ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: صلة الرحم في شهر الإحسان الخميس 02 يوليو 2015, 2:06 am | |
| [rtl] صلة الرحم في شهر الإحسان[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl]
بعد حبنا وتقديرنا ورعايتنا للوالدين دائما وابدا في شهر رمضان وطوال ايام العمر كذلك، لا بد من المحبة والعطف والانتباه والتواصل كذلك مع الاهل والاقارب والناس الآخرين من اجل زيادة المودة والمحبة وحب الله ورضاه. فلا جحود ولا نكران ولا تجاهل ما بين المسلمين الصائمين في هذا الشهر شهر الرحمة والاحسان والبركات والخيرات والتسامح. نحن نعرف ونعي ولكننا كذلك قرأنا لعلي فكري عن واجب الانسان نحو اخوته في رمضان وغيره: واجب الانسان نحو اخوته ان اخاك الذي والده والدك، وامه أمك، ودمه دمك، ولحمه لحمك، ولغته لغتك، ودينه دينك، لهو جدير باهتمامك ومعاونتك اياه وله حقوق عليك، ورجاء فيك، فلا تبخل عليه بالعناية والالتفات الى مصالحه، والاهتمام بها كاهتمامك بنفسك. قال تعالى في محكم كتابه: «....واجعل لي وزيراً من اهلي هارون اخي اشدد به ازري واشركه في امري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا». وقال الشاعر العربي:
اخاك اخاك إن من لا أخاً له كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح.
وهذا دليل على ان الاخ هو الساعد الايمن لاخيه، بل هو السلاح الذي يدافع به في معترك الحياة. وعلى الاخ واجبات كثيرة نحو أخوته: - يجب عليه محبتهم واحترامهم وحُسن معاملتهم، لانهم اقرب الناس اليه بعد والديه، وان يحب لهم ما يحب لنفسه، عملا بالحديث الشريف «لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». - وعليه ان يعتبر الاخ الاكبر في منزلة الوالد، فيعامله بالادب والمعروف، وان يذعن لنصائحه الطيبة، ويعمل بارشاداته النافعة. - كذلك ان يعامل اخوته الاصغر منه باللطف والاحسان، وان ينفق عليهم، ولا يتسبب في ضررهم او اذاهم، ويكون لهم مثال الاحترام والوقار، وعنوان الاستقامة والاعتبار .. فلا يشتمهم ولا يأخذ من ايديهم شيئا بغير رضاهم لان ذلك يسوءهم، ويُغضب والدهم، وله اذا رأى منه امرا غير لائق او خارجا عن حد الادب ان ينهاهم عنه باللطف واللين، وان يعرفهم ضرره، ويرشدهم للصواب. - وان يكون نصيرا لاخوته في كل ملمة، غير منتظر في ذلك سؤالا منهم، بل يساعدهم بما في قدرته، وان يسعى لما فيه مصلحتهم على قدر طاقته، والمحافظة على أسرارهم وان لا ينقل عنهم شيئا يلحق بهم ضررا، وإلا كان عدوا لهم!! وان يكون صادقا معهم قولا وفعلا. - وليتجنب الاخ معاداة اخوته، والوقوع معهم في مشاغبات او مخاصمات او مناقشات طمعا في ميراث او ثروة (يرثها عن والديه) فينفق وقته في الطعن والفساد. وبذلك يسيء الى نفسه، والى اخوته والى سمة ابيهم، ويحط من شرف أُسرته. وليكن على الدوام معهم، في وفاق واتحاد، لا نزاع ولا اختلاف، ليعيش معهم في راحة ومسرة وهناء. وذلك عملا بقوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم ..».
أفضل من المال يُقال لما مرض «قيس بن عبادة» استبطأ اخوانه في عيادتهم (زيارتهم) له، فسأل عنهم؟! فقيل له: انهم يستحيون مما لك عليهم من الدين. فقال: اخزى الله مالاً يمنع عني الاخوان من الزيارة، ثم امر من ينادي: من كان لقيس عنده مال فهو منه في حلٍ.. فكسرت عتبة بابه في العشيء لكثرة الزوار له.
واجبات الإنسان نحو أقاربه «من احب ان يُبسط له في رزقه وان ينسأ في اثره، فليصل رحمه» انه حديث شريف رواه البخاري.. فما اروع هذا الحديث ان نطبقه دائما وبالذات كثيرا في شهر رمضان. من هم اقاربك؟! انهم عمك وخالك وعمتك وخالتك، وابناء وبنات العم والخال، والاصهار، وهم اولى الناس بمحبتك واحترامك، لانهم اقرب الناس اليك بعد والديك واخوتك، فهم يحبونك كحبهم لانفسهم ويريدون سعادتك وراحتك. لذا عليك ايها الانسان ايها المسلم ايها الصائم: - ان تعامل الكبار من اقاربك معاملتك لوالديك، والصغار منهم معاملتك لاخوتك، وان تساوي بينهم في المودة، فلا تقطع عنهم مودتك، لان القرابة تحتاج الى المودة.. وبادر الى زيارة من يمرض منهم، ومواساة ضعيفهم، وشاركهم في افراحهم واحزانهم، وقم بزيارتهم كل فترة، وفي رمضان وفي الاعياد بالتأكيد. - وان مساعدة ذوي القربى واجبة، تدعوك اليها الشفقة، ورابطة القرابة، ولكن ليس من البر مساعدة الكسلان وتشجيعه على البطالة والكسل!! انما اكبر مساعدة من نقصته اسباب الكسب، وقال الله تعالى:»واولو الارحام بعضهم اولى ببعض». - وعليك ان تحافظ جهدك على توثيق عُرى المحبة والاتحاد بين جميع افراد الاسرة، واحذر من حصول منازعات منزلية تقضي على اسرتك بالتفريق والخراب. قال الله تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم». - وزيارة الاقارب وصلة الرحم من وقت لآخر جعلها رسول الله صل الله عليه وسلم سببا في سعة الرزق وفاتحة الخير وزيادته. - وسأل «معاوية» عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن المروءة؟! فقال: هي تقوى الله وصلة الرحم. وقال رجل لابنه في بعض وصاياه: يا بني لا تقطع القريب وان اساء، فان المرء لا يأكل لحمه وان جاع!!.
أمثلة على صلة الرحم كان الشيخ «عبدالله النديم» الكاتب المشهور، والاديب الوطني الغيور بَرَّاً بوالديه، وذوي قرابته، يصل من قطعه، ويصل رحمه، فقد كان يتسلم مرتبه من مصر والاستانة فلا يمضي زمن طويل على ذلك حتى يكون قد وزعه جميعه على الفقراء من أقاربه ذوي رحمه، ولا يحوجهم للطلب منه، ولا يلجئهم الى سؤال غيره. وكان كذلك الشيخ «محمد عبده» العالم الكبير والإمام الشهير، كان مُحسناً للفقراء والبائسين، معيناً للضعفاء والمحتاجين.. وكان ينفق راتبه على اقاربه، فلم يبق شيء منه!! لذا مات فقيراً ولم يترك سوى الذكرى الطيبة والأثر المحمود.[/rtl] |
|