كلمات في العين والإبصار

كلمات في العين والإبصار

د. سُرى سبع العيش - هذه الكرة الهفهافة الشفافة الوديعة الجميلة الملونة الساكنة في جوف الحجاج في الرأس ذات اللحاظ والحركة الدائمة في شتى الاتجاهات ، تحوي الكثير من الشجون والفتون والأسرار.
عينان تتكاملان وتتوافقان في الحركة وانكسار الضوء، فتهبنا البصر السوي الرائع الحديد وتمتحنا رؤية مجسمة ثلاثية الأبعاد، فإذا اختلت إحدى العينين وقصرت عن اللحاق والتوافق في الحركات مع العين الأخرى كان هنالك الحول أو الشلل والصداع وكانت المصيبة في تشوه الوجه.
والمصيبة أكبر إذا أصاب المرض أو الحادث كرة العين بالضمور والهزال, واختفاء البريق وانعدام البصر، إنه التشويه الكبير الذي سيجلب الكثير من المعاناة والاضطرابات النفسية والمشاكل الاجتماعية وتضيق آفاق الحياة.
الكل ينظر في عين الآخر عندما يجدثه أو ينظر إليه، وكم عطلت عاهات العين وأخرت وأضرت في فرص العمر وضيقت آفاق الحياة أمام المصابين، وبخاصة النساء منهم أولئك الذين لم يلجأوا لطبيب العين المختص بعمليات التعديل العضلي أو الشكلي أو اللوني، يكفي إيلاما أن يشار إليهم غمز ا ولمزا بصفة العاهة التي يتفنن البعض في إطلاقها على المصاب.بدون رحمة. والتراث مليء بألقاب تشير لشخوص أصيبوا في البصر والعين, كالأعمى, والأعشى.

إنها العين التي تريك العالم زاهيا جميلا أو قبيحا معكرا ضبابي الحدود، لذلك لا بد من حمايتها كما تحمي طفلك الصغير صحيح أن لديها عوامل الحماية والدفاع الذاتي من أجفان وأهداب وطرْف ودموع تجرف الأجسام الغريبة وأعصاب حسية تتأهب لأي طارئ فتنبه المصاب وتستثيره بالألم الشديد ليطلب العون ويجاهد الطارئ وينفي أذاه, ولكن هنالك أمراض خطيرة قد تنسل للعين وتبيد البصر دون إعلان أو إشارات منذرة,أي لا ألم ولا احمرار ولا حرقة ولا حكة في العين, كما في داء الزرق الذي يحدث فيه ارتفاع ضغط العين وتحدث عتمات ومناطق عمياء في الساحة البصرية ويتقعَّر فيه قرص العصب البصري ويتكوب وقد يأتي يوم تعمى به العين إذا لم يعالج الإنسان المصاب.بالشكل الصحيح لذلك لا بد من قياس ضغط العين ولو مرة في السنة لمن تجاوز العقد الثالث من العمر، ليكتشف الداء ويعالج قبل أن يستفحل ويأتي على الكثير من البصر.
هنالك عوامل أذى كثيرة في الجو من غبار وعضويات ممرضة من جراثيم وفيروسات وطفيليات, وأجسام صلبة متطايرة, وأشعة بنفسجية مؤذية قد تسبب حدوث داء السَّاد أو تتلف البقعة في شبكية العين.
فلابد من ارتداء النظارات الملونة لتقطع الكثير من الأشعة المؤذية ولا بد من الامتناع عن التدخين والابتعاد عن المدخنين فالنيكوتين إضافة إلى فعله المسرطن فهو يهتك الطبقة الدمعية الملاصقة للقرنية فيصيب العين بالجفاف وقد يسبب أمراضا في الشبكية تتلف الرؤية في البقعة الصفراء المسؤولة عن الدقة في رؤية الألوان والتعرف على التفاصيل.
وما أكثر الشباب المدخنين في بلادنا وما أكثر النساء اللواتي يتعاطين استنشاق التبغ بالنرجيلة وهم يحسبون أنها وسيلة تسلية آمنة وفيها يكمن الخطر الكبير: السرطان وأذية العينين وضياع البصر، لا بد من حماية عيون الأطفال من الأدوات الحادة المؤنفة كالأقلام والأعواد والسكاكين والألعاب الطفولية الخطرة كالبنادق التي تطلق خرزات رصاصية تندفع داخل العين فتسبب النزيف وانفصال الشبكية والعمى. ويجب وضع النظارات الملونة على عيون الأطفال لحمايتهم عندما يلعبون أو يمشون في الطرقات معرضين لأشعة الشمس الحارقة ،ولا بد من حمايتهم من قضاء ساعات طويلة محدقين بالهواتف النقالة أو الحواسيب فذلك يسبب الجفاف ويسرع في حدوث حرج البصر.
ولا يجب التهاون مع تماس الأطفال بالحيوانات الأليفة كالقطط والجراء فكثيرة هي حوادث عمى العين المسببة عن تقبيل الأطفال لقططهم وكلابهم الصغيرة الملوثة فقد تنقل أكياس الطفيليات إلى الدم عن طريق الفم والتنفس وترقد في الشبكية وتصيبها بالأذى والالتهابات التي تذهب بالبصر.
ألا إنها العين أجمل ما في الوجه وإنها نعمة الإبصار التي بها تنعم وتحلو الحياة وبدونها تظلم الدنيا وينطفئ الضياء.

مستشارة طب وجراحة العين
زميلة كلية الجراحين الملكية- أدنبرة
عضو الأكاديمية الأمريكية لجراحة العيون

» أمراض العين احتقان العين واحمرارها bloodshot eyes
» مشاكل العين
» كسل العين الوظيفي
» موسوعة عن امراض العين
» احمرار العين له أسباب عدة