدته Rowena Lindsay من هيئة تحرير مجلة Christian Science Monitor في الثالث عشر من أيار الماضي حول تصنيفٍ عالمي جديد أصدرته مؤخراً منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD ظهر فيه عدد من بلدان شرق آسيا على رأس القائمة، فقد احتلت سنغافورة المركز الأول وبعدها هونغ كونغ وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان مشكّلةً معاً الخمس الأوائل.. ثم جاءت الاربع التالية من اوروبا وبينها فنلندا واستونيا من دول الشمال، اما كندا فقد حصلت على المرتبة العاشرة، لكن المفاجأة المستغربة ان الولايات المتحدة جاءت في الدرجة الثامنة والعشرين، أي أدنى بكثير من الدول الأقل ثراءً وكمثل صارخ على ذلك احتلت فيتنام الموقع الثاني عشر ! والمنافسة في هذا التصنيف بُنيت على قدرات الطلبة في الحساب والعلوم وشملت أفضل 76 دولة في العالم لم يأت التقرير الصحفي على اسم دولة عربية واحدة بينها ! وقد كان الهدف من التصنيف كما قال للـ BBC مدير التربية في منظمة الـ OECD اندرياس شلايكر Andreas Schleicher هو مقارنة دول فقيرة وأخرى غنية مع الدول المعروفة بالريادة والقيادة في مجال التعليم وذلك لاكتشاف نقاط الضعف والقوة فيها وكيف حققت النجاحات الاقتصادية على المدى الطويل بواسطة تحسين نظام التعليم في مدارسها. ومن ابرز الامثلة على ذلك دولة سنغافورة التي كانت في عام 1960 تعاني من نسبة عالية من الأمية واقتصادها مترنح يتهاوى، لكنها منذ ذلك الوقت بدأت تشهد التحسن المذهل في كل المجالات بفضل اصلاح التعليم. وتساءل التقرير: ترى ما الذي جعل دولاً مثل سنغافورة وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية تسلك الطريق الصحيح وتنجح؟ فكان الجواب في قول مدير المنظمة خبير التربية والتعليم شلايكر: إنك لو زرت اي صف من صفوف المدارس في تلك البلاد (شرق أسيا) فسوف تتفاجأ بأن تجد كل طالب فيها مهيّأً وقادراً على النجاح المؤكد.. فهناك حماس كبير وتركيز شديد وتصميم لا حد له، ولا يعود نجاحهم للالتزام الكونفوشيوسي التربوي السائد فحسب بل ايضاً للاستثمار في المعلمين، حيث يجري اجتذاب جديٌ لاكثرهم امتلاكاً للموهبة، خاصةً في الحقول التي تواجه التحدي، وبذلك يتوفر لكل طالب معلمون ممتازون، يتلقون في سنغافورة مثلاً تدريبا خاصاً في المعهد الوطني للتربية ويحصلون على رواتب وعلاوات جيدة وينالون الحوافز على الاداء الرفيع..إنهم يقضون وقتاً أقل في التعليم ووقتا اطول في اعداد الدروس وارشاد الطلبة.. وبعد.. فما دام مسؤولونا لم ينجحوا حتى الآن في إخراج التعليم من ازمته ولم يستفيدوا حتى من دروس دول العالم التي لا تتذرع بضيق ذات اليد، فما بالنا لا نحيل المهمة لنقابة المعلمين، فهي الشريكة الخبيرة القادرة، إذا لم تعرقلها قوى سياسية واجتماعية.. بداخلها ! يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا بأذن خطي مسبق من المؤسسة الصحفية الاردنية - الرأي .[/rtl] |
|