لماذا نتغيّر
( لماذا نتغيّر ) هي جملة اعتراضيّة في حدّ ذاتها لا تقفز إلى أذهاننا إلاّ في بعض الحالات النّادرة ،، و ذلك لأنّ الحياة تأخذنا يوميّا في تلابيبها و تختطفنا – قسرا و غصبا- إلى متاهتها ،، متاهات صنعها الإنسان بزعْم التحضّر و الترفّه لكنّ ما سعى إليه سقط و ارتدّ المُراد لينقلب – السّحر على السّاحر .
لماذا نتغيّر ؟
نتغيّر
لأنّ النّفوس ضاقت بأهلها ، الأذهان صارت منشغلة و دائمة التغطية ، تغطية جداول العمل اليومي ، مصاريف ، مشاكل ، تعطيلات ، عكسيّات ، مشاحنات ، صراع مع الأسعارو التكاليف ، معايشة للأوضاع المحلّية و العالميّة ،،
نتغيّر
لأنّ الضّغط النّفسي يملأ مكامننا ، غالب التساؤلات تبقى بلا أجوبة ، الوحدة القاتلة برغم كلّ الضوضاء التي تحيط بنا ، ،،،
نتغيّر
لأنّ ظروف الحياة و ملابساتها لا توفّر لنا إلاّ ما تمليه هي بقطع النّظر عن قناعاتنا ، محيطنا يفرض علينا أن نعيش للآخر في مقابل نسيان ذواتنا ،،،
نتغيّر
لأنّنا لم ندرك أو لم نستطع أن نحقّق التوازن المادّي / النّفسي ، لم نفلح في الحفاظ على ذلك ( الوليد ) فينا ، لم نقدّر عواطفنا حقّ قدرها و أهملناها فأهملتنا ،،،
نتغيّر
لأنّ دوائر النّسيان كثرت عندنا ، عقولنا أصابها التحجّر و باتت لا تبرح ترتيبة المعادلات الحسابيّة في كل مناحي حياتنا ،،
نتغيّر
لأنّنا سلّمنا أنفسنا إلى رسوم و ضرائب التحضّر و المدنيّة فلازمنا التكنولوجيا و الميكانيكا (فاستعبدتنا ) و لم نستطع إقلاع الإدمان عنها لنرجع إلى( بيولوجيا ) العيش
،،،
تغيّرنا ، و كان تغيّرنا مفروضا و مفرطا في السّلبيّة ، ضاعت منّا جماليّات العيش ،افتقدنا الإيقاع اللّذيد للأحداث و الوقائع و المناسبات و الأفراح و الأحزان أيضا ،،
تغيّرنا حتّى نسينا الإحساس و الحبّ و الحنان و العطف و سعة الصّدر و الملاطفة ، و العفو و الحلم و الوصال ، حتّى نسينا حلو الحديث و إتقان الإنصات ، حتّى نسينا الذوق السّليم و كثيرا من أصول و مميّزات [size=24]الزمن الجميل ،،،[/size]
تغيّرنا فتغيّر حالنا حتّى أصبحنا حلقة في سلسلة المُجريات الجافّة و أصبحنا بلا طعم ... و بلا رائحة أيضا ...!