التمر والنخيل.. أصالة في دنيا العروبة والإسلام

[rtl]التمر والنخيل.. أصالة في دنيا العروبة والإسلام[/rtl]

[rtl]

التمر والنخيل.. أصالة في دنيا العروبة والإسلام 0131fa400e018c0a4792940cd8f2557d

[/rtl]

[rtl]

أبواب- وليد سليمان - التمرة.. تلك الثمرة الحلوة واللذيذة والصغيرة الحجم.. هامة ومباركة ومفيدة لجسم الإنسان في كل الأوقات وكذلك للصائم الذي يبدأ إفطاره المسائي في رمضان.
في القرآن والحديث الشريف
ورد ذكر النخيل في القرآن الكريم في عدة آيات منها مثلاً:
( يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) ) [النحل آية 11
( وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67( ) [النحل آية 67
وفي الحديث الشريف قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فالماء، فإنه طهور) رواه الترمذي.
وقبل الذهاب للحديث حول التمور وزراعة النخيل في الأردن, وعن أهمية التمر للإنسان وصحته لابد من الرجوع إلى الكتاب التاريخي والحضاري الهام الذي كتبته المستشرقة الألمانية الشهيرة (زيغريد هونكه)وهو كتاب (شمس العرب تسطع على الغرب) حيث يدور حول أثر الحضارة العربية في أوروبا.
حيث جاء في الباب السابع «عرب الأندلس» وبالذات في الفصل الثاني منه والذي كان بعنوان (العالم كله مسجد كبير بُنيَ لي).
أول شجرة نخيل في الأندلس!!
وبالقرب من (قرطبة) زرع الأمير العربي عبد الرحمن الأول –صقر قريش- أول شجرة نخيل في الأندلس في حديقة قصره, الذي بناه على نظام آبائه في سورية.
وأصبحت تلك الشجرة أمّاً لكل أشجار النخيل في (قارة أوروبا) وها هو عبد الرحمن يحدثها في إحدى أغانيه وقصائده قائلاً:
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة
تناءت بأرض الغرب عن بلد النخلِ
فقلت: شبيهي في التغريب والنوى
وطول ابتعادي عن بنيَّ وعن أهلي
نشأتِ بأرضٍ أنتِ فيها غريبة
فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي... الخ.
ويعبر عبد الرحمن سليل البيت الأموي وأحد كبار شخصياته عن حنينه للوطن دائماً بمثل تلك الكلمات.
وكما زرع عبد الرحمن (شجيرات النخيل( في الأندلس فقد زرع كذلك فن البناء والموسيقى والشعر والحب، وتعهدها حتى ازدهرت وخرجت تحمل رسالتها للغرب عبر الحدود.

التمر والنخيل في الأردن
ومنذ حوالي ربع قرن ماضٍ, فقد اهتم الأردن كثيراً بزراعة النخيل عبر مزارع شاسعة في مناطق الأغوار الأردنية.. حيث تم استيراد أجود الأنواع من النخيل العربي لزراعته في الأردن, إذ أن المحاولة نجحت نجاحاً مذهلاً.. حتى صار الأردن من الدول المنتجة والمصدرة للتمور الفخمة لكثير من دول العالم.
وقد اشتهر الأردن مؤخراً بإنتاجه لحوالي ((20(( نوعاً جيداً من أنواع التمور الشهيرة منها مثلاً: البرحي, المجهول، الخلاص، خضراوي، دجلة، نور، زهدين السكري، زغلول، أحمر طلال، أصابع زينب، الخستاوي، صقعي، برني، دغل، عياش، لولو... الخ.
وصار لدينا هنا جمعيات خاصة بالتمور، ومصانع للتمور، ومزارع خاصة بالتمور، ومهرجانات عرض التمور وخاصة قبل شهر رمضان بفترة وجيزة للشراء.

فوائد مدهشة للتمر
إن بضع حبات من التمر تزيد في مفعولها عن فائدة زجاجة كاملة من شراب الحديد أو أخذ إبرة كالسيوم، لأن الحديد والكالسيوم موجودان في التمر بشكل طبيعي يتقبله الجسم ويتمثله بسرعة.
ويحتوي التمر على المغنيسيوم ، وقد لوحظ أن الذين يتناولون التمر بكثرة لا يعرفون مرض السرطان إطلاقاً.
والتمر غني بالمعادن كالفسفور، فهو أغنى من المشمش والعنب. والفسفور يدخل في تركيب العظام والأسنان. ويستخدم التمر لعلاج نقص البوتاسيوم.
كما أنه يحتوي على مضادات السرطان والمنشطات الجنسية, فإذا استخدم مع الحليب فإنه يزيد في الباءة يخصب البدن, فالتمر فيه معدن الفسفور وهو غذاء للحجيرات النبيلية وهي حجرات التناسل, وهذا يعطي القوة الجنسية بالإضافة إلى حامض الأرجنين وهو من الأحماض الأمينية الأساسية, وهذا الحامض له دوره المؤثر في الذكور حيث يؤدي نقصه إلى نقص تكوين الحيوانات المنوية, ومن ثم فله أهمية وخاصة لبعض من يعانون العقم.
يحتوي على هرمون البيتوسين الذي له خاصية تنظيم الطلق عند النساء, بالإضافة إلى أنه يمنع النزيف أثناء وعقب الولادة, ومخفض لضغط الدم عندما تتناوله الحامل.
يحتوي التمر على فيتامين (أ(، وهو موجود بنسبة عالية, تعادل نسبته في زيت السمك والزبدة. وفيتامين (أ( يساعد على زيادة وزن الأطفال, كما يحفظ رطوبة العين وبريقها وبذلك يضاد الغشاوة الليلية.
ويحتوي التمر على فيتامين ب1 وب2، ومن شأن هذه الفيتامينات تقوية الأعصاب, وتليين الأوعية الدموي, وترطيب الأمعاء وحفظها من الالتهابات والضعف.
ويصف الأطباء فيتامين ب1 للناقهين والرياضيين, أما فيتامين ب2 فيوصف في آفات الكبد وتشقق الشفاة وفي تكسر الأظافر وتشقق الجلد.
ومن العناصر النادرة والمهمة في التمر البورون، وهو يلعب دوراً كبيراً في الفيتامينات التي تكون ذات أهمية لعلاج الروماتيزم. وهناك تأثير للبورون على الهرمونات الجنسية.

السكاكر في التمر
والتمر غني بعدد من أنواع السكاكر كالجلوكوز (سكر العنب(، والفركتوز (سكر الفاكهة(, والسكروز (سكر القصب(، ونسبتها تبلغ حوالي 70%, ولذا فالتمر وقود من الدرجة الأولى.
والسكاكر الموجودة بالتمر سريعة الامتصاص سهلة التمثيل، إذ لا يحتاج امتصاصها إلى عمليات هضمية وعمليات كيماوية حيوية معقدة, وتستطيع المعدة هضم التمر وامتصاص السكاكر الموجودة فيه خلال ساعة أو بضع ساعة. وفائدة السكاكر الموجودة في التمر لا تنحصر في منح الحرارة, القدرة, النشاط, بل إنها مرة للبول وتغسل الكلى وتنظف الكبد.
يحتوي التمر على الألياف السللوزية، تكسبه الشكل الخاص به, وتساعد الأمعاء على حركتها الاستدارية, وبذلك تجعل التمر مليناً طبيعياً. ويساعد التمر على تجنب أمراض البواسير, وللوقاية من الإمساك, فتناول التمر والرُّطب مفيد للوقاية من الإمساك.[/rtl]